تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الاثنين، يوليو 02، 2012

القضاء العرفي في البادية ، إخلاص الهزيّل ، خلود الكتناني

القضاء العرفي في البادية

إخلاص الهزيّل
خلود الكتناني
كلية سخنين لتأهيل المعلمين
السنة الدراسية
2009 – 2010


القضاء العشائري هو مجموعةٌ من القوانين والأعراف المتداولة والمتعارف عليها، والتي تحوي خلاصة تجارب السنين، وما مرّ به المجتمع الصحراويّ من أمور ومشاكل، تكرّر حدوثها حتى وجد الناس لها حلولاً رضوا عنها، وصاروا يتعاملون بها حتى ثبتت وأصبحت دستوراً يتعامل به الناس ويسيرون وفق نظامه وتعاليمه. وهذا القانون قابل للتعديل والإضافة، ليتماشى مع كلّ عصر وعصر وفق بيئته وظروفه.
وهنا ساورد بعض من المصطلحات التراثية شائعة الاستعمال مع الشرح لكل مصطلح .

مصطلحات من القضاء العرفي

العَطْوة :

هي الهدنة وهي الوقف الفعلي للقتال التي تسود بين العائلتين المتخاصمين، وهى المهلة التي يمنحها الفريق المعتدى عليه إلى الفريق المعتدي لأجل أن يتقدم للصلح حسب عادات اهلنا في البادية. ويلجأ البدو إلى أخذ العَطْوة عند حدوث مشاكل متعلقة بالضرب أو بالقتل أو بالعرض. والذي يطلب العَطْوة هو المتهم بالاعتداء ويسمى المحقوق أي المعتدي وذلك بواسطة رجل له مكانته الاجتماعية وسمعته مهيبته بين القبائل.

البشعة :

وقاضي البشعة يسمى المبشع وهو قاضي الجرائم التي لا شاهد لها او عندما ينكر المتهم الجريمة , وهناك ثلاث طرق لعمل المبشع , وهي النار والرؤيا والماء .والمبشع هو من قبيلة العيايده.
يصل المتهم الى مكان التقاضي حيث يحمي المبشع اناء عادة ما يكون من النحاس حتى يصبح لونها احمر قاتم من شدة الحم والحر ويقوم بمسح الاناء بيده عدة مرات فيطلب من المتهم ان يغسل لسانه بالماء وان يظهر ذلك للحضور ومنهم الشهاد ,ثم ياخذها المتهم من المبشع فيلحسها ثلاث مرات ومن ثم يقوم بغسل لسانه بالماء ويريه للحضور والمبشع حينها اذا ظهرت النار على لسان المتهم وجف ريقه فانه مذنب ويلحقه الحق اما اذا كان عكس ذلك فهو بريء من التهمة .
والطريقة التالية هي عن طريق الماء في ابريق من الفخار حيث يجلس الحضور في دائره ومعهم المذنب ثم يبدا بالتعزيم وهي كلمات يرددها المبشع وهي غير مفهومه حيث يبدا الابريق بالتحرك ويسير الابريق واذ توقف عند المتهم فان ذلك دليل على انه مذنب اما اذا سار الابريق وتوقف عند المبشع فان ذلك اشارة الى براة المتهم من الجريمة والتهمة .
ويقال في الرؤيا ان المبشع وعلى وقت طويل ينظر في المتهم ثم انه في الليل ينام وفي نومه تظهر له الرؤيا اثناء نومه حيث يشاهد المذنب الحقيقي وفي الصباح يلقي المبشع وينطق حكمه على حسب ما شاهده.

المنشد:

والمنشد هم قضاة عرفيون كل اختصاصهم يتجلى في قضايا تتعلق بالشرف وكل ما يدور حوله مثل اعتدء علو بيوت الناس او اهانه مثل الاعتداء اثناء رمي الوجه ويسموه قطع الوجه .والمنشد فهو قاض يختص بالحكم في المسائل الشخصية الخطيرة كقطع الوجه، ومس الشرف والاهانة الشخصية، ويعرف المنشد بالمسعودي نسبة الى قبيلة المساعيد التي تختص بنظر هذا النوع من القضايا .


قصاص الاثر :

من الشخصيات المعاونة والمساعدة بشكل كبير جدا للقاضي العرفي، يبدأ عمله في قضايا السرقة والنهب بعد الحادثه بشكل مباشر، فهو يعتمد على تتبع الخطوات من مكان الجريمة لتحديد اتجاه صاحب الاثر على الرمال، بينما ينقطع عمله على الطرق المعبده التي لا تظهر عليها آثار الخطوات، تعتمد عملية قص الاثر على الموهبة الفطرية، وقد يكتسبها صاحبها من التجارب وعادات الآباء والاجداد.

العقبي :

والعفبي من بني عقبة ويسموه في البادية بقاضي النساء وسمي بذلك الاسم لانه يختص وينظر في امور ودعاوى تختص في الزواج كالمهور وامور تتعلق بالنساء والطلاق وكل ما يتعلق بالنساء .

رمي الوجه :

هو الاستنجاد برجل من الوجهاء أو الشيوخ لمنع شر أو درء خطر أو خصومة بين شخص وآخر أو قبيلة وأخرى.فإذا هب رجلان أو قبيلتان للقتال وقال أحد الحضور "رميت وجهي، أو وجه فلان، بينكما" كف الفريقان عن القتال فوراً. لأن للوجه حرمة كبيرة عند البدو. فإذا استمر الفريقان أو الشخصان في القتال بعد "رمي الوجه" قال صاحب الوجه"فلان قطع وجهي" ودعاه إلى "المنشد" (القاضي). فإذا رفض، أشهد عليه أربعة شهود، وشرع في أخذ "الوثاقة" من أبله حتى يقبل الذهاب إلى "المنشد". ولابد للمنشد في هذه الحالة من فرض عقوبة على "قاطع الوجه".


المشمس:

وهو الرجل الذي ارتكب جرم ما او يفتعل مشاكل مع قبائل اخرى ولا يسمع لكلام الشيخ فتقرر القبيلة تشميسه أي اخراجها من صفها حيث لا يعترفون به

حرمة البيت:

تحدد مسافة حرمة البيت بدائرة نصف قطرها أربعون خطوة تكال من طرف البيت, وقد كفل القانون العرفي الحماية للبيت ولمن فيه من بشر ومتاع, إذا لا يحق للرجل أن يلحق غريمه داخل حرمة بيت آخر ويضربه, كما لا يحق للرجل أن يضرب أحد أبنائه أو زوجته داخل بيت أحد وإلا كلفه ذلك دفع ثمن انتهاك حرمة البيت.

الحسنه:

معناها أن يحسن إنسان لآخر بأن يقدم له معروفا وكأن ينقذه من موت أو يحميه أو يستر عورته أويرد إبله المنهوبة.
والحسنه تبقى متوارثة من جيل إلى جيل ولا تحمي أبد الدهر, والبدو يجلون من أسدى هم معروفا ولا ينسونه , فإن كان الضيف القادم له «حسنه» عند أحد المقيمن (المحلية أو لضيوف فهذا أحق بقراه وإكرامه من الآخرين كي يرد إليه بعض جميله.
وإذا عارضه أحدهم وذهبا إلى القضاء يقول صاحب الحسنه للقاضي: «هذا ضيف بيني وبينه حسنه, الحسه اللي تلزم الملازيم وترد الملازيم», فلا شك بأنه سيربح القضية, ويستأثر حسب العرف والعادة بقرى هذا الضيف .

القصاص :

القصاص - رجل خبير معروف بين الناس يقص ( يقدر الإصابات بين الطرفين ) ويبِّين الصحيح والخطأ في مسلك الطرفين ومن ثم يصدر حكمه.
وهو الذي يتولى قص الجروح في الطوشات ويبين ذلك حقاً للمجني عليه وتغريماً للجاني الذي لا يتكلم بل يدفع. وما دام القصاص مختصاً بالجروح في جسم الإنسان فهو الذي يصدر حكمه على الجاني بأن يقدر قيمة العضو المصاب الذي ليس له بديل بجزء من الدية.يذهب الجاني إلى القصاص مكلوم" أي لا يد تخط ولا لسان يرد" بمعنى أنه معترف ومقر بالجرم والذنب الذي اقترفه ولا يحق له أن يدافع عن نفسه أمام القصاص، هنا يجب التفريق بين القصاص الذي يحكم في القضية بما يناسب الحق الشخصي والحق العام ومصلحة المجتمع والحفاظ على قيمه وأخلاقه وبين قاص الأثر أو قصاص الأثر إذ لا علاقة بينهما.

منقع الدم :-

وهو قاضٍ يفصل في قضايا الفشخ (الضربات) التي ينتج عنها سيل دم.

"مثال ضُرب رجل على وجهه وطلب القاضي منه الرجوع إلى الوراء أمام الديوان حتى اختفى الجالسون عن ناظريه فظهرت الإصابة على وجهه عندها أخذ القاضي يَعُد الخطوات من موقد النار حتى وصل إلى الرجل وثمن كل خطوة بخمسة دنانير .
ومنقع الدم رجل له خبرة ومكانة مرموقة بين الناس يفهم في القضاء العشيري ينشده الناس في الدماء والأعراض ويقص الحق الذي يترتب على الجاني ويحل الخصام ويختص في فك وحل المشاكل الصعبة بين الطرفين.
كما يسمى منقع الدم المنشد الكبير لأن مهمته الفصل في النزاعات والبت في الحكم، أي هو الحكم النهائي.ومنقع الدم يكشف عن جريمة الدم الغامضة عندما ينعدم الإقرار بها، وقد أطلقت عليه أسماء أخرى منها : منقع دم، منهل دم، منهى دم، ولما كانت أبرز القضايا التي ترد إليه تتعلق بالدماء غلبت عليه تلك التسمية وهي منهى دم لأن عنده ينتهي الفصل فيها، ومنهى الدم أقل مكانة في العرف العشيري من مكانة المنشد لكنه أعلى مكانة من القضاة والمصلحين.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق