تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الاثنين، مايو 19، 2014

معالي المهندس سعد هايل السرور المسعودي وسطور عن القضاء العرفي والشيخة

 
 
سبق أن نقلنا ما جاء على لسان معالي المهندس سعد هايل السرور عن قبيلة المساعيد في المقابلة التي أجرتها معه الأستاذة الإعلاميّة المبدعة ملك التلّ في هذه المدوّنة :
http://alahaywiy.blogspot.com/2014/05/blog-post_12.html
وفيما يلي سطور أخرى عن القضاء العرفي والشيخة عند البدو في الحلقة الثالثة من المقابلة مع معالي أبو هايل :
قالت الأستاذ ملك التلّ :
• كأنكم أبو هايل لم ترثوا من الوالد رحمه الله أهلية القضاء العشائري التي كان يتولاها بالجاه السياسي والحكمة والعلم ؟
 
 كثير جدًا ما كنت أحضر مجالس والدي عندما كان يلجأ له الناس في حل النزاعات فيما بينهم، من خلال القضاء العشائري أو من خلال آليات أخرى ، وكان والدي لا يلجأ لذلك إلا إذا وصلت الأمور بتعثر حلها إلى موضوع القضاء . كان يحاول باستمرار أن يجد الحلول التوافقية بين الجميع ، لاعتقاده بان الحل التوافقي مريح للناس ، ويشعرهم بأن هذا الحل لم يفرض عليهم وانه بموافقتهم جميعاً ويطيب خواطرهم ، كان يهمه جدا العلاقة المستقبلية بينهم . وإذا تعذر التوافق كان يرحمه الله ملماً بالعادات والأعراف العشائرية والتقاضي العشائري ، فكان مرجعية عشائرية حتى في مناطق مختلفة من الأردن عندما تحدث بعض القضايا المعقدة يختارونه كأحد محكمين أو كقاضي عشائر لحل هذه النزاعات العشائرية ما بين مختلف أبناء الأردن في مناطق متعددة . هذا جزء مما نشأت عليه وما سمعته وما تثقفت عليه بالإضافة إلى النشاطات السياسية التي كنت أتابعها وما كان يجري في منزلنا من هذه النشاطات .
 
 هل ما زال شيخ العشيرة شيخًا بالفعل أم ان سلطته تقلصت كثيرًا ولم يعد الجيل الجديد يعتد بها ؟ من الذي أفرغ الشيخة من سلطانها ؟ هناك من يراها سياسة مبرمجة تراكمت على مدى 3 عقود ؟
 
 لقد تغيرت القيم الاجتماعية كثيرًا في الأردن بشكل عام ، والبادية جزء من هذا المجتمع . الآن ظهرت قوى جديدة مؤثرة سواء كان من خلال مؤسسات المجتمع المدني أومن خلال النشاطات الاجتماعية والشبابية وفي مستوى المتعلمين وخريجي الجامعات وحملة الشهادات العليا على التحصيلات العلمية . هؤلاء أصبح لهم دور هام في المشاركة ، لكن ما زالت البادية الشمالية تحترم قياداتها الاجتماعية والعشائرية ، وأيضاً هذه القيادات تهتم برأي الجهات المختلفة التي أصبح لها وجود مؤثر ورأي قوي في أبناء البادية إن كان في وسائل الحياة التي استجدت على المجتمع العشائري أو على العادات والتقاليد نفسها والأعراف القديمة ، بالتالي هناك تشاركية في الرأي والتأثير ما بين القيادات التقليدية العشائرية وما بين القيادات الجديدة . لكنني أستطيع القول أن هذا الدور تراجع للقيادات التقليدية عما سبق لأسباب عديدة منها تطور المجتمع العشائري بنوع ومؤثرات وشرائح برزت بقدراتها لتصل إلى موقع التأثير ، أو أن مؤثر الدولة لم يساهم في المحافظة على دور هذه القيادات التقليدية التي دائمًا دورها إيجابي في حماية البلد وفي التعاون مع مؤسساته للمسيرة الآمنة المستقرة للتطور في البلد ، حصل ذلك لجهل في بعض مواقع المسؤولية بالتعامل مع هذه القيادات والآن نحن بأمس الحاجة لها . ففي معان مثلاً نحن نحتاج إلى هذه القيادات للتعاون في حل المشاكل التي ممكن أن تحصل . عندما تقلص دور هذه القيادات بشكل أو بآخر وتقلم أظافرها وقد تصل إلى مرحلة أن تحاربها وعندما تحتاجها لا تستطيع أن تجدها لتأخذ الدور الذي تأمله أنت منها . جرى افراغ هذا الدور بعوامل عديدة . الناس تقبل بهذه القيادة لأنها تمتاز بالحكمة ، وفي المساهمة بحل قضاياهم ومشاكلهم ورعاية شؤونهم، وتمتاز باحترامهم وتقديرهم. العنصر الأهم هو أن الناس يلجأون لمشيختهم لمعالجة مشاكلهم اليومية والحياتية والمساهمة في مساعدتهم بالقيام بالمعالجات ، وعندما تتخلى الدولة التي هي صاحبة السلطة وصاحبة القضاء في حل مشاكل الناس عن إعطاء هذا الدور لمشايخ العشائر فبالتأكيد تقل أهميتهم ويتراجع اهتمام الناس بهم لعدم حاجتهم لهم نتيجة لسلب هذا الدور منهم من قبل تصرفات الإدارة. ما حصل بهذا الخصوص لا أعتقد أنه مبرمج بقدر ما هو قصر وجهات نظر وجهل فيمن يفكرون بهذا الأمر.

تنويه :
استراحة الحلقة الثانية من الأسبوع الماضي للمهندس النائب سعد هايل السرور أخطأنا بكلمتين وفقره في النشر لدى قولنا وسامة ( البهم ) والأصح وسّامة ( الباهل ) لوحدة الوسم في مواشيهم وإبلهم وهو القسم الأول من عشائرهم والقسم الثاني هم عشائر ( الزبيد ) وجدّ أبو هايل عودة وليس عوض .
لدى اقتضى التنويه..
 
 
 
جريدة الرأي ، الاثنين 20 / رجب / 1435 هــ 19 / أيّار / 2014 م ، السنة 43 ، العدد 15901 ، أبواب ، ص 7
 
قلت : الشكر موصول للأستاذ الفاضلة ملك التلّ على تنويهها الذي صحّح ما يتعلّق بوسّامة والباهل وعودة السرور

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق