حاتم عبد الهادي السيّد
المساعيد ودورهم في المقاومة الشعبية بسيناء
تعتبر قرية جلبانة هي موطن المساعيد الرئيس في
الديار المصرية ، وجلبانة – كما أسلفنا – تقع في شبه جزيرة سيناء ، نظراً لخطة
الدولة في مصر لربط سيناء بوادي النيل وقناة السويس تم نقل تبعية الإدارة لقرية
جلبانة لتصبح ضمن مراكز القنطرة شرق التابعة لمحافظة الاسماعيلية ، وتقع القنطرةشرق
في الصنفة الشرقية لسيناء علي امتداد قناة السويس ،ومعروف عن القنطرة شرق أنها الخط
الدفاعي الأول عن مصر من ناحية قناة السويس ، هذا وتقع قرية جلبانة علي مقرية من
القنطرة شرق ، أي أن هذه المنطقة من المناطق المتاخمة " لخط النار " كما يذكر أثناء
المعارك ، ولقد شهدت المنطقة حروباًكثيرة ، وعاصرت كل الحروب اليت شهدتها مصر وذلك
لأن سيناء تعتبر بوابة مصر الشرقية ، فما من غاز أو محتل إلا ومر بسيناء ومن ثم
بقرية جلبانه التابعة لمركز القنطرة شرق حالياً – وكم شهدت هذه القرية من معارك ،
وكم سجلت وأهلها من المساعيد أروع الصفحات في البطولة والدفاع عن مصرنا الحبيبة ،
ويكفي أنها أكبر قبيلة في سيناء قد ضمت من المجاهدين والشهداء ما يدعو للزهو
والفخار .
هذا وتقع جلبانة علي الطريق الحربي القديم ( طريق حورس ) وهو الطريق الحربي الذي كانت تعبره الجيوش المصرية لتسيير المعارك منذ العصر الفرعوني ولقد عبرها عمرو بن العاض أثناء فتح مصر في منطقة بلوز يوم ( تل الفرما ) حيث وجدت آثار قلعة الفرما ، وتل الحير ، وتل الكروه ، ولقد أكد المستشرق " جاردنر " – العالم الأثري اإنجليزي عام 1918 بأن طريق حورس يبدأ من القنطرة شرق ثم يتجه شمالا علي مقربة من تل الحير وتل الكد ، ومن ثم جلبانة ، وبئر رمانة ، ثم يتجه إلي قاطية ومنها إلي العريش هذا وتعتبر قرية جلبانة المدخل الشرقي لمصر ، وقنطرة العبور بين قارتي آسيا وأفريقيا لتبعيتها لمدينة القنطرة شرق الموازية لقناة السويس ، ومعني هذا أن لقرية جلبانة وسكانها المساعيد الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لوقوعها الضفة الشرقية للقناة الشرقية للقناة – مدخل القناة - ، وجاء الاستعمار البريطاني لمصر وفرض علي سكان مصر وسيناء الدخول والخروج من وإلي سيناء بتصريح من الحدود فقدت المنطقة كسكنة عسكرية لقوات حرس الحدود .
هذا ولقد مرت السنون لتشهد المنطقة حرب 1948 م وبعد ذلك حرب 1956 م ، وتصل القوات الأجنبية إلي قرب مدينة القنطرة شرق ، ويتم تهجير أهلها للمرة الثانية ، ثم شهدت المنطقة أياما عصيبة يوما الثامن من يونيه عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون يوم أن سقطت المدينة – القنطرة – في أيدي القوات الاسرائيلية في حرب يونيو 1967 م ( 1 )
هذا ولقد تم تهجير أهل منطقة وبعض المناطق المجاورة لها في خلال الأيام التي سبقت وصول القوات الاسرائيلية ، إلا أن المساعيد رفضوا مغادرة منطقة جلبانة ، وهاجر قليلون إلي الشرقية ومديرية التحرير وسمالوط وإلي مناطق متفرقة من مصر ، إلا أن غالبية المساعيد ظلوا متمسكين بالأرض ، لم ترهبهم قوة عدو اسرائيلي غاشم ، بل بدء والتفكير في مقاومة الاحتلال ، وانضمت مجموعات كثيرة منهم إلي منظمة سيناء العربية والتي تشكلت تحت مظلة المخابرات الحربية المصرية للقيام بأعمال فدائية ضد المستعمر الاائيلي الغاشم ، وشارك أبناء قبيلة المساعيد في هذه الأعمال ، وسجلوا أروع البطولات ، ونالوا أرفع الأوسمة والأنواط من الحكومة المصرية لتفانيهم في الدفاع عن أرضهم ومشاركتهم في كثير من العلميات التي قاموا بها ، مكانوا رجالاً في السلم ، ورجالاً في الحرب ، لم يفروا ، وانما كروا علي الأعداء ونالوا منهم فكتب لبعضهم الشهادة ، وكتب لآخرين الحياة والنصر علي المحتل الغاشم .
هذا ويقع المساعيد في الشمال الغربي لسيناء ويحدهم من القبائل المجاورة البياضية شمالاً ، الترابين فرباً ، العيايدة جنوباً ، ثم القنطرة غرباً هذا ولقد عرفت القبائل العربية التهجير – الهجرة الداخلية – وذلك قبل عام 1948 ، وكان هناك ( رحلة الظعين ) – رحلة الشمال – حيث كانوا يرتحلون من وطنهم القبلي – شأنهم في ذلك شأن الكثير من بدو سيناء إلي فلسطين – للاشتراك في موسم القمح ، وكان لا يشترك أو لا يشارك في هذه الرحلة إلا الرجال والشباب والزوجات القادرات علي العمل ، بنيما كان يتخلف في الموطن الأصلي كبار السن والمرضي من الرجال والنساء والأطفال ، وكانت هذه الرجله تبدأ في أول أبريل وتنتهي في أغسطس من كل عام تقريباً ، وكانوا يشاركون في حصاد القمح مقابل الحصول علي نسبة من المحصول ، وكانوا يبعيون ما يزيد عن حاجتهم ليشتروا به ابلاً من فلسطين بسعر أوفر كثيراً من سوق العربان بالقسيمة ( في وسط سيناء ) ، وأحيانا كانوا يبيعون ما اشتروه من إبل من فلسطين لهذا السوق ( سوق القسيمة ) ليحققوا ربحاً مادياً أكبر فيشترون البن والسكر والشاي ولوازم الحياة المعيشية ، وظل الحال كذلك إلي أن قامت حرب فلسطين عام 1948 م .
فتوقفت رحلة الظعين أو رحلة الشمال ، ولم تعد لهم هجرة موسمية مؤقته للعمل في أي مكان آخر سوي وادي النيل ، ومنذ هذا التاريخ بدأ البدو في التفكير للهجرة إلي وادي النيل ، هذا ويري البعض أن هجرة البدو لوادي النيل قد بدأت منذ أيام " محمد علي باشا " والذي كان يشجع البدو علي ذلك ، أما المساعيد فترجع هجرتها واندماجها بقري الشرقية إلي ما بعد عام 1948 م وهذا من وجهة نظر الباحثين أ / السيد علي محمد محسن ، يوسف مصطفي حراره في كتابهما " ترعة السلام ومستقبل التجمعات السكانيه شرق القناة يذكر أن هذه الهجرة قد أثرت علي قبيلة المساعيد تأثيرا فعالاً علي مجتمعي وادي النيل والبدو بسيناء لكونها حالات فردية محددة – هذا علي مستوي القبائل فيما احسب وليس الأفراد .
هذا وتقع جلبانة علي الطريق الحربي القديم ( طريق حورس ) وهو الطريق الحربي الذي كانت تعبره الجيوش المصرية لتسيير المعارك منذ العصر الفرعوني ولقد عبرها عمرو بن العاض أثناء فتح مصر في منطقة بلوز يوم ( تل الفرما ) حيث وجدت آثار قلعة الفرما ، وتل الحير ، وتل الكروه ، ولقد أكد المستشرق " جاردنر " – العالم الأثري اإنجليزي عام 1918 بأن طريق حورس يبدأ من القنطرة شرق ثم يتجه شمالا علي مقربة من تل الحير وتل الكد ، ومن ثم جلبانة ، وبئر رمانة ، ثم يتجه إلي قاطية ومنها إلي العريش هذا وتعتبر قرية جلبانة المدخل الشرقي لمصر ، وقنطرة العبور بين قارتي آسيا وأفريقيا لتبعيتها لمدينة القنطرة شرق الموازية لقناة السويس ، ومعني هذا أن لقرية جلبانة وسكانها المساعيد الأهمية الاستراتيجية والعسكرية لوقوعها الضفة الشرقية للقناة الشرقية للقناة – مدخل القناة - ، وجاء الاستعمار البريطاني لمصر وفرض علي سكان مصر وسيناء الدخول والخروج من وإلي سيناء بتصريح من الحدود فقدت المنطقة كسكنة عسكرية لقوات حرس الحدود .
هذا ولقد مرت السنون لتشهد المنطقة حرب 1948 م وبعد ذلك حرب 1956 م ، وتصل القوات الأجنبية إلي قرب مدينة القنطرة شرق ، ويتم تهجير أهلها للمرة الثانية ، ثم شهدت المنطقة أياما عصيبة يوما الثامن من يونيه عام ألف وتسعمائة وسبعة وستون يوم أن سقطت المدينة – القنطرة – في أيدي القوات الاسرائيلية في حرب يونيو 1967 م ( 1 )
هذا ولقد تم تهجير أهل منطقة وبعض المناطق المجاورة لها في خلال الأيام التي سبقت وصول القوات الاسرائيلية ، إلا أن المساعيد رفضوا مغادرة منطقة جلبانة ، وهاجر قليلون إلي الشرقية ومديرية التحرير وسمالوط وإلي مناطق متفرقة من مصر ، إلا أن غالبية المساعيد ظلوا متمسكين بالأرض ، لم ترهبهم قوة عدو اسرائيلي غاشم ، بل بدء والتفكير في مقاومة الاحتلال ، وانضمت مجموعات كثيرة منهم إلي منظمة سيناء العربية والتي تشكلت تحت مظلة المخابرات الحربية المصرية للقيام بأعمال فدائية ضد المستعمر الاائيلي الغاشم ، وشارك أبناء قبيلة المساعيد في هذه الأعمال ، وسجلوا أروع البطولات ، ونالوا أرفع الأوسمة والأنواط من الحكومة المصرية لتفانيهم في الدفاع عن أرضهم ومشاركتهم في كثير من العلميات التي قاموا بها ، مكانوا رجالاً في السلم ، ورجالاً في الحرب ، لم يفروا ، وانما كروا علي الأعداء ونالوا منهم فكتب لبعضهم الشهادة ، وكتب لآخرين الحياة والنصر علي المحتل الغاشم .
هذا ويقع المساعيد في الشمال الغربي لسيناء ويحدهم من القبائل المجاورة البياضية شمالاً ، الترابين فرباً ، العيايدة جنوباً ، ثم القنطرة غرباً هذا ولقد عرفت القبائل العربية التهجير – الهجرة الداخلية – وذلك قبل عام 1948 ، وكان هناك ( رحلة الظعين ) – رحلة الشمال – حيث كانوا يرتحلون من وطنهم القبلي – شأنهم في ذلك شأن الكثير من بدو سيناء إلي فلسطين – للاشتراك في موسم القمح ، وكان لا يشترك أو لا يشارك في هذه الرحلة إلا الرجال والشباب والزوجات القادرات علي العمل ، بنيما كان يتخلف في الموطن الأصلي كبار السن والمرضي من الرجال والنساء والأطفال ، وكانت هذه الرجله تبدأ في أول أبريل وتنتهي في أغسطس من كل عام تقريباً ، وكانوا يشاركون في حصاد القمح مقابل الحصول علي نسبة من المحصول ، وكانوا يبعيون ما يزيد عن حاجتهم ليشتروا به ابلاً من فلسطين بسعر أوفر كثيراً من سوق العربان بالقسيمة ( في وسط سيناء ) ، وأحيانا كانوا يبيعون ما اشتروه من إبل من فلسطين لهذا السوق ( سوق القسيمة ) ليحققوا ربحاً مادياً أكبر فيشترون البن والسكر والشاي ولوازم الحياة المعيشية ، وظل الحال كذلك إلي أن قامت حرب فلسطين عام 1948 م .
فتوقفت رحلة الظعين أو رحلة الشمال ، ولم تعد لهم هجرة موسمية مؤقته للعمل في أي مكان آخر سوي وادي النيل ، ومنذ هذا التاريخ بدأ البدو في التفكير للهجرة إلي وادي النيل ، هذا ويري البعض أن هجرة البدو لوادي النيل قد بدأت منذ أيام " محمد علي باشا " والذي كان يشجع البدو علي ذلك ، أما المساعيد فترجع هجرتها واندماجها بقري الشرقية إلي ما بعد عام 1948 م وهذا من وجهة نظر الباحثين أ / السيد علي محمد محسن ، يوسف مصطفي حراره في كتابهما " ترعة السلام ومستقبل التجمعات السكانيه شرق القناة يذكر أن هذه الهجرة قد أثرت علي قبيلة المساعيد تأثيرا فعالاً علي مجتمعي وادي النيل والبدو بسيناء لكونها حالات فردية محددة – هذا علي مستوي القبائل فيما احسب وليس الأفراد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق