من أكاذيب جفر الذهب التي أوردها الطيّب عن قبيلة المساعيد

هذا كتاب مختلق لا وجود له ذكره محمد سليمان الطيب فقال : " هذا المخطوط يسمى جفر الذهب في أنساب العرب في الجاهلية والإسلام ، وقيل إنه كان في مكتبة إبن سيناء ، وقد وجد منه بقية بعد إحراقها في نواحي غزّة ، وقد عثر عليه حسين بن مسلّم المسعودي كما روى لي أحد المساعيد في الديار المصرية ، وكان هذا المخطوط محفوظا في حجر مجوف ملحوم عليه يشبه الطين الطفلي في مكان غرب مدينة العريش ، وكانت هذه المنطقة أو ما زال فيها جماعة من المساعيد ، ثم أهداه إلى عائلة من الأمراء في فلسطين ، وظل عندهم فترة من الزمن ، ثم أهداه أحد عائلة الهايل سرور إلى أحد المساعيد في مصر ، وقيل إنه أهدى صوراً منه ، وقد كان الأصل مكتوباً على ورق بردى وجلد غزال بماء الذهب ، ورسم على مقدمته دلة أو بكرج قهوة ، ومكتوب على مقدمته : ( لعن الله من يقرأ المخطوط وهو جالس !! ) ، واطلعت على بعض صور منه تؤكد نسب المساعيد إلى شيبان ، وتاريخ كتابة هذا المخطوط تعود إلى 450 عاما ، ولربما بعضها فقط ، والآخر كتب قبل ذلك ، وقد سرد عن قصة المساعيد من تاريخهم في شمال الحجاز حتى قتل الأمير سليمان المنطار المسعودي في غزة في أوائل القرن الثامن الهجري، ثم تفرق المساعيد عقب هذه الوقعة بعد مقتل أميرهم الشهير "

( موسوعة القبائل العربية ، المجلد الأول ، 1421 هــ 2001 م ، حاشية ص 153 )

وقال إن حسين بن مسلم المسعودي عثر على المخطوط : " من مدة تزيد عن قرن وقد أهداه لبعض أبناء عمه من عائلة الهايل سرور من الأمراء في فلسطين " ( موسوعة القبائل العربية ، الطبعة التجريبية ، 1991 م 1412 هــ ، حاشية ص 158 )

قلت : ها هنا وقفات تبين أباطيل ما ورد بشأن هذا الكتاب :

1ــ توفي إبن سينا سنة 428 هــ وعليه فلا بد أن يكون هذا المخطوط المزعوم قد حوى أخبارا أقدم من عهد إبن سينا المولود عام 370 هــ ولكن الذي ورد في نص الطيب أن هذا المخطوط يعود إلى 450 هــ أي إلى منتصف القرن العاشر للهجرة ثم نكتشف أن الأمير سليمان المنطار قتل في أوائل القرن الثامن للهجرة .

2ــ ليس هناك عائلة تدعى الهايل سرور بل هناك الشيخ هايل بن عودة السرور المسعودي شيخ مساعيد شمالي الأردن ، وقد توفي رحمه الله منذ بضعة سنين ، ولم يكن لديه أي ورقة مكتوبة حول المساعيد ، وقد قابلته رحمه الله تعالى فلم أجد عنده شيئاً مكتوباً عن نسب قبيلة المساعيد

3ــ ليس لدى الأمراء في فلسطين كتاب خاص بنسب المساعيد ينسبهم إلى بني شيبان بل وجدنا بعض أمرائهم ينتسبون إلى الحسن بن علي بن أبي طالب رضي الله عنهما .

3ــ والغريب أن هذا المخطوط يلعن من يقرأه جالسا فلا بد لقارئه من الوقوف ؟؟؟!!! ما هذا الهراء ؟!!

4ــ وما ورد فيه من الزعم بأن المساعيد من بني شيبان يخالف الموروث المحفوظ بقدوم قبيلة المساعيد من بلاد اليمن ، ومنها وادي الليث مما يهدم زعم النسبة الشيبانية ، ولكن من أراد تأكيد دعوى النسبة الشيبانية إختلق قصة هذا المخطوط إلا أنه لم يجد حبكها فحبل التزوير قصير جدا جدا .

5ــ أن الشيخ حسين بن مسلّم المسعودي أستشهد حوالي عام 1972 م فكيف عثر على هذا المخطوط قبل قرنٍ من الزمان ؟؟؟ 
 

هذا بعض ما أحببت بيانه حول هذا المخطوط المزعوم وقد كان الأولى بالطيب ألا ينقل خبرا كهذا الخبر عن مخطوط مكذوب لا وجود له والعجيب أن الطيّب لم يبال بإعادة نشر ما ذكره عن هذا المخطوط في الطبعات التالية من كتابه !!!