تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأربعاء، مارس 09، 2016

فتك قبيلة هُذَيْل بالقرامطة في مكّة عام 317 هــ 929 م .



في عام 317 هــ هاجم القرامطة مكة المكرمة ، وقد ذبحوا كثيرا من أهلها والوافدين إليها حتى قيل أنه قتل نحو 30 ألفا ، واستولوا على جميع ما كان في البيت الحرام من المحاريب الفضة والجزع وغيره ، بل وجرّدوا البيت ممّا عليه من الكسوة ، وقد ظلوا يفعلون الأفاعيل لمدة ثمانية أيام ، ثم خرجوا يوم السبت لثلاث عشرة ليلة خلت من ذي الحجة سنة 317 هــ .

 قال المسعودي في حديثه عن أبي طاهر القرمطي وأعماله الدامية : " ورحل منها يوم الست من هذا الشهر ، وعرضت له هذيل بن مدركة بن إلياس بن مضر ، وهم رجالة في المضايق والشعاب والجبال وحاربوه حرباً شديداً بالنبل والخناجر ، ومنعوه من المسير ، واشتبهت عليهم الطرق ،  فأقاموا بذلك ثلاثة أيام حائرين بين الجبال والأودية ، وتخلص كثير من النساء والرجال المأسورين ، واقتطعت هذيل مما كان معهم ألوفاً كثيرة من الإبل والنقلة ، وكان ثقلته على نحو مائة ألف بعير عليها أصناف المال والأمتعة ، إلى أن دله عبد أسود من عبيد هذيل ، يقال له زياد استأمن إليه على طريق سلكه ، فخرج عن المضايق ، وسار راجعاً إلى بلده " ( التنبيه والإشراف ، ص 386 ــ 387 )
وقال النويري في ذكر الخبر : " وحاصرته هذيل فأشرف على الهلكة ، إلى أن عدل به دليل من الطريق المعروف إلى غيره ، فوصل إلى بلده بعد ذلك في المحرم سنة ثماني عشرة وثلاثمائة " ( نهاية الأرب في فنون الأدب ، ج 25 ، ص 297 )

قلت : وقد أراد أبو طاهر القرمطي وجنده إقتلاع الميزاب فرمتهم هذيل بالسهام من فوق جبل أبي قبيس ، فعندما صعد أحد القرامطة أطلقوا عليه سهماً فما أخطأ نحره ، ثم سقط الثاني حتى أزالتهم هذيل عن الميزاب .
وقال السيوطي في ذكر خبر القرمطي : " فلما كان في سنة سبع عشرة رحل بجيشه ، فوافى مكة لثمان خلون من ذي الحجة ، فقتل الناس في المسجد قتلا ذريعا ، ونهب الكعبة ، وأخذ كسوتها وحليها ، ونزع الباب وستائره ، وأظهر الاستخفاف به ، وقلع الحجر الأسود وأخذه معه وظن أنه مغناطيس القلوب ، وأخذ الميزاب أيضا .
وعاد إلى بلده في المحرم سنة ثماني عشرة وقد أصابه كدٌّ شديد ، وقد أخذ ستة وعشرين ألف حمل خفا ، وضرب آلاتهم وأثقالهم بالنار ، واستملك من النساء والغلمان والصبيان ما ضاق بهم الفضاء كثرةً ، وحاصرته هذيل فأشرف على الهلكة حتى عدل به دليل إلى غير الطريق المعروف إلى بلده "
( اتّعاظ الحنفا بأخبار الأئمة الفاطميين الخلفا ، ص  242  )
 
قلت : فتكت قبيلة هُذَيْل بالقرامطة فتكاً كبيراً في مضائق وشعاب مكّة حتى كادوا أن يهلكوا فكان أن أبا طاهر القرمطي ( أخذ ستة وعشرين ألف حمل خفا ) كما قاله السيوطي ، بعد أن ( كان ثقلته على نحو مائة ألف بعير عليها أصناف المال والأمتعة ) كما قاله المسعودي .  

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق