تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الثلاثاء، يناير 28، 2014

العلم والتعليم في البادية الشمالية بين الماضي والحاضر

 
 العلم والتعليم في البادية الشمالية بين الماضي والحاضر
عوض زعل الخليف الشرفات
 

اخبرني بعض رجالات الشرفات والذين بعض منهم ما زال موجد وعلى قيد الحياة ،في الثلاثينات والاربعينيات في القرن الماضي انه عندما يصل مكتوب الى مسؤول العائله او زعيم القبيله يرسلو خيال حتى يجد خطيبا ليقرأ المكتوب ويصل المراد .. بدأ رجال البادية واهلها في نهاية ١٩٤٤ باحضار معلمين من حوران وخاصة من قرية(سمج) والقريبه من بصرا الشام ،ليعلم الاطفال القرأة والكتابة والحساب والقرآن ....
وكان راتب المعلم في هذا الوقت اي الاربعينيات كان خرفان او بعض الحبوب مثل القمح وغيره ،وكان يقدم وجبات الغذاء للمعلم كونه لايوجد له اسره تعيله . التدريس كان للصف الثالث والرابع . وفي بداية الخمسينات فتحت الحكومة الاردنية المدارس في البادية الاردنية وكان البدو يتركون ابنائهم في الشتاء والربيع عند اقاربهم والباقين في القرية ويذهبون مع حلالهم بحثا عن الربيع ، وتصور وضع الطالب النفسي تصور كيف كانت وجبات الغذاء تصور كيف كان يحصل الطالب على المصروف هذا اذا كان في مصروف من اساسه تصور كيف معاناة الطالب في الذهاب للمدرسه تصور وتصور وتصور ... وقد كان المعلم (يحلف بحياته) وكان لما يكون موجود بمناسبة فرح او عزاء كان من المستحيل جدا ان يدخل الطالب ويضع عينه بعين معلمه ،وكان من يستطيع فعل ذلك يسمى (ابو زيد) وابو زيد دلاله على شجاعته .
وكان للمعلم هيبه وشخصية مسيطره وينعى ذلك للمجتمع في تلك الحقبه . وقد اصبح التعليم يختلف اختلافا كليا عن التعليم في السابق فقد عدلت المناهج وشيدت المدارس وحسنت الكفاءه وزيدت العلاوه وانتقل التعلم نقله جدا ممتازه .فان المعلم اصبح يفقد السيطره بسبب وجود قوانين تقسم ظهره كقانون منع الضرب واستخدام كرت اصفر وكرت احمر فيرحم ايام زمان عندما كان الكرت الاصفر يدل على البربيش الاصفر، والاحمر هكذا . فان العملية التعليمية اصبحت تدرس بافضل الوسائل التعليمية واصبح الحاسوب والانترنت متوفر في البادية واصبح المعلم يدفع ضريبه تطور التعليم من عدم احترامه من قبل الطالب وذويه .
اين نحن من الماضي ؟ اليوم يوجد عشرات لا بل مئات حاملي الشهادات العليا من دكتورات وماجستير وبكالوريس . السؤال الكبير الذي يطرح نفسه هل يتوفر العمل لهؤلاء المتعلمين الذين يقطنون البادية وهم يعيشون بعيدا عن العاصمه ويواجهون عناء السكن والموصلات .نعم ان ابناء البادية الشمالية يتحملون قساوة الحياة ويتذوقون مرارتها فهم ابناء للاردن كما ابناء المناطق الاخرى ،وكان ولا يزال اعتماد ابناء البادية على المواشي التي تشكل مصدر رزقهم ومعظم ابناء البادية الشمالية هم عشائر اهل الجبل (المساعيد والشرفات والعظامات والزبيد) اذ تشكل نسبه جدا كبيره من سكانها وعشائر العيسى وبني خالد والنعيم والغياث والسردية . وخرج منها الوزير والنائب والعين والمدير في مناصب الدوله لما للعلم في السابق من فاعليه من ايصال هذه القدرات والكفاءات والعقول النيره من ابناء البادية الى مراكز المسؤولية والقيادية في الدوله . وفي الختام ادام الله الاردن وحمى الله مليكه جلاله الملك عبدالله المعظم..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق