بسم الله الرحمن الرحيم
بيان تزييف السرد عن مقولة أزنى من قرد
بيان تزييف السرد عن مقولة أزنى من قرد
أرسل إلي ابن عمٍّ كريمٍ رسالة يستفسر فيها عمّا قيل عن قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل أنّه وصف بـأنّه ( أزنى من قرد ) وفيما يلي نصّ رسالة هذا الأخ الفاضل :
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
لي استفسار أخوي قرأت أن مساعيدنا ينسبون إلي مسعود بن جابر بن زيد بن عمرو ( الملقب بالقرد ) بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل
...هل قرد بن معاوية هو الذي يقال فيه : ( الآتي منقول )
"أزنى من قرد". الزنا بالزاي المكسورة والنون معروف يمد ويقصر . قيل : والقصر لغة الحجاز لقوله تعالى : ( و لا تقربوا الزنا ) والمد لغة نجد كقول الفرزدق:
أبا حاضر من يزن يعرف زناؤه ... و من يشرب الخرطوم يصبح مسكر
و زنى الرجل
بالفتح يزني زنى وزاني مزاناة وزناء . وفي عد الكبائر : وأن تزاني حليلة جارك. والقرد بكسر القاف معروف وتقدم في الحاء وهو يوصف بالزنا . وقد وقع في السيرة إنّه زنى قرد في الجاهلية فرجمته القردة. وزعموا أنَّ القرد أزنى الحيوان . وقيل إنَّ المعنى في هذا المثل ليس القرد المعروف بل رجلا من هذيل يقال له قرد بن معاوية وبه ضرب المثل والله تعالى أعلم
النقل من الرابط:
http://islamport.com/w/adb/Web/766/320.htm
--------------------------------------------------------
أزني من قرد؛ هو قرد بن معاوية الهذلي وفد على رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال : أسلم على أن تحل لي الزنا، فقال له ولوفده: أتحبون لبناتكم وأخواتكم ذلك ? قالوا: لا قال: فأحبوا الناس ما تحبونه لأنفسكم، فرجع بهم ولم يسلموا.
منقول من:
http://forum.kooora.com/f.aspx?t=25006905
-------------------------------------------------------
ومن هذيل قِرد: وكان مشهورا بالزِّنى والعهارة . وفيه كانت العربُ تقول : " أَزنى من قِرْد " . قال الشاعر:
تُعير بني هذيل داءَ قِرْدٍ ... وهمْ كانوا بذاك الداءِ أولى
فأَرْخوا سِترَ عارِكمُ عليكمْ ... فإنكم بذاكَ العارِ أخْزَى
واسمُ قردٍ عُميرُ بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل
منقول من
:
http://islamport.com/w/nsb/Web/493/96.htm
إذا كان ما قيل عنه في الزنا صحيح فكيف يُثبت لعياله نسب؟؟؟
أرجو الرد
اخوي للأهمية يجزاك الله خير
انتهت رسالة ابن العم العزيز بما فيها من تساؤلات .
وإنّي إذ اشكر لأخي الكريم على حسن ثقته بي ورغبته
بمعرفة الحقيقة فإنّني أحثّه وأحثّ غيره من أبناء القبيلة على السعي لمعرفة أي معلومة من مصادرها الحقيقية ، وأن لا يتوقّفوا عند مزاعم بعض السفهاء التي يروجونها هنا أو هناك ويسعون لترويجها خدمة لأغراض خاصّة بهم ، أو أفكار يريدون إشاعتها وفرضها على أبناء القبيلة هنا أو هناك । والجواب أنّه سبق أن نوقش هذا الموضوع في منتدى ( الإستفسارات والردود والتصويبات ) أحد منتديات ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات على الرابط التالي:
http://almsa3eed.net/vb/showthread.php?t=1650
وفيما يلي تفصيل الردّ على الاستفسار آنف الذكر :
1ــ القول بأنّ قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل هو من قيل فيه ( أزنى من قرد ) قولٌ كاذبٌ مفترى لا يصدر إلاّ عن جاهل أحمق ، وعلى من زعم أنّ قردا هذا هو المعني بهذا القول إثبات هذا وهيهات هيهات فدون ذلك خرط القتاد وسنبقى ننتظر فهل من مجيب ؟!!!
2ــ أنّ الأقوال بالمعني بهذه المقولة أقوال مختلفة ومن هذه الأقوال :
1ــ أنّه رجل من هذيل يقال له قرد بن معاوية
2ــ أنّه رجل من هذيل يقال له قردة بن معاوية
2ــ أنّه قرد زنى في الجاهلية ، والقرد يوصف بالزنا
ويزعم أصحاب القول الأوّل أنّ قرد بن معاوية أو قردة بن معاوية وفد على النبيّ صلّى الله عليه وسلّم وطلب منه أنّ يحلّ له الزنا وحينما نمعن النظر والتحقيق في القول الأوّل الزاعم أن قرد بن معاوية طلب من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أنّ يحلّ له الزنا نجد أنّ قرداً هذا أو قردة هذا ليس هو قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل هذا لو سلّمنا بصحّة الخبر وفيما يلي بيان ذلك :
1ــ أنّ قرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة أقدم عهد من عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بزمنٍ طويلٍ فقد سبق عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم باحد عشر اباً ومقدارها لا يقلّ عن 330 عام ، ويجتمع مع النبيّ صلّى الله عليه وسلّم في مدركة فنبيّنا الكريم هو محمد بن عبد الله بن عبد المطّلب بن هاشم بن عبد مناف بن قصيّ بن كلاب بن مرّة بن كعب بن لؤي بن غالب بن فهر بن مالك بن النضر بن كنانة بن خزيمة بن مدركة كما يتّضح من المشجّر التالي :
2ــ أنّ قرداً لقبٌ لعمرو بن معاوية ، وسبب تلقيبه
بهذا اللقب هو قَرَدٌ في لسانه ، والقَرَد بالتحريك هو اللّجْلَجَة ، قال الهجري : " نعم الخبر خبرك لولا قَرَدٌ في لسانك وهي اللّجلجة يعني قِرْداً أباهم سُمّيبذلك " ( التَّعليقات والنَّوادر ، قسم 4 ، ص 1849 ، قسم 3 ، ص 1233 ، وأنظر : تاج العروس : قرد ، لسان العرب : قرد ، المُحْكم والمُحيط الأعظم : قرد ) .
ومن هذا يتّضح أنّه لا علاقة لصاحب القصّة لو صحّت بعمرو ( الملقّب بقرد ) بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل ، وكلّ ما في الأمر أنّه رجل اسمه قرد بن معاوية وانّه من قبيلة هذيل ، وأنّه ذهب إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم يطلب منه أن يحلّ له الزنا .
ترى هل يصعب فهم هذا على ذوي العقول السليمة ؟
بالطبع
لا
أمّا أهل الأهواء فيصعب عليهم هذا تبعاً للهوى ولو أدّى هذا إلى الطعن في صحابة النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فإن جاء أحد بعد هذا البيان وقال أن القصّة هي لقرد بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل ، وانّه هو جاء إلى النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فلا ريب أنّه سفيه يريد أن يعمّم سفاهته على الآخرين خدمةً لغرضٍ في نفسه ، وهيهات هيهات !!!
فالسفيه لا يضحك إلا على السفيه الساذج مثله ، ولا يصدّقه إلا السفيه مثله في حين أن ذوي العقول السليمة لا يقبلون الشبه والأكاذيب فور أن تتبيّن لهم الحقائق .
3ــ أنّ ما ذكره أهل العلم بخصوص صاحب هذا الخبر
أنّ اسمه قردة بن معاوية وأنّه من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، قال الحافظ ابن حجر : " قردة بن معاوية أورده أبو موسى في الذيل وقال هو الذي سأل رسول الله صلى الله عليه و سلم أن يأذن له في الزنا ذكره بن أبي الفرج المديني مذاكرة " ( الإصابة في تمييز الصحابة ، ج 5 ، ص 328 )
إذن فهذا الرجل من أصحاب محمد صلّى الله عليه وسلّم وأنّه طلب من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يحلّ له الزنا فلم يتمّ له ما طلب ، وقد أسلم وأصبح من أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم । وعليه فليس لأحد أن يعيّر أحد أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم بما كان منهم في الجاهليّة فالإسلام يجبّ ما قبله ، ولا يتطاول على أصحاب رسول الله صلّى الله عليه وسلّم إلاّ المنافقون والشعوبيّون السفلة الحاقدون على الإسلام والعروبة .
4ــ أنّ القصّة المذكورة رويت في ترجمة أبي كبير الهذلي وهو من بني جريب من هذيل قال السكّري : " جريب من هذيل رهط أبي كبير " ( شرح أشعار الهذليّين ، ج 2 ، ص552 ) وبنو جريب فرعٌ آخر غير بني قرد .
وأبو كبير هذا أيضاً مذكور في أصحاب النبيّ صلّى الله عليه وسلّم ، وذكره في الصحابة ابن حجر وابن الأثير وغيرهما .
وفيما يتعلّق بتساؤل الأخ الكريم : ( إذا كان ما قيل عنه في الزنا صحيح فكيف يُثبت لعياله نسب ؟؟؟ )
أقول : جاء في الخبر عن قصّة الذي طلب من النبيّ صلّى الله عليه وسلّم أن يحلّ له الزنا أنّه لم يكن يرضى أن يؤتى أهله بمثل ذلك بل كان يمارسه مع نساء الآخرين ، بمعنى أنّه كان حريصا على نسبه وشرفه وقومه من أن يُزنى بهم ، قال الحافظ ابن حجر : " أبو كبير بالموحدة الهذلي ذكره أبو موسى وقال ذكر عن أبي اليقظان أنه أسلم ثم أتى النبي صلى الله عليه و سلم فقال أحل لي الزنا قال أتحب أن يؤتى إليك مثل ذلك قال لا قال فارض لأخيك ما ترضى لنفسك قال فادع الله أن يذهبه عني " ( الإصابة في تمييز الصحابة ، ج 7 ، ص 284 ).
وإليك خبر القصّة بسند صحيح كما رواه الإمام أحمد في مسنده والطبراني في المعجم الكبير ، روى الإمام أحمد بسنده عن أبي أمامة قال : " إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول الله ائذن لي بالزنا ، فأقبل القوم عليه فزجروه وقالوا : مه مه ! فقال : أدنه ، فدنا منه قريبا قال : فجلس ، قال : أتحبه لأمك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لأمهاتهم ، قال : أفتحبه لابنتك ؟ قال : لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لبناتهم ، قال : أفتحبه لأختك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال: ولا الناس يحبونه لأخواتهم قال : أفتحبه لعمتك . قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لعماتهم ، قال : أفتحبه لخالتك ؟ قال : لا والله جعلني الله فداءك ، قال : ولا الناس يحبونه لخالاتهم ، قال : فوضع يده عليه وقال : اللهم اغفر ذنبه وطهر قلبه وحصن فرجه . فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء " .
قال الشيخ محمد ناصر الدين الألباني : " هذا سند صحيح رجاله كلهم ثقات رجال الصحيح ، وقال الهيثمي في المجمع ( 1 / 129 ) : ورجاله رجال الصحيح " ( سلسلة الأحاديث الصحيحة ، المجلّد الأوّل ، ص 712 ــ 713 ، حديث رقم 370 )
وقد كان الزنا شائعا في العرب إلى أن حرّمه الإسلام ، وقد كان العرب يمارسون الزنا مع حرصهم على أنسابهم وشرفهم ، يدلّ على ذلك عادة وأد البنات في الجاهليّة .
ومن الأخبار التي تدلّ على ذلك ما ورد عن قبائل ثقيف وربيعة وغيرهم ، قال ابن الأثير في ترجمة تميم بن جًراشة الثقفي رضي الله عنه : " ذكر ابن ماكولا أنه وفد على النبي صلى الله عليه و سلم وروى عنه أنه قال : قدمت على النبي صلى الله عليه و سلم في وفد ثقيف فأسلمنا وسألناه أن يكتب لنا كتابا فيه شروط فقال : اكتبوا ما بدا لكم ثم ائتوني به فسألناه في كتابه أن يحل لنا الربا والزنا فأبى علي رضي الله عنه أن يكتب لنا فسألناه خالد بن سعيد بن العاص فقال له علي : تدري ما تكتب قال : أكتب ما قالوا ورسول الله صلى الله عليه وسلم أولى بأمره فذهبنا بالكتاب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال للقارئ : اقرأ فلما انتهى إلى الربا قال : ضع يدي عليها في الكتاب فوضع يده فقال : ( يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا ) الآية ثم محاها وألقيت علينا السكينة فما راجعناه فلما بلغ الزنا وضع يده عليها وقال : ( ولا تقربوا الزنا إنه كان فاحشة ) الآية ثم محاه وأمر بكتابنا أن ينسخ لنا . أخرجه أبو موسى " ( أسد الغابة ، ج 1 ، ص 216 )
وجاء في خبر وفد ثقيف : " .... فمكث الوفد يختلفون إلى رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وهو يدعوهم إلى الْإِسْلَام ، فأسلموا , فقال كِنانة بْن عَبْد يَالِيل : هَلْ أنت مُقاضِينا حتّى نرجع إلى قومنا ؟ فقال : نعم ، إنْ أنتم أقررتم بالإسلام قاضَيْتُكم ، وإلا فلا قَضِيّة ولا صُلْح بيني وبينكم . قَالُوا : أفرأيت الزِّنا ، فإنّا قوم نغترب لَا بُدّ لنا منه ؟ قَالَ : هُوَ عليكم حَرامٌ " ، وفي الخبر : " ثمّ رجع كل واحد إلى أهله ، وجاء كل رَجُل منهم خاصَّتَه فسأَلوهم , فقالوا : أَتَيْنا رجلًا فَظًّا غليظًا يأخذ من أمره ما يشاء ، قد ظهر بالسيف وأَدَاخ العرب ودانت لَهُ النّاس . فعرض علينا أمورًا شِدادًا : هَدْم الّلات ، وتَرْك الأموال فِي الرِّبا إلّا فِي رؤوس أموالكم ، وحَرَّم الخَمْر والزِّنا ، فقالت ثقيف : والله لَا نقبل هذا أبدًا " ( المغازي لموسى بن عقبة ن ص 309 ــ 311 ، سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ، ج 6 ، ص298 ــ 299 ) ، وقال ابن إسحاق في ذكر مسيلمة الكذّاب : " ... ووضع عنهم الصلاة وأحلّ لهم الخمر والزنا ، وهو مع ذلك يشهد لرسول الله صلّى عليه وسلّم أنّه نبيّ فأصفقت معه بنو حنيفة على ذلك ... " ( سبل الهدى والرشاد في سيرة خير العباد ، ج 6 ، ص 326 ) وبلغ من تعصّب القوم لكذّابهم أن قال أحدهم لمسيلمة : " ... أشهد أنّك كذّاب وأنّ محمداً صادق ، ولكنّ كذّاب ربيعة أحبّ إلينا من صادق مضر ॥ " ( البداية والنهاية ، المجلّد الثالث ، ج 6 ، ص 331 )
قلت : كلّ هذا جبّه الإسلام ولا علاقة له بأنساب العرب ، وبهذا نكون قد كشفنا الأكاذيب التي أرد البعض ترويجها عن قرد بن معاوية الجدّ الهذلي الجاهليّ القديم الذي ينحدر منه المساعيد وأنّه أدرك عهد النبيّ صلّى الله عليه وسلّم فوفد عليه وسأله أن يحلّ له الزنا ، وكلّ هذا المشاغبة أراد بها المخالف أن يشغب بهذا على نسبة المساعيد إلى مسعود بن جابر بن زيد بن عمرو ( قرد ) بن معاوية بن تميم بن سعد بن هذيل ولكنّ أنّى أن يتمّ له هذا إلا على من شاكله عقلاً وخلقاً وسفاهة ولله الأمر من قبل ومن بعد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق