تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

السبت، سبتمبر 19، 2009

بطلان نسبة قبيلة المساعيد إلى الأشراف

إن الإنتساب إلى الأشراف دعوى تدعيها كثير من العشائر والعائلات والقبائل والحق أن كل دعوى إنتساب إلى آل البيت الكرام تحتاج إلى أدلة صحيحة صريحة قاطعة الدلالة لأن للآل البيت حقوقا ليست لغيرهم ومن هنا فإن أي دعوى إنتساب لآل البيت لا بد لها من بيان وبخلاف ذلك تبقى مجرد دعوى لا قيمة لها ولن يترتب عليها ما يترتب لأصحاب النسب الصحيح وفيما يلي سنعرض دعوى أمراء المساعيد في فلسطين بان قبيلة المساعيد من الأشراف من ذرية الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام فنقول وبالله تعالى التوفيق :
1ــ حدثني الشيخ مشهور بن ضامن بن بركات المسعودي رحمه الله تعالى وكان مفتي نابلس في فلسطين فقال : إن الملك عبد الله بن الحسين وكان مدعوا عند أخي الأمير عبد الضامن وذلك حضور الأمير سعود الدريعي المسعودي والأمير فياض الفضيل المسعودي : إنكم من الأشراف
2ــ وحدثني فقال : حدثني الشيخ عبد العزيز بن حامد الحموي فقال : إن المساعيد من الأشراف حسبما ورد في كتاب أبي الهدى الصيادي
3ــ حدثني الأخ الكريم الأستاذ علي عبيد الساعي الخالدي فقال إنه سمع أن الأمراء المساعيد في فلسطين من الأشراف
4ــ قال الأستاذ إحسان النمر رحمه الله تعالى في ذكر مساعيد فلسطين : " هم يدعون النسب لسيدنا الحسن بن علي وليس لديهم حجة إلا أنه شهد لي بهذا بعض الشيوخ الذين أدركتهم ويروي غيرهم خلاف ذلك "
وذكر النمر أن رواية المساعيد هذه هي : " حسب رواية الأمير علان الضامن "
وأضاف النمر يقول : " يقال أن شيوخ المساعيد في غور الفارعة حسنيون إلا انه ليس لديهم نسب ولا حجج إلا أني سمعت بهذا من بعض شيوخ نابلس الذين أدركتهم " ( تاريخ جبل نابلس والبلقاء ، ج 1 ، طبعة 2 ، ص 181 وحاشيتها ، ج 2 ، ص 165 )
5ــ ذكر الأستاذ فكتور سحاب في ذكر الأشراف في فلسطين أن منهم : " شيوخ المساعيد في غور الفارعة " ( الموسوعة الفلسطينية ، قسم 2 ، ج 3 ، ص 674 )
6ــ قال أبو الهدى الصيادي في كتابه الصادر عام 1310 هــ 1892 م في ذكر الأشراف أن منهم : " أمراء المساعيد بديار البلقاء وأراضي نابلس وهم يدعون الشرف الفاطمي وهم أهل بادية وإنهم لا ريب من قريش " ( الروض البسام ، ص 60 )
7ــ قال الأستاذ فايز أحمد أبو فردة : " ذكر لي أحد رجالات بلي ( فلسطين ) أن الأمير المسعودي وسلالته هم من الأشراف الهاشميين ، ويقول بأنه علم هذا من أفواه الشيوخ وكبار السن من أقاربه ومن جالسهم " ( من تاريخ القبائل في فلسطين والأردن ، ص 502 )
قلت : نخلص من هذا أن إدعاء الإنتساب إلى الأشراف ثابت عن أمراء المساعيد في فلسطين فهل لهذا الإدعاء ما يؤيده عند المساعيد ؟ نقول : إن هناك ثمة أمور رصدناها عند المساعيد ( وقد كان الرصد عند قبيلة الأحيوات منهم ) قد تعزز هذا الإدعاء وهي :
1ــ أنه يكثر في أوساطهم التسمية بعلي وحسن وحسين للرجال وفاطمة للنساء إلا أننا لا نستطيع القول أنهم يتميزون بهذا عن غيرهم من القبائل
2ــ أنهم ينتخون ( يعتزون ) حين الفزع وعند الشدائد والضيق بقولهم كيا محمد يا علي فاطمة بنت النبي وعلي يلفظونها بكسر العين واللام
3ــ قولهم عند سماع صوت الرعد :
يا عون حسك يا علي حيث يعتقدون أن الرعد هو صوت علي بن أبى طالب عليه السلام وهذا من معتقدان إحدى الفرق الضالة ، وبالطبع لم يبق لهذا أي اثر بفضل الله تعالى
4ــ قولهم في بداية الدحية وهو لون غنائي يؤديه البدو ليلا في أفراحهم :
يا شفاعة محمد وجيرة علي
كلكو حويضرين صلوا بنا عالنبي
إلا أنه لا ينفردون بهذا عن مجاوريهم من القبائل العربية
6ــ انهم ينتخون ( يعتزون ) بعلي ن أبي طالب رضي الله عنه فيقولون :
يا علي أبو طالب
اللي ما يغلبك غالب
7ــ أنهم كانوا إلى عهد قريب يعشون علي بن أبي طالب أي انهم يذبحون الذبائح ويصنعون طعاما لعلي بن أبي طالب ثم يقدمونه إلى الناس ليأكلوه وليس لذلك تاريخ محدد
8ــ انهم يعتبرون أنفسهم من فريق الحسين بن علي بن أبي طالب رصي الله عنهما ( تاريخ سيناء ، ص 405 )
9ــ كانوا إلى عهد غير بعيد يقسمون ويحلفون بعلي بن أبي طالب رضي الله عنهم فيقولون : وحياة علي أبو طالب اللي ما يغلبه غالب ق
لت : هذا كل ما قد يٌتعلق به لدعوى الإنتساب إلى الأشراف وقد زالت هذه الأباطيل والإنحرافات من بين الناس وذلك فضل الله تعالى
قلت : وهذه الدعوى وما قد يسندها من شبه باطلة ليس لها أساس من الصحة فليس هناك وثائق وليست هناك مشجرات وهذه الدعوى غير محفوظة عند قبائل المساعيد في شمالي الحجاز وجنوبي الأردن وفلسطين عند أبناء عمومة الأمارة في قريتي كفر الديك ودير لوط ولا عند مساعيد الديار المصرية عامة والأمارة منهم خاصة وهذا كله مما يضعف هذه الدعوى غير المحفوظة ، ولو كانت هذه الدعوى متواترة عند قبائل المساعيد فإنها دعوى باطلة ما لم يكن لها دليل وأين الدليل :
كل يدعي وصلا بليلى
وليلى لا تقر لهم بذاكا
ويبدو أن القوم لعراقة إمارتهم منذ قرون طويلة جدا ورفعتهم وعلو شانهم ظنوا أنهم من الأشراف والظن في مثل هذه الأمور الجسيمة باطل فالأنساب لا تؤخذ بالظنون والدعوى ومن هذا كله يتحقق لنا بطلان دعوى إنتساب المساعيد إلى الأشراف والله تعالى أعلم

هناك تعليقان (2):