تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأحد، أبريل 03، 2016

حديث للشيخ محمد بن عيد البريدي المسعودي عن أسرار القضاء العرفي للأستاذة آيات سمير



الشيخ محمد البريدي المسعودي
رئيس المحكمة العرفية بسيناء
يروي لفكرة أسرار القضاء العرفي بالوطن العربي
 
 
على الرغم من أننا أصبحنا بالقرن الحادي والعشرين إلا أن القضاء العرفي مازال موجودا بين ربوع الوطن العربي وبخاصة أنه هو أساس القضاء والمحاكم المدنية , وحتى الآن قد يلجأ البعض للقضاء العرفي لأخذ الحقوق وفض المنازعات وبخاصة بالمناطق التي ينتشر بها من هم من أصول بدوية وغيرهم لسرعة الأحكام و بخاصة وأنها لا تشمل الحبس أو الإعدام أو الأحكام القاسية التي يحكم بها القضاء المدني ,كما أنها تتمتع بالسرية والكتمان ولا مجال للإعلام فيها مثل القضاء المدني, ولذلك نزلنا للقاء العالم الجليل وكما وصفة البعض ممن هم يعملون بالقضاء العرفي رئيس المحكمة الدستورية العرفية بسيناء الشيخ محمد البريدي المسعودي .


نبذة عن البريدي 
 
يعد الشيخ محمد البريدي المسعودي رئيس المحكمة العليا للقضاء العرفي بإقليم سيناء ويطلق على بيت المساعيد” المنشد” والتي تعني باللغة العربية تعنى من ينشد و تضرب له أدبار الإبل إي ما يوازي رئيس المحكمة الدستورية العليا , وهو أحد قضاة العرف بسيناء ويحكم بأمور صعب أن يحكم بها غيره , يبلغ من العمر 88 عاماً , تتلمذ على يد والده الشيخ ” عيد البريدي المسعودي”والذي يطلق عليه طارد الجوع, والذي كان يعمل قاضي عرفي أيضا, وبالرغم من أنه غير حاصل على أي مؤهل علمي إلا أنه استطاع أن يحكم ويفض المنازعات بالعديد من القضايا بين القبائل والأشخاص لمدة تصل إلى أكثر من 60 عاماً, والتي كان يحكم بها دون أن يتقاضى أجرا أو مقابل من أحد نظير فضه لتلك المنازعات .
 
ضوابط العمل بالقضاء العرفي
 
س : هل هناك ضوابط للعمل بالقضاء العرفي ؟

 ج : لقد جعل الله سبحانه وتعالى القضاء فهما قبل أن يكون حكما حيث قال تعالى ( وَدَاوُودَ وَسُلَيْمَانَ إِذْ يَحْكُمَانِ فِي الْحَرْثِ إِذْ نَفَشَتْ فِيهِ غَنَمُ الْقَوْمِ وَكُنَّا لِحُكْمِهِمْ شَاهِدِينَ
 القاضي يجب أن بالغاً عاقلاً مكلفاً و أن يكون شريفاً نزيها فيحكم بين الناس بالحق دون انحياز للغير وبما يرضي الله تعالى, ويكون مدركا وواعيا لعملية القياس العقلي , كما يجب أن يشهد له بالعدل والنزاهة والتقوى والورع .
الفرق بين القضاء العرفي والمدني
 
س : ما الفرق بين القضاء العرفي والقضاء المدني ولماذا يلجأ له البعض ؟

 ج: القضاء العرفي هو أحد أهم مصادر القضاء المدني لأنه يستند على الأحكام الشرعية الإسلامية ومعروف أن القضاء المدني بالعالم أجمع استمد أحكامه من الأعراف , حيث أنه ينهي المشاكل والمنازعات دون طول في الوقت على العكس من طول أحكام القضاء المدني و سوء في عواقب التي لا تحمد عقباها, ولذلك يلجأ له الكثير من الناس وبخاصة في المشاكل الكبرى التي تحدث بين العائلات .
 
س : هل القضاء العرفي مازال منتشرا ؟ وهل هذا الانتشار بالمجتمعات المغلقة فقط مثل المجتمعات البدوية والريفية ؟

ج : نعم ما بقيت الحياة وما بقيت البشرية سوف يظل ذلك القضاء له هيبته واحترامه , ورغم حالة الفوضى الأخلاقية التي عاشها المجتمع بالفترة السابقة إلا أن القضاء العرفي يحظى بهيبته واحترامه حتى الآن .
أما الشق الثاني من السؤال القضاء العرفي منتشر بكل مكان ولا يقتصر على المجتمعات المنغلقة وأنا أرفض هذا الوصف جملة وتفصيلا ,مصر عامة جميعهم أبناء أصول ورغم الخلافات التي تحدث بينهم إلا أنهم في النهاية يحتكمون إلى كبارهم وهذا ما يحدث بالطبع , داخل مجالس القضاء العرفي , ليس هذا فقط فلو نظرنا إلى الدول التى تندلع بينها الحروب لوجدنا أنهم يمارسون أيضا المجالس العرفية باللجوء إلى طاولة المفاوضات إذا فأنا أرى أن القضاء العرفي متواجد من هيئة الأمم المتحدة إلى أصغر قرية بمصر .
 
س : كيف تتم جلسة القضاء العرفي ؟

 ج : تتم جلسات القضاء العرفي بحضور طرفي النزاع ,والكفيل حيث يتم عرض المشكلة على القاضي و بدوره يقوم بحلها ولكن هناك بعض القضايا التي يلتجئ فيها القاضي إلى إجراء عملية للقياس العقلي وبخاصة القضايا التي لا يوجد بها شهود, كما للقاضي حرية الاختيار في قبول أو رفض أي قضية ونحن نرفض بالمنشد بعض القضايا مثل قضايا القتل والبلطجة التي يعرف عن أصحابها الفساد ويكفى أن القاضي يرفض الحكم فيها .
حوار وتصوير / آيات سمير
(جريدة فكرة الإلكترونية )

 


خالص الشكر والتقدير لابن العم العزيز الأستاذ عطية سليمان المسعودي على لفته نظري لهذا التحقيق الرائع
 
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق