زعم بعض الكتاب المصرييّن وغيرهم أن منطقة المساعيد في بلاد العريش حملت هذا الاسم منذ عهد عمرو بن العاص فاتح مصر الذي سار بجيشه من فلسطين نحو مصر لفتحها فقالوا : إن عمرو بن العاص قال لجيشه وكان المساء قد حل :
( المساء عيد ) فتحرفت إلى المساعيد وفيما يلي بعض هذه النصوص :
1ــ قال الأستاذ فتحي رزق في ذكر دخول عمرو بن العاص إلى مصر : " .... وهنا التفت عمرو بن العاص إلى من حوله قائلا .. أين نحن الآن يا قوم .. فقالوا في العريش .. فقال وهل هي من أرض مصر أم الشام .. فأجابوا .. إنها من أرض مصر ، وقد مررنا بعمد رفح أمس المساء .. فقال هلموا إذا قياما بأمر الله وأمر أمير المؤمنين .
ولا تزال البقعة التي حدثت بها هذه الواقعة التاريخية بالعريش تسمى المساعيد .. ذلك إن كتب التاريخ تقول أن عمرو حينما علم أنه أصبح في أرض مصر .. كان الوقت مساء .. فصاح في جيشه .. المساء عيد ، وأطلق على المنطقة المساعيد وفي نفس البقعة نفسها تقيم الآن محافظة شمال سيناء مدينة سكنية حديثة . ! " أ. هــ
2ــ قال الأستاذ محمد سليمان الطيب في ذكر قرية المساعيد : " الصحيح أن هذه القرية السياحية الآن سميت من عهد عمرو بن العاص عندما زحف على مصر ووصل إلى مشارف قلعة الرومان وانتصر عليهم واستبشر أن حلم فتح مصر سوف يتحقق وحل عليه الليل وهو فرح مسرور ، ومن حسن الطالع أن وافق عيد الأضحى فقال : هذا المساء عيد لنا فتصايح جنود الله المسا عيد ( ثم حرفت المساعيد ) " أ . هــ
3ــ قال الأستاذ إبراهيم المسلم : " إذا عدنا إلى الفتوحات الإسلامية في صدر الإسلام فان عمرو بن العاص رضي الله عنه ن حينما دخل ارض مصر ، ووصل إلى ضاحية العريش ، قال قولته الشهيرة : ( هذا المساء عيد ) وسميت هذه الضاحية بالمساعيد " أ . هــ
4ــ قال الأستاذ المستشار مصطفى السيد على بلاسي في حديثه عن شمالي سيناء : " يقال إن عمرو بن العاص سال أهل العريش عن اليوم الذي دخلها فيه فقالوا إن هذا المساء عيد فأطلق على المكان المساعيد " أ . هــ
قلت : إذا ما ضربنا الصفح عن الأخطاء الواردة في هذه النصوص توقفنا عن مسمى المساعيد فان ما قاله هؤلاء الكتاب لا أساس له من الصحة ولا ندري من أين جاءوا به وكان الأجدر بهم أن يوثقوا مصدر هذا القول إن كان له مصدر من باب إبراء الذمة ولله در القائل :
|
ونص الحديث إلى أهلهفـان الأمانـة فـي نـصـه
|
|
ولكن أنى لهم أن يسندوا نصا ليس له أصل ؟؟؟!!!
فما قيل عن سب التسمية عار عن الصحة وإننا نقول لكل من ادعى وزعم صحة هذه التسمية :
هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين !!! أما أن يؤلف البعض تأويلات لا أصل لها ليجعل منها
جزءا من تاريخ العرب والمسلمين فان هذا ليس من أمانة العلم في شيء ولنعمل النظر في
بيان بطلان هذه الدعوى وفي بيان هذا نقول وبالله تعالى التوفيق :
1ــ أولا : اختلف المؤرخون اختلافا شديدا في تحديد السنة التي تم فيها فتح مصر على أقوال كثيرة فيما يلي بيان بعضها :
1ــ أنها فتحت في ربيع الأول سنة 16 هــ
قال بهذا سيف بن عمر ( البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 99 ، تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 512 ، المنتظم ، ج 4 ، ص 291 )
2ــ أنها فتحت سنة 18هــ
قاله البلاذري ( فتوح البلدان ، ص 21 )
3ــ أنها فتحت سنة 19 هــ
قاله البلاذري ( فتوح البلدان ، ص 21 )
4ــ أنها فتحت يوم الجمعة مستهل المحرم سنة 20 هــ
قال بهذا الواقدي وابن إسحاق وابو معشر والليث بن سعد ويزيد بن أبي حبيب
( تاريخ دمشق ، ج 49 ، ص 109 ، المنتظم ، ج 4 ، ص 291 ، ولاة مصر ، ص 32 ، تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 512 ، البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 99 )
5ــ أنها فتحت سنة 21 أو 22 هــ
قال بهذا زياد بن جزء الزبيدي ( المنتظم ، ج 4 ، ص 291 ، تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 512 )
6ــ أنها فتحت سنة 26 هــ
قال بهذا سيف ن عمر ( المنتظم ، ج 4 ، ص 291 )
والراجح من هذه الأقوال أنها فتحت في ربيع الأول سنة 16 هــ وفق ما رجحه ابن الأثير ( البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 99 ) ، قال ابن الأثير : " وبالجملة فينبغي أن يكون فتحها قبل عام الرمادة لأن عمرو بن العاص حمل الطعام في بحر القلزم من مصر إلى المدينة والله أعلم " ( الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 384 ــ 385 ) ، وقد كان عام الرمادة في سنة 18 هــ ( تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 509 ، المنتظم ، ج 4 ، ص 252 ) وقد قال بهذا ابن إسحاق وابو معشر ( البداية ، ج 7 ، ص 92 ) ، وذكر ابن كثير أن الشافعي روى بإسناد جيّد أن عمرو بن العاص كان بمصر عام الرمادة ( البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 92 ) والمشهور أن عام الرمادة كان في سنة 18 هــ
قلت : وهذا يبطل الزعم أن عمرو بن العاص كان في العريش في عيد الأضحى كما ذكره بعض أهل العلم . فقد أورد ابن عبد الحكم رواية يزيد بن أبي حبيب أن حين كان عمرو ن العاص في العريش أدركه النحر فضحى يومئذ عن أصحابه بكبش ( فتوح مصر وأخبارها ص 58 ) ويجب أن نلفت النظر هنا أن يزيدا قد قال إن مصر فتحت في مستهل المحرم سنة 20 هــ كما سبق ذكره مما يعني أن النحر قد أدرك عمرو بن العاص في سنة 19 هــ والقول بفتح مصر سنة 19 هــ يحتاج إلى أدلة ترجحه لا سيما وقد ثبت أن عمرو بن العاص كان عام الرمادة أي عام 18 هــ حاكما لمصر مما يعني أن فتحها قد تم قبل ذلك مما يرجح القول فتحا سنة 16 هــ وهكذا يثبت بطلان الزعم أن عمرو بن العاص أدركه النحر في العريش لتعارض هذا القول مع الراجح في تاريخ فتح مصر
2ــ ثانيا : من المعلوم بداهة أن العيد لا يكون مساءا البتة بل يكون بعد أداء صلاة العيد يوم النحر ولم يكن الصحابة الكرام كعمرو ن العاص مبتدعة ليقولوا : المساء عيد فليس في دينهم ولا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أن المساء عيد وعلى من ادعى قول عمرو بن العاص رضي الله عنه هذا فعليه بإبراز الدليل وهيهات هيهات
3ــ ثالثا : أن الموضع المعروف بالمساعيد موضع كان يقع قديما خارج العريش إلى الغرب منها على نحو ساعة ونصف الساعة بسير القوافل والرواية التي سبق ذكرها عن يزيد بن أبي حبيب والتي تخالفها روايات أخرى ذكرت أن النحر قد أدرك عمرو ن العاص في العريش والعريش موضع غير المساعيد بل قبله اتجاه الشام من حيث أتى عمرو جيشه
4ــ رابعا : أن الاسم الصحيح لهذا الموضع هو المسعوديات نسبة لامرأتين من قبيلة المساعيد ثم اشتهر باسم المساعيد وفيما يلي ما توفر من معلومات حول هذا الموضع : جاء في تاريخ المساعيد : أنه بعد أن تعرض المساعيد لمذبحة رهيبة في غزة تفرق المساعيد وتشتتوا إلى أنحاء مختلفة وكان من بين الناجين معلى أبو سليمان المسعودي وكان يعاني من إصابات أصيب بها في تلك المذبحة وكان برفقته امرأتي ولديه ومع إحداهما حفيده سعد بن علي ن معلى ومع الأخرى ابنتها ويقالان الأخرى هي ابنته وقد ساروا اتجاه بلاد العريش للحاق بفرقة من المساعيد توجهت إلى مصر فكان أن وصلوا إلى العريش فالتقوا برجل من أجداد الملالحة فاتفقوا معه على ترك معلى المسعودي عنده لمعالجته ، تركت المرأتان المسعوديتان معلى أبو سليمان المسعودي عند جد الملالحة في العريش لمعالجته وسارتا غربا خلف فرقة من المساعيد اتجهت إلى مصر فسارتا غربا علهن يجدن خبرا عن المساعيد واللحاق بهم حتى وصلتا إلى موضع غرب العريش عند موضع عرف فيما بعد بالمسعوديات نسبة إليهما ففرغ ماؤهما وبسبب الإرهاق والتعب الشديدين بسب السير المتواصل لا راحلة تقلهما وقد بلغ هما الظمأ مبلغه انهارت قوى أم سعد فلم تعد تستطع نقل وليدها فوضعته على الأرض وتركته لتواصل مسيرها مع رفيقتها وراء المساعيد ولم تتعد كثيرا حتى ارتدت إلى طفلها بسبب بكائه وعادت معها رفيقتها التي كانت تحمل طفلتها ومكثتا هناك وبسبب الظمأ الشديد أخذت المرأتان تحفران ثميلة في الأرض بحثا عن الماء فوجدتا الماء بعد حفر قليل فلما خرج الماء شربتا وارتوتا ويزعم الأحيوات من المساعيد أن جدهم سعدا اخذ يبحث في الأرض برجله حينما تركته أمه على الأرض فلما بكى وعادت أمه إليه وجدت بللا في الأرض عند موضع بحث قدميه فحفرت هي ورفيقتها في ذلك الموضع فخرج الماء سريعا !!! لهذا فانهم يلقبون جدهم سعد بن علي بن معلى المسعودي بسعد صادق الوعد وسعد جيد الوعد .
قلت : لا بد أن نلاحظ أن طبيعة الأرض في تلك المنطقة تسمح بخروج الماء بعد حفر يسير فمنطقة العريش جزء من بلاد الجفار في شمالي سيناء قال ياقوت الحموي : " سميت الجفار لكثرة الجفار بأرضها ولا شرب لسكانها إلا منها رايتها مرارا " أ . هــ والجفار لغة جمع جفر قال ياقوت الحموي : " الجفر البئر القريبة القعر الواسعة لم تطو " أ . هــ
وقد أقامت المرأتان هناك وأثناء إقامتهما هناك سارتا إلى معلى أبو سليمان المسعودي وأحضرتاه من عند جد الملالحة في العرش الذي نقله على راحلة إلى حيث تقطن المرأتان عند الماء وقد طورت الثميلة التي حفرتاها فيما بعد إلى بئر عرف باسم المسعوديات نسبة إليهما كما اشتهر البئر أيضا باسم بئر المساعيد نسبة إلى قبيلة المساعيد وتعرف عند البدو إلى يومنا هذا بالمسعوديات قال الأستاذ محمد جميل المدني في ذكر بئر المسعوديات في حديثه عن المرأتين المسعوديتين : " ... فولدت إحداهما فأنجبت ولدا سمي بصادق الوعد أو جيد الوعد والسبب في ذلك أن لم يوجد ماء لديهم وريثما كان الطفل يركل برجليه خرج الماء بقدرة قادر وبعد ذلك حفر هناك بئر وما زال يحمل اسم المسعوديات حتى اليوم ".
قلت : اسم الولد سعد وكان مولودا أثناء مذبحة المساعيد ثم لقب بسعد صادق الوعد وجيد الوعد لأنه كان السبب في حفر المرأتين للثميلة التي نسبت إليهما والتي أصح موضعها اليوم ضاحية من ضواحي العريش ، وقد أشار إلى بئر المسعوديات غير واحد من شعراء البدو ومن ذلك ما يلي :
قال سلامة الحوات الأحيوي المسعودي وكان قد حضر فرحا عند سالم بن حمدان النجمي الأحيوي المسعودي يصف بيت سالم بن حمدان النجمي :
1ــ أولا : اختلف المؤرخون اختلافا شديدا في تحديد السنة التي تم فيها فتح مصر على أقوال كثيرة فيما يلي بيان بعضها :
1ــ أنها فتحت في ربيع الأول سنة 16 هــ
قال بهذا سيف بن عمر ( البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 99 ، تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 512 ، المنتظم ، ج 4 ، ص 291 )
2ــ أنها فتحت سنة 18هــ
قاله البلاذري ( فتوح البلدان ، ص 21 )
3ــ أنها فتحت سنة 19 هــ
قاله البلاذري ( فتوح البلدان ، ص 21 )
4ــ أنها فتحت يوم الجمعة مستهل المحرم سنة 20 هــ
قال بهذا الواقدي وابن إسحاق وابو معشر والليث بن سعد ويزيد بن أبي حبيب
( تاريخ دمشق ، ج 49 ، ص 109 ، المنتظم ، ج 4 ، ص 291 ، ولاة مصر ، ص 32 ، تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 512 ، البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 99 )
5ــ أنها فتحت سنة 21 أو 22 هــ
قال بهذا زياد بن جزء الزبيدي ( المنتظم ، ج 4 ، ص 291 ، تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 512 )
6ــ أنها فتحت سنة 26 هــ
قال بهذا سيف ن عمر ( المنتظم ، ج 4 ، ص 291 )
والراجح من هذه الأقوال أنها فتحت في ربيع الأول سنة 16 هــ وفق ما رجحه ابن الأثير ( البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 99 ) ، قال ابن الأثير : " وبالجملة فينبغي أن يكون فتحها قبل عام الرمادة لأن عمرو بن العاص حمل الطعام في بحر القلزم من مصر إلى المدينة والله أعلم " ( الكامل في التاريخ ، ج 2 ، ص 384 ــ 385 ) ، وقد كان عام الرمادة في سنة 18 هــ ( تاريخ الطبري ، ج 2 ، ص 509 ، المنتظم ، ج 4 ، ص 252 ) وقد قال بهذا ابن إسحاق وابو معشر ( البداية ، ج 7 ، ص 92 ) ، وذكر ابن كثير أن الشافعي روى بإسناد جيّد أن عمرو بن العاص كان بمصر عام الرمادة ( البداية والنهاية ، ج 7 ، ص 92 ) والمشهور أن عام الرمادة كان في سنة 18 هــ
قلت : وهذا يبطل الزعم أن عمرو بن العاص كان في العريش في عيد الأضحى كما ذكره بعض أهل العلم . فقد أورد ابن عبد الحكم رواية يزيد بن أبي حبيب أن حين كان عمرو ن العاص في العريش أدركه النحر فضحى يومئذ عن أصحابه بكبش ( فتوح مصر وأخبارها ص 58 ) ويجب أن نلفت النظر هنا أن يزيدا قد قال إن مصر فتحت في مستهل المحرم سنة 20 هــ كما سبق ذكره مما يعني أن النحر قد أدرك عمرو بن العاص في سنة 19 هــ والقول بفتح مصر سنة 19 هــ يحتاج إلى أدلة ترجحه لا سيما وقد ثبت أن عمرو بن العاص كان عام الرمادة أي عام 18 هــ حاكما لمصر مما يعني أن فتحها قد تم قبل ذلك مما يرجح القول فتحا سنة 16 هــ وهكذا يثبت بطلان الزعم أن عمرو بن العاص أدركه النحر في العريش لتعارض هذا القول مع الراجح في تاريخ فتح مصر
2ــ ثانيا : من المعلوم بداهة أن العيد لا يكون مساءا البتة بل يكون بعد أداء صلاة العيد يوم النحر ولم يكن الصحابة الكرام كعمرو ن العاص مبتدعة ليقولوا : المساء عيد فليس في دينهم ولا سنة نبيهم صلى الله عليه وسلم أن المساء عيد وعلى من ادعى قول عمرو بن العاص رضي الله عنه هذا فعليه بإبراز الدليل وهيهات هيهات
3ــ ثالثا : أن الموضع المعروف بالمساعيد موضع كان يقع قديما خارج العريش إلى الغرب منها على نحو ساعة ونصف الساعة بسير القوافل والرواية التي سبق ذكرها عن يزيد بن أبي حبيب والتي تخالفها روايات أخرى ذكرت أن النحر قد أدرك عمرو ن العاص في العريش والعريش موضع غير المساعيد بل قبله اتجاه الشام من حيث أتى عمرو جيشه
4ــ رابعا : أن الاسم الصحيح لهذا الموضع هو المسعوديات نسبة لامرأتين من قبيلة المساعيد ثم اشتهر باسم المساعيد وفيما يلي ما توفر من معلومات حول هذا الموضع : جاء في تاريخ المساعيد : أنه بعد أن تعرض المساعيد لمذبحة رهيبة في غزة تفرق المساعيد وتشتتوا إلى أنحاء مختلفة وكان من بين الناجين معلى أبو سليمان المسعودي وكان يعاني من إصابات أصيب بها في تلك المذبحة وكان برفقته امرأتي ولديه ومع إحداهما حفيده سعد بن علي ن معلى ومع الأخرى ابنتها ويقالان الأخرى هي ابنته وقد ساروا اتجاه بلاد العريش للحاق بفرقة من المساعيد توجهت إلى مصر فكان أن وصلوا إلى العريش فالتقوا برجل من أجداد الملالحة فاتفقوا معه على ترك معلى المسعودي عنده لمعالجته ، تركت المرأتان المسعوديتان معلى أبو سليمان المسعودي عند جد الملالحة في العريش لمعالجته وسارتا غربا خلف فرقة من المساعيد اتجهت إلى مصر فسارتا غربا علهن يجدن خبرا عن المساعيد واللحاق بهم حتى وصلتا إلى موضع غرب العريش عند موضع عرف فيما بعد بالمسعوديات نسبة إليهما ففرغ ماؤهما وبسبب الإرهاق والتعب الشديدين بسب السير المتواصل لا راحلة تقلهما وقد بلغ هما الظمأ مبلغه انهارت قوى أم سعد فلم تعد تستطع نقل وليدها فوضعته على الأرض وتركته لتواصل مسيرها مع رفيقتها وراء المساعيد ولم تتعد كثيرا حتى ارتدت إلى طفلها بسبب بكائه وعادت معها رفيقتها التي كانت تحمل طفلتها ومكثتا هناك وبسبب الظمأ الشديد أخذت المرأتان تحفران ثميلة في الأرض بحثا عن الماء فوجدتا الماء بعد حفر قليل فلما خرج الماء شربتا وارتوتا ويزعم الأحيوات من المساعيد أن جدهم سعدا اخذ يبحث في الأرض برجله حينما تركته أمه على الأرض فلما بكى وعادت أمه إليه وجدت بللا في الأرض عند موضع بحث قدميه فحفرت هي ورفيقتها في ذلك الموضع فخرج الماء سريعا !!! لهذا فانهم يلقبون جدهم سعد بن علي بن معلى المسعودي بسعد صادق الوعد وسعد جيد الوعد .
قلت : لا بد أن نلاحظ أن طبيعة الأرض في تلك المنطقة تسمح بخروج الماء بعد حفر يسير فمنطقة العريش جزء من بلاد الجفار في شمالي سيناء قال ياقوت الحموي : " سميت الجفار لكثرة الجفار بأرضها ولا شرب لسكانها إلا منها رايتها مرارا " أ . هــ والجفار لغة جمع جفر قال ياقوت الحموي : " الجفر البئر القريبة القعر الواسعة لم تطو " أ . هــ
وقد أقامت المرأتان هناك وأثناء إقامتهما هناك سارتا إلى معلى أبو سليمان المسعودي وأحضرتاه من عند جد الملالحة في العرش الذي نقله على راحلة إلى حيث تقطن المرأتان عند الماء وقد طورت الثميلة التي حفرتاها فيما بعد إلى بئر عرف باسم المسعوديات نسبة إليهما كما اشتهر البئر أيضا باسم بئر المساعيد نسبة إلى قبيلة المساعيد وتعرف عند البدو إلى يومنا هذا بالمسعوديات قال الأستاذ محمد جميل المدني في ذكر بئر المسعوديات في حديثه عن المرأتين المسعوديتين : " ... فولدت إحداهما فأنجبت ولدا سمي بصادق الوعد أو جيد الوعد والسبب في ذلك أن لم يوجد ماء لديهم وريثما كان الطفل يركل برجليه خرج الماء بقدرة قادر وبعد ذلك حفر هناك بئر وما زال يحمل اسم المسعوديات حتى اليوم ".
قلت : اسم الولد سعد وكان مولودا أثناء مذبحة المساعيد ثم لقب بسعد صادق الوعد وجيد الوعد لأنه كان السبب في حفر المرأتين للثميلة التي نسبت إليهما والتي أصح موضعها اليوم ضاحية من ضواحي العريش ، وقد أشار إلى بئر المسعوديات غير واحد من شعراء البدو ومن ذلك ما يلي :
قال سلامة الحوات الأحيوي المسعودي وكان قد حضر فرحا عند سالم بن حمدان النجمي الأحيوي المسعودي يصف بيت سالم بن حمدان النجمي :
|
بيت مبني ف الحمضـةوحباله ف المسعوديات
|
بيـن الواسـط والواسـطللطرميل أربـع ساعـات
|
|
وقال البداع سلامة أبو مزيد عد حضوره لفرح عام
1942م يصف بيت صاحب الفرح :
|
الميخر في المسعودياتوالمقدم في شعف شايح
|
|
وقال الأستاذ محمد سليمان الطيب في ذكر بئر
المسعوديات : " يعرف للآن عند بدو سيناء بالمسعوديات " أ . هــ وقد ذكر هذا البئر
الشيخ عبد الغني النابلسي في رحلته إلى مصر وكان قد مر به يوم السبت الموافق 13 /
ربيع الثاني / عام 1105 هــ فقال : " فلم نزل سائرين إلى أن وصلنا إلى بئر المساعيد
وهناك سبيل معمر بجدران الحجر فاستقينا منه وشربنا وسقينا الدواب وملانا الركاوي ثم
سرنا إلى أن وصلنا إلى قبر الساعي " أ .هــ وذكره ضابط فرنسي في حديثه عن يوميات
زحف الجنرال مينو الفرنسي فقد سجل لازوسكي الذي كان رئيس سرية في سلاح المهندسين
لفرقة الجنرال مينو أثناء زحفه من العريش إلى قطية من طريق الساحل في المدة من 19
إلى 21 يونيو ( حزيران ) عام 1799 م الموافق للفترة من 15 إلى 17 محرم عام 1214 هــ
فقال : " رحلنا من العريش في الساعة الخامسة من بعد الظهر وبعد مسيرة نصف الساعة
باتجاه الشمال الغربي وصلنا إلى شواطئ البحر وسرنا بحذاء الشاطئ باتجاه 25و5 إلى
الجنوب الغربي لمدة ساعة ونصف ساعة قبل أن نصل إلى بئر المسعودي حيث تزودنا بالمياه
وواصلنا السير .. " أ . هــ وجاء في بعض الوثائق المصرية التي كتبها الحاج منيب
كاتب تقارير الجيش المصري إلى محمد علي باشا تاريخ 20 / جمادى الآخرة عام 1247 هــ
في ذكر خط سير حملة الجيش المصري برا إلى الشام : " السبت 7 جمادى الآخر 1247 هــ
وصلوا إلى المسعوديات وبها بيوت وشجر وماء وقلعة " قال : " والمسافة بينها وبين
العريش ساعة ونصف " أ . وقال نعوم شقير في ذكر بئر المساعيد فيما كتبه عام 1907 م
الموافق لعام 1325 هــ : " حلة المساعيد : أما حلة المساعيد فهي حلة صغيرة فيوسط
حديقة متسعة من النخيل وأشجار الفاكهة والخضر على نحو أربعة أميال غربي العريش
وفيها بئر المساعيد على السكة السلطانية قرب شاطئ البحر وبئر أخرى في وسطها على نحو
مائة متر من الأولى وهي بئر عذبة الماء قريبة القعر وقد كان محافظو العريش السابقون
لعثمان بك فريد يأتون بماء الشرب من القنطرة فلما جاء عثمان بك محافظا استعذب ماء
هذه البئر فحصرها في برميل أنزله في الحفرة ومن العامة عنها واستغنى عن ماء القنطرة
وجرى مجراه المحافظون الذين جاءوا بعده وبنى المحافظ محمد إسلام بك على البئر كوخا
من الخشب وجعل لها قفلا لأجل حمايتها وما زالت محمية وموظفو المحافظة يشربون منها
إلى اليوم " أ . هــ وذكرها إبراهيم المسلم في رحلته إلى الديار المصرية وقد مر
بقرية المساعيد في مطلع شعبان سنة 1366 هــ الموافقة لعام 1947 م : " ... وقد
رافقنا أحد الأعراب على جمل يقصد قرية اسمها المساعيد قبل العريش " قال : " في
الصباح الباكر تحركت القافلة وبدأنا نشاهد على البعد قرية صغيرة بها الكثير من
أشجار النخيل وبها بعض البيوت فاستأذن مرافقنا إلى حيث مقصده قرية المساعيد " أ .
هــ وقد ذكره الدكتور احمد فخري في المصور الجغرافي ( الخريطة ) المرفق ببحثه عن
تاريخ شبه جزيرة سيناء وسماه بئر مسعود . وهكذا ذكره الدكتور عبد الفتاح محمد وهيبة
فقال : " يقع بئر مسعود وهو أحد الآبار الرئيسية التي تعتمد عليها العريش في الشرب
وسط منطقة المياه الجوفية في جنوب المدينة " أ . هــ قلت : ما ذكره الدكتوران منقول
عن مصادر غربية درست شمال سيناء وصاب معود هو المسعوديات وهو الاسم القديم للمنطقة
التي أصبحت تعرف اليوم اسم المساعيد أ . هــ وقال الأستاذ محمد رمزي : " المساعيد :
هي نجع واقع على شاطئ البحر الأبيض المتوسط غربي العريش وعلى بعد ست كيلو مترات
منها ولم ترد في تعدا سنة 1937 " أ . هــ
والخلاصة أن الراجح في تسمية المساعيد بهذا الاسم هو نسبة إلى المسعوديات وهو الاسم القديم فعلا للمكان والله تعالى أعلم
والخلاصة أن الراجح في تسمية المساعيد بهذا الاسم هو نسبة إلى المسعوديات وهو الاسم القديم فعلا للمكان والله تعالى أعلم
إضافة مهمّة
في مقالته ( العريش حقائق ومتغيّرات ) التي
سطّرها الأخ الكريم الأستاذ الفاضل أشرف العناني الكاتب السيناوي النشيط في مدوّنته
( سيناء حيث أنا ) بتاريخ 29 ديسمبر 2007 م نصّ ثمين وشهادة قيّمة عن سبب تسمية
منطقة المساعيد في بلاد العريش قال فيه الأخ الفاضل ما يلي :
حي المسعوديات علي سبيل المثال الدارج في سبب تسميته رواية تاريخية لا علاقة لها بتسمية المكان من قريب أو بعيد سوي التماس اللفظي , والرواية تقول أن عمرو بن العاص أثناء فتح مصر حدث أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما علم بنية بن العاص أرسل له كتاب يقول فيه ان كنت دخلت أرض مصر أو جزء منها فتوكل علي الله وان لم تكن قد دخلت فعد فلما سأل أصحابه أين نحن قالوا في العريش وهي من أرض مصر فسر لذلك وقال استريحوا يا رفاق فالمساء عيد ، تلك هي الرواية المتداولة في الإعلام المصري عن سبب تسمية المسا عيد وهي رواية مغلوطة وغير صحيحة ، نعم حدث كل ذلك ولا ننكره ولكن ليس له علاقة بسبب تسمية المسا عيد فالمكان أساساً كان يسمي بالمسعوديات نسبة إلي نساء من قبيلة المسا عيد أحد قبائل بدو سيناء ولسبب التسمية علاقة وطيدة بالتاريخ الشفاهي بقبيلة المسا عيد ورحيلهم من فلسطين للاستقرار في سيناء مع اعتبار أن قبيلة اللحيوات تنحدر من المسا عيد ولها علاقة وطيدة بتلك الحادثة أما سبب تحول الاسم من المسعوديات إلي المسا عيد فيرجع إلي صعوبة نطق المسعوديات لدي غير البدو أعني الحضر ومازال العديد من البدو يسمون المكان باسمه الأصلي أي المسعوديات
مدونة سيناء حيث أنا للأستاذ أشرف العناني
رابط المدونة :
http://alanany.wordpress.com/2007/12...1%d8%a7%d8%aa/
حي المسعوديات علي سبيل المثال الدارج في سبب تسميته رواية تاريخية لا علاقة لها بتسمية المكان من قريب أو بعيد سوي التماس اللفظي , والرواية تقول أن عمرو بن العاص أثناء فتح مصر حدث أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما علم بنية بن العاص أرسل له كتاب يقول فيه ان كنت دخلت أرض مصر أو جزء منها فتوكل علي الله وان لم تكن قد دخلت فعد فلما سأل أصحابه أين نحن قالوا في العريش وهي من أرض مصر فسر لذلك وقال استريحوا يا رفاق فالمساء عيد ، تلك هي الرواية المتداولة في الإعلام المصري عن سبب تسمية المسا عيد وهي رواية مغلوطة وغير صحيحة ، نعم حدث كل ذلك ولا ننكره ولكن ليس له علاقة بسبب تسمية المسا عيد فالمكان أساساً كان يسمي بالمسعوديات نسبة إلي نساء من قبيلة المسا عيد أحد قبائل بدو سيناء ولسبب التسمية علاقة وطيدة بالتاريخ الشفاهي بقبيلة المسا عيد ورحيلهم من فلسطين للاستقرار في سيناء مع اعتبار أن قبيلة اللحيوات تنحدر من المسا عيد ولها علاقة وطيدة بتلك الحادثة أما سبب تحول الاسم من المسعوديات إلي المسا عيد فيرجع إلي صعوبة نطق المسعوديات لدي غير البدو أعني الحضر ومازال العديد من البدو يسمون المكان باسمه الأصلي أي المسعوديات
مدونة سيناء حيث أنا للأستاذ أشرف العناني
رابط المدونة :
http://alanany.wordpress.com/2007/12...1%d8%a7%d8%aa/
الأستاذ صالح العلاقمي : المسعوديّات ( حيّ المساعيد في العريش )
عرفت بهذا نسبة إلى نساء من قبيلة المساعيد
عمر بن الخطاب : "استريحوا يا رفاق فالمساء عيد" في المساعيد
العريش - صالح العلاقمي
الأحد، 05 مايو 2013
حي المساعيد أحد أحياء مدينة العريش بمحافظة شمال سيناء اسم له تاريخ وذائع الصيت.
تقول الروايات إنه أثناء فتح مصر عام 18 هجرية حدث أن الخليفة عمر بن الخطاب عندما علم بنية بن العاص أرسل له كتابا يقول فيه ان كنت دخلت أرض مصر أو جزءا منها فتوكل على الله وإن لم تكن قد دخلت فعد، فلما سأل أصحابه أين نحن قالوا في العريش وهي من أرض مصر فسر لذلك.
وقال "استريحوا يا رفاق فالمساء عيد"،تلك هي الرواية المتداولة في الإعلام المصري عن سبب تسمية المساعيد وهي رواية مغلوطة وغير صحيحة، وتقول رواية أخرى إن ماحدث مع بن العاص صحيح ولكن المكان أساساً كان يسمى بالمسعوديات نسبة إلى نساء من قبيلة المساعيد أحد قبائل بدو سيناء ولسبب التسمية علاقة وطيدة بالتاريخ الشفاهي بقبيلة المسا عيد ورحيلهم من فلسطين للاستقرار في سيناء مع اعتبار أن قبيلة اللحيوات تنحدر من المسا عيد ولها علاقة وطيدة بتلك الحادثة أما سبب تحول الاسم من المسعوديات إلي المسا عيد فيرجع إلي صعوبة نطق المسعوديات لدي غير البدو.
حي المساعيد عبارة عن حي سكني به أكثر من 2100 وحدة سكنية بخلاف الأحياء المجاورة التي أقيمت علي مشروعات تقسيم أراضي وكذلك أقيم مجمع إسلامي باسم عمرو بن العاص.
أخبار الحوادث :
قلت : جاء في العنوان عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، وهذا سبق قلم من الكاتب الفاضل والمقصود عمرو بن العاص رضي الله عنه .
وقد سبق للأستاذ الفاضل أشرف العناني أن قال بهذا القول أي أنّ سبب تسمية المكان تعود إلى قبيلة المساعيد في مقالة له نشرها بتاريخ 29 ديسمبر عام 2007 م ، وقد أعدت نشرها يوم الثلاثاء 25 / 8 / 2009 م في هذه المدوّنة :
شكرا جزيلا للإعلامي الأستاذ صالح العلاقمي على ذكر حقيقة تسمية حيّ العريش الأصلية نسبة إلى قبيلة المساعيد .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق