تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الثلاثاء، يوليو 03، 2012

المنشد تعني القاضي المشرّع للشيخ محمود سالم إبراهيم ثابت شيخ الثوابتة القلازين

من ظائف قاضي المنشد الوظيفة التشريعية وهي تماثل قاضي القلطة في الأردن وبعض أنحاء فلسطين ، ذكر الشيخ / محمود سالم إبراهيم ثابت أبو السعيد شيخ عشيرة الثوابتة / القلازين / الجبارات في مبحث بعنوان في حديثه عن ( مصادر القانون العرفى ) أنّها خمسة وعدّدها وهي :
1ــ الشريعة الإسلامية
2ــ العوايد (العادات)
3ــ السوابق القضائية
4ــ الإجتهاد
5ــ خبرة القاضى
ثمّ فصّل القول في الاجتهاد فقال : " الاجتهاد : هو إختلاق حكم جديد من قبل قاضى مشرع مختص ضمن مجال حقله وصلاحياته ، أى إستنباط وصياغة تشريع أو قانون جديد ، وهذا يبنى على ذكاء القاضى ، وكلمة منشد / تعنى القاضى المشرع الذى يمارس الإجتهاد . وبالتالى فإن الإجتهاد هو إبداع وإيجاد حكم قضائى (قانون جديد) ، أو تفسير لقانون قديم ، أو تعديل لعادات وتقاليد سائدة . ويقابل الإجتهاد لدى العشائر الأردنية لفظ التلويح وهو تشريع عشائرى جديد ، يقوم به قاضى فى قضية هامة جداً ، حيث لم يسبق القاضى بهذا التشريع أحد . والإجتهاد يستخدم لتغيير القوانيين بما يتناسب وظروف المجتمع الحالى ، مثل استبدال الإبل فى الدية بالنقود ، واستبدال الغرة بمهر عروس "  ( القضاء العشائرى عند قبائل بئر السبع ، فلسطين ، ص 123 )

والمنشد عنده هو المسعودي حيث قال في حديثه عن قضايا النِّساء : " هناك قضاة مشهورين ينظرون في قضايا النِّساء ومنهم : المسعودي في سيناء للتَّرابين " ( القضاء العشائرى عند قبائل بئر السبع ، فلسطين ، ص 103 )
ومن الأمثلة التي ذكرها بشأن إختصاص المسعودي بقضايا النَّساء أنّه : " كان هناك اثنان من رؤوس التَّرابين شركاء في دكّان ( بقالة ) وحدث أن جاءت ابنة أحد الشركاء في غياب والدها لشراء غرضٍ معيّن ووسوس الشَّيطان لشريك والدها وبدا بالحديث معها بكلام ( عيب ) وبعد ذلك مدّ يده عليها من وراء طاولة المحلّ وهنا ( غطست ) ابتعدت الفتاة عن يده وهربت وأخبرت أهلها وجاء أهل الفتاة وقطّعوا هذا الرّجل بالسّيوف ومن ثمّ تمّ نقله للمستشفى وقام أهل الجاني بطلب العمار من أهل الفتاة وتمّ إعطائهم جيرة بمبلغ ثلاثون ألف جنيه وجلس الطَّرفان عند قاضي ( الجعيل ) كمنشد للفتاة وقالوا للجعيل لأنّه لم يكن قاضي منشد : تقعد يا جعيل مقعد المسعودي وإخوانك في لسانك ( أي أن تكون قاضي منشد في هذه القضيّة ) ودفع والد الفتاة الرّزقة ( رزقة العرض والدّم على المتضرّر لأنّه الرّابح ) وكانت الرُّزقة 15000 جنيه مصري .. " ( القضاء العشائرى عند قبائل بئر السبع ، فلسطين ، ص 113 )
وأورد مثالاً آخر فقال : " المصدر / الحاج عطيّة سليم الوقيلي / رفح الشوكة / ترابين : تقول القصّة بأنّ هناك رجلان لهما مزرعتان متجاورتان وهما على خلاف وحدث في موسم البذار أن أوعز أحدهما لابنته بأنّك إذا رأيت جارنا فلان يبذر املئي ثوبك بالحبّ وصبّيه في حجره كأنّك تساعدينه وأمسكي طرف ثوبه واصرخي ، وفعلت ما أوصاها والدها ، ورفض المتّهم نقل جيرة العرض ( الاعتراف بالتّهمة ) وذهب الطّرفان لقاضي منشد إنشادة واحتجّ الطّرفان وهنا سال القاضي : يوم الصّايحة كان ثوبها تحت ثوبه ولاّ ثوبه تحت ثوبها ، ج : ثوبه تحت ثوبها ، القرار من عندي : ارفعها للمسعودي إنشادة ، والمتّهم طلق لسانه في عرض الكفيل " ( القضاء العشائرى عند قبائل بئر السبع ، فلسطين ، ص 115 )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق