ذكر أميديه جوبير أحد علماء
الحملة الفرنسية حوالي عام 1799 م نقلاً عن معلومات الشيخ يعقوب حبيب أن أماكن
إقامة قبيلة عرب مساعيد أمارة وعرب الوهايب في ضواحي أريحا ( العرب في ريف مصر
وصحراواتها ، ص 389 )
قلت : الوهايب فرعٌ من
قبيلة المساعيد وكانوا إلى جانب الأمارة يشكّلون قسمي المساعيد في فلسطين ، أمّا
الأمارة فقد احتفظوا بمسمّى الأمارة إلى يومنا هذا فيما برز اسم الوهايب نسبة إلى
جدّهم الأمير وهيبة كاسم خاصّ بأعقاب هذا الأمير .
وأبرز فروع الوهايب هم
آل الديك وأقاربهم في بلدة دير بلّوط في محافظة سلفيت ، وفروع أخرى انتشرت في بعض
أنحاء فلسطين ــ كنابلس التي يقطنها آل ملحس ــ ، وغيرها من أقطار العالم .
قلت : يُعرف مساعيد كفر الديك ودير
بلّوط وآل ملحس بالخلايلة وهم فرع من الديك من الوهايبة من قبيلة المساعيد . حدّثني الدكتور محمد بن حسين بن علي بن إسماعيل المسعودي
فقال : حدّثني عمّي حسني بن علي بن إسماعيل المسعودي ــ رحمه الله تعالى ــ ، مختار قرية دير بلّوط
، فقال : كان يقال للمساعيد الوهايبة .
وحسني بن علي هذا هو الشيخ حسني بن علي بن
إسماعيل بن مصطفى بن إسماعيل بن مصطفى بن موسى بن عبد الرحمن بن خليل بن بركات المسعودي
، شيخ بلدة دير بلّوط ومن كبار رجالات المساعيد ، وكان مختار بلدة دير بلّوط لفترةٍ
طويلةٍ جدّاً امتدّت من أواخر الأربعينيّات حتى وفاته حوالي عام 1977 م ، كما شغل
رئاسة مجلس قروي البلدة إلى مماته رحمه الله تعالى .
والوهايبة
هؤلاء أخوة الأمارة في الفارعة وفيما يلي بيان ذلك :
قال الشّيخ عبد الرحمن بن محمد الجزيري ( 911 ــ
نحو 977 هــ 1505 ــ نحو 1569 / 1570 م
) : " وأمّا المساعيد من بني عُقْبة
فمنهم بدناتٌ كثيرةٌ وفروعٌ غزيرةٌ فلنذكر منها عشرين بدنةً ، ومنهم أمراء أصحاب
مرتّبات لاتقاء شرورهم لا على درك ، وهم أولاد الأمير سعيفان أمير الدَّربين ،
ومنزلهم الكرك وحوالي القدس والخليل ، وهم الأمير مرعب وأخوته قضيب وبديع وجماعتهم
، وعادتهم يحضر منهم أو من جماعتهم من يقابل أمير الحاج بعقبة أيلة في الذَّهاب
فيقبض ما هو معيّنٌ له بالدَّفتر السُّلطاني ويتوجّه فلا يعود إلا في السَّنة
المستقبلة كذلك ، وبدناتهم على ما نذكره :
النّجادية : شيخهم الأمير مرعب بن سعيفان .
العساسفة : من الهويدفيّة منهم محمد بن حميد .
وقال : " والمساعيد المذكورون عادتهم يحضر
أحد أولاد الأمير سعيفان أو قاصده بعقبة أيلة ويقبض ما لهم بالدّفتر السّلطاني وهو
له ولجماعته مائتان وعشرون ديناراً غير التّشاريف السلطانيّة " ( [2] ) .
وهو إنعام من غير درك ، قال الجزيري في ذكر بعض
الفروع : " هم أصحاب المُرتّب بديوان القلعة المنصورة يقبضون ذلك أو من يحضر
منهم من ملاّك الكرك والشّوبك وغزّة إلى عقبة أيلة بالطّلعة ويعودون وهو إنعامٌ من
غير دركٍ كأولاد سعيفان " ( [3] ) ، وكان المساعيد بقيادة أمرائهم من أولاد الأمير
سعيفان أمير الدّربين وغيرهم من العربان يتعرّضون للّجمال التي فرغت من الحمل عند
عودتها إلى القاهرة فينهبونها من أربابها وتكرّر ذلك منهم وتوالى شرّهم وإعتمادهم
لذلك بين الأزلم والقاهرة ( [4] ) .
قلت : نصّ الجزيري هذا يبيّن لنا ضخامة قبيلة
المساعيد في القرن العاشر للهجرة السادس عشر للميلاد ومن الفوائد الثمينة في هذا
النصّ ما يلي :
1ــ أنّ الأمير سعيفان هو أمير قبيلة المساعيد وهو أمير الدربين .
2ــ أن الأمير سعيفان لم يكن له وجود في عهد
الجزيري فقد عاصر الجزيري أبناءه .
3ــ من أولاد الأمير سعيفان الأمراء : مرعب وقضيب
وبديع .
4ــ أنّ الأمير سعيفان من آل شطيّ من النجادية من
قبيلة المساعيد .
5ــ كان أبرز الأمراء من أولاد الأمير سعيفان
الأمير مرعب بن سعيفان آل شطّي .
قلت : ولا زال قسمٌ من المساعيد
يحملون اسم الأمير شطّي إلى يوما هذا وهم من أكبر فروع قبيلة المساعيد في الفارعة
.
قلت : كان شطّي هو أمير تحالف بني
عُقبة ، وعرف أعقابه من الأمراء بآل شطي ، ومنهم السعيفان .
والأمير شطّي هو الأمير بدر الدين شطّي
بن الأمير سابق الدين عبيّة بن نجاد ، وهو ابن أخي الأمير وهيبة بن نجاد .
قلت : نلاحظ أنّ الشطيّة نسل الأمير
شطّي بن عبيّة بن نجاد والوهايبة نسل الأمير وهيبة بن نجاد يلتقيان في نجاد ، وقد
ذكرهم الجزيري باسم النجادية ، وفيهم إمارة المساعيد .
وأقرب الناس للأمارة في الفارعة هم
مساعيد كفر الديك ودير بلّوط وأقاربهم كآل ملحس ، وليس اقرب منهم للأمارة إلاّ
اللفيتات في رفح في قطاع غزّة وشماليّ سيناء وغيرها في مصر ، فهم أبناء عم الأمارة
يجمعهم بهم النسب والاسم فجميعهم لفيتات وواحدهم أبو لفيتة ، ولا تزال لهم آثار في
بلاد السلط في منطقة عيرا ويرقا التي كانوا يقطنونها قبل انحدارهم إلى الغور
وانتشارهم في بعض أنحاء فلسطين وغيرها .
وهذه إضافة مهمّة للمهندس غانم بكر مصطفى المسعودي قال فيها :
ردحذفالسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
أثنّي على هذا الموضوع وأعزّز صحته بدليل ما تواتر عن الأجداد من أن شيخاً نجاديّاً من الأصول كان يزورهم في أرض فلسطين بين الحين والأخر قادما من أرض الحجاز أو شرقي الأردن وقتئذ ، وكان ينتقدهم في تحوّلهم إلى مهنة الزراعة التي لم تكن من تراث البوادي ويعيب عليهم ذلك. هذا الشيخ لا أذكر إسمه شخصيا ولكنه كان يُعرف بالشيخ النّجادي. وكانت آخر زيارة له ما قبل النكبة بقليل ولم يُسمع بعدها أنه عاد ثانية. غفر الله له ورحمه ورحم موتانا وموتاكم وموتى المسلمين.
ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :
http://allmsa3eed.com/showthread.php?t=8609