تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأربعاء، أغسطس 07، 2013

سعد هايل السرور : " هايل " السياسة الاردنية

سعد هايل السرور: "هايل" السياسة الاردنية

رم - بطبعه يميل الى المزاح إنما بوقار، ويبقى به طبع البدوي الصميم الذي يتصف بالشهامة مثلما الحذر.
قصة صعوده ونجاحه مدعاة لتساؤل من لا يعرفه، بيد ان المقربين منه يرون انه يستحق كل ما حازه بجهده ومثابرته واخلاصه للوطن والملك.
ولد سعد هايل السرور في أم الجمال من اعمال مدينة المفرق عام 1947، وكغيره من اترابه عايش قسوة الحياة في تلك الانحاء: مشاهد الجمال وقطعان الماشية التي تؤوب الى الحي مع كل مغرب شمس، ومجالس الرجال في شق بيت ابيه، وعواصف الغبار والافاق التي لا تحد، تحفر عميقاً في وجدانه.
والده الشيخ هايل السرور ( أمير عرب الجبل ) المولود في عام 1912 ، والمُتوفى في عام 2000 ، كان بيته ملفى الرجال العاديين وقاصدي الحاجات مثلما السياسيين الذين يضطربون مع اضطراب الحياة السياسية بداية القرن. ومواقفه السياسية سارت بها ركبان، فقد كان رحمه الله وطنيا وقومياً، أميراً وفارساً وشاعراً ونائباً في البرلمان السوري وقاضيا عشائريا، تنبض عروقه بهوى الاوطان.
ما يذكره من طفولته عندما شد الرحال الى جامع القرية ليدرس على يد الخطيب مبادئ اللغة العربية والدين الإسلامي والمهارات الأساسية القراءة ، والكتابة ، والحساب . ثم انتقل للدراسة في مدرسة متنقلة بين عامي 1954 ، و 1955 ، كانت تتبع إلى وزارة المعارف السورية ، بحسب قانون مدارس البدو الرحل في ذلك الوقت، باعتبار أن أراضي عشيرته المساعيد خصوصاً وعشيرة أهل الجبل عموماً، ممتدة من جبل العرب شمالاً وجبل الدروز حالياً إلى مشارف منطقة الأزرق جنوباً .
اكمل دراسته الابتدائية والثانوية وسافر الى السعودية ملتحقاً بجامعة الرياض ليحوز عام 1970 درجة البكالوريوس في الهندسة المدنية.
انتقل ابو هايل من ام الجمال الى عمان التي عمل في امانتها مهندساً، وما زال لعمان في نفسه مكانة بارزة، فهي عاصمة الدولة وحاضرة المدائن كلها.
لكنه لم يبق في وظيفته طويلا اذ سرعان ما اتته عروض للعمل في شركات عربية وعالمية في السعودية، وامضى الاعوام ما بين 1974 ــ 1981 ، هناك.. حاله كحال الالاف من ابناء وطنه.
اختير بعيد عودته مجددا الى ارض الوطن عضواً في المجلس الوطني الاستشاري الأردني الثالث بين عامي 1982 ــ 1984 وتمّ اختياره أيضاً عضواً في اللجنة الزراعية . كما تمّ اختياره عضواً في مجلس الأعيان الأردني في الأعوام 1984 ــ 1989.
ترشح للانتخابات النيابية مع عودة الديمقراطية عام 1989، وفاز بمقعد عن البادية الشمالية وما زال منذ ذلك الحين.
سطع نجمه حينما تولى حقائب وزاريةفي حكومات مضر بدران والمرحوم الامير شاكر بن زيد وطاهر المصري.
ترأس ابو هايل مجلس النواب في العام 1995 وحتى 1997، ثم عاد في المجلس الثالث عشر الذي رئيساًواعقبه على كرسي الرئاسة عبد الهادي المجالي. وهو المجلس الذي شهدانتقال السلطة إلى جلالة الملك عبد الله الثاني في 7 شباط 1999 يوم وفاة والده جلالة المغفور له الملك حسين بن طلال واقسم جلالة الملك اليمين الدستوري أمام مجلس الأمة.
كما ترأس سعد هايل السرور المجلس الرابع عشر 2003-2007، ثم عبد الهادي المجالي.
حورب السرور في انتخابات المجلس السادس عشر 2010، وكانت خسارته الانتخابات مدعاة لاقاويل، وظن البعض ان سيرته تأخذ بأفول،لكن أبا هايل، جاء وزيرا للداخلية ونائبا لرئيس الوزراء في حكومة سمير الرفاعي بنفس العام، وهو ذات المنصب الذي حازه في حكومة معروف البخيت الثانية .
ما ان اقبلت بشائر انتخابات المجلس السابع عشر حتى ترشح السرور عن دائرته التي تتصف بالوفاء ، وعاد نائباً ورئيسا لمجلس النواب بعد غياب دام عشر سنوات عن المقعد الاول في المجلس.
يدير السرور مجلس النواب باريحية، ويعرف جيدا التوازنات اللتي تحكمه، فهو من اطول رؤساء المجلس عمراً، والاقدر على فهم ما يدور في كواليسه.
السرور وسطي في ادارته لمجلسه، وكلما واجهته مشكلة يتذكر ان الحلم مطلوب و..النفس الطويل.
تمضي الايام بابي هايل، وهو واثق من كونه رقما مهماً، انما بتواضع ودون ادنى غرور.
ابو هايل يحب الاشياء البسيطة، وعائلته،وللحرف في وجدانه مكان، فقد وعى الشعر والادب مع سطوع كل شمس في أم الجمال وكل غروب.

وكالة رم للأنباء :

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق