نبذة عن قبيلة الجوابرة في سلا في جازان ، بقلم الأستاذة فوزيّة الجابري

قبيلة جوابرة سلا هي قبيلة عربية أصيلة  يعود نسبها  بحسب الموروث التاريخي الذي يحمله أبنائها إلى جدهم جابر العوادي الجابري من وادي رهجان من ديار هذيل ، وقد قدم جابر العوادي الجابري إلى منطقة جبل سلا في ديار خولان قبل الحكم السعودي بما لا يقل عن قرنين من الزمان .

حيث تقول الرواية بأن جابراً ينتسب إلى جده عٍوّاد بكسر العين وأنَّ آل عواد  استقروا حيناً من الزمن في عسير بعد الهجرة من وادي رهجان حتى حدث خلاف بينهم هاجر على إثره جابر ومفرح أبناء العوّادي إلى ديار خولان ، وقدما إلى فيفا إلا أن مفرح بقي في فيفا ، وهاجر جابر إلى جبل سلا المجاور لفيفا وبارك الله في ذريته هناك مكوّناً أصل قبيلة جوابرة سلا .

بينما استقر مفرح في فيفا ولم يبق من ذريته فيها سوى القليل ، ولا زال أبناء مفرح يحملون عزوة قبيلة آل جابر ونخوتهم في الختان وهي : ( ابن العوادي عوادي الشام وعوادي اليمن) تعبيراً عن موروث الهجرة الذي يحملونه ، رغم دخولهم حلفاً في قبائل فيفا حيث يُعدّون حاليا في قبيلة آل مدر الفيفية .

ورغم أنَّ هذه هي الرواية هي الرواية الوحيدة التي يحملها أبناء جابر العوادي عن نسب جدهم جابر العوادي إلا أنها لم تمدنا بالكثير من التفاصيل والمعلومات الدقيقة ، وذلك لما كان يلفُّ تلك الحقبة الزمنية من ظلام الجهل والحروب والفتن الدينية والسياسية والتي حالت دون التدوين و توثيق المعلومات .

وقد تحالف أبناء جابر فيما بعد مع عدة نقائل وبيوت عامّتها خولانية من القبائل العريقة المحيطة بهم ، كبني مالك خولان وغيرهم ، وتميّز الجميع بالحفاظ على التقاليد والعادات العربية الأصيلة المتوارثة كما عُرف عنهم الحفاظ الشديد على النقاء العربي لأبنائهم وبناتهم جرياً على عادة القبائل لعربية الأصيلة في ذلك ، وخاصّة قبائل القطاع الجبلي التي عُرفت بالتشدد مقارنة بغيرها .

وقبيلة جوابرة سلا قبيلة محدودة العدد نسبياً حيث لا يمتد عمرها الحديث لأكثر من ثلاثمائة عام تقريبا ، حيث دخل الحكم السعودي للمنطقة وعدد أفرادها لا يتجاوز أكثر من مئة شخص  أما الآن فقد انتشر أبنائها في كافة أرجاء المملكة بحيث يتطلب حصر أعدادهم جهداً ميدانيّاً .

ولقبيلة جوابرة سلا فروع رئيسية عامتها تحوي أحلافاً حيث تتكون القبيلة من فرعين رئيسيين هما :
1ــ أوّلاً : هملان .
يتفرع هملان إلى الفروع التالية :
1ــ آل يحيى سليمان .
2ــ وآل شاثنة .
3ــ وآل كبيشة .

2ــ ثانياً : ممشاق .

 يتفرع ممشاق إلى الفروع التالية :
1ــ آل مسعود جبر .
2ــ وآل موسى .
3ــ وآل نجاح.

آل بردة الجوابرة .

من أبناء وذرية جابر العوادي الجابري : آل بردة ويجمعهم مع آل سالم وآل جيبة حلف آل شاثنة ، ولآل سالم صلة نسب بآل شاثنة في آل الشيخ ، ودخل معهم آل بردة تحت مُسمّى آل شاثنة حلفاً لا نسباً ، وقد سُمّيت خوامس آل بردة بهذا المُسمّى نسبةً لأمهم بردة الفيفية زوجة أبيهم حسن بن علي بن حسن بن جابر العوادي الجابري والد خوامس آل أسعد علي ، وذلك جرياً على عادة العرب منذ القدم في نسبة الفخذ من القوم لأمهم ، وخاصّة إن كان لها صفات محمودة ، ومن ذلك جاءت تسمية بيوت وقبائل كثيرة من العرب كخندف ومزينة ، وقد دخل مع خوامس آل أسعد علي في هذه التسمية إخوتهم آل عطاف تغليبا حيث أنهم يلتقون معهم في جدهم علي بن حسن بن جابر العوادي الجابري .

 ويتكون آل بردة من ثلاثة خوامس هي :
1ــ خامس آل سليمان قاسم .
2ــ وخامس آل حسن أسعد .
3ــ وخامس آل عطاف .
وعريفة آل بردة هو الشيخ لاهي يحيى سليمان الجابري ، ويقيم في مكة حيث أنه في بدايات القرن الماضي نزل أجداد آل بردة من جبل سلا إلى نواحي العارضة أدنى الجبل ، وتملكوا أراضي فيها ، وبعدها بحوالي ثلاثة عقود انتقل أبناؤهم إلى مكّة وجدّة واستقروا فيها حتى يومنا هذا ، فسكنت خوامس آل سليمان قاسم وآل عطاف في مكة والجموم وجدّة ، كما أن بيتاً منهم استقرّ في عسير وهم آل محمد بن يحيى بن سليمان بن قاسم الجابري ، بينما اقامت بعض أسر خامس آل حسن أسعد في العارضة وبعضها في الرياض وجدة .

غلب على أبناء آل بردة من آل جابر الإهتمام بالدين والعلم والأدب والشعر والدعوة السلفية تحديدا ، فمنهم الداعية وطالب العلم والشاعر والأديب والمثقف ، ولهم مشاركات دينية وشعرية وأدبية موثقة ومنشورة في شتى وسائل الإعلام ، ولم يقتصر ذلك على رجالهم بل إن الإهتمام بالعلم والدين والثقافة والأدب والشعر قد امتد إلى نسائهم ، فمنهن الكاتبات والشاعرات والطبيبات والمبدعات في شتى المجالات ،  كما تميزوا جميعاً رجالاً ونساءاً بالأخلاق الحميدة ورقيّ التعامل الذي يشهد لهم به الجميع .

الشيخ حنوني الجابري

من رجالات الجوابرة في سلا

خالص الشكر والتقدير للأخت الفاضلة الأستاذة فوزيّة الجابري على تقديم هذه النبذة عن قسمٍ من قبيلة الجوابرة الهذلية في بلاد جازان .