تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأحد، فبراير 09، 2025

من أخبار الشيخ الفارس جبير القمع الغيّاضي المسعودي الهُذَلِي ، بقلم الأستاذ سلمان بن علي القمع المسعودي

الأستاذ سلمان المسعودي

ذكر الأستاذ عبد المُعين بن مبيريك المسعودي عام 1420 هــ قصّة رجلٍ كهلٍ  قد نزلت حواجبه الكثّة البيضاء على عينه فلم يعد يُبصر جيّداً ، وكان قد قارب المئة عام من العمر ، وكان جاراً لهم في بلدة الجعرانة ، فقد سأل الشيخ الكهل واسمه صنيدح الأستاذ عبد المُعين قائلاً له من أيِّ القبائل أنت ؟ فقال : أنا من المساعيد من هذيل ، فقال له : هل بقي من القمعة أحد ؟!  فقال له الاستاذ عبد المعين : بقي منهم الكثير وفيهم الخير إن شاء الله ، فقال صنيدح : أقترب مني أخبرك بخبري أنا وبعض ربعي : فوالله إنّي لأصغر القوم سِنّا حين غزينا ديار بني مسعود ، ولم أبلغ حينها الخامسة عشر من عمري .

وكان قد أهلكنا الجوع والفاقة ، فغزينا ديار بني مسعود من جهة الحرّة في ( راس حزمران )  المُشرف على وادي حورة فوجدنا البنات والأطفال عند الغنم والإبل في حرّة بني مسعود فأخذناهم بالترهيب والضرب حتى لا يصرخن وينكشف أمر الغارة ، واستقنا الإبل والغنم نحو ديارنا وقطعنا وادي مرّ مع موضع الرايغة حتى طرف حماة وحدث أن لحقتنا الفزوع ، وإذا به رجلٌ واحدٌ  فاشتبكنا معه ، وقد استهنّا في البداية  بفزعة رجلٍ واحدٍ لكن استمرّت الاشتباكات بالأسلحة والمطاردة حتى خيم اللَّيل على الديرة وتقطع الحلال بيننا وبين الفزّاع ، ورجع مُعظمه إلى دياره ، وكانت آخر طلقة من بندقية ذلك الفزّاع تجاه شيخنا ، وهو رجلٌ يُقال له دريميح ، وبلغ من سخريته بالفزّاع أن قال له : والله إنَّ رصاصك هذا أبرد من كفِّ أمّك ! فردَّ عليه  الفزاع : والله إنّها في لحمك إن شاء الله ، ثمَّ حلَّ الظلام وانتهت المعركة ، وكان القوم قد فازوا برأسٍ أو رأسين  من الغنم ، ولم يغنموا كلّ ما كانوا يرجونه ، ثمَّ قفلوا راجعين نحو ديارهم ، وفي الطريق أكلوا واحدةً من الغنم وتسامروا ، وفي الصباح لم يستطع دريميح شيخ القوم النهوض ، وحمله قومه مُصاباً إصابةً بليغةً إثر طلقةٍ إصابته بين ظهره ورقبته ، ولم يشعر بها أثناء حرارة المُواجهة ، وظلت الرصاصة عالقةً في  جسده طيلة حياته إلى أن توفّاه الله .

وإنّي لأذكر القصّة وشجاعة ذلك الفزّاع ، ثمَّ عرفنا لاحقاً أنَّ ذلك الفارس الذي أهلكنا بالمُطاردة والرصاص وأصاب شيخنا وردَّ معظم ما اخذناه هو جبير القمع .


قلت : الكاتب حفيد الشيخ جبير القمع فهو سلمان بن علي بن سلمان بن جبير بن جبر بن طويلع الغيّاضي المسعودي الهُذَلِيّ . 

 


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق