تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، فبراير 20، 2014

سوالف مسعودية ... حكاية الشيخ سمرمد الحاج هتيمي الفرحان شيخ قبيلة المسعود مع اليهودي عزرا يعقوب، بقلم الأستاذ علاء نجاح المسعودي

الأستاذ علاء نجاح المسعودي


هذه الوثيقة لها تاريخ وحكاية يعود الى الزمن الجميل.. فتأريخها يعود إلى تسعين سنة وبالتحديد يوم 14 / 9 / 1923 م ، يوم تحرير هذا الإخطار كما كان يسمى في حينه ، بواسطة كاتب عدل كربلاء معنون إلى اليهودي عزرا يعقوب وشركائه ، الذي أخذ على عاتقه إنشاء سكة حديد كربلاء ، وجاء هذا الإخطار رداً على إخطار سابق قام به المدعو عزرا على شيخ المسعود في تلك الفترة الشيخ سمرمد الحاج هتيمي الفرحان .


وتفاصيل الحكاية تبدأ من قدوم عزرا إلى مضيف الشيخ سمرمد وتوسله به كي يوافق على مشاركته بمقاولةإانشاء سكة حديد كربلاء ، وبدأ عزرا بشرح فوائد المشروع وأنه سيفتح الأبواب أمام منطقتهم ( منطقة الحسينية ) ، وسيصبهم التطور والانفتاح على باقي المناطق والمحافظات  (سكة حديد كربلاء تمتد من منطقة سدّة الهندية مروراً بالحسينية وصولاً إلى مركز مدينة كربلاء ) ، وأضاف عزرا إن لديه شركاء ، وهم شيوخ عشائر من منطقة الهندية ، وإن المشروع ضخم جداً ، وهو لا يستطيع تحمل تكاليفه ومتابعته لوحدة ، وإن أراضي الحسينية هي على الأغلب تعود لأفراد قبيلة المسعود ، ونتيجة لإلحاح عزرا وافق الشيخ وجرى كتابة عقد المقاولة والشراكة والتعهدات والشروط الجزائية على أن يتم العمل في شهر ذي الحجة من تلك السنة .

وذهب الشيخ سمرمد وابن اخيه الشيخ متعب السعود الحاج هتيمي ( الذي ترأس مشيخة المسعود في فترة الأربعينيات من القرن الماضي ) إلى منطقة سدة الهندية على الموعد المبرم بين الطرفين ، ولكنهم فوجئوا بغياب عزرا ، وهنا بدأ الشك من أن هناك غاية في نفس يعقوب ، وتم إرسالأاكثر من برقية تلغرافية إلى عزرا في بغداد دون جواب ، وحضر عزراأاخيراً بعد مدة حاملاً حكاية جديدة هذه المرة ، وهي أن شركائه من الهندية لا يريدون الشيخ سمرمد معهم في المقاولة ، وقد فسخوا العقد من جانبهم ، وعليك أن تفسخ العقد الآن معنا ، فأخبره الشيخ سمرمد بأن يعطيه نسخة من فسخ العقد ، وهو مستعد على أن يفسخ العقد لإنه ليس بحاجة لهذه المقاولة ، ولكن تردد عزرا ومحاولته إنهاء الموضوع بسرعة ، وعدم إعطاء الشيخ نسخة من فسخ العقد جعل الشك يكبر في نفس الشيخ سمرمد ، وأدرك أن هناك عقلاً يهوديّاً يخطط لشئ ما( لان الشيخ لو فسخ العقد في تلك اللحظة سيكون عليه لزاماً دفع الشرط الجزائي لفسخ العقد ، وعليه أيضاً أن يدفع الأضرار المادية جرّاء التأخير في إنجاز المشروع ) ، وأخيراً بدأ عزرا يهدد الشيخ بالحكومة ، فقال له الشيخ : ( إن الحكومة لن تخيفني لأنني على الحقّ وأنا ماضي بعملي ) ، وبدأ عمّال الشيخ بحفر الطرق الأولية لسكّة الحديد .
ولكن دهاء عزرا استمرّ ، وبسبب علاقاته مع الحكومة في بغداد ومع المستشاريين البريطانيين استطاع أن يستحصل على موافقات بفسخ العقد مع الشيخ سمرمد ، ولكن حصلت المفاجئة التي غابت عن ذهن عزرا ، وتفاجأ ودهش لذكاء شيخ سمرمد وحنكته وخبرته فهو بهذا الفعل قد تنصل عن العقد المبرم والشروط الجزائية ، لأنه هو من بدأ بفسخ العقد وليس الشيخ ، وصار عليه لزاماً أن يدفع للشيخ سمرمد الشرط الجزائي ، وهذا الحق يكفله القانون ، وأيضاً عليه أن يخرج مهندساً حكومياً على حسابه الخاص ، ليقوم بقياس وذرع الحفريات الأولية التي قام بها عمال الشيخ ودفع أجور العمال والأضرار التي لحقت بالأراضي ..

الصفحة الرئيسية لعشائر المسعود الذي يرأسها الشيخ صباح النوري السمرمد على فيس بوك



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق