فيما يلي الجزء الثالث من حوار الأستاذ الإعلامية ملك يوسف التلّ مع عطوفة العين عوّاد باشا المساعيد ، وقد سبق نشر الجزء الأوّل من هذه المقابلة في هذه المدوّنة على الرابط التالي : http://alahaywiy.blogspot.com/2014/11/blog-post_24.html
كما نشر الجزء الثاني على الرابط التالي :http://alahaywiy.blogspot.com/2014/12/blog-post.html
في تفسيراته التاريخية حول العمران البدوي، كان المؤرخ الأشهر والعالم الاجتماعي الإسلامي ابن خلدون (القرن السابع الهجري ) يبني نظريته على أساس أسبقية «البادية « على « الحاضرة « لسبب بسيط وهو ان البدو يقتصرون في حياتهم على الضروري نتيجة معيسشهم الصعبة فيحتفظون بشجاعتهم والبأس في مقابل ما تفعله المدنية بحياة الحضرمن تلف.
ابن خلدون في تلك المقامات يعطي ميزة سياسية للبدو من زاوية قوة العصبية التي تتحقق بالتحام نسب القبيلة، وهي العصبية التي تمنحهم القدرة على تجديد الدول كلما وهنت من أمراض الترهل الحضري.
مؤكَد ان هذه النظريات الرائدة في علوم الاجتماع السياسي لم تعد تصح كلها بعد ان تسربت البادية للمدينة، أو العكس، وتقلصت خصوصيات المجتمعات المحلية خارج العاصمة المركزية للسلطات.
تذكرتُ نظريات ابن خلدون في العصبية والعمران البدوي والعروبة، وأنا أستمع للباشا عواد سليم المساعيد وهو يتحدث عن اتفاقية سايكس بيكو قبل مائة سنة وكيف انها جزأت القبائل ومنها قبيلة المساعيد – التي ينتمي هو لها – فأصبحت موزعة بين الأردن وسوريا وغزة وسيناء والحجاز وعديد البلدان العربية الأخرى. كذلك وهو يتحدث عن التربية العسكرية التي تحرم تدخل العسكري في السياسة، وكيف انه شخصيًا لم يدخل أيّ من تشكيلات المتقاعدين العسكريين. لكنه في المقابل يؤمن بالمنطق الديمقراطي لوظيفة الأحزاب في التجدد السياسي و كاد ان يؤسس حزبًا لولا انه اكتشف ان الحزبية عندنا ما زالت تحتاج للكثير حتى تنضج وتتولى وظيفتها المفترضة في العملية الديمقراطية.
وهو يتحدث عن التنمية لا يخفي أبو سلطان مرارته من كون البادية «يتيمة تنمويًا» وشبه منسية. نسبة البطالة الشبابية فيها عالية وقد تضاعفت بعد اللجوء السوري.
أربعون سنة أمضاها الباشا في العسكرية كانت ذروتها قيادته للحرس الملكي الخاص للملك الحسين طيب الله ثراه.
ابن خلدون في تلك المقامات يعطي ميزة سياسية للبدو من زاوية قوة العصبية التي تتحقق بالتحام نسب القبيلة، وهي العصبية التي تمنحهم القدرة على تجديد الدول كلما وهنت من أمراض الترهل الحضري.
مؤكَد ان هذه النظريات الرائدة في علوم الاجتماع السياسي لم تعد تصح كلها بعد ان تسربت البادية للمدينة، أو العكس، وتقلصت خصوصيات المجتمعات المحلية خارج العاصمة المركزية للسلطات.
تذكرتُ نظريات ابن خلدون في العصبية والعمران البدوي والعروبة، وأنا أستمع للباشا عواد سليم المساعيد وهو يتحدث عن اتفاقية سايكس بيكو قبل مائة سنة وكيف انها جزأت القبائل ومنها قبيلة المساعيد – التي ينتمي هو لها – فأصبحت موزعة بين الأردن وسوريا وغزة وسيناء والحجاز وعديد البلدان العربية الأخرى. كذلك وهو يتحدث عن التربية العسكرية التي تحرم تدخل العسكري في السياسة، وكيف انه شخصيًا لم يدخل أيّ من تشكيلات المتقاعدين العسكريين. لكنه في المقابل يؤمن بالمنطق الديمقراطي لوظيفة الأحزاب في التجدد السياسي و كاد ان يؤسس حزبًا لولا انه اكتشف ان الحزبية عندنا ما زالت تحتاج للكثير حتى تنضج وتتولى وظيفتها المفترضة في العملية الديمقراطية.
وهو يتحدث عن التنمية لا يخفي أبو سلطان مرارته من كون البادية «يتيمة تنمويًا» وشبه منسية. نسبة البطالة الشبابية فيها عالية وقد تضاعفت بعد اللجوء السوري.
أربعون سنة أمضاها الباشا في العسكرية كانت ذروتها قيادته للحرس الملكي الخاص للملك الحسين طيب الله ثراه.
• من واقع خبرتكم في إدارة الدفاع المدني، هل تعتقدون أنه جاء الوقت لتطوير وظائف ومهمات واختصاصات هذه المؤسسة الحيوية؟
مؤسسة الدفاع المدني مؤسسة رائدة على مستوى الوطن العربي، ونعتز ونفتخر بأن الدفاع المدني الأردني ينافس الكثير من الدول المتقدمة بهذا المجال، ولديهم كامل التخصصات الموجودة في أي بلد أوروبي، ممكن أن تكون الإمكانيات أقل، ولكن الدفاع المدني من سنوات طويلة لديه خطط تطوير على مراحل عديدة ، وقد ترأست الجهاز لعدة سنوات، استلمته من زملاء لهم مساهمات كبيرة جدًا نفتخر بها، وسلمته لزملاء أكملوا المسيرة والحمد لله ان كل ما نسمعه عن دفاعنا سواء داخل البلد أم خارجه مثار تقدير وإعجاب. الدفاع المدني الأردني متعدد المسؤوليات والتخصصات من إسعاف واطفاء وإنقاذ، شبابنا سريعو الإجابة على مدار الساعة، وتطور الجهاز يتماشى مع التحديث جنبا الى جنب ومع زيادة مراكز ومحطات جديدة لها علاقة بالانتشار السكاني والطرق ومشاكلها كي يستطيعوا اختصار الوقت لتلبية النداء، فهم يخدمون بصمت وحب وخدماتهم مجانية من مكارم جلالة الملك بالدرجة الأولى، لأن كل ما يأخذه الدفاع المدني هو من موازنة الدولة بينما العديد من الدول يستجيبوا للخدمة بما فيها أمريكا مقابل الثمن. أيضًا لدينا العنصر النسائي في الدفاع المدني وهو فعّال جدًا لمختلف التخصصات، لخدمة الشعب الأردني دون مقابل.
• لكم مع الأحزاب تجربة لم تكتمل. فكرتم بتأسيس حزب ثم تراجعتم. لماذا؟ وما هو تقييمكم لتجربة الأحزاب في الأردن ولماذا هي ضعيفة غير فعالة؟
جاء ذلك نتيجة طلب مجموعة من الإخوان، بحثوا معي موضوع تأسيس حزب قبل ثلاث سنوات، وحصل ان مجموعة اخترتهم من أصدقاء متقاعدين أو مدنيين من قطاعات مختلفة ودرسنا الفكرة ووضعنا أسسا ومبادئ وأهدافا، ومن ثم طلبنا من الإخوان حسب نص القوانين الداخلية، التأسيس الأولي وتمت الموافقة مباشرة لكن بعد فترة للانصاف أوقفت الموضوع، لم ألغه، والسبب الرئيسي أن الأحزاب لدينا لغاية الآن غير ناضجة في عقلية بعض مواطنينا. رغم اننا شعب متعلم جداً ومستواه عالٍ، وثقافته كذلك، الا ان ثقافته الحزبية ما تزال بشكل عام متدنية في الأطراف والأرياف والبادية، وهي قاصرة على بعض النخب خاصة في المدن الرئيسية.
من خلال تجربة الانتخابات التي حصلت، فإن الأحزاب الكبيرة استطاعت بشق الأنفس أن تقوم بإنجاح شخصا واحدا. الحزب الذي يكون عمره عشرين عاماً ولم يستطع إنجاح إلا شخص واحد هذا دليل على أن هذه التجربة ما تزال تحتاج فترة نضوج. من هنا فكرت بالتوقف حتى أرى كيف يمكن أن تتطور خاصة فيما يتعلق بقوانين الأحزاب التي سيطرأ عليها تغيير كغيرها من القوانين ونأمل إذا وجدت أن نسير بهذا الحزب أو نندمج ببعض الأحزاب القائمة حالياً التي تسعى للوصول لنفس الأهداف وتؤمن بنفس المبادئ .. سيكون ذلك ان شاء الله.
•موضوع الكوتا النسائية هل حقق هدفه في تأهيل المرأة للحياة البرلمانية والسياسية؟
لا شك بأن أخواتنا اللواتي أصبحن عضوات في المجلس لهن أدوار كثيرة مشرفة. وبنت البادية لا تختلف عن بنت المدينة، البادية قبل 30-40 سنة كانت أقل حظًا بنسبة التعليم خاصة في قطاع النساء على مستوى التعليم العالي، ولكن اليوم فان بناتنا في البادية مهيئات كبنات عمان، ولهن أدوار مهمة وكثيرة، لكن باعتقادي كما هي عادات الأردن بشكل عام ، ما زلنا ندفع باتجاه أن يكون للمرأة مساهمات ودور أكبر مما هو موجود الآن، مع أننا سباقون على الدول العربية في هذا المجال، في مجالات رئيسية متعددة. في مختلف المواقع أثبتن كفاءة وجدارة، وهن في تقدم مستمر في مواقع هامة وجديرة بهن.
•كم من أهل أم الجمال يعيشون في عمّان وتركوا حياة البادية؟ هل تراودكم خشية تفريغ البادية من السكان تدريجيًا والانتقال لعمّان للعيش؟
أكيد النسبة ليست كبيرة، بسيطة جدًا ممكن أن يكون عددهم بالمئات... أما تفريغ البادية من سكانها كما سؤالك لا اعتقد ذلك ولست قلقًا من هذاه الناحية لأسباب أهمها كلفة المعيشة في عمّان عالية جدًا وإمكانيات البادية والحياة فيها متواضعة. ولا ننسى أيضًا عشق أهل البادية لأرضهم وأجوائهم وعلاقاتهم التي ليس من السهل التهاون في تقليصها بما تحمله من عادات وانتماء وانسجام وحب.. هذا أمر في غاية الروعة نعتز به ونفتخر أينما حطت أقدامنا. وأقصد أن الموضوع تحكمه الوظيفة بالدرجة الأولى، وهي جميعها منحصرة في المدن الرئيسية، جميع الخدمات مكثفة في المدن ورغم ذلك العودة للبادية أساس وأصل.
•ملفت للإهتمام والتقدير كل هذا الكمّ من الأوسمة التي حصلتم عليها من ألمانيا وإيطاليا وفنلندا والنمسا والسويد وسوسيرا وحتى اندونيسيا. ما هي ظروفها ودواعيها؟
هي شرف بحد ذاته.. أحمل العديد من الأوسمة الأردنية والأجنبية مثلما تفضلتم.. الفضل بالدرجة الأولى لجلالة الملك الحسين رحمه الله، ولأني خدمت قائد حرس وبقيت مع جلالته لعدة سنوات قائد حرس.، بتشكيل الوفود الرسمية من خلال الزيارات فإن قائد الحرس هو أحد أعضاء الوفد الرسمي وهذه أوسمة غالبًا ما تمنح للوفود الرسمية خلال الزيارات الرسمية لهذه الدول
•هل تضايقك الواسطة وأن يطلب منك الأقارب والمعارف أن تتوسط لهم في الحكومة والدوائر أو ترأس الجاهات بما فيها جاهات فض المشاكل؟
جدًا تضايقني خاصة اذا كانت لاخذ حق شخص واعطائه لآخر لكني معها اذا كانت لاحقاق الحق او لدفع الظلم ..ادافع عن صاحب الحق بكل ما استطيع.
استراحة
صح أنا عسكري بس ديمقراطي في البيت
•أربعون سنة في الخدمة العسكرية، كيف أثرت عليكم في السلوكيات المنزلية وفي معاملة الأبناء وتربيتهم؟ هل تركت لأبنائك وبناتك التسعة حرية اختيار دراستهم وزواجهم؟
لا عسكرية داخل البيت.. مجرد أن أدخل البيت أتعامل مع أسرتي كأي أب آخر يتعامل مع أبنائه، .. عسكرتي كانت في عملي وخلف مكتبي وفي الميدان. داخل البيت ومنذ طفولتهم فان الحوار والنقاش وتبادل الآراء هي القاعدة مع الأبناء والبنات. هذا سلوك شجعتهم عليه.. وقال ضاحكا « «صح انا عسكري بس ديمقراطي في البيت» ، ولله الحمد جميعهم تربوا ونشأوا بالطريقة السليمة التي ترضي الله وأرضتني.
•وتركت لهم حرية اختيار دراستهم وزواجهم؟
بالنسبة للدراسة تركتهم يختارون ما يرغبون من تخصص.. اختاروه برغبتهم وإرادتهم. لدي الآن آخر بنتين على مقاعد الجامعة، احداهن تتخرج الفصل الحالي، والثانية سنة ثالثة.
أما بالنسبة لموضوع الزواج فقد كنت ووالدتهم ناصحين ومقدمين اسباب الموافقة والرضى أو عدمه من وجهة نظرنا. لم نرغم ايا منهن على الزواج إذا كانت رافضة له.
•ماذا يعني لك أن ابنكم سلطان حصل على الدكتوارة في «نظم المعلومات» وهو تخصص بعيد كليًاعن حياتكم وتخصصكم العسكري؟ كيف تنظرون لفروقات الأجيال في البادية بين الجيل السابق والذي سبقه وبين الجيل الحالي؟
بكل تأكيد انني سعدت جدًا بحصوله على شهادة الدكتوراة في العام الماضي.. سلطان أنهى البكالوريوس في الجامعة الأردنية، وبعدها ذهب إلى أمريكا وحصل على الماجستير، وقد نصحه احد الاصدقاء ان يقصد أميركا بهذا التخصص، على اعتبار ان هذا التخصص جديد في عامي 2001 و2002، وعندما هاتفني وأخبرني بأن هذا الصديق ينصحه بهذا التخصص شجعته عليه، وبعد أن أكمل درجة الماجستير حصلت حينها حوادث «سبتمبر»ايلول الأمريكية في 2001 وكان هو في سانتييغو وكان قسم من الذين فجروا الطائرات في تلك المنطقة، فشعر بضيق التحقيقات وغيرها، كان تفكيره مواصلة دراسته للحصول على درجة الدكتوراة ولكن بسبب الظروف عاد للأردن وعمل في منطقة العقبة الاقتصادية الخاصة لعدة سنوات، وبعدها عاد وعمل في عمان، وخلال تلك الفترة تزوج. كان طموحه أن الحصول على درجة الدكتوراة، وكان ذلك في بريطانيا حيث أنهى دراسته في عامين ونصف العام حفظه الله، في أنظمة المعلومات تخصص حكومات إلكترونية، وأخذ الأردن كمثال في تنفيذ ما يطبق في الـMobil Government على وضعنا الحالي.
•أنتم من القليلين الذين لا يجدون حرجاً في القول أنكم متزوجون من سيدتين ولا تترددون في الإشادة بما تبذله زوجتك الجديدة من رعاية للأولاد تسمح لكم بالتفرغ لحياتكم السياسية وقبلها العسكرية؟
صحيح أنني متزوج من إمرأتين. الأولى تزوجت بها في عام 1974 وهي ابنة عمي، والله سبحانه وتعالى رزقنا بثلاثة أبناء وثلاث بنات، والزوجة الثانية تزوجتها عام 1990 من عشيرة الرواشدة ورزقنا الله بابنتين، وبفضل الله أنني محظوظ وهذا رضا من الله سبحانه وتعالى والوالدين، أن يختار الله لي زوجتين رائعتين بكل شيء وأهم شيء مخافة الله، قريبات في السكن يتعاملن مع بعضهن البعض كأخوات بالدرجة الأولى.. وبصراحة لم اشعر باي مضايقة من اي منهما وغايتهما اسعادي وإسعاد الأسرة كأسرة واحدة. أجزم بذلك والأصدقاء يعرفون بأن معظم وقتنا مع بعضنا البعض كأسرة واحدة.
أبناء الباشا وأحفاده: سلطان مواليد 1977 يحمل درجة الدكتوراة من أمريكا، نايف مواليد 1979 بكالوريوس علوم سياسية من أمريكا أيضا ، طلال مواليد 81 بكالوريوس قانون من الجامعة الاردنية، عنود بكالوريوس تاريخ من مواليد 75، أماني مواليد 83 تحمل درجة الماجستير في العلوم المالية والمصرفية، هديل موايد 86 بكلوريوس ادارة اعمال وآلاء أيضا بكالوريوس ادارة اعمال وهي من مواليد 91وراية مواليد 94 سنة ثالثة لغات.. واحفاد ابو سلطان نايف، شهم، راشد، عواد، رهف، سلمى، جود، سارة، غزل، تالية وغالية حفظهم الله جميعا.
جريدة الرأي :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق