يُعتبر البحث في الديار الأصلية للقبيلة التي قدمت وهاجرت منها من أهمّ ركائز البحث في تحقيق نسبها وبيان أصلها ومعرفة أماكن تواجدها القديمة والبيئة التي تتواجد فيها ومن كان يقطن حولها من القبائل ومعرفة الحواضر القريبة من بلادها وكلّ هذا يساهم في معرفة شيء عن عاداتها وأعرافها ولهجتها القديمة وإذا ما تطابق ما ورد عن ديار هذه القبيلة في نصوص الرحّالة القدماء والمحدثين مع ما يتوارثه شيوخها ونسّابتها وكبارها ورجالاتها في مختلف أماكن تواجدها فإنّ هذا يدلّ بما لا شكّ فيه أنّ هذا الموروث متواتر محفوظ في صدور الرواة على مرّ القرون وفي دراستنا لكلّ ما توفّر لدينا عن ديار قبيلة المساعيد القديمة وجدنا تطابقاً تامّا بين موروث القبيلة في عصرنا الحاضر وبين ما دوّنه الرحّالة والكتّاب خلال ما يزيد عن قرنين من الزمان ( القرنين الثالث عشر والرابع عشر بل والخامس عشر للهجرة ، التاسع عشر والعشرين بل والواحد وعشرون للميلاد ) وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ أوّلاً : اليمن
في موروث قبيلة المساعيد أنّ القبيلة هاجرت من بلاد اليمن وقد تبيّن لنا أنّ مُرادهم باليمن هو كلّ ما تجاوز مكّة المكرّمة جنوباً كما يدلّ عليه ما جاء في موروثهم عن وادي الليث كما سيأتي بيانه وهذا يتّفق مع ما قاله أهل العلم بهذا الخصوص ، قال الشَّيخ العلاّمة حمد الجاسر ــ رحمه الله تعالى ــ : " بادية مكّة وما حولها يطلقون اسم الشّام على ما هو واقعٌ شمال مكّة واليمن على ما هو واقعٌ جنوبها ومن ذلك تقسيمهم قبيلة هذيل إلى هذيل الشَّام وهذيل اليمن يعنون هذيلاً السَّاكنين شمال مكّة وهذيلاً جنوبها " ( [1] ) وقال الشَّيخ عاتق بن غيث البلادي : " الأقدمون يطلقون اليمن على كلّ ما حازت مكّة جنوباً " ( [2] ) والأمثلة عند القدماء كثيرةٌ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
1ــ أمول
قال ياقوت الحمويّ : " أمول مخلاف باليمن " ( [3] )
2ــ حِلْية
قال البكريّ في تحديد موضع أمول الآنف ذكره : " موضع تلقاء حَلْْية " ( [4] ) وقال في ذكر حَلْية : " أجمةٌ باليمن معروفة وهي مأسدةٌ " ( [5] ) وقال ياقوت في ذكر حَلْية : " مأسدةٌ بناحية اليمن " وأضاف يقول : " وقيل هو من أرض اليمن " ( [6] ) وحَلْية موضع حجازيّ يجاور أمول ويعرف اليوم بحَلْية متعان قال البلاديّ في تحديده لها : " هي صَدْر وادي العرج من نواحي اللّيث " ( [7] )
3ــ سَعْيا
قال البكري في ذكر سَعْيا : " بلد باليمن أو ما يليه " ( [8] ) وسَعْيا موضعٌ حجازيٌّ ، قال البلاديّ في ذكره : " وادٍ تهاميٌّ بين يلمْلم ومركوب " ( [9] ) ، ووادي يلمْلم وادٍ من أودية الحجاز العظيمة ، قال الشّيخ عاتق بن غيث البلاديّ في ذكره : " وادٍ فحلٌ من أودية الحجاز التّهامية يأخذ أعلى مساقط مياهه من شفا بني سفيان على قرابة 30 كيلاً جنوب غربيّ الطائف ثمّ يندفع غرباً في إنحدارٍ عميقٍ بين صلاهيج جبال فيمرّ بالسَّعدية ميقات أهل اليمن على طريق تهامة على 100 كيلٍ جنوب مكّة فيصبُّ في البحر جنوب جدّة على مسافة مرحلتين " ( [10] ) ، أمّا وادي مرْكوب فإنّه وادٍ يقع على نحو 140 كيلاً جنوب مكّة المكرّمة ينبع من جبال السَّراة شرقاً ويسير غرباً ليصبّ مياهه في البحر الأحمر غرباً ، قال البلاديّ : " مَرْكوب على وزن مَفْعول : وادٍ من أودية مكّة الجنوبيّة يمرُّ بين سعْيا واللّيث على 17 كيلاً جنوب سعْيا و 138 كيلاً جنوب مكّة " وقال : " يأخذ من الفُرَع جبالٌ بين يلمْلم شمالاً واللّيث جنوباً ثمّ ينحدر غرباً حتى يدفع في السَّاحل سكّانه عضل من بني شعبة " ( [11] )
قلت : يتّضح من هذا العرض أنّ المنطقة الواقعة إلى الجنوب من مكّة كانت تُعدّ من بلاد اليمن في إصطلاح العرب منذ عهدٍ قديمٍ جدّاً على يومنا هذا .
وفيما يلي محفوظات رواة قبيلة المساعيد في مختلف أماكن تواجدهم أنّ القبيلة هاجرت من بلاد اليمن وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ أوّلا : النصّ المدوّن
قال المستشرق الألماني البرخت زيمه في كتابه الصَّادر في مدينة هالة الألمانيّة عام 1875 م في ذكر بعض قبائل شماليّ الحجاز : " .. الحويطات وإلى جانبها وجانب بني عقبة توجد قبيلة المساعيد التي تقول أنها هاجرت إلى المنطقة من اليمن " ( [12] )
وقال الرّحّالة التُّركي نعمان قسطلي في ذكر مقام المنطار حين مروره بغزّة نهار الثلاثاء الموافق 20 / 4 / 1875م : " بها مقام يسمّونه بالشَّيخ عليّ المِنْطار يزعمون أنّه من أهل اليمن " ( [13] )
قلت : عليّ المنطار هو سليمان أبو علي المِنْطار أمير قبيلة المساعيد ، قال نعوم شقير في ذكر الأمير سليمان المِنْطار المسعودي : " ... فدفنوه بإكرامٍ وبنو قبّةً فوق قبره لا تزال قائمةً والعرب تزورها إلى اليوم " ( [14] ) وقال عارف العارف فيما كتبه عام 1362 هــ 1943 م في ذكر تلّ المِنْطار : " وفيه مزارُ الشَّيخ عليّ أبو سليمان وعلى قول اسمه سليمان وكنيته أبو عليّ وأُشتهر بالمِنْطار ، كان جامعاً واليوم مزارٌ فقط " ( [15] ) وقد جاء في بعض وثائق غزّة الشَّرعيّة ذكر المِنْطار ففي وثيقةٍ تعود إلى عام 1277 هــ ذكر وليّ الله تعالى الشَّيخ أبو عليٍّ المِنْطار ( [16] )
قلت : بيّن لنا النصّان المتقدّمان أنّ قبيلة المساعيد هاجرت من بلاد اليمن وأنّ أميرهم الأمير سليمان المنطار من أهل اليمن
2ــ الموروث القبلي
المحفوظ عند قبائل المساعيد في مختلف أماكن تواجدهم أنّ القبيلة هاجرت من بلاد اليمن وفي الجدول التالي بيان ذلك :[1] العرب ، سنة 20 ، ص 290 ــ 291[2] مُعجم معالم الحجاز ، ج 1 ، ص 144[3] معجم البلدان : رسم أمول[4] مُعجم ما أستعجم : رسم أمول[5] المصدر السّابق : رسم حلية[6] مُعجم البلدان : رسم رسم حلية[7] مُعجم معالم الحجاز ، ج 3 ، ص 53[8] مُعجم ما أستعجم : رسم سعيا [9] مُعجم معالم الحجاز ، ج 5 ، ص 202[10] المصدر السّابق ، ج 10 ، ص 28 ــ 29[11] المصدر السّابق ، ج 8 ، ص109[12] شبه الجزيرة العربية في كتابات الرَّحالة الغربيّين في مائة عام " 1770 ــ 1870 م " ، ص 12[13] السِّياحة وبعض آثار جبل الخليل ــ قسم 1 ــ ، ص39[14] تاريخ سيناء ، ص 118[15] تاريخ غزّة ، ص 354[16] غزّة دراسةٌ عمرانيّةٌ واجتماعيّةٌ واقتصاديّةٌٌ ، ص 11
1ــ أوّلاً : اليمن

في موروث قبيلة المساعيد أنّ القبيلة هاجرت من بلاد اليمن وقد تبيّن لنا أنّ مُرادهم باليمن هو كلّ ما تجاوز مكّة المكرّمة جنوباً كما يدلّ عليه ما جاء في موروثهم عن وادي الليث كما سيأتي بيانه وهذا يتّفق مع ما قاله أهل العلم بهذا الخصوص ، قال الشَّيخ العلاّمة حمد الجاسر ــ رحمه الله تعالى ــ : " بادية مكّة وما حولها يطلقون اسم الشّام على ما هو واقعٌ شمال مكّة واليمن على ما هو واقعٌ جنوبها ومن ذلك تقسيمهم قبيلة هذيل إلى هذيل الشَّام وهذيل اليمن يعنون هذيلاً السَّاكنين شمال مكّة وهذيلاً جنوبها " ( [1] ) وقال الشَّيخ عاتق بن غيث البلادي : " الأقدمون يطلقون اليمن على كلّ ما حازت مكّة جنوباً " ( [2] ) والأمثلة عند القدماء كثيرةٌ نذكر منها على سبيل المثال لا الحصر ما يلي :
1ــ أمول
قال ياقوت الحمويّ : " أمول مخلاف باليمن " ( [3] )
2ــ حِلْية
قال البكريّ في تحديد موضع أمول الآنف ذكره : " موضع تلقاء حَلْْية " ( [4] ) وقال في ذكر حَلْية : " أجمةٌ باليمن معروفة وهي مأسدةٌ " ( [5] ) وقال ياقوت في ذكر حَلْية : " مأسدةٌ بناحية اليمن " وأضاف يقول : " وقيل هو من أرض اليمن " ( [6] ) وحَلْية موضع حجازيّ يجاور أمول ويعرف اليوم بحَلْية متعان قال البلاديّ في تحديده لها : " هي صَدْر وادي العرج من نواحي اللّيث " ( [7] )
3ــ سَعْيا
قال البكري في ذكر سَعْيا : " بلد باليمن أو ما يليه " ( [8] ) وسَعْيا موضعٌ حجازيٌّ ، قال البلاديّ في ذكره : " وادٍ تهاميٌّ بين يلمْلم ومركوب " ( [9] ) ، ووادي يلمْلم وادٍ من أودية الحجاز العظيمة ، قال الشّيخ عاتق بن غيث البلاديّ في ذكره : " وادٍ فحلٌ من أودية الحجاز التّهامية يأخذ أعلى مساقط مياهه من شفا بني سفيان على قرابة 30 كيلاً جنوب غربيّ الطائف ثمّ يندفع غرباً في إنحدارٍ عميقٍ بين صلاهيج جبال فيمرّ بالسَّعدية ميقات أهل اليمن على طريق تهامة على 100 كيلٍ جنوب مكّة فيصبُّ في البحر جنوب جدّة على مسافة مرحلتين " ( [10] ) ، أمّا وادي مرْكوب فإنّه وادٍ يقع على نحو 140 كيلاً جنوب مكّة المكرّمة ينبع من جبال السَّراة شرقاً ويسير غرباً ليصبّ مياهه في البحر الأحمر غرباً ، قال البلاديّ : " مَرْكوب على وزن مَفْعول : وادٍ من أودية مكّة الجنوبيّة يمرُّ بين سعْيا واللّيث على 17 كيلاً جنوب سعْيا و 138 كيلاً جنوب مكّة " وقال : " يأخذ من الفُرَع جبالٌ بين يلمْلم شمالاً واللّيث جنوباً ثمّ ينحدر غرباً حتى يدفع في السَّاحل سكّانه عضل من بني شعبة " ( [11] )
قلت : يتّضح من هذا العرض أنّ المنطقة الواقعة إلى الجنوب من مكّة كانت تُعدّ من بلاد اليمن في إصطلاح العرب منذ عهدٍ قديمٍ جدّاً على يومنا هذا .
وفيما يلي محفوظات رواة قبيلة المساعيد في مختلف أماكن تواجدهم أنّ القبيلة هاجرت من بلاد اليمن وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ أوّلا : النصّ المدوّن
قال المستشرق الألماني البرخت زيمه في كتابه الصَّادر في مدينة هالة الألمانيّة عام 1875 م في ذكر بعض قبائل شماليّ الحجاز : " .. الحويطات وإلى جانبها وجانب بني عقبة توجد قبيلة المساعيد التي تقول أنها هاجرت إلى المنطقة من اليمن " ( [12] )
وقال الرّحّالة التُّركي نعمان قسطلي في ذكر مقام المنطار حين مروره بغزّة نهار الثلاثاء الموافق 20 / 4 / 1875م : " بها مقام يسمّونه بالشَّيخ عليّ المِنْطار يزعمون أنّه من أهل اليمن " ( [13] )
قلت : عليّ المنطار هو سليمان أبو علي المِنْطار أمير قبيلة المساعيد ، قال نعوم شقير في ذكر الأمير سليمان المِنْطار المسعودي : " ... فدفنوه بإكرامٍ وبنو قبّةً فوق قبره لا تزال قائمةً والعرب تزورها إلى اليوم " ( [14] ) وقال عارف العارف فيما كتبه عام 1362 هــ 1943 م في ذكر تلّ المِنْطار : " وفيه مزارُ الشَّيخ عليّ أبو سليمان وعلى قول اسمه سليمان وكنيته أبو عليّ وأُشتهر بالمِنْطار ، كان جامعاً واليوم مزارٌ فقط " ( [15] ) وقد جاء في بعض وثائق غزّة الشَّرعيّة ذكر المِنْطار ففي وثيقةٍ تعود إلى عام 1277 هــ ذكر وليّ الله تعالى الشَّيخ أبو عليٍّ المِنْطار ( [16] )
قلت : بيّن لنا النصّان المتقدّمان أنّ قبيلة المساعيد هاجرت من بلاد اليمن وأنّ أميرهم الأمير سليمان المنطار من أهل اليمن
2ــ الموروث القبلي
المحفوظ عند قبائل المساعيد في مختلف أماكن تواجدهم أنّ القبيلة هاجرت من بلاد اليمن وفي الجدول التالي بيان ذلك :[1] العرب ، سنة 20 ، ص 290 ــ 291[2] مُعجم معالم الحجاز ، ج 1 ، ص 144[3] معجم البلدان : رسم أمول[4] مُعجم ما أستعجم : رسم أمول[5] المصدر السّابق : رسم حلية[6] مُعجم البلدان : رسم رسم حلية[7] مُعجم معالم الحجاز ، ج 3 ، ص 53[8] مُعجم ما أستعجم : رسم سعيا [9] مُعجم معالم الحجاز ، ج 5 ، ص 202[10] المصدر السّابق ، ج 10 ، ص 28 ــ 29[11] المصدر السّابق ، ج 8 ، ص109[12] شبه الجزيرة العربية في كتابات الرَّحالة الغربيّين في مائة عام " 1770 ــ 1870 م " ، ص 12[13] السِّياحة وبعض آثار جبل الخليل ــ قسم 1 ــ ، ص39[14] تاريخ سيناء ، ص 118[15] تاريخ غزّة ، ص 354[16] غزّة دراسةٌ عمرانيّةٌ واجتماعيّةٌ واقتصاديّةٌٌ ، ص 11
2ــ ثانياً : وادي الليث
وفي بيان موقع الدِّيار التي كانت قبيلة المساعيد تستوطنها في بلاد اليمن بيّن شيوخ وكبار وثقات رواة القبيلة في مختلف أماكن تواجدها أنّ قبيلة المساعيد كانت تستوطن وادي الليث ونواحيه من بلاد اليمن وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ النصّ المدوّن
قال الرَّحّالة الفنلندي جورج أوغست فالن في رحلته إلى شماليّ الحجاز في شباط عام 1848م في ذكر مساعيد البدع : " هناك قبيلةٌ صغيرةٌ تُدعى المساعيد لا تمتّ للّحويطات تقول أنّها نزحت في البدء من وادي ليف في اليمن " ( [1] )
قلت : ليف تصحيف ليث ( [2] ) حسبما يرويه المساعيد إلى يومنا هذا ( [3] )
2ــ الموروث القبلي
المحفوظ عند قبائل المساعيد في مختلف أماكن تواجدهم أنّ القبيلة هاجرت من وادي الليث في بلاد اليمن وفي الجدول التالي بيان ذلك :[1] صور من شماليِّ جزيرة العرب ، ص 146 ، THE JOURNAL OF THE ROYAL GEOGRAPHICAL OF LONDON, VOLUME THE TWENTIETH , P : 303
وقد تصحّف اسم اللَّيث إلى ليف عند المُستشرق الألماني أوبنهايم[2] تصحّفت أسماءٌ عديدةٌ عند المستشرق الفنلندي فالن وقد زاد لبعضها أل التَّعريف وأزالها عن بعضها الآخر فمن ذلك قوله : ( قبيلة حيوي ) والصّواب ذكرها بأل التَّعريف وألف قبل الحاء هكذا : الأحيوي وهو واحد قبيلة الأحيوات وقال في ذكر قبيلة شمّر ( الشَّمّر ) وقال في ذكر حسمى ( الحسمي ) وعزا هذا إلى صاحب القاموس المحيط ولا وجود لاسم حسمي بأل التّعريف في القاموس وقال ( المعّازة والعطيّة ) يعني المعّازة وبني عطيّة إلى غير ذلك من التّصحيفات ( صور من شماليِّ جزيرة العرب ، ص 11 و 178 و 153 ) وليس ذلك بغريبٍ من رجلٍ أجنبيٍّ عن البلاد التي زارها[3] بلادنا سوق عُكاظ أبدية ، ص202 ، جريدة الرَّأي ، عدد رقم 10316 ، ص 28 ، رسائل ومسائل في الأنساب والتَّاريخ والجغرافية ، المجلّد الثّاني ، ص 187 ، جواهر التّاريخ ، العشائر الأردنيّة والفلسطينيّة ، الجزء الرَّابع ، ص 213 و 234 و 245 و 248 و249 و 250 و 256 و 260 ، جريدة البلاد ، عدد رقم 404 ، ص 12 ، قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ، ص 70
وفي بيان موقع الدِّيار التي كانت قبيلة المساعيد تستوطنها في بلاد اليمن بيّن شيوخ وكبار وثقات رواة القبيلة في مختلف أماكن تواجدها أنّ قبيلة المساعيد كانت تستوطن وادي الليث ونواحيه من بلاد اليمن وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ النصّ المدوّن
قال الرَّحّالة الفنلندي جورج أوغست فالن في رحلته إلى شماليّ الحجاز في شباط عام 1848م في ذكر مساعيد البدع : " هناك قبيلةٌ صغيرةٌ تُدعى المساعيد لا تمتّ للّحويطات تقول أنّها نزحت في البدء من وادي ليف في اليمن " ( [1] )
قلت : ليف تصحيف ليث ( [2] ) حسبما يرويه المساعيد إلى يومنا هذا ( [3] )
2ــ الموروث القبلي
المحفوظ عند قبائل المساعيد في مختلف أماكن تواجدهم أنّ القبيلة هاجرت من وادي الليث في بلاد اليمن وفي الجدول التالي بيان ذلك :[1] صور من شماليِّ جزيرة العرب ، ص 146 ، THE JOURNAL OF THE ROYAL GEOGRAPHICAL OF LONDON, VOLUME THE TWENTIETH , P : 303
وقد تصحّف اسم اللَّيث إلى ليف عند المُستشرق الألماني أوبنهايم[2] تصحّفت أسماءٌ عديدةٌ عند المستشرق الفنلندي فالن وقد زاد لبعضها أل التَّعريف وأزالها عن بعضها الآخر فمن ذلك قوله : ( قبيلة حيوي ) والصّواب ذكرها بأل التَّعريف وألف قبل الحاء هكذا : الأحيوي وهو واحد قبيلة الأحيوات وقال في ذكر قبيلة شمّر ( الشَّمّر ) وقال في ذكر حسمى ( الحسمي ) وعزا هذا إلى صاحب القاموس المحيط ولا وجود لاسم حسمي بأل التّعريف في القاموس وقال ( المعّازة والعطيّة ) يعني المعّازة وبني عطيّة إلى غير ذلك من التّصحيفات ( صور من شماليِّ جزيرة العرب ، ص 11 و 178 و 153 ) وليس ذلك بغريبٍ من رجلٍ أجنبيٍّ عن البلاد التي زارها[3] بلادنا سوق عُكاظ أبدية ، ص202 ، جريدة الرَّأي ، عدد رقم 10316 ، ص 28 ، رسائل ومسائل في الأنساب والتَّاريخ والجغرافية ، المجلّد الثّاني ، ص 187 ، جواهر التّاريخ ، العشائر الأردنيّة والفلسطينيّة ، الجزء الرَّابع ، ص 213 و 234 و 245 و 248 و249 و 250 و 256 و 260 ، جريدة البلاد ، عدد رقم 404 ، ص 12 ، قاموس العشائر في الأردن وفلسطين ، ص 70
قلت : إذن فقد تطابق الموروث القبلي المتواتر مع النصوص المدوّنة بأنّ قبيلة المساعيد قدمت من بلاد اليمن وبالتحديد من وادي الليث وقد كان وادي الليث يُعدّ في إصطلاح القدماء من بلاد اليمن ، قال نصر السّكندريّ ( ت بعد 561 هــ ) والحازميّ ( ت 584 هــ ) في ذكر وادي اللّيث : " اللّيث من اليمن " ( [1] ) وقال ياقوت الحمويّ ( ت 626هــ ) : " اللّيث في أول أرض اليمن " ( [2] ) وقال السخاويّ ( ت 902هــ ) :" اللّيث من بلاد اليمن " ( [3] ) وهذا هو المعروف عند البدو إلى يومنا هذا ، قال الأستاذ عارف العارف : " وادي اللّيث في اليمن " ( [4] )[1] مجلة العرب ، سنة 24 ج 1 و 2 ، حاشية ص 121 ، الأماكن ، ج 1 ، ص 334 وحاشيتها[2] مُعجم البلدان : رسم حرم[3] الضُّوء اللامع ، ج 7 ، ص 243[4] تاريخ بئر السّبع وقبائلها ، ص88
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق