تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأربعاء، أغسطس 26، 2009

من أخبار الأحيوات مع عقيل

لقبيلة الأحيوات مع عقيل أخبار كثيرة وقد كانت العلاقة فيما بينهما علاقة جيدة إلا انه قد تخللها بعض الحوادث عندما تعرضت بعض قوافل عقيل للسلب والنهب من بعض الأحيوات في وادي عربة وقد توفرت لدينا وثائق هامة بهذا الخصوص لعلنا نشير إلى بعضها في هذه الصفحة فيما بعد أما الآن فسنعرض أحد أخبار الأحيوات مع عقيل في فلسطين وفيما يلي نص الخبر :
قال الأستاذ إبراهيم المسلم : " أذكر أنه في 9 ربيع الثاني 1366 هــ الموافق 10 مارس 1947 م كنا نقيم بالقرب من قرية عربة وهي في مرتفع جبلي وكان الرعيان يذهبون للرعي في السهول القريبة فيما بين عرّابة وجنين وفي المساء عادت الإبل بدون الرعيان إلى مناخها الذي تعودت عليه ولم يكن معها أحد من الرعيان وقمت بإحصائها فوجدت أم جملين اعرفهما لم يعودا مع الإبل فقلت في نفسي لا بد أن الرعيان قد ركبوهما . وبعد مرور ساعتين وصل أحد الرعيان في حالة يرثى لها فسألناه عن سبب ورود الإبل بدونهم ، قال كنا نرعى في الوادي ما بينكم وبين جنين وفي أحد المنحنيات تركنا الإبل في تلعة ( جبال كونت دائرة وليس لها إلا مطلع واحد ) تنزل منها مياه الأمطار إلى حيث الوادي الكبير ، وبينما نحن جلوس خرج علينا ثلاثة من اللصوص معهم بنادق هددونا بالسلاح وكتفونا وكمموا أفواهنا وسرقوا جملين ، أحدهما كان الوالد يعتز به فقد اشتراه الوالد من عمان وهو ضعيف وبدأ يعتني به شخصيا حتى استرد عافيته وتعلق بالوالد فبمجرد أن يستدعيه باسمه يحضر إليه كان اسمه دهمان ، واقتاد اللصوص الجملين وتركونا في مكاننا ولم نستطع تخليص أنفسنا من الحبال حتى تجمع بعضنا حول بعض واستطعنا بعد جهد فك الحبال وقد حضرت إليكم أما زملائي فهم خجلون من الحضور . بعثنا إلى أصحابه وحضروا إلينا وفي الصباح ركبت مع أحد الرعيان إلى مركز الشرطة في جنين وأبلغت عن الحادث . حضر الوالد وسليمان الفوزان من غزة وأخبرناهم بالحادث فسألني الوالد عن العرب الذين يسكنون إلى جوارنا في المرتفعات وأبلغته أنهم من عرب الأحيوات من سكان بئر السبع وفي صباح اليوم التالي كان الوالد في بيت كبيرهم ويدعى سالم عليوي ما أن رأى الوالد حتى سلم عليه فهو يعرفه في أسواق بئر السبع فابلغه بالحادث فما كان منه إلا أن أسر إلى أحد رجاله وبدأ يكلمه بكلام حتى إذا فرغ التفت إلى الوالد قائلا : لا يكون لك فكر بكره تكون الجمال عندكم وفعلا لم يمض سواد الليل حتى كانت الجمال مع إبلنا دون أن يحس أحد بدخولها إلى المراح ، وأنتقلنا بعد ذلك إلى عرّابة ... " ( رحلتي مع العقيلات ص 152 ــ 153 )
وقد سرد الأستاذ إبراهيم المسلم مغامرة تعرض لها سليمان المطوع ورفاقه حينما تآمر أدلاؤهم وهم أربعة رجال وهم من غور الصافي على سلبهم إلا أنهم تمكنوا منهم وكانو قد دخلوا أراضي سيناء التي يجهلون دروبها إلى أن اقتربوا من مضارب بعض العرب فقرر سليمان المطوع السير وحده إلى العرب وكان ذلك عام 1948 م وقال : " .... وصلت إلى بيوت العرب وقد انبلجت الشمس ، قصدت أكبر البيوت فعادة العرب أن يكون البيت الكبير لزعيم القبيلة ، استقبلني صاحب البيت بترحاب وتركت لأبنائه العناية براحلتي ، وجلست أمام النار يصب لي القهوة ويسألني عن وجهتي ومن حديثه ولهجته عرفت أنه زعيم عرب الأحيوات وهؤلاء أصدقاء للعقيلات ولهم أعقاب في بئر السبع وأعرف بعض الشيوخ من أفخاذهم . تأكد لي أنه صديق فعرفته بنفسي وشرحت له ما حدث ، هب الرجل بنخوة العرب وغضب لهذه التصرفات وأشار إلى أحد أبنائه وركب جواده ليستدعي رفاقي وأعطيته كلمة السر . وصلت الإبل على مورد المياه التي تبعد عن مكان القبيلة حوالي خمسة كيلومترات ، جهزت الأحواض وشربت الإبل وقد بذل الشيخ عيضة وهذا اسمه كل مساعدة وعرفنا منه أننا على مورد قطية ، أما أبو خليل فقد استدعى الشيخ عددا كبيرا من عربه وأمامه أحضر المحماص الذي يحمص فيه القهوة وطلى وجوه الأربعة السواد أمام عربه وتركهم يندبون حظهم واقترحت على الشيخ عيضة أن يشتري لهم جمل للركوب ولم يقبل أن ترد صنعهم بهذا الكرم لكن ما حيلتي وقد نالوا ما يستحقونه فسواد الوجه عند العرب بشيء كبير ، وأقنعت الشيخ على أن أسلمه مبلغ خمسين جنيها وأتركهم يتدبرون مصيرهم بأنفسهم ، فقد رفضت القبيلة أن تبيع عليهم من جمالها فهم لا يستحقون . جهز شيخ القبيلة ثلاثة من عربه لمرافقتنا حتى العريش الذي وصلناه بعد ليلة طويلة .... " ( العقيلات ص 170 )

هناك تعليقان (2):

  1. أ رجو تحديد هل هم العقيلات أهل نجد والقصيم أم عقيل بن أبى طالب هذا مهم بالطبع
    حاتم عبدالهادى

    ردحذف
  2. أخي الكريم الأستاذ حاتم عبد الهادي
    المراد بعقيل هنا هم التجار الذين كانوا يقودون القوافل التجارية من بلاد نجد نحو بلاد الشام والديار المصرية وهي تضمّ أناساً من قبائل مختلفة وليس المراد بهم المنسوبون إلى عقيل بن أبي طالب رضي الله عنه

    ردحذف