تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الاثنين، يوليو 09، 2012

المساعيد ودورهم في المقاومة الشعبية بسيناء للأستاذ حاتم عبد الهادي السيّد

حاتم عبد الهادي السيّد

المساعيد ودورهم في المقاومة الشعبية بسيناء


تعتبر قرية جلبانة هي موطن المساعيد الرئيس في الديار المصرية ، وجلبانة – كما أسلفنا – تقع في شبه جزيرة سيناء ، نظراً لخطة الدولة في مصر لربط سيناء بوادي النيل وقناة السويس تم نقل تبعية الإدارة لقرية جلبانة لتصبح ضمن مراكز القنطرة شرق التابعة لمحافظة الاسماعيلية ، وتقع القنطرةشرق في الصنفة الشرقية لسيناء علي امتداد قناة السويس ،ومعروف عن القنطرة شرق أنها الخط الدفاعي الأول عن مصر من ناحية قناة السويس ، هذا وتقع قرية جلبانة علي مقرية من القنطرة شرق ، أي أن هذه المنطقة من المناطق المتاخمة " لخط النار " كما يذكر أثناء المعارك ، ولقد شهدت المنطقة حروباًكثيرة ، وعاصرت كل الحروب اليت شهدتها مصر وذلك لأن سيناء تعتبر بوابة مصر الشرقية ، فما من غاز أو محتل إلا ومر بسيناء ومن ثم بقرية جلبانه التابعة لمركز القنطرة شرق حالياً – وكم شهدت هذه القرية من معارك ، وكم سجلت وأهلها من المساعيد أروع الصفحات في البطولة والدفاع عن مصرنا الحبيبة ، ويكفي أنها أكبر قبيلة في سيناء قد ضمت من المجاهدين والشهداء ما يدعو للزهو والفخار .
هذا وتقع جلبانة علي الطريق الحربي القديم ( طريق حورس ) وهو الطريق الحربي الذي كانت تعبره الجيوش المصرية لتسيير المعارك منذ العصر الفرعوني ولقد عبرها عمرو بن العاض أثناء فتح مصر في منطقة بلوز يوم ( تل الفرما ) حيث وجدت آثار قلعة الفرما ، وتل الحير ، وتل الكروه ، ولقد أكد المستشرق " جاردنر " – العالم الأثري اإنجليزي عام 1918 بأن طريق حورس يبدأ من القنطرة شرق ثم يتجه شمالا علي مقربة من تل الحير وتل الكد ، ومن ثم جلبانة ، وبئر رمانة ، ثم يتجه إلي قاطية ومنها إلي العريش هذا وتعتبر قرية جلبانة المدخل الشرقي لمصر ، وقنطرة العبور بين قارتي آسيا وأفريقيا لتبعيتها لمدينة القنطرة شرق الموازية لقناة السويس ، ومعني هذا أن لقرية جلبانة وسكانها المساعيد الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لوقوعها الضفة الشرقية للقناة الشرقية للقناة – مدخل القناة - ، وجاء الاستعمار البريطاني لمصر وفرض علي سكان مصر وسيناء الدخول والخروج من وإلي سيناء بتصريح من الحدود فقدت المنطقة كسكنة عسكرية لقوات حرس الحدود .
هذا ولقد مرت السنون لتشهد المنطقة حرب 1948 م وبعد ذلك حرب 1956 م ، وتصل القوات الأجنبية إلي قرب مدينة القنطرة شرق ، ويتم تهجير أهلها للمرة الثانية ، ثم شهدت المنطقة أياما عصيبة يوما الثامن من يونيه عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون يوم أن سقطت المدينة – القنطرة – في أيدي القوات الاسرائيلية في حرب يونيو 1967 م ( 1 )
هذا ولقد تم تهجير أهل منطقة وبعض المناطق المجاورة لها في خلال الأيام التي سبقت وصول القوات الاسرائيلية ، إلا أن المساعيد رفضوا مغادرة منطقة جلبانة ، وهاجر قليلون إلي الشرقية ومديرية التحرير وسمالوط وإلي مناطق متفرقة من مصر ، إلا أن غالبية المساعيد ظلوا متمسكين بالأرض ، لم ترهبهم قوة عدو اسرائيلي غاشم ، بل بدء والتفكير في مقاومة الاحتلال ، وانضمت مجموعات كثيرة منهم إلي منظمة سيناء العربية والتي تشكلت تحت مظلة المخابرات الحربية المصرية للقيام بأعمال فدائية ضد المستعمر الاائيلي الغاشم ، وشارك أبناء قبيلة المساعيد في هذه الأعمال ، وسجلوا أروع البطولات ، ونالوا أرفع الأوسمة والأنواط من الحكومة المصرية لتفانيهم في الدفاع عن أرضهم ومشاركتهم في كثير من العلميات التي قاموا بها ، مكانوا رجالاً في السلم ، ورجالاً في الحرب ، لم يفروا ، وانما كروا علي الأعداء ونالوا منهم فكتب لبعضهم الشهادة ، وكتب لآخرين الحياة والنصر علي المحتل الغاشم .
هذا ويقع المساعيد في الشمال الغربي لسيناء ويحدهم من القبائل المجاورة البياضية شمالاً ، الترابين فرباً ، العيايدة جنوباً ، ثم القنطرة غرباً هذا ولقد عرفت القبائل العربية التهجير – الهجرة الداخلية – وذلك قبل عام 1948 ، وكان هناك ( رحلة الظعين ) – رحلة الشمال – حيث كانوا يرتحلون من وطنهم القبلي – شأنهم في ذلك شأن الكثير من بدو سيناء إلي فلسطين – للاشتراك في موسم القمح ، وكان لا يشترك أو لا يشارك في هذه الرحلة إلا الرجال والشباب والزوجات القادرات علي العمل ، بنيما كان يتخلف في الموطن الأصلي كبار السن والمرضي من الرجال والنساء والأطفال ، وكانت هذه الرجله تبدأ في أول أبريل وتنتهي في أغسطس من كل عام تقريباً ، وكانوا يشاركون في حصاد القمح مقابل الحصول علي نسبة من المحصول ، وكانوا يبعيون ما يزيد عن حاجتهم ليشتروا به ابلاً من فلسطين بسعر أوفر كثيراً من سوق العربان بالقسيمة ( في وسط سيناء ) ، وأحيانا كانوا يبيعون ما اشتروه من إبل من فلسطين لهذا السوق ( سوق القسيمة ) ليحققوا ربحاً مادياً أكبر فيشترون البن والسكر والشاي ولوازم الحياة المعيشية ، وظل الحال كذلك إلي أن قامت حرب فلسطين عام 1948 م .
فتوقفت رحلة الظعين أو رحلة الشمال ، ولم تعد لهم هجرة موسمية مؤقته للعمل في أي مكان آخر سوي وادي النيل ، ومنذ هذا التاريخ بدأ البدو في التفكير للهجرة إلي وادي النيل ، هذا ويري البعض أن هجرة البدو لوادي النيل قد بدأت منذ أيام " محمد علي باشا " والذي كان يشجع البدو علي ذلك ، أما المساعيد فترجع هجرتها واندماجها بقري الشرقية إلي ما بعد عام 1948 م وهذا من وجهة نظر الباحثين أ / السيد علي محمد محسن ، يوسف مصطفي حراره في كتابهما " ترعة السلام ومستقبل التجمعات السكانيه شرق القناة يذكر أن هذه الهجرة قد أثرت علي قبيلة المساعيد تأثيرا فعالاً علي مجتمعي وادي النيل والبدو بسيناء لكونها حالات فردية محددة – هذا علي مستوي القبائل فيما احسب وليس الأفراد .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق