تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأحد، فبراير 02، 2014

قصّة كفاح لأحد رجالات الأحيوات : الدغنجة ... تاجر الغنم ... قصة نجاح

 
 
كتب الأستاذ جمعة الترباني ( راعي الناقة ) :
أشهر تاجر غنم فى وسط سيناء . نار على علم فى تجارة الاغنام . قلما تجد رجل فى باديه سيناء لايعرف ( الدغنجة ) . كيف وصل الدغنجة إلى هذه الشهرة ؟ وكيف احتل هذه المكانة البارزة فى تجارة الاغنام ؟ ... تعالوا معنا نتعرف على الدغنجة وقصة نجاحه ..
إنه أحد أبناء قبيلة الاحيوات دفعه عشقه  لمرباه ومسقط رأسه أن يبقى فى منطقة وادي المويلح برغم هجرة كثير من إخوانه وبنى عمه إلى مناطق متفرقهة من بادية سيناء وبرّ مصر . لكنه بقى وحيدا . يصارع شظف العيش وسنوات الجفاف . فكيف شق طريقة فى تجارة الاغنام ؟

اغتنمت فرصة ذهابنا معا إلى العريش فى نفس السيارة وأجريت معه هذا الحوار ...
حدثنا عن قصة تجارتك بالأغنام يا دغنجة , كان يشرع فى تجهيز لفافة من الدخان العربى حينما باهته بهذا السؤال ، كنت أريد أن أشغله عن إكمال هذه اللفافة ، التى أعلم أنها ستسبب لى إزعاجاً كبيراً حين يشعلها ، ونحن نركب فى كابينة السيارة ، لكنه التفت إليّ وقال فى هدوء عجيب ، سأحدثك ، ولكن دعنى أوّلاً أكمل لفافتى هذه .. لقد كنت أعمل بيدى فى كثير من الأعمال عملت فى فلسطين المحتلة إبان الإحتلال فى كثير من الأعمال ، منها قطف البرتقال وغيره من الثمار التى تجود بها أرض فلسطين ، ثم عملت فى مستودع أدوية كنت مكلفاً برصّ الكراتين فى السيارات التى كانت تنقل الأدوية إلى مختلف الصيدليات في أنحاء فلسطين ، ولم أكن أحب اليهود .
كان معظم العاملين معي من يهود اليمن ، كنت أكرههم لما لهم من عادات قبيحة ، وكنت فى فترة الغداء أجلس وحدى فى طرقة المستودع لأدخن ، وأتناول طعامى ، وبقيت فى هذا العمل حتى تحرير سيناء . وبعد تحرير سيناء عملت بيدى ، وكان العمل شديدا والدخل كان ضعيفا ، وكنت أعول أسرة كبيرة بعد أن تزوجت ورزقنى الله بعدد من الأولاد ، وفي أحد الأيام جلست أفكر كيف سأوفر دخلاً يكفىي أسرتى ؟ حيث أن العمل اليدوى لا يغطى مصاريف المنزل ، وبعد أن فكرت هدانى الله إلى التجارة فى الأغنام حيث عرض عليّ أحد الأشخاص شراء بعض الغنم ، وبعد تردد قبلت شرائها ، ثم بعتها وكان المربح جيدا ، وراقت لي الفكرهة كثيرا ، ولكنى كنت متخّوفاً منها ، فليس لي خبرة فى التجاره ، لذالك قرّرت أن أخوض التجربة برفق ، ولا أتوغل فيها ، لذا بقيت قرابة عام كامل وأنا أتصيد الفرص هنا وهناك ،  عنزة ثم نعجة ثم زليط ، وهكذا كنت أشترى وأبيع حتى أصبح الناس يأتون إليّ ، ويقولون عندنا أغنام للبيع يا دغنجة تعال واشتريها ، وبعد عام كامل من هذه التجربة قرّرت أن أتعمق فيها أكثر وأكثر ، فسرت أبحث عن الاغنام هنا وهناك ، وأشترى وأبيع ، وأصبحت عندى خبرة فى الأسعار ، وأنواع الأغنام وسلالاتها ، والكبير منها والصغير ، وأصبحت أتفقد أسنان الأغنام لأعرف عمرها التقريبى ، و كنت أحرص كلّ الحرص على أن أكون صادقاً فى تعاملاتى ، فمن يتبقى له نقود عندي فإنه يأخذها فور أن أقوم بتسويق ما عندى من أغنام ، وهكذا صبح الناس يأتوننى لطلب الأغنام ، وأصبح الناس فى سوق الأغنام يعرفوننى ، ويأتون إليّ لشراء ما أجلب من أغنام ، فور وصولي إلى السوق ، لأنهم يعرفون أننى أشترى الجيّد من الأغنام والماعز ، ولا أغش أحدً ، حتى لو خُدعت فى عنزة فإننى أبيّن عيبها للشاري ، قبل أن يشترىي مني والحمد لله على ذالك ، فأنا أعيش حياة ميسورة بتوفيق الله لي في هذه التجارة ، وأنصح كلّ من يجد صعوبه فى الحصول على وظيفة أو مصدر رزق أن يسعى بجد ويستعين بالله ، ولا شكّ أن الله سيوفقه للعمل الجيّد والمريح .  
 
منتدى قبيلة المساعيد / ملتقى القبائل العربية :
وهذا الموضوع نقله الأخ الكريم صاحب الراية .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق