تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، يوليو 12، 2012

أحيويّتان تقبضان على الضيف الخائن


حدّثني الحاج زيدان بن سلامة القاشم الأحيوي ــ رحمه الله تعالى ــ فقال : كان سلامة أبو بدر وسليمان القاشم وكلاهما من عرب الكساسبة من قبيلة الأحيوات يقطنان وادي أبو قضّابة غرب وادي عربة في فلسطين المحتلّة ويقع في شمال غرب قرية رحمة الواقعة إلى الشمال من مدينة العقبة في وادي عربة على نحو 50 كم .


وذات يوم غادرا مسكنيهما لقضاء بعض حاجاتهما . وقد بقيت زوجاتهما وهما هلالة بنت سلمان أبو شعيرة ونفيلة بنت أبو عقلة وفي أثناء غيابهما قدم رجل إلى حيث يقطنان فرحّبت المرأتان بالضيف في مجلس الرجال وجلبتا له حطباً وماءً وما تيسّر عندهما ثمّ صنعتا له عشاءً .
وقد ارتابت المرأتان بالرجل وخشيتا أن يكون الرجل لصّاً فيسلبهما الناقة الموجودة عندهما فاتفقتا على جلب الناقة وربطها عند مراح أغنامهما وهكذا كان ، ثمّ قرّرت المرأتان أن تسهرا لحراسة الناقة ، وقد أحضرتا شبريّة سليمان بن حسين القاشم لاستخدامها عند الضرورة ، وبينما هما تحرسان الناقة وإذا بالضيف ينهض قائماً من منامه وأخذ ينظر هنا وهناك ثمّ سار نحو الناقة وقد دار يميناً وشمالاً ليتأكّد بأن أمره لم ينكشف ، وحينما رأت المرأتان أنّ الضيف نهض من منامه وتأكّدت شكوكهما قالت إحداهما للأخرى : دعيه إلى أن يجلس لحلّ عقال الناقة ثمّ نهاجمه ونقوم بتكتيفه ، وهكذا كان ، فما أن أقبل إلى الناقة وجلس لحلّ عقالها حتى جاءتاه من خلفه ووضعت إحداهما الشبرية في ظهره مهدّده بقتله فيما أمسكت به الأخرى وطلبتا منه وضع يديه خلف ظهره ثمّ قيّدتا يديه خلف ظهره ولمّا تمكّنتا منه سارتا به وربطتا يديه في إحدى الأشجار وربطتا رجليه في شجرة أخرى وهو ملقى على الأرض وظلّتا تحرسانه إلى الصباح .
وفي صبيحة اليوم التالي عاد سلامة أبو بدر فلّما رأى الرجل سأل زوجته وزوجة ابن عمّه عن الخبر فأخبرتاه بخيانة الضيف فقال للمرأتين لم لم تدقّا رأسه بحجر إلى أن يموت ، ثمّ إنّه قام بربط الرجل في شجرة من ثلاثة مواضع ربطه من عنقه وجعل وجهه يلامس جذع الشجرة وربطه من وسطه كما ربطه من أسفل ركبتيه ثمّ أحضر عصا وأنهال عليه ضربا مبرّحا ثمّ تركه مصلوباً كما هو يبول ويقضي حاجته وهو مصلوب .
ثمّ حلّ المساء وكان سليمان بن حسين القاشم قد عاد . وقد سارت إليه إحدى المرأتين وحلّت وثاقه وقالت له : أنج بنفسك فإنّ الرجلين يريدان قتلك فما كان منه إلاّ أن ولّى مدبراً لينجو بنفسه .
وقد كانت هذه القصّة ممّا افتخر بها الشيخ علي بن جبرين السعيدي ( لا زال حيّاً يرزق ) حينما ضمّه مجلس مع رجال من قوم ذلك الضيف الخائن فقالوا يخاطبونه وقد ورد ذكر الأحيوات : ماذا فعل خوالك ؟!!! فقال لهم : قلَّ من الرجال من دخل بلادهم فلم يمسكوا به وسأعلمكم بما فعلته بعض خالاتي فقد أمسكت ثنتان منهما بفلان ــ ابن عمّهم ــ وتمّ ربطه في شجرة وكان يبول ويقضي حاجته وهو مصلوب إليها . فقام أحد الحضور ووضع يده على فم ابن جبرين وقال له : أسألك بالله أن لا تفتح فمك كناية عن إنهاء الحديث . وأمّا القوم فقد أُلجموا ولم يردّوا بكلمة واحدة .
وبالطبع فإنّ الرجل معروف وعشيرته معروفة ولكنّنا لن نذكر الأسماء تحاشياً لأيّ حرج .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق