بورتريه .. سلوى المصري : عين في السلطة التشريعية
بقل الأستاذ هشام عودة
تعرف عن قرب طبيعة عمل السلطتين التنفيذية والتشريعية جيدا ، فقد احتلت موقعها في مجلس الاعيان ، الجناح الاكثر هدوءا في مجلس الامة ، بعد ان احتلت في العام 1995 موقعها وزيرة للتنمية الاجتماعية في الحكومة الثالثة للشريف زيد بن شاكر.
سلوى المصري القادمة الى الحياة العامة متسلحة بالمعرفة الاكاديمية والخبرة العملية المشهود لها ، استطاعت ان تثبت قدميها بقوة على الارض التي تقف عليها ، فهي تحمل درجة الماجستير في الديموغرافيا اي الدراسات السكانية ، وقادتها خبرتها في العمل العام لادارة مكتب خاص بها هو مركز الاستثمار والابحاث والتنمية "كورد" ، يستطيع تقديم استشارات جادة وعلمية في مشاكل التنمية وغيرها ، بعد ان عملت في مؤسسة نور الحسين مديرة لمشاريع صندوق الامم المتحدة للسكان وكذلك الاشراف على صندوق العلم نور في المؤسسة ذاتها ، وكذلك ادارتها لمشاريع قسم طب المجتمع في الجامعة الاردنية ، الامر الذي دفع الامم المتحدة لاختيارها مستشارا في مجال المرأة والتنمية لدى برنامجها الانمائي بسبب دورها المتميز في هذا الميدان.
تستطيع معالي العين سلوى المصري تقديم رؤية واضحة في تنمية السكان ومشاكل الديموغرافيا ، خاصة في دول العالم الثالث الذي يعاني من اضطرابات سكانية اسهمت في ارباك مشاريع التنمية في مجتمعات دول الجنوب ، الامر الذي ادى الى انعكاس ذلك على حياة المرأة والاسرة في هذه الدول ، وتستطيع اجتراح حلول لذلك.
في نابلس ولدت سلوى شاهر الضامن عام 1946 ، قبل ان يتحول اسمها الى سلوى المصري بعد اقترانها بالدكتور المهندس منذر المصري ، وتصبح واحدة من سيدات المجتمع في ميدان السياسة وغيرها.
من خلال قيادتها لوزارة التنمية الاجتماعية لمدة ثلاثة عشر شهرا ضمن الفريق الوزاري لحكومة الشريف زيد بن شاكر تعرفت ام واصف على خريطة الفقر والجوع والبطالة في البلاد ، وكثيرا ما تحسست اوجاع الاردنيين في الريف والبادية والمخيمات ، وادركت بحكم وظيفتها دور صندوق المعونة الوطنية ، ورغم انها تقلدت المناصب السياسية والادارية الرفيعة الا انها ظلت قريبة من هموم الناس ، من خلال عضويتها في جمعية اصدقاء المدرسة وجمعية رعاية اسرة الجندي ، وهما جمعيتان تتعاملان مع مركزين مهمين من مراكز حماية المجتمع وتنميتة وهما التعليم والجندية.
سبقت زوجها المهندس الشاعر منذر المصري في الحصول على لقب معالي ، لكن ذلك شكل فألا حسنا لابي واصف الذي دخل تشكيلة الحكومة في اللحظة التي غادرت فيها زوجته منصبها الرفيع ، ليصبح في منزلهما اثنان يحملان لقب معالي ، وهي حالة لم تتكرر كثيرا في الحياة السياسية الاردنية المعاصرة.
من خلال عضويتها في مجلس الاعيان شاركت سلوى المصري في اجتماعات ولقاءات عديدة للبرلمانيين العرب وبرلمانيي العالم ، وصار من الطبيعي ان تتعرف ام واصف على زميلاتها البرلمانيات في العالم ، وهن اللائي منحنها ثقتهن لرئاسة اجتماع خاص بهؤلاء البرلمانيات عقد في مانيلا لمناقشة شؤون الاسرة والمراة والطفل ، كما منحها البرلمانيون العرب ثقتهم في انتخابها رئيسة للجنة شؤون المرأة والتنمية والشباب والثقافة في اتحاد البرلمانيين العرب.
من منزلها الواقع على اطراف الدوار الخامس ، غير بعيد عن مكتبها الخاص ، تعرف الطربق جيدا الى العبدلي حيث مقر السلطة التشريعية ، كما تعرف الطريق ايضا الى المناطق الاقل حظا في الاردن ، وتستطيع السيدة التي احتفظت بنضارة وجهها وروحها ، ان تقول كلمتها في مشاكل المجتمع وان تقترح لها الحلول ، وقد ربطتها علاقات واسعة مع سياسيين وسياسيات وبرلمانيين وبرلمانيات على امتداد خريطة المعمورة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق