تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

السبت، نوفمبر 14، 2009

بعض نصوص الأستاذ مسلّم الحوص عن القضاء العرفي عند قبيلة المساعيد في سيناء

للأخ الكريم الأستاذ مسلّم الحوص عناية فائقة بالتراث السيناوي عامة وبالقضاء العرفي خاصّة وقد اخترنا بعض نصوصه حول القضاء العرفي عند قبيلة المساعيد لا سيّما ما يتعلّق بقضاء المنشد الخاصّ بقضايا الشرف للنساء والرجال وفيما يلي ما كتبه هذا الباحث السيناوي :
قال الأستاذ مسلّم سلمي سالم الحوص وهو من قبيلة السواركة كبرى قبائل سيناء عضو لجنة التراث بمحافظة شمال سيناء وخبير التراث المعروف : " المنشد : قاضي المنشد أو المسعودي هو أكبر قاضي عرفي متخصص في قضايا الاعتداء على الأنثى وقطع الوجه "
وقال : " المنشد ( المسعودي ) : المنشد وجمعها مناشد هو أكبر قاضي عرفي جنائي متخصص في النظر والحكم في قضايا العرض والكفالة ، قال لي المنشد سعيد سالم حسن عقيل : المنشد له وظيفة وهي حاجتان أساسيتان عندنا أي هما عنده ( العار والكفالة دول مهمة المنشد في القضاء العرفي "
وأضاف يقول : " وبسبب شدة القاضي المسعودي ( المنشد ) أطلق عليه أبو الولايا أي بمنزلة الوالد الذي يستميت في الدفاع من أجل بنته "
وذكر من قضاة المنشد القاضي عيَاد سويلم نصر وعميرة المسعودي
وقال : " قاضي المنشد يختص بجرائم التعدي على الأنثى بكافة صوره فعلا أو قولا وكذلك حرمة التعدي على الوجه ( أي عدم الوفاء بالكفالة ) "
وقال في حديثه عن المرأة في بحثه ( نظرة عامة إلى القضاء العرفي في شمال سيناء ) : " المنشد أكبر قاضي عرفي متخصص في قضايا الاعتداء على المرأة وجميع قضاته في سيناء من قبيلة المساعيد العربية "
وقال : " وبسبب شدّة أحكام القاضي المسعودي ( المنشد ) أطلق عليه أبو الولايا أي بمنزلة الوالد للمرأة "
ويرى الأستاذ الحوص إن منشأ التخصص القضائي بعد أن هدأت الأحوال بين قبائل العرب فقال : " بعد انتهاء الحروب بين الصفوف والقبائل في سيناء اجتمع كبار الصفوف واقرّوا توزيع الاختصاصات القضائية بين القبائل بحيث أن بعض القبائل التي اشتهرت بحيادها اسند إلى بعض أبنائها النظر والحكم في بعض أنواع القضاء العرفي فمثلا قبيلة المساعيد اختصت بقضاء المناشد والأحمدي من قبيلة بلي اختصت بقضاء التعدي على حرمة البيت والديوان "
وقال : " عندما أرادت القبائل أن تضع تشريعا عاما للقضاء العرفي يكون ملزما لكل القبائل اختاروا أدق التشريعات في التخصص الذي أرادوا وضع تشريع عام له ولقد كان تشريع قبيلة المساعيد أو المسعودي أدق التشريعات للمرأة وأيضا فإن قبيلة المساعيد لم تكن تحارب مع القبائل الأخرى بمعنى آخر كانت محايدة فارتضوها أن تكون حكما بينهم في هذا المجال "
وقال : " قضاء المنشد أو المسعودي في سيناء : يختص بهذا النوع من القضاء أشخاص ينتمون إلى قبيلة المساعيد وأشهر قضاة قبيلة المساعيد هم القاضي عيّاد سويلم نصر والقاضي سعيد سالم حسين أبو عقيل والقاضي عميرة المسعودي وهؤلاء القضاة يقيمون في منطقة جلبانة بمحافظة الإسماعيلية لأن هذه الأرض كانت تقع ضمن الأراضي التي تمتلكها هذه القبيلة وقضاء المنشد أصلا تختص بحماية وقضايا التعدي على الأنثى بكافة أشكاله سواء بالقول أو الفعل وأيضا بالكفالة والتي تسمي برمي الوجه رمزا للشرف وهذا النوع من القضاء يعتبر أرقى أنواع القضاء العرفي وأشدّه "
وقال : " القضاء العرفي عامة هناك قضاة يسمون قضاة المخاطيط وهؤلاء القضاة الجلوس أمامهم إجباري وأحد هؤلاء القضاة المخاطيط هو المنشد فلو حدث أي تعدي على المرأة قولا أو فعلا إذا أصر احد الطرفين على أن تنظر هذه القضية أما المنشد فلا بدّ وان تنظر أمام المنشد وليس من حق أي فرد في أي قبيلة بخلاف المساعيد المخاطيط أيضا ليسوا في حق شخص أن يصبح قاضي عرفي وهم قضاة متعارف عليهم داخل قبيلة المساعيد وبالتالي داخل القبائل الأخرى "
وقال ردّاً على سؤال : لماذا اختصت قبيلة المساعيد بالمنشد : " في السابق كان لكل قبيلة تشريعاتها الخاصة بها من كل أنواع القضاء ولا تعترف بقضاء القبائل الأخرى لأنه عادة ما تكون القبائل في حالة حرب ولكن عندما استقرت القبائل وفي الغالب كان هذا في عهد محمد علي باشا وبعد الحملة الفرنسية استقرت القبائل ووضعت حدودا بينها وحلت الحروب فيما بينها فاتفق الكبار فيما بينهم على أن تضع الحر بأوزارها ووضع قواعد كيف تكون هناك دية لمن يقتل أو أموال نهبت وما سيحدث في المستقبل من تعدّي على العرض أو الأموال أو الأراضي وعلى ذلك وضعوا أسساً للقضاء العرفي التي هي معمول بها حتى اليوم فاختاروا من قضاة القبائل القضاة المشهورون بالدقة والأقرب إلى الحق فعندما أرادوا تشريعا يحمي المرأة اختاروا قضاة من قبيلة المساعيد في هذا المجال ومن هنا ارتضوا أن يكون علم المسعودي أي قضاء المسعودي هو المختص بالمقرأة ويكون لجميع القبائل "
وقال بشأن المرأة : " عندما يعتدي عليها في دارها أو في الطريق وكذلك الاعتداء عليها وهي نائمة تقصد لطريق القضاء العرفي ( المناشد ) منشد المسعودي بالنسبة للاعتداء على المرأة "
وقال : " هناك قضيتان شديدتان جدا ــ جرائم فظيعة ــ جريمة هتك العرض هذه الجريمة التي يطالب بها ولي أمر الفتاة ويطالب بها أما القاضي المسعودي أي المنشد ... "
ويذكر الأستاذ الحوص أن قضاة المنشد يوجدون في محافظة الإسماعيلية ولا ينحصر عملهم في سيناء قال : " الحدود الإدارية بين المحافظات تعتبر حدودا إدارية ورغم ذلك فإن المجتمع البدوي في سيناء أصلا يمتد إلى ضواحي القاهرة والقبائل موجودة في أماكن أخرى في الجمهورية ورغم تحضرهم إلا أن الاعتراف بالقضاء العرفي مترسخ في نفوسهم من الداخل والشيء الملفت للنظر أن كبار قضاة العرف تقع مناطق إقامتهم حاليا في محافظة الإسماعيلية وليس في شمال سيناء مثال ذلك مناقع الدم يوجدوا في محافظة الإسماعيلية في الكيلو 14 والأحمدي والمناشد في محافظة الإسماعيلية " أ . هــ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق