موقع رأس العين ونهر الخابور من معاقل بني شيبان
في بلاد الجزيرة قرب الحدود
التركيّة السوريّة
قبيلة بني شيبان قبيلة كبيرة وقد انقسمت من الناحية العقائدية المذهبية إلى مذاهب شتى فقد كان منهم الخوارج وأهل السنّة والشيعة ، وقد كان أعقاب هاني بن مسعود يدينون بالمذهب الشيعي ، وكانوا أصحاب رئاسة في قومهم من بني شيبان ، وكان معقل فرعهم الذي ينتمون إليه هو في رأس العين قرب الحدود السوريّة التركيّة ، وكان فرعهم هو أبو ربيعة بن ذهل بن شيبان .
ومن معاقل بني هاني بن مسعود رأس العين ، وهي مدينة على نهر الخابور في شمال شرق سورية قرب الحدود مع تركيّة ضمن ديار بكر التي لا تزال تعرف بهذا الاسم في تركيّة في الجزيرة الفراتية ، ورأس العين من ديار بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان أصل هاني بن قبيصة بن هاني بن مسعود بن عامر بن عمرو المُزْدلف بن أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان ، قال أبو عبيد البكري ( ت 487 هــ ) : " رأس العين على لفظ عين الماء وبعض اللغويّين يقول : رأس عين ، ويمكن أن تدخله الألف واللام ، وهو موضع في ديار بني أبي ربيعة بن ذهل بن شيبان ، وهو كورة من كور ديار ربيعة وهي كلّها بين الحيرة والشام " ، وقال : " ومن رأس العين هذا يخرج نهر الخابور ، وهي كلّها من بلاد الجزيرة " ( 1 )
وقد كان أعقاب هاني بن مسعود يقيمون هناك مع قومهم من بني شيبان ومن مشاهيرهم أبو السَّرايا السريّ بن منصور ( 2 ) ( ت 200 هــ ) ، ذكر الطبري وابن الأثير وابن خلدون أنه كان ينتسب إلى هاني بن مسعود الشيباني ، وكان مسكنه في الجزيرة الفراتية في راس العين ، قال الطبري وإبن الأثير وابن كثير والنويري : " منزل أبي السَّرايا برأس عين " ( 3 ) وقالوا : " كان يكري الحمير ... بالجزيرة " ( 4 ) ، وقد قاد ثورةً شيعيّة على الخليفة العبّاسي المأمون منضمّاً إلى محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الشهير بابن طباطبا ، قال ابن خلدون في ذكر ابن طباطبا : " وافاه أبو السرايا السريّ بن منصور كبير بني شيبان فبايعه وقام بتدبير حربه " ( 5 )
، وكان قبل ذلك قد انضم إلى هرثمة بن أعين أحد قادة المأمون ، قال ابن الأثير : " قصده العرب من الجزيرة واستخرج لهم الأرزاق من هرثمة فصار معه ألفي فارس وراجل " ( 6 ) ، وكان هؤلاء العرب من قومه من بني شيبان ، قال ابن خلدون : " استماله هرثمة فمال إليه ولحق به وقصد بني شيبان بالجزيرة واستخرج لهم الأرزاق واجتمع إليه أزيد من ألفي فارس " ( 7 ) ثمّ قتل سنة 200 هــ وفي سنة 202 هــ وثب عبد الله أخو أبي السرايا في الكوفة ليقود ثورة شيعيّة أخرى فبيّض أي ضدّ المسوّدة ، وهم بنو العبّاس فلقيه والي الكوفة غسّان بن أبي الفرج فقتله في شهر رجل سنة 202 هــ ( 8 )
قلت : ويتّضح مما تقدّم بيانه أنّ ذريّة هاني بن مسعود كانوا أصحاب رئاسةٍ في قومهم من بني شيبان ، وأن ديارهم كانت في رأس العين وغيرها من بلاد الجزيرة ، ولم يكن لهم أي وجودٍ في جنوبيّ الحجاز منذ العهد الجاهليّ فقد كانوا في بلاد العراق ، قال ابن عبد ربّه في كتابه العقد الفريد : " سأل رجل من قريش رجلا من بني قيس بن ثعلبة: ممن أنت؟ قال: من ربيعة؛ قال له القرشي: لا أثر لكم ببطحاء مكة ؛ قال القيسي : آثارها في أكناف الجزيرة مشهورة ، مواقفنا في ذي قار معروفة ، فأما مكة فسواء العاكف فيها والبادي، كما قال الله تبارك وتعالى ، فأفحمه " أ . هــ
قلت : ومن خلال ما سبق بيانه يتّضح لنا ما يلي :
1ــ أنّ كلّ من انتسب إلى هاني بن مسعود الشيباني فلا علاقة له ببلاد الحجاز البتّة ، ولم يكن لأسلافه وجودٌ في جنوبيّ الحجاز في يومٍ من الأيّام ومن ادّعى خلاف ذلك فعليه بابراز الدليل وهيهات هيهات !!!
2ــ أنّ أعقاب هاني بن مسعود وقومهم من بني شيبان في رأس العين وبلاد الجزيرة كانوا من الشيعة ، وكانوا من أنصار محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الشهير بابن طباطبا
3ــ أنّ من قدم من جنوبيّ الحجاز كما يقوله المساعيد يعني أنّه لا صلة لهم بهاني بن مسعود الشيباني فأين رأس العين وبلاد الجزيرة من جنوبيّ الحجاز
4ــ أنّ المساعيد على مدار تاريخهم هم من أهل السنّة والجماعة ولم يكونوا يوماً ما من الشيعة ، وإنّما تشيّع كثيرٌ من قبيلة المسعود في بلاد العراق بعد هجرتهم إلى العراق منذ مطلع القرن الحادي عشر للهجرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
الحواشي
( 1 ) معجم ما أستعجم : رسم رأس العين
( 2 ) تاريخ الطبري ، المجلّد الخامس ، ص 122 ، المنتظم ، ج 10 ، ص 73 ، الكامل في التاريخ ، المجلّد السادس ، ص 302 ، تاريخ ابن خلدون ، المجلّد الثالث ، ص 298
( 3 ) الكامل في التَّاريخ ، المجلّد السادس ، ص 309 و 302 ، البداية والنهاية ، ج 10 ، ص 257 ، نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج 22 ، ص 195
( 4 ) الكامل في التَّاريخ ، المجلّد السادس ، ص 309 و 302
( 5 ) تاريخ ابن خلدون ، المجلّد الرابع ، ص 10
( 6 ) الكامل في التَّاريخ ، المجلّد السادس ، ص 303
( 7 ) تاريخ ابن خلدون ، المجلّد الثالث ، ص 298
( 8 ) تاريخ الطبري ، المجلّد الخامس ، ص 140 و 142
وقد كان أعقاب هاني بن مسعود يقيمون هناك مع قومهم من بني شيبان ومن مشاهيرهم أبو السَّرايا السريّ بن منصور ( 2 ) ( ت 200 هــ ) ، ذكر الطبري وابن الأثير وابن خلدون أنه كان ينتسب إلى هاني بن مسعود الشيباني ، وكان مسكنه في الجزيرة الفراتية في راس العين ، قال الطبري وإبن الأثير وابن كثير والنويري : " منزل أبي السَّرايا برأس عين " ( 3 ) وقالوا : " كان يكري الحمير ... بالجزيرة " ( 4 ) ، وقد قاد ثورةً شيعيّة على الخليفة العبّاسي المأمون منضمّاً إلى محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الشهير بابن طباطبا ، قال ابن خلدون في ذكر ابن طباطبا : " وافاه أبو السرايا السريّ بن منصور كبير بني شيبان فبايعه وقام بتدبير حربه " ( 5 )
، وكان قبل ذلك قد انضم إلى هرثمة بن أعين أحد قادة المأمون ، قال ابن الأثير : " قصده العرب من الجزيرة واستخرج لهم الأرزاق من هرثمة فصار معه ألفي فارس وراجل " ( 6 ) ، وكان هؤلاء العرب من قومه من بني شيبان ، قال ابن خلدون : " استماله هرثمة فمال إليه ولحق به وقصد بني شيبان بالجزيرة واستخرج لهم الأرزاق واجتمع إليه أزيد من ألفي فارس " ( 7 ) ثمّ قتل سنة 200 هــ وفي سنة 202 هــ وثب عبد الله أخو أبي السرايا في الكوفة ليقود ثورة شيعيّة أخرى فبيّض أي ضدّ المسوّدة ، وهم بنو العبّاس فلقيه والي الكوفة غسّان بن أبي الفرج فقتله في شهر رجل سنة 202 هــ ( 8 )
قلت : ويتّضح مما تقدّم بيانه أنّ ذريّة هاني بن مسعود كانوا أصحاب رئاسةٍ في قومهم من بني شيبان ، وأن ديارهم كانت في رأس العين وغيرها من بلاد الجزيرة ، ولم يكن لهم أي وجودٍ في جنوبيّ الحجاز منذ العهد الجاهليّ فقد كانوا في بلاد العراق ، قال ابن عبد ربّه في كتابه العقد الفريد : " سأل رجل من قريش رجلا من بني قيس بن ثعلبة: ممن أنت؟ قال: من ربيعة؛ قال له القرشي: لا أثر لكم ببطحاء مكة ؛ قال القيسي : آثارها في أكناف الجزيرة مشهورة ، مواقفنا في ذي قار معروفة ، فأما مكة فسواء العاكف فيها والبادي، كما قال الله تبارك وتعالى ، فأفحمه " أ . هــ
قلت : ومن خلال ما سبق بيانه يتّضح لنا ما يلي :
1ــ أنّ كلّ من انتسب إلى هاني بن مسعود الشيباني فلا علاقة له ببلاد الحجاز البتّة ، ولم يكن لأسلافه وجودٌ في جنوبيّ الحجاز في يومٍ من الأيّام ومن ادّعى خلاف ذلك فعليه بابراز الدليل وهيهات هيهات !!!
2ــ أنّ أعقاب هاني بن مسعود وقومهم من بني شيبان في رأس العين وبلاد الجزيرة كانوا من الشيعة ، وكانوا من أنصار محمد بن إسماعيل بن إبراهيم الشهير بابن طباطبا
3ــ أنّ من قدم من جنوبيّ الحجاز كما يقوله المساعيد يعني أنّه لا صلة لهم بهاني بن مسعود الشيباني فأين رأس العين وبلاد الجزيرة من جنوبيّ الحجاز
4ــ أنّ المساعيد على مدار تاريخهم هم من أهل السنّة والجماعة ولم يكونوا يوماً ما من الشيعة ، وإنّما تشيّع كثيرٌ من قبيلة المسعود في بلاد العراق بعد هجرتهم إلى العراق منذ مطلع القرن الحادي عشر للهجرة .
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــ
الحواشي
( 1 ) معجم ما أستعجم : رسم رأس العين
( 2 ) تاريخ الطبري ، المجلّد الخامس ، ص 122 ، المنتظم ، ج 10 ، ص 73 ، الكامل في التاريخ ، المجلّد السادس ، ص 302 ، تاريخ ابن خلدون ، المجلّد الثالث ، ص 298
( 3 ) الكامل في التَّاريخ ، المجلّد السادس ، ص 309 و 302 ، البداية والنهاية ، ج 10 ، ص 257 ، نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج 22 ، ص 195
( 4 ) الكامل في التَّاريخ ، المجلّد السادس ، ص 309 و 302
( 5 ) تاريخ ابن خلدون ، المجلّد الرابع ، ص 10
( 6 ) الكامل في التَّاريخ ، المجلّد السادس ، ص 303
( 7 ) تاريخ ابن خلدون ، المجلّد الثالث ، ص 298
( 8 ) تاريخ الطبري ، المجلّد الخامس ، ص 140 و 142
وتعليقا على هذا المبحث قال الأستاذ أبو حسين المسعودي :
أستاذنا الكبير أبو حمدان
بارك الله فيكم وسدد على طريق الخير خطاكم
لي تعليق على موضوعكم الهام هذا ولكن بداية أريد من الكل الاطلاع على هذه الخارطة والتي توضح مكان وادي الليث جنوب مكة والذي تجمع قبائل المساعيد على هجرتها منه وأنه موطن القبيلة القديم وأيضا توضح منطقة راس العين في أقصى شمال الجزيرة الفراتية حيث بني شيبان وأعقاب هاني بن مسعود الشيباني تحديدا .
وها أنا أسجل بعض التعليقات :
أولا : بحسب المؤرخين فإن أعقاب مسعود بن هاني في صدر الاسلام كانوا في رأس العين في أقصى شمال الجزيرة الفراتية .
ثانيا : كلنا يعلم بنص العالم ابن سعيد الأندلسي في ذكر قبائل شيبان وربيعة في رحلته لجزيرة العرب في 685 هــ وأن بلادهم كانت في الجزيرة الفراتية ، وأنه لم تبق منهم بادية حيث أصبحوا فلاّحين ، وذكر أنه لم يعد لشيبان ذكر أو وجود في جزيرة العرب .
ثالثا : أنّ المؤرخ والنسابة الشهير الحمداني 602 ــ 700 هــ قد ذكر قبيلة المساعيد في بلاد الحجاز في نفس الفترة ، وكان معاصرا لابن سعيد الأندلسي .
اذاً وبناء عليه فكيف أن المساعيد كانوا متواجدين في قلب بلاد الحجاز في القرن السابع للهجرة حتى أن مؤرخاً ونسابة كبيراً كالحمداني ذكرهم كقبيلة مستقلة وككيان قبلي مستقل وفي نفس الفترة لم يكن لشيبان أي وجود في جزيرة العرب.........!!!!!!!!!!!!!!!!
اذا وبناء عليه فهذا شيئ مستحيل أن ينتسب المساعيد لشيبان لأنه في الوقت الذي كانوا موجودين فيه بقلب الحجاز لم يكن لشيبان أي وجود حينها في جزيرة العرب بل لم يكن لهم أي كيان قبلي في الجزيرة الفراتية معقلهم القديم .
وإذا قال البعض أن نسل هاني بن مسعود هاجر من بلاد الجزيرة الفراتية إلى بلاد الحجاز فهذا كلام لا يقبله العقل والمنطق فلم تكن هناك هجرات معاكسة من بلاد الهلال الخصيب إلى جزيرة العرب إلا في حالات استثنائية معدودة وبلاد الجزيرة الفراتية هي من أخصب بلاد الآرض فمن سيترك نهر الفرات والخصب ويعود إلى صحاري وبوادي الحجاز....!!!؟؟؟
كما أنه لا توجد أي قبيلة في داخل جزيرة العرب سواء في الحجاز أو نجد تنتسب لقبيلة خارج جزيرة العرب وقبيلتها الأم خارج الجزيرة أو هاجرت من خارج جزيرة العرب إلى داخلها ، وهذه لا يختلف عليها اثنان ، وبناءً عليه فيستحيل أن تكون المساعيد القبيلة الحجازية والتي ديارها القديمة في بلاد مكة المكرمة أن تنتسب لشيبان والذين ديارهم في شمال العراق .
أيضاً فلم يذكر أحد من شيوخ وأمراء المساعيد أنهم جاؤوا من شمال العراق ، وكل قبيلة تحفظ ديارها القديمة ولها موروثها فلو أن المساعيد جاؤوا من شمال العراق لوجدت لهذا ذكرا في موروثهم ، وهذا ما ليس له أي وجود عند أي فرع من فروعهم ولم أسمع به في حياتي بينما كلّ المساعيد يقولون بهجرتهم من وادي الليث بجنوب الحجاز .
ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :
ديار بكر أصل بني شيبان في بلاد تركيا
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق