تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأحد، ديسمبر 22، 2013

قبيلة المسعود عند الشيخ الباحث جاسم الأنصاري : وقفات للتصحيح





قبيلة المسعود عند الشيخ الباحث جاسم الأنصاري : وقفات للتصحيح

نسبة قبيلة المسعود إلى أبي مسعود الأنصاري باطلة لانقراض عقبه

لا علاقة لأسلم بالأنصار ، فأسلم إخوة خزاعة ، ولا صلة لهم بالأوس

نصوص الكاتب تناقض بعضها البعض وهو مُطالب بتصحيحها

 

 

للشيخ الباحث جاسم محمد راضي الأنصاري نشاط كبير في الكتابة عن العشائر والقبائل العراقية ، وله مجموعة من الكتب والأبحاث تناول فيها أنساب هذه العشائر والقبائل ، ومن بين القبائل التي تناول أنسابها ، قبيلة المسعود ، ورغم نقله أنّها هاجرت من بلادها في الحجاز بعد صدامها مع شريف مكّة قبل 350 عاماً ، إلاّ أنّ ذهب إلى أنّها عراقية النشأة لأنّها من سلالة الصحابي الكريم  أبي مسعود بن عقبة الأنصاري رضي الله عنه الذي خلّفه علي بن ابي طالب رضي الله عنه على الكوفة في حرب صفّين سنة 37 هــ ، وفيما يلي عرض نصوص الشيخ جاسم الأنصاري حول نسب قبيلة المسعود ، وبيان ما فيها من أخطاء وتناقضات تهدم قوله بأنصاريتها ، وهذا يتطلب من الباحث الكريم مراجعة ما كتبه عن نسب قبيلة المسعود ، وتصويب ما ورد من تناقضات ، والله وليّ التوفيق .

1ــ قال الشيخ الباحث جاسم محمد راضي الأنصاري في ذكر قبيلة المسعود : " من عشائر شمّر ومن الأسلم أيضاً ، لكنهم تعايشوا مع تقاليد الأرياف وتخلوا عن سائر عادات شمّر البدوية ، حتى أصبحوا من عشائر الريف ، وما زال البعض منهم يعيش مع شمّر طوكة ، لكن الأغلبية الساحقة من المسعود هذه تسكن أرياف كربلاء ، ومن رؤسائهم السابقين الشيخ ( عبد المحسن سعود الهتيمي ) والشيخ ( نعمة الفواز ) ، ولهم عدة نخوات ، هي أخوة ( علية ) و( يسعد ) ، ويؤكد المعمرون الذين التقيتهم بأن دخول هذه العشائر إلى العراق قبل أكثر من 350 سنة ، وفي زمن مشيخة ( عطيش بن شبرم ) الذي اختلف مع أشراف مكة وترك الجزيرة العربية متوجهاً إلى العراق ، ولحقته قوات الشريف ، ودارت معركة لا يزال يتذكرها أبناء عشيرة المسعود ، في منطقة يقال لها خان العطيش ، الذي لا تزال آثاره باقية في ناحية الحسينية ، التابعة لمحافظة كربلاء ، يرأسهم حالياً الشيخ ( أحمد علاوي المزعل ) ، وتوزعت مساكن المسعود في ( كربلاء، التعامير ، العزيزية ، مندلي ، الحصوة ، الحلة ، وناحية الحسينية ) ، أما سبب تسميتها بالمسعود، فهي نسبة الى جدهم ( مسعود بن عبد الله ) ، وفيما يلي تفرعاتهم :ــ
حيث تشير بعض المصادر التاريخية أن أساس المسعود هم ثلاث حمائل هي : ــ
حمولة الكَوام .
حمولة الفرحان .
حمولة الهرير .
وقد توسعت هذه الحمائل وتفرعت بمرور الزمن ، وأصبحت المسعود عدة عشائر وأفخاذ ، وتفرعت منها عوائل كثيرة ، سكنت المدن الكبيرة والصغيرة ، وانصهرت مع بقية العشائر .. "

( مجموعة من الأبحاث حول أمارة الأوس والخزرج ، قبيلة المسعود )
وهذا الكتاب متوفر في الموقع الرسمي للشيخ جاسم محمد راضي الأنصاري :
http://alawsprince.com/index.html    
وسبق أن نشره في موقع الاتحاد العالمي لأمناء النسب الشريف بتاريخ 16 / 3 / 2010 م
http://www.ansabcom.com/vb/t34409.html

قلت : هذا النصّ بما فيه من أخطاء منقول بحرفه عن موسوعة العشائر العراقية للأستاذ ثامر العامري ، وكان يجدر بالباحث الكريم النصّ على نقله الحرفي ، كيّ لا يظنّ القارئ أنّ عبارة ( ويؤكد المُعمّرون الذين التقيتهم ) تخصّه وأنّه هو من التقى معمّري قبيلة المسعود ، بل إنّ الكاتب لم يصحّح ما ورد من تصحيف فيما قاله العامري فنخوة المسعود ( بَسْعَد ) وليس يسعد ، وإن كان صحّح اسم الشيخ عبد المحسن سعود الهتيمي الذي ورد برسم الهيتي في كتاب العامري ، وفيما يلي نصّ العامري . 
قال الأستاذ ثامر العامري : " من عشائر شمّر ومن الأسلم أيضاً ، لكنهم تعايشوا مع تقاليد الأرياف وتخلوا عن سائر عادات شمّر البدوية ، حتى أصبحوا من عشائر الريف ، وما زال البعض منهم يعيش مع شمّر طوكة ، لكن الأغلبية الساحقة من المسعود هذه تسكن أرياف كربلاء ، ومن رؤسائهم السابقين الشيخ ( عبد المحسن سعود الهيتي ) والشيخ ( نعمة الفواز ) ، ولهم عدة نخوات ، هي أخوة ( علية ) و( يسعد ) ، يؤكد المعمرون الذين التقيتهم بأن دخول هذه العشائر إلى العراق قبل أكثر من 350 سنة وفي زمن مشيخة عطيش بن شبرم الذي اختلف مع أشراف مكة وترك الجزيرة العربية متوجها إلى العراق ولحقته قوات الشريف ودارت معركة لا يزال يتذكرها أبناء عشيرة المسعود في منطقة يقال لها خان العطيش الذي لا تزال آثاره باقية في ناحية الحسينية التابعة لمحافظة كربلاء ، يرأسهم حالياً الشيخ ( أحمد علاوي المزعل ) ، وتوزعت مساكن المسعود في ( كربلاء، التعامير ، العزيزية ، مندلي ، الحصوة ، الحلة ( العوفي ــ الوردية ) ، وناحية الحسينية ) ، أما سبب تسميتها بالمسعود، فهي نسبة الى جدهم ( مسعود بن عبد الله ) ، وفيما يلي تفرعاتهم :ــ
وتشير بعض المصادر التاريخية أن أساس المسعود هم ثلاث حمائل هي : ــ
حمولة الكَوام .
حمولة الفرحان .
حمولة الهرير .
وقد توسعت هذه الحمائل وتفرعت بمرور الزمن ، وأصبحت المسعود عدة عشائر وأفخاذ ، وتفرعت منها عوائل كثيرة ، سكنت المدن الكبيرة والصغيرة ، وانصهرت مع بقية العشائر " ( موسوعة العشائر العراقية ج 1 ، ص 191 ــ 192 )

2ــ وقال الشيخ الباحث جاسم محمد راضي الأنصاري : " وسبب تسميتهم بالمسعودي نسبة إلى جدهم مسعود بن عبد الله ( وهو جدٌّ محفوظ ) "

( الشمّريون : اللقب والأصالة ، ص 10 )

وقال : " وسبب تسميتهم بالمسعودي نسبة إلى جدّهم مسعود بن عبد الله "
وكرّر هذا في كتبه التالية :
1ــ جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، ج 2 ، الفصل الأوّل ، ص 18 ــ 19 )
2ــ معجم الأوسي لكشف حقيقة أنساب القبائل وأصوله ، ص 51 )
3ــ جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، ج 3 ، ص 54 ــ 55 )
4ــ مجموعة من الأبحاث حول أمارة الأوس والخزرج ، قبائل شمّر ص 6 )
5ــ جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، الفصل السادس ، ( قبائل شمّر والشويلات ) ، ص 11 )
وهذه الكتب متوفرة في الموقع الرسمي للشيخ جاسم محمد راضي الأنصاري :
http://alawsprince.com/index.html    

وما ذكره عن جدّ قبيلة المسعود أخذه عن العامري دون التنبيه على التقديم والتأخير في الاسم وإلاّ فالمشهور هو الصحابي الجليل عبد الله بن مسعود الهذلي رضي الله عنه ، وهو المحفوظ عند إخوانهم في الأردن .
ويبدو أنّه قد أدرك هذا حيث قال : " فسلالة المسعود كبيرة ، وجاءت من آباء كثيرون وليس كما يدعي البعض من أبٍ واحدٍ هو عبد الله بن مسعود الذي لا يُعرف نسبه إلى أي جذر ينحدر "
( مجموعة من الأبحاث حول أمارة الأوس والخزرج ، قبيلة المسعود )
وهذا الكتاب متوفر في الموقع الرسمي للشيخ جاسم محمد راضي الأنصاري :
http://alawsprince.com/index.html    
وسبق أن نشره في موقع الاتحاد العالمي لأمناء النسب الشريف بتاريخ 16 / 3 / 2010 م
http://www.ansabcom.com/vb/t34409.html

قلت : عبد الله بن مسعود رضي الله عنه وأرضاه معلوم النسب صحيحه لا تشوبه شائبة ، فهو عبد الله بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر بن نزار بن معد بن عدنان . فكيف غاب عن الكاتب هذا النسب الجليل الصحيح ؟ ، وكيف وقد ذكر المؤرخون وعلماء التراجم والتاريخ أعقابه وسلالاتهم على مرّ التاريخ ؟ 

قال ابن حزم في حديثه عن هذيل : " فمنهم عبد الله بن مسعود وأخواه عتيبة بن مسعود وعميس بن مسعود بن غافل بن حبيب بن شمخ بن فار بن مخزوم بن صاهلة بن كاهل بن الحارث بن تميم بن سعد بن هذيل وعبد الله وعون ابنا عتبة بن مسعود وأبو عبيدة : أمّه أمّ ولد اسمها سيرين وعبد الرّحمن وعتبة بنو عبد الله بن مسعود ولهم بقيّة وعدد ومن ولد عبد الرّحمن بن عبد الله بن مسعود كان المسعوديّ المؤرّخ وهو علي بن الحسين بن عليّ بن عبد الله بن زيد بن عتبة بن عبد الله بن عبد الرّحمن بن عبد الله بن مسعود وعبد الله بن عبد الملك بن أبي عبيدة بن عبد الله بن مسعود وأمّ عبد الله بن مسعود أمُّ عبد من المهاجرات الأول من بني قريم بن صاهلة بن كاهل وابن أخي عبد الله بن مسعود عمرو بن عميس بن مسعود كان والياً لعليٍّ على القطقطانة فقتله هناك الضّحاك بن قيس الفهري عامل معاوية ، ومن ولد عبد الله بن مسعود : القاسم بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود والقاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وابن أخيه محمد بن أبي عبيدة بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود وأبو العميس عتبة وأخوه عون ابنا عبد الله بن عتبة بن عبد الله بن مسعود ومن ولد أخيه عتبة : عبيد الله بن عبد الله بن عتبة بن مسعود أحد الفقهاء المدنيّين واخوته عون وحمزة وناجية بنو عبد الله بن عتبة بن مسعود والفضل بن عون بن عبد الله بن عون بن عبد الله بن عتبة بن مسعود محدّث  " ( جمهرة أنساب العرب ، ص 197 ــ 198  )

3ــ وقال الشيخ الباحث جاسم محمد راضي الأنصاري : " أما شمّر أسلم من القحطانية فهم أخوة الأنصار ( أخوة الأوس والخزرج ) حيث قال فيهم رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) ( أسلم سالمها الله وغفار غفر الله لها ) ومنهم عشائر المسعود من شمّر من أسلم من الأوس القحطانية "
( جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، ج 2 ، الفصل الأوّل ، ص 18 ــ 19 )
( معجم الأوسي لكشف حقيقة أنساب القبائل واصوله ، ص 51 )
( جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، ج 3 ، ص 54 ــ 55 )

قلت : يقرّر الشيخ هنا عدّة أمور هي :
1ــ أن قبيلة المسعود من أسلم .
2ــ أنّ اسلم أخوة الأنصار ( أخوة الأوس والخزرج ) .
2ــ أن اسلم من الأوس .
3ــ أنّ اسلم هذه هي التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( أسلم سالمها الله ) .
والكاتب يقع هنا في تناقضات غريبة جدّاً منها :
1ــ أنّه قال كما تقدّم بيانه : : " وسبب تسميتهم بالمسعودي نسبة إلى جدهم مسعود بن عبد الله ( وهو جدٌّ محفوظ ) " أ . هــ
فكيف يكونون من جٍّد محفوظ  وهو ( مسعود بن عبد الله ) ، ثمّ يكونون من جدِّ آخر من الخزرج ، والصحيح أنّ المُراد هو عبد الله بن مسعود ، حيث قال  : " يدعي البعض من أبٍ واحدٍ هو عبد الله بن مسعود " أ . هــ فإنّ كان هذا الجدّ محفوظاً وفقاً لما ذكره فلا علاقة له بأسلم لا من قريبٍ ولا من بعيدٍ ، بل إنّ نصّه هذا يهدم القول بأسلميّة المسعود ، فالمحفوظ عن نسبهم شيء وهو غير واقع التحالف بصورة مختلفة جدّاً .

2ــ قوله أنّ أسلم أخوة الأنصار ، ثمّ يقرّر أنّهم من الأوس من الأنصار ، كلام يضرب بعضه بعضاً ، فكيف يكون إخوتهم ، ثمّ يكونون فرعاً من أحد قسميهم ــ أي قسمي الأنصار الأوس والخرزج ــ ؟؟؟

3ــ أنّ أسلم التي قال فيها رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ( أسلم سالمها الله ) ، هي أسلم أخوة خزاعة ، قال ابن حزم : " أسلم إخوة خزاعة بلا شكّ عند أحد من النسّابين " ( جمهرة أنساب العرب ، ص 235 ) ، وهم من خندف بنصّ حديث رسول الله صلّى الله عليه وسلّم ، قال ابن حزم وقد أورد بعض الأحاديث : " .... الأحاديث الثلاثة حجّة قاطعة في الصحة وكفاية ولا يجوز تعدّي القول بما فيها فخزاعة من ولد قمعة بن إلياس بن مضر لا شكّ وليس لأحد مع مثل هذا كلام "  ( جمهرة أنساب العرب ، ص 235 )

وقال : " فولد قمعة بن إلياس : عامر بن قمعة فولد عامر بن قمعة أفصى وربيعة وهو لحيّ ابنا عامر بن قمعة فولد لحيّ : عامر بن لحيّ فولد عامر بن لحيّ : عمرو بن عامر بن لحيّ وهو عمرو بن لحيّ نسب إلى جدّه " ( جمهرة أنساب العرب ، ص 235 )

ويقطع بصحّة هذا ما رواه البخاري بسنده عن سلمة رضي الله عنه قال : خرج رسول الله صلّى الله عليه وسلّم على قوم من أسلم يتناضلون بالسوق فقال : ارموا بني إسماعيل إنّ أباكم كان رامياً وأنا مع بني فلان لأحد الفريقين فامسكوا بأيديهم فقال ما لهم ؟ قالوا : وكيف نرمي وأنت مع بني فلان قال ارموا وأنا معكم كلكم " ( فتح الباري ، ج 6 ، ص 420 )

وعليه فلا كلام لأحد في نسب خزاعة وأسلم وأنّهم من خندف ، طالماّ صحّت الأحاديث بأنّهم من خندف من ذريّة إسماعيل عليه السلام ، وهذا نسبٌ بعيدٌ جدّاً عن نسب الأوس من الأنصار فهم من بني قحطان كما هو معلوم . 

وبناء على ما تقدّم بيان فلا المسعود من أسلم ، ولا أسلم من الأوس ، ولا صلة لهم بالأنصار رضي الله عنهم .

4ــ وقال الشيخ الباحث جاسم محمد راضي الأنصاري في تحديد نسب المسعود : " عشيرة المسعود : ويرجع نسبهم إلى الصحابي أبا مسعود بن عقبة بن عامر الأنصاري ، والي المدائن والأنبار "
( جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، ج 2 ، الفصل الأوّل ، ص 29 )
( جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، ج 3 ، ص 65 )
وقال : " وعشائر المسعودي الى الصحابي أبا مسعود بن عقبة ابن عامر الأنصاري "
( جواهر وذهب ، رجال الطبقة الأولى من العرب ، ج 3 ، ص 8 )

قلت : ها هنا أمران جليلان هما :
1ــ اوّلاً : هناك خطأٌ في اسم الصحابيّ واسم أبيه وجدّه فكنيته أبو مسعود ، واسمه عقبة بن عمرو ، وليس أبا مسعود بن عقبة بن عامر ، قال الكلبي : " فمن بني جدارة أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عشيرة بن عطية بن جدارة ، شهد العقبة ، وولاّه علي بن أبي طالب عليه السلام الكوفة حين سار إلى صفّين " ، وذكر أن جدارة هو جدارة بن عوف بن الحارث بن الخرزج  ( نسب معد واليمن الكبير ، ج 2 ، ص 72 ) ، وقال السمعاني : " جدارة بطن من الخزرج وهو جدارة بن عوف بن الحارث بن الخزرج ، من ولده أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسيرة بن عطية بن جدارة الانصاري البدري ، هو جداري أحد الصحابة ، وهو نزل بدرا فنسب إليه لا لأنه شهد وقعة بدر ، وقد ذكرته في الباء " ( الأنساب : رسم الجداري ) ، وهو مشهور بالبدري ، قال السمعاني : " وأما أبو مسعود عقبة بن عمرو البدري من الصحابة نزل بدر يعني هذه البئر فنسب إلى هذا الموضع ولم يكن شهد هذه الوقعة " ( الأنساب : رسم البدري )

وهذا يهدم قول الكاتب : " المسعودي العراقي الأنصاري الصحابي أبا مسعود بن عقبة بن عامر والي المدائن " أ . هــ
( الشمريون : اللقب والأصالة ، ص 10 )

والقول بأنّه بمسعوديّ ، قولٌ لا أصل له ، ولم يقل بهذا أحد ، وليس في سياق عمود نسبه اسم مسعود ، بل مسعود ابنه الذي يُكنّى به ، وهذا يعني أنّ القول بأنّ هذا الصحابي مسعودي قول غير صحيحٍ البتّة ، بل عرف بالبدري ، والجداري ، والخزرجي ، والأنصاري .

وبهذا يتّضح أنّ تقرير الكاتب بأنّ المسعود من أسلم ، من الأوس ، يناقض تقريره بأنّ المسعود نسبة إلى أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخرزج ، فالأوس قبيلة ، والخزرج قبيلة أخرى ، كما لا يخفى على أحد ، وقد بيّنا آنفاً أنّ أسلم التي زعم نسبتها إلى الأوس هي أسلم إخوة خزاعة من خندف ، التي لا صلة بها بالأوس .

2ــ ثانياً : أنّ الصحابي الجليل أبو مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخرزج ، البدري ، الجداري ، الخزرجي ، الأنصاريّ ، لا عقب لهّ البتّة كما نصّ عليه بعض أهل العلم ومنهم :
1ــ قال ابن سعد ( ت هــ ) : " انقرضَ ولدُ أبي مسعود كلهم . وقد انقرض أيضًا ولد عطيةَ بن جدارة جميعًا فلم يَبْقَ منهم أحدٌ ‏ " ( الطبقات الكبير ، محمد بن سعد بن منيع الزهري ، تحقيق الدكتور علي محمد عمر ، مكتبة الخانجي ، القاهرة ، الطبعة الأولى 1421 هــ 2001 م ، ج 4 ، ص 360 )
2ــ وقال : " وقد انقرض عقبه فلم يبق منهم أحد‏ " ( الطبقات الكبرى ، ج 8 ، ص 138 )
3ــ وقال شرف الدين الدمياطي : " وقد انقرض ولد أبي مسعود كلّهم "
( أخبار قبائل الخزرج ، شرف الدين ابو محمد عبد المؤمن بن خلف الدمياطي ( 613 ــ 705 هــ ) ، دراسة وتحقيق الدكتور عبد العزيز بن عمر بن محمد البيتي ، ص 603 )

3ــ ثالثاً : أنّ عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخرزج وهو جدُّ جدِّ أبي مسعود عقبة بن عمرو بن ثعلبة بن أسير بن عشيرة بن عطية بن جدارة بن عوف بن الحارث بن الخرزج ، قد انقرض نسله فلم يبق منهم أحد ، كما نصّ عليه بعض أهل العلم ومنهم :
1ــ قال ابن سعد ( ت هــ ) : " انقرض أيضًا ولد عطيةَ بن جدارة جميعًا فلم يَبْقَ منهم أحدٌ ‏ " ( الطبقات الكبير ، ج 4 ، ص 360 )
2ــ وقال الدمياطي : " وقد انقرض أيضاً ولد عطية بن خدارة ، جميعا فلم يبق منهم أحد " ( أخبار قبائل الخزرج ، ص 603 )

ويتّضح من هذا أنّ أبا مسعود رجلٌ من بني جدارة من الخزرج ، من الأنصار ، وعُرف بالبدري ، وليس في عمود نسبه اسم مسعود ليقال أنّه مسعودي ، وأنّه ليس له عقب فقد انقرضوا ، بل لم يبق  للفرع الذي ينحدر منه وهو عطيّة بن جدارة أي عقبٍ البتّة .

ولما تقدّم بيانه أتمنّى على الأخ الفاضل الشيخ الباحث جاسم الأنصاري تصحيح ما ورد في أبحاثه ، والتدقيق فيما نقله من نصوص حول قبيلة المسعود وله خالص الشكر والتقدير .  


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق