في سلسلته الرائعة يواصل الأستاذ مفلح العدوان تدوين حلقات بوح القرى عن القرى الأردنية ، وفي حديثه عن ( المفرق وقراها: الذاكرة السمراء (3-3) ) ، قال في ذكر أمّ الجمال : " قسمة الآثار : الذاكرة الشفوية تعطي بعدا آخر للتاريخ المكتوب، وتكشف نقوشا يعجز عنها الآثاريون رغم خبرتهم في تحليها، وهنا عندما أصل أم الجمال، تسحرني آثارها، لكني بعد بحث علمي مضني، أجدني أمام مواجهة الحقيقة المجتمعية، في أن تسميات الآثار، والحفريات والتنقيبات، تتلاشى، عندما يطفو فوق سطح الأحاديث كيف كان الوضع حتى منتصف القرن الماضي، وهذه شهادة مستلة من أهل قرية أم الجمال: «أما الوضع داخل حدود منطقة الآثار فقد كان متعارف عليه بأنه لكل صاحب بيت شعر، توجد منطقة حجرية، وبيت من الآثار، أو مساحة تعود لعائلة، تعرف بأنها تعود لها، حيث أنه كان هناك في الآثار منطقة «دار العويسة»، وهي الآثار المعروفة بالمحكمة، ودار العويسة هم أحد أفخاذ السرور من المساعيد. وكان هناك ما يعرف ب»تبابين الشيوخ»، وتعود لشيوخ القرية، حيث كانوا يضعون فيها التبن، وموقعها قريب من الكاتدرائية. كما أنه في الموروث الشعبي، ما زال أهل القرية يتذكرون منطقة «دار المعز»، التي كانوا يضعون فيها الماعز في الشتاء، و»دار أبو مرجي»، وهو فاعور اللاحم، و»بير الحاج مشوّح السحيم»، ومنطقة المدرسة، وهناك دائما تبابين في الآثار لمعظم العائلات في القرية، وهناك أيضا «دار الجلّة» (الجلة هي مخلفات فضلات الحيوانات، وتستخدم كوقود في الشتاء)، و»دار الغولة» أو «دار العويسي». وتلك المناطق التي تم استغلالها بهذا الشكل كلها معالم أثرية، وضمن منطقة الآثار، وتم استغلالها للسكن أو الخزين، أو جمع الماء، أو التعليم، وأخذت التسمية نسبة إلى من قطنها، أو الطريقة التي تم استغلالها بها».
جريدة الرأي ، الثلاثاء 4 / 9 / 2012 م http://www.alrai.com/article/536569.html
rgj : العويسة تصحيف والصواب هو العويصي وهم من عشائر السرور
المعروفة
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق