تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، أغسطس 04، 2016

نصٌّ عن نشأة قبيلة الأحيوات للأستاذ أشرف العناني

الأستاذ الأديب أشرف العناني ــ الشيخ زويّد ــ سيناء ــ مصر 

من بين النصوص التي أرّخت لنشأة قبيلة الأحيوات نصّ للأستاذ الشاعر الأديب والباحث التراثيّ السيناويّ المبدع أشرف العنانيّ ، وهو نصّ مهمٌّ جدّا لبيانه جانباً لم يشر إليه نعوم شقير على أهميّته ، وقد بيّن العنانيّ فيه أنّ منطقة المسعوديّات التي تُعرف اليوم بالمساعيد غرب العريش هي من آثار أجداد قبيلة الأحيوات المساعيد بإجماع رواة القبائل .


قال العنانيّ في حديثه عن سبب تسمية منطقة المساعيد بهذا الاسم في ذكر الزعم بنسبة التسمية إلى عمرو بن العاص ، قال : " عمرو بن العاص ... وقال أو صاح كما تقول الرواية : المساء عيد فليسترح الجميع ولنقف الليلة هنا ...... إلى هنا تنتهي الرواية التي اختلف الكثير من الرواة على نهايتها ( خصوصاً المستشرقين منهم ) إذ يقال أن رسالة عمر بن الخطّاب وصلت عمرو بن العاص قبل أن يدخل مصر بالمرّة ..... ما يعنيني هو ما ترتّب على نهاية الرواية من تأويلات حديثة جعلت منها أساساً لتسمية موضع في العريش هو حيّ المساعيد الذي يبعد عن قلب المدينة حوالي عشرة كيلو مترات في اتّجاه الغرب ، فيقال أنّ تسمية المساعيد جاءت بناءً على هذه الرواية بعد أن قال عمرو بن العاص : المساء عيد فليسترح الجميع ... الخ ليتمّ تحريف المساعيد عيد إلى المساعيد يقال ذلك في سياق كرنفالي يوطّن العريش كأوّل مدينة في مصر وبالتالي في أفريقيا دخلت الإسلام ، وبالتالي يتخوّف البعض من الاقتراب من هذه المنطقة الخطرة ، وكأنّ من يختلف مع هذه التأويلات يمسّ حقائق مقدّسة . والواقع أنّ منطقة المساعيد ــ كما يجمع رواة القبائل ــ سُمّيت بهذا الاسم نسبة إلى جماعة من قبيلة المساعيد فرّت من الحرب الطاحنة التي دارت بين قبيلة المساعيد وبين قبيلة بني جرم ( جرهم ) في فلسطين ، وحطّت في هذه المنطقة ولمّا كانت هذه الأسرة الصغيرة عبارة عن امرأتين ومع كلّ امرأة طفل أحدهما شوفان جدّ قبيلة الأحيوات الشوافين ، بالإضافة إلى رجل كبير في السنّ يقول بعض الرواة أنّه ابوهما والبعض الآخر أنّه عمّهما المهم أنّ هذه المجموعة الصغيرة الفارّة من الحرب حطّت في منطقة المساعيد على درب الملح فكان التجّار الذين يجلبون الملح من بحيرة البردويل إلى فلسطين يمرّون عليهم ليستريحوا ويشربوا من ثميلتهم ( الثميلة : حفرة تحفر بجوار النخلة المعمّرة لينبثق الماء العذب ) ثمّ يعطونهم ( مراقة طريق ) أي مقابل مادّي تعاطفاً مع الولايا ( النساء ) والطنيات ( الأولاد ) والشايب ( الرجل المتقدّم في السنّ ) ، وذاع صيت المكان بين التجّار فسمّوه أوّلاً بالمسعوديّات ثمّ بعد ذلك ــ ربّما من باب الحياء ــ بالمساعيد نسبة إلى قبيلة المساعيد التي تنتمي إليها هذه المجموعة الصغيرة
أمكنة ، الكتاب الثالث ، أغسطس 2001 م ، ص 210  
ايضاحات وملاحظات :
1ــ قوله : ( قبيلة جرم ( جرهم ) ) :
الصحيح قبيلة جرم وهي من القبائل القديمة في منطقة غزةّ .
2ــ قوله : ( مع كلّ امرأة طفل أحدهما شوفان جدّ قبيلة الأحيوات الشوافين ) :
الطفل اسمه سعد ومن ألقابه : صادق الوعد وجيّد الوعد ، والقول بأنّه شوفان هو رواية سمعتها من بعض كبار قبيلة الأحيوات ، وقد حمل اللقب ابنه سالم فأصبح يُعرف بشوفان ، وهذا يعني وجود رجلين يحملان اسم شوفان وهما سعد وابنه سالم والله تعالى أعلم .
3ــ قوله : ( رجل كبير في السنّ ) :
هذا الرجل المسنّ اسمه معلّى بن سليمان المسعودي ، وقد دفن في منطقة عُرفت بوادي معلّى بجوار الكُنْتّلة في وسط سيناء .
4ــ قوله : ( رجل كبير في السنّ يقول بعض الرواة أنّه ابوهما والبعض الآخر أنّه عمّهما ) :
إحدى المرأتين بلا خلاف عند القوم هي زوجة أحد أبنائه الذين قتلوا في الحرب مع بني جرم وهي أمّ سعد ، أمّا الأخرى فعلى قول أنّها ابنته وقيل بل زوجة أحد أبنائه ، أي أنّه والد إحداهما وعمّ الأخرى .   
بقي أن أقدّم خالص الشكر والتقدير لأخي الفاضل الأستاذ الأديب علاء خالد الذي تلطّف وزوّدني بصورة عن مقالة العنانيّ المنشور في كتاب أمكنة فجزاه الله خير الجزاء .


الأستاذ الأديب علاء خالد ــ الإسكندريّة ــ مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق