تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الاثنين، يوليو 02، 2012

مؤتمر عن القضاء العرفي في سيناء عام 2007 م


الشيخ علي فريج راشد الأحيوي صاحب عدد من المبادرات المهمّة عن سيناء ومن بين مبادراته دعوته لمؤتمر عن القضاء العرفي في سيناء ولديه سعي مشكور نحو تنظيم وضع القضاء العرفي من خلال مؤتمر لقضاة القبائل العربية في سيناء وجوارها من محافظات القناة وهو سعي نتمنى له التوفيق والسداد


مؤتمر بسيناء يبحث الحفاظ عليه
نيولـوك‏..‏ للقضــاء العــرفي


تحقيق‏ :‏ أحمد الطبراني

إجماع على دوره فى ضبط إيقاع الحياة داخل القبيلة ومع السلطات
بعد وفاة الكثير من رموزه المشهود لهم بالنزاهة والكفاءة‏,‏ وفي محاولة للحفاظ علي هيبته ودوره الحيوي في حياة كل بدوي‏,‏ يتم التجهيز حاليا لعقد مؤتمر حول القضاء العرفي‏,‏ برعاية جامعة سيناء‏,‏ يستهدف تفعيل هذا القضاء‏,‏ باعتباره ضابط الإيقاع في النظام الاجتماعي لحياة أهل البادية‏,‏ ومحاولة توثيقه ليكون مرجعا لجميع القضاة‏.‏

جاءت المبادرة للمؤتمر من الشيخ علي فريج رئيس المجلس الشعبي المحلي لمحافظة شمال سيناء الاسبق وهو من أبناء وسط سيناء ورئيس جمعية القبائل العربية حيث يؤكد أن شيخ القبيلة يتميز بقوة الشخصية والحكمة والحنكة والخبرة في حل المشاكل ويمثل القائد العسكري لأنه حتي عصور قريبة كانت القبائل تتحارب في معارك كبيرة سجلها التاريخ ولا يمكن إنكارها‏.‏

يعلن اللواء احمد عبدالحميد محافظ شمال سيناء في كل اجتماع شهري للمشايخ أن الدولة تقدر دورهم لا سيما في فترات الحروب الماضية اقتناعا بأن كل ابن من سيناء هو جندي في القوات المسلحة وأن كل جندي في القوات المسلحة ابن لسيناء حيث صدق وزير الداخلية علي زيادة راتب الشيخ إلي‏500‏ جنيه‏,‏ وبذلك سيتم تغيير مهام المشايخ من اجل الاستقرار والحفاظ علي الأمن القومي والتعامل مع المشايخ دون غيرهم في تبني حلول المشاكل‏.‏ جاء ذلك في اثناء اجتماع المشايخ وبحضور ممثلي الاجهزة الأمنية‏.‏ فقال المحافظ إننا نسعي لأن يعين عمدة كما في وادي النيل لزيادة اختصاص شيخ القبيلة وتفعيل دوره وسط ابناء العشيرة وتفعيل نظام الخمسات بين القبائل والعمل علي حل المشاكل بينها تحقيقا لمبدأ الاستقرار والسلام الاجتماعي ظل القضاء العربي‏,‏ سيناء متماسكا علي مر السنين برغم تعاقب الحكومات وتعرضها للاستعمار‏.‏

ويقول الشيخ عبدالله جهانة من شيوخ قبائل وسط سيناء‏.‏ إن القضاء العرفي يعتبر كضباط ايقاع حياة الصحراء‏,‏ وإن مشايخ القبائل حرصوا علي أن تتصدي القبائل الممارسات الخارجة عن العرف وطيش الشاب الذي يتسبب في حدوث المشاكل مع الآخرين وليكون منبوذا من القبيلة‏.‏ ويقول توفيق الشريف الأمين العام للمجلس الاسلامي العالمي للاغاثة إن القضاء العرفي يتجاوز الحدود ويلاحق الحقوق أيا كانت بينما القضاء الوضعي توقفه الحدود السياسية ولنا مثال تعرفه سيناء عندما قتل أحد الاعراب مواطنا من عائلة الاشراف بالعريش وتمكن من الهرب إلي السعودية واستطاع أولياء الدم أن يصلوا اليه وأمرت الجهات الرسمية بتنفيذ حد الشرع في الاراضي السعودية وتم القصاص منه رميا بالرصاص‏.‏

ويشير إلي أن القضاء العرفي يتفق مع الشريعة الاسلامية مما يجعل له عمقا في نفوس المتخاصمين بينما الوطني خليط من الرومان والفرس والاسلامي‏.‏

كرامة المتقاضيين
ويشير الشيخ عيد ابومرزوقة‏(‏ قاضي عرفي وخبير في التراث‏)‏ إلي أن القضاء العرفي يحافظ علي كرامة المتقاضين فلا إذلال ولا سجن ولا حجر ومع هذا العقوبات التي يحكم بها رادعة بقدر كاف لمنع الجريمة‏,‏ وأنه يجنب التكدس والتراكمات للقضايا‏.‏ أما المحاسب حسين مدخل أمين عام الحزب الوطني لمحافظة جنوب سيناء ـ يقول إن الصحراء في مصر تزيد علي‏95%‏ من مساحتها وزمام الضبط الاجتماعي يكون فيها لشيخ القبيلة فسيناء برغم مساحتها الهائلة وتضاريسها الصعبة تمثل واحدا علي‏16‏ من مساحة الدولة وتعادل ثلاثة امثال مساحة الدلتا التي تضم‏15‏ محافظة وفي ظل عدم تغلغل ادارة في هذه المناطق الا أن الدولة استطاعت أن تحقق الأمن والسيطرة علي هذه المساحة الشاسعة بفضل الدور المتميز للشيخ‏.‏


جريدة الأهرام ، 44081 ‏السنة 132-العدد 2007 اغسطس 15 ‏2 من شعبان 1428 هـ الأربعاء
http://www.ahram.org.eg/Archive/2007/8/15/Inve3.htm



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق