هذه مقابلة مهمّة احتوت معلومات قيّمة جدّا عن معالي المهندس سعد هايل السرور أحد أكبر رموز قبيلة المساعيد أجرتها معه جريدة الراي عام 2004 م رايت أن أعيد نشرها نظراً لقيمتها الكبيرة .
حوار: سمير الحياري وغادة عناب ــ
حينما نجري حوارا مع شخصية أردنية ضمن سلسلة حوارات « الرأي » نذهب ابتداءاً إلى ملفاته وسيرته الذاتية ثم ننطلق إلى أصدقائه وخصومه فنجمع ما نستطيع من أسئلة لتكون المادة الدسمة للقراء فيما بعد .
وللحقيقة فان إجماعا فريدا كان على شخصية المهندس سعد هايل السرور إذ وصفوه بـ « الشخصية التوافقية » فحينما يحارون في مرشح لرئاسة مجلس النواب يكون « أبو هايل » هو الحل .. أضف إلى ذلك أن لا ملفات فساد أو نقاط سوداء أو صفحات لغو في حياته أبان وزاراته الأشغال والمياه وغيرها مما جعله يحتفظ بهذا الوضع .
سألنا الوزير السابق ورئيس مجلس النواب الأسبق والعين السابق جملة أسئلة بدأت منذ كان في أم الجمال وحتى حط في الدوار الرابع وزيراً وفي العبدلي عيناً ونائباً وكانت الحصيلة التي ساهم في إعداد بعض أسئلتها الزميل ممدوح حوامدة ما يلي :
$ بداية نتعرف على المهندس سعد هايل السرور من مواليد أي سنة ؟
- 1947 .
$ كيف كانت البداية، هل ولدت في بيت شعر أم بقصر منيف ، وكيف كانت حياتك الأولى ؟
ولدت في البادية الشمالية الشرقية، في منطقة اسمها « دير الكهف » وهي من قرى البادية الشمالية الشرقية ، في ذلك الوقت كنا نعيش عيشة البادية الرحل وولدت في بيت شعر ، وعندما « وعيت » على محيطي في السنوات الأولى كان « بادية » ، وحتى سنوات دراستي الأولى في الأربع سنوات الأولى تعلمت في بيت شعر ، والمدرسة كانت غريبة ، لأننا كنا مجتمع بادية حيث يتنقلون بين فترة وأخرى حسب ظروف معيشتهم وحسب مواسم الرعي والمناطق التي لهم فيها مصلحة لحياتهم ، فكان معلمنا يتنقل معنا في بيت شعر ، والمدرسة لم يكن لها توقيت محدد متى تبدأ ومتى تنتهي .
$ هل تذكر أسماء من درسوك ؟
علمني في تلك الفترة اثنان من الأساتذة ، احدهم رجل شيخ فاضل رحمه الله ، كان يعلمنا القران واللغة العربية وكانت كنيته « أبو احمد » ، والثاني كان من مناطقنا واسمه خلف جبيل ، إذ درساني في أول أربع سنوات في مدرسة متنقلة في البادية .
$ هل كانت المدرسة ذات صفوف كالصف الأول أو الثاني وهكذا ؟
كنا حوالي ثلاثين طالبا في صف واحد ويعطينا المعلم نفس المنهج، وعندما ترفعنا أعطانا منهج السنة التي تليها وما أن انتهينا من الصف حتى صرنا بسبب افتراق الناس عن بعضهم البعض في مواقع سكناهم في البادية واضطرار الطالب أن يلحق بأهله ، إضافة إلى حاجة الأهل لأبنائهم في تربية الماشية وإدارة شؤون أسرهم لذا حرموا من التعلم ، كذلك لم يكن الناس في ذلك الوقت يقدرون أهمية التعليم ، واذكر أن احد الطلاب ــ وبعد أسبوع واحد فقط على بدء دراستنا ــ طلب منه والده أن يقرأ « وصل » فاتورة تتعلق بعدد المواشي والضريبة عليها ، وعندما « تأتأ » الولد بالقراءة إذ لم يمض على وجوده بالمدرسة أسبوع واحد ، فأجابه والده : « أنت في المدرسة منذ أسبوع ولا يمكنك القراءة بكره من الصباح مع الشياه » .
$ هل مارست الرعي في حياتك؟
نعم، كنت أرعى ليس لحاجة أهلي للرعي ولكن لأني كنت أجد فيها متعة وانطلاقا في البرية مع الرعاة .. والشعور بالحرية والأهمية حيث كنت اشعر باني بدأت بدرجات الرجولة ، وكان لدى أهلي ابل وماشية خاصة وان الثروة الحيوانية في ذاك الوقت في البادية كان عليها الاعتماد والأساس بالمعيشة .
$ كم كان عدد الإبل والماشية الموجودة لدى اهلك آنذاك ؟
كانت عدة قطعان من الضأن حيث كان يضم القطيع الواحد بحدود ثلاثمائة رأس ، إضافة إلى ستين رأسا من الإبل .
$ كيف أكملت دراستك ؟
كانت فترة دراستي فيها متناقضات ، ففي السنين الأربع الأولى درست في مدرسة « بيت شعر متنقلة » لكن بعدها أرسلنا والدي رحمه الله أنا وشقيقي إلى مدرسة داخلية خاصة في بيروت ، وكانت على أرقى مستوى، وذلك ما بين عام 1953 وعام 1954
$ ما الذي دفعه أن يرسلكما إلى لبنان للدراسة وأنتما لا زلتما أطفالا ؟
والدي متنور ومتعلم ويحب التعليم ، وكان قد تعلم بنفس الطريقة التي بدأنا فيها بالدراسة حيث جلب له جدي شخص كان يسمى في ذاك الوقت « خطيب » ليعلمه القراءة والكتابة ، ثم اعتمد على نفسه في القراءة والمطالعة ، وكان والدي شاعرا، وثقافته بمقاييس ذلك العصر ثقافة ممتازة ، إضافة إلى إجادته للغة العربية وينظم الشعر والى حد ما يتكلم اللغة الفرنسية .
$ الم تسر على خطاه في نظم الشعر ؟
اشعر أحيانا أني أحب الشعر لكني لم أحاول نظمه ، ربما لأنه يحتاج إلى صفاء الذهن والتفرغ .
$ وبعد عودتكم من بيروت ؟
داومت في الصف الخامس في المفرق وحتى المرحلة الإعدادية حيث لم يكن في ذلك الوقت في كل المفرق إلا مدرسة إعدادية واحدة ، إذ كان من يريد الاستمرار بالدراسة يذهب إلى الزرقاء أو اربد أو عمان، ولهذا انتقلت إلى كلية الحسين في عمان وتخرجت منها وحصلت على الثانوية العامة .
$ هل كان السبب وراء إرسالكم إلى لبنان آنت وشقيقك خوف والدكم على حياة أبنائه في الأردن ، أو من أوضاع سياسية معينة كانت في تلك الفترات ؟
لا.. لا.. صحيح أن والدي كان قوميا ومارس العمل السياسي وكان عضوا في مجلس النواب السوري في ذلك الوقت ، لكن كان السبب وراء ذهابنا للدراسة في لبنان هو أننا في البادية ، التي لم يكن بها مدارس، وكانت هناك نوعية من المدارس في لبنان تستقطب طلبة من كل الدول العربية من الأردن وسوريا ودول الخليج وغيرها وكان بذهنه أن يؤمن لنا أفضل وسيلة للتعليم ، لكنها لم تستمر وعدنا بعد سنة واحدة فقط .
$ لماذا لم تستمروا ؟
لان والدي دخل السجن في سوريا عام 1955 إذ حكم عليه في وقتها بالإعدام لقضية سياسية ثم خفف الحكم إلى المؤبد ونقل إلى القاهرة ليمضي محكوميته هناك ، ثم عفا عنه الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1961
$ عندما جئت لإكمال الدراسة في عمان هل أتيت لوحدك ؟
كنت إنا وأشقائي ، وجاء والدي لفترة ثم عاد إلى بلدتي أم الجمال ، ولكن العامين الأخيرين كنت أنا وأشقائي لوحدنا .
$ أين سكنتم ؟
جبل عمان، في بيت يشغله الآن السفير البريطاني ، قرب زهران .
$ هل يعني أن مواصلة التعليم لك وأشقائك كان بدفع مباشر من والدك ؟
نعم هذا صحيح، وكذلك شقيقاتي تعلموا...
$ أين درست الجامعة ؟
أكملتها في جامعة الرياض، حيث درست الهندسة وتخرجت عام 1970 وعملت في أمانة العاصمة قبل أن تصبح تسميتها أمانة حتى عام 1974 ثم عملت في السعودية من 1974 لغاية 1981 ، ثم عدت إلى الأردن وعينت عضوا في المجلس الاستشاري ، من عام 1982 وحتى العام 1984، ومن عام 1989، باشرت ببعض المشاريع الزراعية في بلدتي أم الجمال .
$ هل أسست شركة زراعية ؟
لا .. ليست شركة، إنما قمت بحفر بئر ارتوازي في أرض خاصة املكها ، حيث حصلت على ترخيص لحفر بئر ارتوازي ، وقتها المسؤول قال لي سوف تخسر لان هذه المنطقة لا يوجد فيها مياه ، وأمام إصراري بالحصول على رخصة إنشاء بئر ارتوازي قال لي : « ربما انك تملك ، مال جلبته معك من السعودية ، وتود أن تضيعه في مشروع خاسر » ، وعندما حفرت البئر الأول في عام 1984 كانت المياه جيدة جدا ، وبعدها بأسبوعين جاءت سلطة المياه وبدأت بحفر بئر في المنطقة ، وظهر أن هناك حوضا مائيا في تلك المنطقة يروي منطقة المفرق وقسما من مناطق الزرقاء واربد .
$ هل لا يزال البئر موجودا؟
نعم، وحفرت بئرا آخر وعملت بالزراعة وكانت متعة حقيقية ، والعمل الزراعي مجد إذا توفرت له الإرادة الجيدة ، فصحيح أن ظروف المزارعين صعبة ، لكن الزراعة تحتاج إلى الكثير من الاهتمام ، في الجهتين ، من القطاع العام المسؤول عن الزراعة ومن جهة القطاع الخاص .
$ إذن أنت ضد سحب رخص الآبار الارتوازية ؟
لقد أوقفت رخص الآبار الارتوازية حسب علمي هذه نتيجة احتمالية فالضخ الجائر والخوف أن يكون الضخ منها اكبر مما يصلها من مياه مع موسم المطر وبالتالي يمكن أن تتملح آو تجف الأحواض المائية، لذلك الخوف على المخزون المائي وليس الموقف من أن الزراعة مجدية أو غير مجدية ، وهذه هي الأسباب لمنع التراخيص للآبار الارتوازية .
$ الناس تتحدث عن أن المتنفذين وزعوا الآبار الارتوازية بينهم هل تؤيد هذا القول ، وما هو موقفك من ذلك؟
لا .. كلام غير صحيح، شرائح مختلفة من المجتمع تعمل بالزراعة بشكل عام ومنطقة البادية بشكل خاص والتي هي الآن ثاني منطقة زراعية بعد منطقة الأغوار ، وأسر كبيرة هناك تملك ملكيات زراعية وحفرت بها آبارا ارتوازية ، وكذلك المجال متاح لكل من يرغب العمل في القطاع الزراعي إذ يستطيع أن يجد فرصة جيدة في منطقة البادية الشمالية ، خاصة في مواسم الزراعة، لذلك حلت مشكلة كبيرة للكثير من الأسر التي لا تملك أراضي ، وأصبح لديها فرصة عمل موجودة تستطيع أن تعتاش في النشاط الزراعي ، وللأسف بعض الناس دائما يدعون أن المتنفذين حصروا ملكية الآبار الارتوازية بهم ، واذكر أنني عندما حصلت على الرخصة لم أكن متنفذا بل مهندسا تخرجت قبل عشر سنوات ومتحمسا ومندفعا ولم أكن نائبا أو وزيرا أو مسؤولا ولم يكن لي علاقة ، « ولما تنفذت بطلتها » وعندما أصبحت نائبا في البرلمان في عام 1989، أغلقت البئرين بعد أن أجرتهما لثلاث سنوات ثم أغلقتهما .
$ من الذي دفعك إلى الترشيح للبرلمان عام 1989 ؟
أنا قررت الترشيح قبل ذلك، ففي عام 1984، تكرم جلالة الملك الحسين في أن عين والدي في مجلس الأعيان ، وبتشجيع من والدي بأن أترشح للانتخابات النيابية في أي وقت يتقرر فيه إجراء الانتخابات .
وفي عام 1987 كان نائب في البادية الشمالية السيد سعود القاضي قد توفى ، وهو من شيوخنا الأجلاء ، فصارت انتخابات تكميلية، وكنت جاهزا للترشح في ذاك الوقت، وأنا انتظر الانتخابات، فذهبت وإخواني وأعمامي لاستشارة والدي فقال: هل تريدون رأيي أم تريدون سماعه واتخاذ رأيكم ، قلنا: « نريد رأيك » فقال : النائب الشيخ سعود القاضي توفى وهو نائب والآن أهله وأبناؤه الله يجبر عليهم ولا يجوز أن نكون نحن والزمن عليهم » ، فلو ترشحت ونجحت سيقولون انك استغليت الظرف الإنساني الذي يعاني منه أهله وهم مفجوعون بزعيمهم وشيخهم، وان فشلت « لا أتمناها لك » وعلى الحالتين أنت لست منتصرا ، فإذا أردت رأيي لا تترشح في هكذا مناسبة، وعندما تتقرر الانتخابات فترشح وبالفعل عدلت عن ترشيح نفسي للانتخابات التكميلية في ذاك الوقت، ورشحت نفسي في عام 1989 وفزت عن احد مقاعد البادية الشمالية ثم بقيت منذ ذلك الوقت نائبا في البرلمان.
$ يقال أن شقيقك الأكبر يرغب في الترشح لمجلس النواب وحسم الوالد المسألة بينكم بأن تترشح أنت في البداية ، ويترشح شقيقك في الدورة القادمة ، ما حقيقة هذا ؟
لا يوجد ما نخفيه في هذا الموضوع وهذه الانتخابات تتم بالعلن وأمام الناس وأحاديثها ليست سرية ، شقيقي الأكبر رغب بالترشيح وجلسنا في الأسرة وقرر أعمامي ووالدي أن أتقدم للترشيح ، ولم يكن هناك حديث أن أترشح انأ للدورة الأولى ومن ثم يترشح هو للمرة القادمة، وشقيقي في عام 1993 ترشح للمجلس ولم يحالفه الحظ وهذه سنة الله وإرادته لكنها لم تؤثر على محبتنا وأخوتنا التي نعتز بها .
$ هل تأثرت علاقتك مع شقيقك سلبا بعد نتائج الانتخابات ؟
لا، الحقيقة يبقى شقيقي الأكبر له كل المحبة والمودة، ونحن معا علاقتنا فريدة من نوعها كوننا درسنا سويا ، وهو من اقرب أشقائي لي وسيبقى في القلب والوجدان الحبيب الغالي .
$ إذن لماذا لم تتنازل له ؟
لم يكن الموضوع شخصيا بالنسبة لي، كان يتعلق بعلاقتنا كعشيرة والناس في المنطقة والمزاج الانتخابي وتوجهه ، وكان الهدف الأول هو المحافظة على المقعد النيابي .
$ في العادة يكون هناك إجماع عشيرة على مرشح، كيف ترشحتم أخوة اثنان على مقعد واحد ؟
نحن نعيش في المنطقة ونعرف رأي الناس وتوجههم، لذلك لم أكن قلقا على نتائج الانتخابات وحتى أثناء الحملة الانتخابية ، بالنسبة لي كانت مقاييسها واضحة بالاتجاه الايجابي .
$ هل كان إجماع العشيرة عليك ؟
عندما اتخذنا القرار بترشيحي ثم خاطبنا الناس ، ومنطقتنا لا تقتصر على عشيرة واحدة في البادية الشمالية عدة عشائر كبيرة ومحترمة ولها قياداتها وزعاماتها، لكن مع ثقتي بعشيرتي المساعيد، لكن خطابي الانتخابي لم يكن موجها لعشيرة أثناء الحملات الانتخابية ، عندما تقدمت للانتخابات البرلمانية كنت أقول أنا مرشح البادية ولست مرشح عشيرة، لذلك في الانتخابات، كانت هناك أصوات في كافة الصناديق تقريبا الموجودة في البادية الشمالية لان خطابي موجه للمنطقة ككل وليس لعشيرة .
$ ما سبب نجاحك لثلاث مرات متتالية في الانتخابات ، هل هي خدماتك لأهل منطقتك أم اسم الوالد أو لأجل العشيرة الكبيرة ؟
اسم الوالد بالتأكيد اعتز به، وكان له الأثر الكبير في الانتخابات الأولى وقبل الانتخابات، كان الفضل للوالد بأن بدأت هذا الطريق نتيجة وجود بيئة في بدايات تكويني أثرت علي ، حيث كان والدي يعمل في العمل القومي والسياسي والاجتماعي، وبالتالي أشعرتني تلك البيئة بأهمية العمل العام وأعطتني فرصة لابني معارف وعلاقات سواء على صعيد العشائر في المنطقة أو في المحيط الأوسع أي في محيط البلد ، بالتأكيد أعطتني زخما كبيرا في أن استطيع أن أتقدم للانتخابات والترشح لكن تكرار الانتخابات بالتأكيد سيكون لها علاقة بين المرشح والناخبين، ولو لم أكن على علاقة طيبة مع الناس وهم على قناعة بأني جدير في أن يعيدوا انتخابي مرة واثنين وثلاثة .
$ من لعب برأس معاليك حتى تترشح لرئاسة مجلس النواب ؟
هل تريد التكلم بصراحة
$ نعم بكل صراحة !
الحقيقة هذا يجب أن يكون في تاريخنا رغم أن حجم الحدث متواضع ، لكن هذه سيرتنا وجزء من سيرتنا في الأردن، في بداية عام 1993 كان لي شرف أن أكون عضوا في مجلس الوزراء ، كنت وزير مياه ثم وزير إشغال، حتى انتهت فترة البرلمان ، فترشحت لانتخابات 1993 ، التقينا بعد ذلك ببعض الزملاء وكنا نفكر بمن يرأس مجلس النواب ، ضمن الشخصيات التي نجحت في الانتخابات.
$ هل كان ذلك أثناء التحضير للانتخابات البرلمانية ؟
لا ... لا ... بعد أن أعلنت النتائج بعد الفوز، وعندما عرفنا من الذي فاز، والتقينا ببعض الزملاء وفكرنا يجب أن تكون شخصية رئيس المجلس شخصية توافقية ، وان هذه الشخصية تشعر أنها للجميع، فوجدنا أن أنسب شخص يمكن أن يكون هو طاهر المصري ، وذهبنا إليه واقترحنا عليه للترشيح لرئاسة مجلس النواب وكان مترددا في البداية دولة أبو نشأت، لكن عندما رأى الدعم المنقطع النظير من الأشخاص الذين جاءوا ورغبتهم في انه أن يترشح لرئاسة المجلس ، « واشتغلنا عليها » وربما كانت تلك الانتخابات عملا عاما لمجموعة من النواب ، واذكر في ذاك الوقت زملائي علي أبو الراغب وصالح ارشيدات وعبد الكريم الكباريتي والدكتور عبد الله النسور، ومجموعة من النواب المحترمين ، انتخبنا آنذاك طاهر المصري رئيساً لمجلس النواب، وبدأنا بتشكيل كتلة، وشكلناها من ضمنها كان أبو نشأت ، وفي نهاية الدورة البرلمانية عدل أبو نشأت لإعادة ترشيح نفسه لرئاسة مجلس النواب .
$ لماذا ؟
لا اعرف، أسبابه كثيرة ، لكن كما فهمت انه عدل عن ترشيح نفسه، وأصبح التفكير منصبا لإيجاد مرشح لرئاسة مجلس النواب، فكان يتطلع لذلك بعض الزملاء ، فقررنا أن نختار بالتصويت بيننا وضمن الكتلة ، ووقع ذلك عليّ لأترشح ، وكان ذلك في عام 1994 وكانت وقتها منافسة بيني وبين زميلي وحبيبي الدكتور عبد الرزاق طبيشات وحصلت على رئاسة المجلس .
$ هل تفكر بالترشح لرئاسة مجلس النواب في المرحلة المقبلة ؟
« بالأمانة ما عندي قرار الآن » من المبكر الآن ، رئاسة مجلس النواب .. تبدأ الكولسات والحراك الحقيقي في البرلمان عادة في موضوع رئاسة المجلس ، قبل بداية الدورة العادية بشهرين ، واعتقد الآن أن الوقت مبكر ولا يوجد حالياً جو أو حديث بهذا الخصوص .
$ لم يطلب منك احد في الوقت الحاضر بالتفكير للترشح لرئاسة المجلس ؟
لا لحد الآن لم يبحث الموضوع مع زملائي أو أي احد .
$ مع انك من النوع الذي يخطط للأمور من قبل سنوات وليس قبل أشهر ، ومع هذا تقول لم أفكر لحد الآن برئاسة المجلس ؟
في بعض قضايا يمكن أن تخطط لها من قبل سنوات، ولو أني لا اذكر أني خططت لشيء لسنوات، يمكن في الانتخابات الأولى كنت انتظرها « ليش » لأن الانتخابات لم يكن معروفا متى ستجري .
$ لماذا هربت من الإجابة دبلوماسية رئيس مجلس النواب ؟
« كثر خيركم » ... يضحك، بالنسبة للانتخابات النيابية كان لدي القرار للترشح في ذاك الوقت في عام 1984 عندما انتهت فترة المجلس الاستشاري الأول ، دعي مجلس النواب القديم مع مجلس الأعيان، وصارت انتخابات تكميلية ، وساد جو انه يمكن أن تجرى الانتخابات بأي فترة ومن الآن وصاعداً ، لذلك لم تكن النيابة بالنسبة لي بتخطيط للترشح في 1989، لأنها كانت متوقعة في أي وقت ، وكنا ننتظرها ...
وكانت أحاديث كثيرة تجري أثناء تلك الفترة ، فكان يقال « والله بعد خمسة أشهر » ولسبب ما كانت تؤجل الانتخابات ولغاية عام 1989 .
$ بعد هذه التجربة الطويلة تحت القبة وبوجود شخصيات كبيرة ومراكز قوى ، المجالي ، العبادي ، الروابدة ... الخ ، هل لديك فعلاً الفرصة لتطرح نفسك كرئيس للمجلس للدورة القادمة؟
هل يمكن ... ممكن ، أي نائب في المجلس يمكن أن يطرح نفسه .
$ خاصة وانك وصفت نفسك «شخصية توافقية» ضمناً، بمعنى انك تصلح ؟
أنا لم « اسمي حالي » وقلت أننا كنا نبحث عن شخصية توافقية وكنت أتحدث عن طاهر المصري، ولا استطيع أن احكم على نفسي أن كنت شخصية توافقية آم لا ، الناس هي التي تحكم والمراقبون هم الذين يحكمون إذا كان رئيس المجس توافقيا أم لا، لكن انأ افترض أن رئيس المجلس يجب أن تكون شخصيته توافقية ، لذلك ذهبنا وبحثنا على طاهر المصري لاعتقادي انه يمكن أن يرضي كل الجهات .
$ نعود للسؤال الذي سبق ... هل لديك فرصة ؟
الفرص يستطيع أن يعرفها الشخص عندما يقيس الرأي العام في مجلس النواب والحقيقية لم يحدث حديث لحد الآن حتى يمكنني معرفة الرأي العام ، اشعر بأن علاقتي مع جميع زملائي جيدة والحمد لله ، ورئاسة مجلس النواب حق مشروع للجميع للذي يحب أن يترشح له ، لكن بالتأكيد الآن ليس الوقت المناسب حتى استطيع أن أقيم ، لأنه تبدأ تظهر آراء الناس سواء كانوا كتلا أو مستقلين ، فرادى أو مجموعات، عادة قبل الدورة العادية ، بفترة قصيرة ، لذلك من الصعب التقييم ، في موضوع الآراء .. وأنا اعتقد أني رأست مجلس النواب لخمس فترات ولو لم يكن حكم الناس على أدائي مقبولا لما أتيحت لي الفرصة لإعادتها مرة أخرى .
$ هل كانت الصعوبة أكثر عندما كان عدد المجلس ثمانين أم الآن أصعب ؟
مجلس المائة وعشرة أصعب ، مجالس النواب في دول العالم ينتمي النواب إلى مؤسسات سياسية حزبية، لذلك الآراء نجدها موزعة على حسب عدد الأحزاب السياسية الموجودة في المجلس ، فان كان المجلس مكونا من ستة إلى سبعة أحزاب نجد أن كل النواب تلتزم برأي الحزب الذي ينتمون له، لكن عندنا خارج نطاق النواب المنتمين إلى أحزاب ، كل واحد منهم لديه رأي ، ولذلك لدينا في المجلس (110) أحزاب ، والتعامل مع العدد الكبير إذا لم تكن موجودة مؤسسات حزبية تحاول أن تخلق توافقا لهذه المجموعات، وبالتالي تأتي مجموعات إلى قبة البرلمان تحمل رأي كل مجموعة سياسية أو حزبية يصبح أصعب التعامل مع هكذا حالة.
$ هل معنى ذلك انك تؤيد أن يشكل مجلس النواب على أساس الكتل الحزبية وأحزاب ؟
؟ 100% على أساس حزبي أفضل وانضج للقرار ، وان لم يكن على أساس حزبي ، على الأقل أن يقوم على أساس كتل ناضجة.
$ هل تفكر بإنشاء حزب ؟
لا
$ ولا الانخراط بأي حزب ؟
فتحتوا باب كبير يدخلنا على تخصص محمد داودية .. ومع إيماني أن العمل الحزبي هو الوسيلة الوحيدة لإنضاج العمل السياسي ولتطوير الحياة بشكل عام وهو جزء رئيس في الحياة الديمقراطية ، ودون وجود عمل حزبي لا تكتمل الديمقراطية ، لكن الأحزاب الموجودة على الساحة الأردنية بهذا الأسلوب وبحدود العمل الذي تعمل به .. ما هو الهدف أن تكون عضوا في حزب ؟ الآن نحن مستبشرون خيرا في أن جلالة سيدنا ومنذ الوقت الذي بدأ الحديث فيه على التنمية السياسية، يحث على تطوير العمل السياسي وخاصة العمل الحزبي وبأنه مستقبلا يمكن أن تشكل من الأكثرية الحزبية البرلمانية ، سواء من خلال ممثليها في البرلمان آو خارج البرلمان، هذه قضية تفصيلية تحتاج إلى الكثير من الدراسة، اعتقد أن هذه خطوة يمكن أن تطور العمل الحزبي إذا ما تحملنا المسؤولية نحن كمواطنين بشكل عام وعاملين في العمل العام بشكل خاص، لغاية الآن وللأمانة لا يمكن القول أني وجدت الاستقرار في أن انخرط بحزب سياسي أو أنشئ حزبا سياسيا حاليا في موضوع الترشيح لمجلس النواب .
$ في المرة الماضية ترشحت وقيل انه لولا دعم الحكومة ووقوفها معك لما فزت بالانتخابات ، وفي المرة التي ترشحت خشيت الترشيح لان الحكومة لا تدعمك ، هل هذه الرواية دقيقة أي آنت لا تترشح لرئاسة مجلس النواب ألا بدعم من الحكومة أو من غيرها ؟
يشرفني أن تدعمني أي مؤسسة نظيفة هذا شرف كبير لي ، وعندما احصل على دعم منها ... فأنا لست من الأشخاص الذين يدعون غير الحقيقة ، أنا لا اخجل من قول الحقيقة ، في الحالة التي احصل فيها على دعم المؤسسة سيكون شرفا كبير ، لكن للأمانة أنا أقول ما يحصل وما حصل ، عندنا الناس بعضهم يتناول الكثير من القضايا وهو لا يعلم عن تفاصيلها ، في حين أن الشخص الذي يعلم كل التفاصيل لا يستطيع أن يتحدث عنها حتى لا يحرج أحدا ولا يسيء لأحد ، ولربما موقعه أحياناً يحمله مسؤولية أن لا يتحدث ولا يروي واقع الأمر خاصة عندما تكون رئيس مجلس نواب حيث يفترض أن تحتوي الجميع وان تلملم أطراف المعادلة كافة ، ولا ارغب بفتح معارك جانبية تبعد جهات العمل البرلماني المختلفة ، في الوقت الذي يفترض أن أكون قريباً منها وهي قريبة مني لإنجاح المهمة والبرلمان ، وقد تؤدي تلك الحوارات إلى الهدف السلبي ولا تؤدي إلى النتائج الايجابية سمعت كلاما كثيرا وقيل الكثير ، وقد خضت في الخمسة ترشيحات لرئاسة المجلس معارك بعضها كانت قاسية، وكانت أول مرة بفارق ثلاثة أصوات ، واعتقد أن التدخلات في رئاسة مجلس النواب كثيرة ، وأنا أتكلم من ممارسة ، جهات تتدخل أحياناً ، في بعض حالات الحكومات تتدخل أو بعض الجهات الاقتصادية .
$ في بعض الحالات الحكومات تتدخل أم دائماً تتدخل ؟
الحكومات دائماً تتدخل !
هكذا « أحسن » لكن يختلف أسلوب التدخل من حكومة إلى حكومة، القطاعات الاقتصادية تتدخل والمال يتدخل، تيارات مختلفة تدخلت، سياسيون موجودون خارج البرلمان تدخلوا .
$ كل هؤلاء تدخلوا من أجلك ؟
أنا لم اقل من اجلي ، تدخلوا في انتخابات رئاسة مجلس النواب ، لكن لم اقبل على نفسي أن يكون هناك تدخل لا يحترم المؤسسة التشريعية ولا يحترم شخصيات النواب، جماعة وفرادى ، في كل معاركي الانتخابية ، وسواء كنت قادرا على استعمال بعض الأسلحة أو غير قادر ، أنا لم اقبل على نفسي سوى سلاح الإقناع وعلاقاتي مع الناس في موضوع الانتخابات البرلمانية .
وللحقيقة فان إجماعا فريدا كان على شخصية المهندس سعد هايل السرور إذ وصفوه بـ « الشخصية التوافقية » فحينما يحارون في مرشح لرئاسة مجلس النواب يكون « أبو هايل » هو الحل .. أضف إلى ذلك أن لا ملفات فساد أو نقاط سوداء أو صفحات لغو في حياته أبان وزاراته الأشغال والمياه وغيرها مما جعله يحتفظ بهذا الوضع .
سألنا الوزير السابق ورئيس مجلس النواب الأسبق والعين السابق جملة أسئلة بدأت منذ كان في أم الجمال وحتى حط في الدوار الرابع وزيراً وفي العبدلي عيناً ونائباً وكانت الحصيلة التي ساهم في إعداد بعض أسئلتها الزميل ممدوح حوامدة ما يلي :
$ بداية نتعرف على المهندس سعد هايل السرور من مواليد أي سنة ؟
- 1947 .
$ كيف كانت البداية، هل ولدت في بيت شعر أم بقصر منيف ، وكيف كانت حياتك الأولى ؟
ولدت في البادية الشمالية الشرقية، في منطقة اسمها « دير الكهف » وهي من قرى البادية الشمالية الشرقية ، في ذلك الوقت كنا نعيش عيشة البادية الرحل وولدت في بيت شعر ، وعندما « وعيت » على محيطي في السنوات الأولى كان « بادية » ، وحتى سنوات دراستي الأولى في الأربع سنوات الأولى تعلمت في بيت شعر ، والمدرسة كانت غريبة ، لأننا كنا مجتمع بادية حيث يتنقلون بين فترة وأخرى حسب ظروف معيشتهم وحسب مواسم الرعي والمناطق التي لهم فيها مصلحة لحياتهم ، فكان معلمنا يتنقل معنا في بيت شعر ، والمدرسة لم يكن لها توقيت محدد متى تبدأ ومتى تنتهي .
$ هل تذكر أسماء من درسوك ؟
علمني في تلك الفترة اثنان من الأساتذة ، احدهم رجل شيخ فاضل رحمه الله ، كان يعلمنا القران واللغة العربية وكانت كنيته « أبو احمد » ، والثاني كان من مناطقنا واسمه خلف جبيل ، إذ درساني في أول أربع سنوات في مدرسة متنقلة في البادية .
$ هل كانت المدرسة ذات صفوف كالصف الأول أو الثاني وهكذا ؟
كنا حوالي ثلاثين طالبا في صف واحد ويعطينا المعلم نفس المنهج، وعندما ترفعنا أعطانا منهج السنة التي تليها وما أن انتهينا من الصف حتى صرنا بسبب افتراق الناس عن بعضهم البعض في مواقع سكناهم في البادية واضطرار الطالب أن يلحق بأهله ، إضافة إلى حاجة الأهل لأبنائهم في تربية الماشية وإدارة شؤون أسرهم لذا حرموا من التعلم ، كذلك لم يكن الناس في ذلك الوقت يقدرون أهمية التعليم ، واذكر أن احد الطلاب ــ وبعد أسبوع واحد فقط على بدء دراستنا ــ طلب منه والده أن يقرأ « وصل » فاتورة تتعلق بعدد المواشي والضريبة عليها ، وعندما « تأتأ » الولد بالقراءة إذ لم يمض على وجوده بالمدرسة أسبوع واحد ، فأجابه والده : « أنت في المدرسة منذ أسبوع ولا يمكنك القراءة بكره من الصباح مع الشياه » .
$ هل مارست الرعي في حياتك؟
نعم، كنت أرعى ليس لحاجة أهلي للرعي ولكن لأني كنت أجد فيها متعة وانطلاقا في البرية مع الرعاة .. والشعور بالحرية والأهمية حيث كنت اشعر باني بدأت بدرجات الرجولة ، وكان لدى أهلي ابل وماشية خاصة وان الثروة الحيوانية في ذاك الوقت في البادية كان عليها الاعتماد والأساس بالمعيشة .
$ كم كان عدد الإبل والماشية الموجودة لدى اهلك آنذاك ؟
كانت عدة قطعان من الضأن حيث كان يضم القطيع الواحد بحدود ثلاثمائة رأس ، إضافة إلى ستين رأسا من الإبل .
$ كيف أكملت دراستك ؟
كانت فترة دراستي فيها متناقضات ، ففي السنين الأربع الأولى درست في مدرسة « بيت شعر متنقلة » لكن بعدها أرسلنا والدي رحمه الله أنا وشقيقي إلى مدرسة داخلية خاصة في بيروت ، وكانت على أرقى مستوى، وذلك ما بين عام 1953 وعام 1954
$ ما الذي دفعه أن يرسلكما إلى لبنان للدراسة وأنتما لا زلتما أطفالا ؟
والدي متنور ومتعلم ويحب التعليم ، وكان قد تعلم بنفس الطريقة التي بدأنا فيها بالدراسة حيث جلب له جدي شخص كان يسمى في ذاك الوقت « خطيب » ليعلمه القراءة والكتابة ، ثم اعتمد على نفسه في القراءة والمطالعة ، وكان والدي شاعرا، وثقافته بمقاييس ذلك العصر ثقافة ممتازة ، إضافة إلى إجادته للغة العربية وينظم الشعر والى حد ما يتكلم اللغة الفرنسية .
$ الم تسر على خطاه في نظم الشعر ؟
اشعر أحيانا أني أحب الشعر لكني لم أحاول نظمه ، ربما لأنه يحتاج إلى صفاء الذهن والتفرغ .
$ وبعد عودتكم من بيروت ؟
داومت في الصف الخامس في المفرق وحتى المرحلة الإعدادية حيث لم يكن في ذلك الوقت في كل المفرق إلا مدرسة إعدادية واحدة ، إذ كان من يريد الاستمرار بالدراسة يذهب إلى الزرقاء أو اربد أو عمان، ولهذا انتقلت إلى كلية الحسين في عمان وتخرجت منها وحصلت على الثانوية العامة .
$ هل كان السبب وراء إرسالكم إلى لبنان آنت وشقيقك خوف والدكم على حياة أبنائه في الأردن ، أو من أوضاع سياسية معينة كانت في تلك الفترات ؟
لا.. لا.. صحيح أن والدي كان قوميا ومارس العمل السياسي وكان عضوا في مجلس النواب السوري في ذلك الوقت ، لكن كان السبب وراء ذهابنا للدراسة في لبنان هو أننا في البادية ، التي لم يكن بها مدارس، وكانت هناك نوعية من المدارس في لبنان تستقطب طلبة من كل الدول العربية من الأردن وسوريا ودول الخليج وغيرها وكان بذهنه أن يؤمن لنا أفضل وسيلة للتعليم ، لكنها لم تستمر وعدنا بعد سنة واحدة فقط .
$ لماذا لم تستمروا ؟
لان والدي دخل السجن في سوريا عام 1955 إذ حكم عليه في وقتها بالإعدام لقضية سياسية ثم خفف الحكم إلى المؤبد ونقل إلى القاهرة ليمضي محكوميته هناك ، ثم عفا عنه الرئيس جمال عبد الناصر في عام 1961
$ عندما جئت لإكمال الدراسة في عمان هل أتيت لوحدك ؟
كنت إنا وأشقائي ، وجاء والدي لفترة ثم عاد إلى بلدتي أم الجمال ، ولكن العامين الأخيرين كنت أنا وأشقائي لوحدنا .
$ أين سكنتم ؟
جبل عمان، في بيت يشغله الآن السفير البريطاني ، قرب زهران .
$ هل يعني أن مواصلة التعليم لك وأشقائك كان بدفع مباشر من والدك ؟
نعم هذا صحيح، وكذلك شقيقاتي تعلموا...
$ أين درست الجامعة ؟
أكملتها في جامعة الرياض، حيث درست الهندسة وتخرجت عام 1970 وعملت في أمانة العاصمة قبل أن تصبح تسميتها أمانة حتى عام 1974 ثم عملت في السعودية من 1974 لغاية 1981 ، ثم عدت إلى الأردن وعينت عضوا في المجلس الاستشاري ، من عام 1982 وحتى العام 1984، ومن عام 1989، باشرت ببعض المشاريع الزراعية في بلدتي أم الجمال .
$ هل أسست شركة زراعية ؟
لا .. ليست شركة، إنما قمت بحفر بئر ارتوازي في أرض خاصة املكها ، حيث حصلت على ترخيص لحفر بئر ارتوازي ، وقتها المسؤول قال لي سوف تخسر لان هذه المنطقة لا يوجد فيها مياه ، وأمام إصراري بالحصول على رخصة إنشاء بئر ارتوازي قال لي : « ربما انك تملك ، مال جلبته معك من السعودية ، وتود أن تضيعه في مشروع خاسر » ، وعندما حفرت البئر الأول في عام 1984 كانت المياه جيدة جدا ، وبعدها بأسبوعين جاءت سلطة المياه وبدأت بحفر بئر في المنطقة ، وظهر أن هناك حوضا مائيا في تلك المنطقة يروي منطقة المفرق وقسما من مناطق الزرقاء واربد .
$ هل لا يزال البئر موجودا؟
نعم، وحفرت بئرا آخر وعملت بالزراعة وكانت متعة حقيقية ، والعمل الزراعي مجد إذا توفرت له الإرادة الجيدة ، فصحيح أن ظروف المزارعين صعبة ، لكن الزراعة تحتاج إلى الكثير من الاهتمام ، في الجهتين ، من القطاع العام المسؤول عن الزراعة ومن جهة القطاع الخاص .
$ إذن أنت ضد سحب رخص الآبار الارتوازية ؟
لقد أوقفت رخص الآبار الارتوازية حسب علمي هذه نتيجة احتمالية فالضخ الجائر والخوف أن يكون الضخ منها اكبر مما يصلها من مياه مع موسم المطر وبالتالي يمكن أن تتملح آو تجف الأحواض المائية، لذلك الخوف على المخزون المائي وليس الموقف من أن الزراعة مجدية أو غير مجدية ، وهذه هي الأسباب لمنع التراخيص للآبار الارتوازية .
$ الناس تتحدث عن أن المتنفذين وزعوا الآبار الارتوازية بينهم هل تؤيد هذا القول ، وما هو موقفك من ذلك؟
لا .. كلام غير صحيح، شرائح مختلفة من المجتمع تعمل بالزراعة بشكل عام ومنطقة البادية بشكل خاص والتي هي الآن ثاني منطقة زراعية بعد منطقة الأغوار ، وأسر كبيرة هناك تملك ملكيات زراعية وحفرت بها آبارا ارتوازية ، وكذلك المجال متاح لكل من يرغب العمل في القطاع الزراعي إذ يستطيع أن يجد فرصة جيدة في منطقة البادية الشمالية ، خاصة في مواسم الزراعة، لذلك حلت مشكلة كبيرة للكثير من الأسر التي لا تملك أراضي ، وأصبح لديها فرصة عمل موجودة تستطيع أن تعتاش في النشاط الزراعي ، وللأسف بعض الناس دائما يدعون أن المتنفذين حصروا ملكية الآبار الارتوازية بهم ، واذكر أنني عندما حصلت على الرخصة لم أكن متنفذا بل مهندسا تخرجت قبل عشر سنوات ومتحمسا ومندفعا ولم أكن نائبا أو وزيرا أو مسؤولا ولم يكن لي علاقة ، « ولما تنفذت بطلتها » وعندما أصبحت نائبا في البرلمان في عام 1989، أغلقت البئرين بعد أن أجرتهما لثلاث سنوات ثم أغلقتهما .
$ من الذي دفعك إلى الترشيح للبرلمان عام 1989 ؟
أنا قررت الترشيح قبل ذلك، ففي عام 1984، تكرم جلالة الملك الحسين في أن عين والدي في مجلس الأعيان ، وبتشجيع من والدي بأن أترشح للانتخابات النيابية في أي وقت يتقرر فيه إجراء الانتخابات .
وفي عام 1987 كان نائب في البادية الشمالية السيد سعود القاضي قد توفى ، وهو من شيوخنا الأجلاء ، فصارت انتخابات تكميلية، وكنت جاهزا للترشح في ذاك الوقت، وأنا انتظر الانتخابات، فذهبت وإخواني وأعمامي لاستشارة والدي فقال: هل تريدون رأيي أم تريدون سماعه واتخاذ رأيكم ، قلنا: « نريد رأيك » فقال : النائب الشيخ سعود القاضي توفى وهو نائب والآن أهله وأبناؤه الله يجبر عليهم ولا يجوز أن نكون نحن والزمن عليهم » ، فلو ترشحت ونجحت سيقولون انك استغليت الظرف الإنساني الذي يعاني منه أهله وهم مفجوعون بزعيمهم وشيخهم، وان فشلت « لا أتمناها لك » وعلى الحالتين أنت لست منتصرا ، فإذا أردت رأيي لا تترشح في هكذا مناسبة، وعندما تتقرر الانتخابات فترشح وبالفعل عدلت عن ترشيح نفسي للانتخابات التكميلية في ذاك الوقت، ورشحت نفسي في عام 1989 وفزت عن احد مقاعد البادية الشمالية ثم بقيت منذ ذلك الوقت نائبا في البرلمان.
$ يقال أن شقيقك الأكبر يرغب في الترشح لمجلس النواب وحسم الوالد المسألة بينكم بأن تترشح أنت في البداية ، ويترشح شقيقك في الدورة القادمة ، ما حقيقة هذا ؟
لا يوجد ما نخفيه في هذا الموضوع وهذه الانتخابات تتم بالعلن وأمام الناس وأحاديثها ليست سرية ، شقيقي الأكبر رغب بالترشيح وجلسنا في الأسرة وقرر أعمامي ووالدي أن أتقدم للترشيح ، ولم يكن هناك حديث أن أترشح انأ للدورة الأولى ومن ثم يترشح هو للمرة القادمة، وشقيقي في عام 1993 ترشح للمجلس ولم يحالفه الحظ وهذه سنة الله وإرادته لكنها لم تؤثر على محبتنا وأخوتنا التي نعتز بها .
$ هل تأثرت علاقتك مع شقيقك سلبا بعد نتائج الانتخابات ؟
لا، الحقيقة يبقى شقيقي الأكبر له كل المحبة والمودة، ونحن معا علاقتنا فريدة من نوعها كوننا درسنا سويا ، وهو من اقرب أشقائي لي وسيبقى في القلب والوجدان الحبيب الغالي .
$ إذن لماذا لم تتنازل له ؟
لم يكن الموضوع شخصيا بالنسبة لي، كان يتعلق بعلاقتنا كعشيرة والناس في المنطقة والمزاج الانتخابي وتوجهه ، وكان الهدف الأول هو المحافظة على المقعد النيابي .
$ في العادة يكون هناك إجماع عشيرة على مرشح، كيف ترشحتم أخوة اثنان على مقعد واحد ؟
نحن نعيش في المنطقة ونعرف رأي الناس وتوجههم، لذلك لم أكن قلقا على نتائج الانتخابات وحتى أثناء الحملة الانتخابية ، بالنسبة لي كانت مقاييسها واضحة بالاتجاه الايجابي .
$ هل كان إجماع العشيرة عليك ؟
عندما اتخذنا القرار بترشيحي ثم خاطبنا الناس ، ومنطقتنا لا تقتصر على عشيرة واحدة في البادية الشمالية عدة عشائر كبيرة ومحترمة ولها قياداتها وزعاماتها، لكن مع ثقتي بعشيرتي المساعيد، لكن خطابي الانتخابي لم يكن موجها لعشيرة أثناء الحملات الانتخابية ، عندما تقدمت للانتخابات البرلمانية كنت أقول أنا مرشح البادية ولست مرشح عشيرة، لذلك في الانتخابات، كانت هناك أصوات في كافة الصناديق تقريبا الموجودة في البادية الشمالية لان خطابي موجه للمنطقة ككل وليس لعشيرة .
$ ما سبب نجاحك لثلاث مرات متتالية في الانتخابات ، هل هي خدماتك لأهل منطقتك أم اسم الوالد أو لأجل العشيرة الكبيرة ؟
اسم الوالد بالتأكيد اعتز به، وكان له الأثر الكبير في الانتخابات الأولى وقبل الانتخابات، كان الفضل للوالد بأن بدأت هذا الطريق نتيجة وجود بيئة في بدايات تكويني أثرت علي ، حيث كان والدي يعمل في العمل القومي والسياسي والاجتماعي، وبالتالي أشعرتني تلك البيئة بأهمية العمل العام وأعطتني فرصة لابني معارف وعلاقات سواء على صعيد العشائر في المنطقة أو في المحيط الأوسع أي في محيط البلد ، بالتأكيد أعطتني زخما كبيرا في أن استطيع أن أتقدم للانتخابات والترشح لكن تكرار الانتخابات بالتأكيد سيكون لها علاقة بين المرشح والناخبين، ولو لم أكن على علاقة طيبة مع الناس وهم على قناعة بأني جدير في أن يعيدوا انتخابي مرة واثنين وثلاثة .
$ من لعب برأس معاليك حتى تترشح لرئاسة مجلس النواب ؟
هل تريد التكلم بصراحة
$ نعم بكل صراحة !
الحقيقة هذا يجب أن يكون في تاريخنا رغم أن حجم الحدث متواضع ، لكن هذه سيرتنا وجزء من سيرتنا في الأردن، في بداية عام 1993 كان لي شرف أن أكون عضوا في مجلس الوزراء ، كنت وزير مياه ثم وزير إشغال، حتى انتهت فترة البرلمان ، فترشحت لانتخابات 1993 ، التقينا بعد ذلك ببعض الزملاء وكنا نفكر بمن يرأس مجلس النواب ، ضمن الشخصيات التي نجحت في الانتخابات.
$ هل كان ذلك أثناء التحضير للانتخابات البرلمانية ؟
لا ... لا ... بعد أن أعلنت النتائج بعد الفوز، وعندما عرفنا من الذي فاز، والتقينا ببعض الزملاء وفكرنا يجب أن تكون شخصية رئيس المجلس شخصية توافقية ، وان هذه الشخصية تشعر أنها للجميع، فوجدنا أن أنسب شخص يمكن أن يكون هو طاهر المصري ، وذهبنا إليه واقترحنا عليه للترشيح لرئاسة مجلس النواب وكان مترددا في البداية دولة أبو نشأت، لكن عندما رأى الدعم المنقطع النظير من الأشخاص الذين جاءوا ورغبتهم في انه أن يترشح لرئاسة المجلس ، « واشتغلنا عليها » وربما كانت تلك الانتخابات عملا عاما لمجموعة من النواب ، واذكر في ذاك الوقت زملائي علي أبو الراغب وصالح ارشيدات وعبد الكريم الكباريتي والدكتور عبد الله النسور، ومجموعة من النواب المحترمين ، انتخبنا آنذاك طاهر المصري رئيساً لمجلس النواب، وبدأنا بتشكيل كتلة، وشكلناها من ضمنها كان أبو نشأت ، وفي نهاية الدورة البرلمانية عدل أبو نشأت لإعادة ترشيح نفسه لرئاسة مجلس النواب .
$ لماذا ؟
لا اعرف، أسبابه كثيرة ، لكن كما فهمت انه عدل عن ترشيح نفسه، وأصبح التفكير منصبا لإيجاد مرشح لرئاسة مجلس النواب، فكان يتطلع لذلك بعض الزملاء ، فقررنا أن نختار بالتصويت بيننا وضمن الكتلة ، ووقع ذلك عليّ لأترشح ، وكان ذلك في عام 1994 وكانت وقتها منافسة بيني وبين زميلي وحبيبي الدكتور عبد الرزاق طبيشات وحصلت على رئاسة المجلس .
$ هل تفكر بالترشح لرئاسة مجلس النواب في المرحلة المقبلة ؟
« بالأمانة ما عندي قرار الآن » من المبكر الآن ، رئاسة مجلس النواب .. تبدأ الكولسات والحراك الحقيقي في البرلمان عادة في موضوع رئاسة المجلس ، قبل بداية الدورة العادية بشهرين ، واعتقد الآن أن الوقت مبكر ولا يوجد حالياً جو أو حديث بهذا الخصوص .
$ لم يطلب منك احد في الوقت الحاضر بالتفكير للترشح لرئاسة المجلس ؟
لا لحد الآن لم يبحث الموضوع مع زملائي أو أي احد .
$ مع انك من النوع الذي يخطط للأمور من قبل سنوات وليس قبل أشهر ، ومع هذا تقول لم أفكر لحد الآن برئاسة المجلس ؟
في بعض قضايا يمكن أن تخطط لها من قبل سنوات، ولو أني لا اذكر أني خططت لشيء لسنوات، يمكن في الانتخابات الأولى كنت انتظرها « ليش » لأن الانتخابات لم يكن معروفا متى ستجري .
$ لماذا هربت من الإجابة دبلوماسية رئيس مجلس النواب ؟
« كثر خيركم » ... يضحك، بالنسبة للانتخابات النيابية كان لدي القرار للترشح في ذاك الوقت في عام 1984 عندما انتهت فترة المجلس الاستشاري الأول ، دعي مجلس النواب القديم مع مجلس الأعيان، وصارت انتخابات تكميلية ، وساد جو انه يمكن أن تجرى الانتخابات بأي فترة ومن الآن وصاعداً ، لذلك لم تكن النيابة بالنسبة لي بتخطيط للترشح في 1989، لأنها كانت متوقعة في أي وقت ، وكنا ننتظرها ...
وكانت أحاديث كثيرة تجري أثناء تلك الفترة ، فكان يقال « والله بعد خمسة أشهر » ولسبب ما كانت تؤجل الانتخابات ولغاية عام 1989 .
$ بعد هذه التجربة الطويلة تحت القبة وبوجود شخصيات كبيرة ومراكز قوى ، المجالي ، العبادي ، الروابدة ... الخ ، هل لديك فعلاً الفرصة لتطرح نفسك كرئيس للمجلس للدورة القادمة؟
هل يمكن ... ممكن ، أي نائب في المجلس يمكن أن يطرح نفسه .
$ خاصة وانك وصفت نفسك «شخصية توافقية» ضمناً، بمعنى انك تصلح ؟
أنا لم « اسمي حالي » وقلت أننا كنا نبحث عن شخصية توافقية وكنت أتحدث عن طاهر المصري، ولا استطيع أن احكم على نفسي أن كنت شخصية توافقية آم لا ، الناس هي التي تحكم والمراقبون هم الذين يحكمون إذا كان رئيس المجس توافقيا أم لا، لكن انأ افترض أن رئيس المجلس يجب أن تكون شخصيته توافقية ، لذلك ذهبنا وبحثنا على طاهر المصري لاعتقادي انه يمكن أن يرضي كل الجهات .
$ نعود للسؤال الذي سبق ... هل لديك فرصة ؟
الفرص يستطيع أن يعرفها الشخص عندما يقيس الرأي العام في مجلس النواب والحقيقية لم يحدث حديث لحد الآن حتى يمكنني معرفة الرأي العام ، اشعر بأن علاقتي مع جميع زملائي جيدة والحمد لله ، ورئاسة مجلس النواب حق مشروع للجميع للذي يحب أن يترشح له ، لكن بالتأكيد الآن ليس الوقت المناسب حتى استطيع أن أقيم ، لأنه تبدأ تظهر آراء الناس سواء كانوا كتلا أو مستقلين ، فرادى أو مجموعات، عادة قبل الدورة العادية ، بفترة قصيرة ، لذلك من الصعب التقييم ، في موضوع الآراء .. وأنا اعتقد أني رأست مجلس النواب لخمس فترات ولو لم يكن حكم الناس على أدائي مقبولا لما أتيحت لي الفرصة لإعادتها مرة أخرى .
$ هل كانت الصعوبة أكثر عندما كان عدد المجلس ثمانين أم الآن أصعب ؟
مجلس المائة وعشرة أصعب ، مجالس النواب في دول العالم ينتمي النواب إلى مؤسسات سياسية حزبية، لذلك الآراء نجدها موزعة على حسب عدد الأحزاب السياسية الموجودة في المجلس ، فان كان المجلس مكونا من ستة إلى سبعة أحزاب نجد أن كل النواب تلتزم برأي الحزب الذي ينتمون له، لكن عندنا خارج نطاق النواب المنتمين إلى أحزاب ، كل واحد منهم لديه رأي ، ولذلك لدينا في المجلس (110) أحزاب ، والتعامل مع العدد الكبير إذا لم تكن موجودة مؤسسات حزبية تحاول أن تخلق توافقا لهذه المجموعات، وبالتالي تأتي مجموعات إلى قبة البرلمان تحمل رأي كل مجموعة سياسية أو حزبية يصبح أصعب التعامل مع هكذا حالة.
$ هل معنى ذلك انك تؤيد أن يشكل مجلس النواب على أساس الكتل الحزبية وأحزاب ؟
؟ 100% على أساس حزبي أفضل وانضج للقرار ، وان لم يكن على أساس حزبي ، على الأقل أن يقوم على أساس كتل ناضجة.
$ هل تفكر بإنشاء حزب ؟
لا
$ ولا الانخراط بأي حزب ؟
فتحتوا باب كبير يدخلنا على تخصص محمد داودية .. ومع إيماني أن العمل الحزبي هو الوسيلة الوحيدة لإنضاج العمل السياسي ولتطوير الحياة بشكل عام وهو جزء رئيس في الحياة الديمقراطية ، ودون وجود عمل حزبي لا تكتمل الديمقراطية ، لكن الأحزاب الموجودة على الساحة الأردنية بهذا الأسلوب وبحدود العمل الذي تعمل به .. ما هو الهدف أن تكون عضوا في حزب ؟ الآن نحن مستبشرون خيرا في أن جلالة سيدنا ومنذ الوقت الذي بدأ الحديث فيه على التنمية السياسية، يحث على تطوير العمل السياسي وخاصة العمل الحزبي وبأنه مستقبلا يمكن أن تشكل من الأكثرية الحزبية البرلمانية ، سواء من خلال ممثليها في البرلمان آو خارج البرلمان، هذه قضية تفصيلية تحتاج إلى الكثير من الدراسة، اعتقد أن هذه خطوة يمكن أن تطور العمل الحزبي إذا ما تحملنا المسؤولية نحن كمواطنين بشكل عام وعاملين في العمل العام بشكل خاص، لغاية الآن وللأمانة لا يمكن القول أني وجدت الاستقرار في أن انخرط بحزب سياسي أو أنشئ حزبا سياسيا حاليا في موضوع الترشيح لمجلس النواب .
$ في المرة الماضية ترشحت وقيل انه لولا دعم الحكومة ووقوفها معك لما فزت بالانتخابات ، وفي المرة التي ترشحت خشيت الترشيح لان الحكومة لا تدعمك ، هل هذه الرواية دقيقة أي آنت لا تترشح لرئاسة مجلس النواب ألا بدعم من الحكومة أو من غيرها ؟
يشرفني أن تدعمني أي مؤسسة نظيفة هذا شرف كبير لي ، وعندما احصل على دعم منها ... فأنا لست من الأشخاص الذين يدعون غير الحقيقة ، أنا لا اخجل من قول الحقيقة ، في الحالة التي احصل فيها على دعم المؤسسة سيكون شرفا كبير ، لكن للأمانة أنا أقول ما يحصل وما حصل ، عندنا الناس بعضهم يتناول الكثير من القضايا وهو لا يعلم عن تفاصيلها ، في حين أن الشخص الذي يعلم كل التفاصيل لا يستطيع أن يتحدث عنها حتى لا يحرج أحدا ولا يسيء لأحد ، ولربما موقعه أحياناً يحمله مسؤولية أن لا يتحدث ولا يروي واقع الأمر خاصة عندما تكون رئيس مجلس نواب حيث يفترض أن تحتوي الجميع وان تلملم أطراف المعادلة كافة ، ولا ارغب بفتح معارك جانبية تبعد جهات العمل البرلماني المختلفة ، في الوقت الذي يفترض أن أكون قريباً منها وهي قريبة مني لإنجاح المهمة والبرلمان ، وقد تؤدي تلك الحوارات إلى الهدف السلبي ولا تؤدي إلى النتائج الايجابية سمعت كلاما كثيرا وقيل الكثير ، وقد خضت في الخمسة ترشيحات لرئاسة المجلس معارك بعضها كانت قاسية، وكانت أول مرة بفارق ثلاثة أصوات ، واعتقد أن التدخلات في رئاسة مجلس النواب كثيرة ، وأنا أتكلم من ممارسة ، جهات تتدخل أحياناً ، في بعض حالات الحكومات تتدخل أو بعض الجهات الاقتصادية .
$ في بعض الحالات الحكومات تتدخل أم دائماً تتدخل ؟
الحكومات دائماً تتدخل !
هكذا « أحسن » لكن يختلف أسلوب التدخل من حكومة إلى حكومة، القطاعات الاقتصادية تتدخل والمال يتدخل، تيارات مختلفة تدخلت، سياسيون موجودون خارج البرلمان تدخلوا .
$ كل هؤلاء تدخلوا من أجلك ؟
أنا لم اقل من اجلي ، تدخلوا في انتخابات رئاسة مجلس النواب ، لكن لم اقبل على نفسي أن يكون هناك تدخل لا يحترم المؤسسة التشريعية ولا يحترم شخصيات النواب، جماعة وفرادى ، في كل معاركي الانتخابية ، وسواء كنت قادرا على استعمال بعض الأسلحة أو غير قادر ، أنا لم اقبل على نفسي سوى سلاح الإقناع وعلاقاتي مع الناس في موضوع الانتخابات البرلمانية .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق