حينما هاجرت قبيلة المساعيد من بلادها الأصلية في وادي الليث ونواحيه وبلاد مكّة المكرّمة لم تهاجر بقضّها وقضيضها ، بل أخذت بالهجرة جماعات يتلوا بعضها بعضاً على مرّ القرون إلى أنحاء مختلفة من الحجاز وبلاد الشام والديار المصرية ، ومن فرق المساعيد فرقةٌ استقرّت في منطقة المدينة المنوّرة ، وهذه الفرقة ذكرها ذكرهم الحمداني ( 602 ــ 700 هــ ) ، قال القلقشندي : " المساعيد بطن من عرب الحجاز ، ذكرهم الحمداني ولم ينسبهم في قبيلة " أ . هــ .
وكان الحمداني مهمندارا القبائل العربية ، أي المسؤول عن ضيافة القادمين من قبائل العرب على السلطنة في مصر ، فهو المسؤول عن دار الضيافة لدى السلطنة المصرية ، وكان الحمداني معنيٌّ بتدوين أسماء أمراء وشيوخ القبائل الذين يفدون على السلطنة في مصر ، حيث تكون إقامتهم في دار الضيافة .
وقال ابن فضل الله العمري ( 700 ــ 749 هــ ) : " وأمّا بقيّة عرب الحجاز والمصارحة والمساعيد والرزّاق وآل عيسى ودغم وآل جناح والجبور فدارهم تتلو بعضها بعضا بالحجاز " أ . هــ .
قلت : المصارحة ، وأحياناً المضارجة تصحيف المفارجة ، والرزّاق تصحيف الزرّاق .
وقال القلقشندي وقد أورد هذا النصّ : " تعرّض لشأن الدار دون بيان القبائل " أ . هــ
قلت : معلومات ابن فضل الله العمري مستمدّة من الحمداني ( 602 ــ 700 هــ ) وفي النصّ الذي أورده ابن فضل الله العمري ما يفيد بأن قبائل المفارجة والمساعيد والزرّاق وآل عيسى والدعم وآل جناح والجبور تتجاور ديار بعضها يتلو بعضها الآخر والمتأمّل لديار بعض هذه القبائل يجدها نجديّة الديار فهي قبائل تقطن بريّة الحجاز أي بريّة نجد ، فإذا ما علمنا أنّ الدعم وآل جناح والجبور فروع من بني خالد التي بيّن ابن فضل الله العمري ديارها في بلاد نجد ، وكان لهم تواصلٌ قويٌّ مع المدينة ، ففي عام 717 هــ كاتب أمير المدينة الطفيل بن منصور بني خالد وعاهدهم ، قال ابن شدقم : " بنو خالد إخوان المدينة " أ . هــ .
وعلمنا أنّ المفارجة من فروع بني لام التي امتدّت ديارها في المنطقة بين المدينة المنوّرة والجبلين ، يعني جبلي طيء في شماليّ بلاد نجد ، قال الجزيري : " عربان بني لام المفارجة " أ . هــ ، وقال ابن سعيد ( ت 685 هــ ) في ذكر بني لام : " منازلهم من المدينة إلى الجبلين ، وينزلون في أكثر أوقاتهم مدينة يثرب " أ . هــ ، وقال : " ولهم حلف مع بني الحسين أمراء المدينة " أ . هــ ، وقال : " مساكنهم المدينة النبوية وما حولها " أ . هــ .
وعلمنا أنّ الزرّاق من قبائل منطقة المدينة المنوّرة ، ومن أخبارهم استنجاد أمير المدينة بهم عام 729 هــ ، قال السخاوي : " عساف بن متروك الزراق : استنجد به طفيل أمير المدينة في سنة تسع وعشرين وسبعمائة
أ . هــ ، وقال ابن فرحون في ذكر أحداث عام 729 هــ مع أمير المدينة طفيل بن منصور الحسيني : " استنجد طفيل بصالح بن حديثة من آل فضل ، وبعمر بن وهيبة من آل مرا ، وبعسّاف بن متروك الزراق ، فجاءوه في جموع عظيمة " أ . هــ ، وقاله ضامن بن شدقم.
وعلمنا أنّ المفارجة من فروع بني لام التي امتدّت ديارها في المنطقة بين المدينة المنوّرة والجبلين ، يعني جبلي طيء في شماليّ بلاد نجد ، قال الجزيري : " عربان بني لام المفارجة " أ . هــ ، وقال ابن سعيد ( ت 685 هــ ) في ذكر بني لام : " منازلهم من المدينة إلى الجبلين ، وينزلون في أكثر أوقاتهم مدينة يثرب " أ . هــ ، وقال : " ولهم حلف مع بني الحسين أمراء المدينة " أ . هــ ، وقال : " مساكنهم المدينة النبوية وما حولها " أ . هــ .
وعلمنا أنّ الزرّاق من قبائل منطقة المدينة المنوّرة ، ومن أخبارهم استنجاد أمير المدينة بهم عام 729 هــ ، قال السخاوي : " عساف بن متروك الزراق : استنجد به طفيل أمير المدينة في سنة تسع وعشرين وسبعمائة
أ . هــ ، وقال ابن فرحون في ذكر أحداث عام 729 هــ مع أمير المدينة طفيل بن منصور الحسيني : " استنجد طفيل بصالح بن حديثة من آل فضل ، وبعمر بن وهيبة من آل مرا ، وبعسّاف بن متروك الزراق ، فجاءوه في جموع عظيمة " أ . هــ ، وقاله ضامن بن شدقم.
إذا علمنا بكلّ هذا وأنّه وفقا لترتيب ابن فضل الله العمري عن ديار هذه القبائل بأن ديار بعضها يلي بعضا علمنا أنّ ديار المساعيد التي تجاور ديار المفارجة والزرّاق تقع في منطقة المدينة المنوّرة .
وكان المساعيد ينتشرون في بلاد الحجاز في منطقة المدينة المنوّرة إلى شماليّ الحجاز إلى بلاد الكرك إلى بلاد حوران شمالاً إلى ما حوالي القدس والخليل في فلسطين .
وكان المساعيد ينتشرون في بلاد الحجاز في منطقة المدينة المنوّرة إلى شماليّ الحجاز إلى بلاد الكرك إلى بلاد حوران شمالاً إلى ما حوالي القدس والخليل في فلسطين .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق