كنت قد نشرت هذا البحث في منتدى قبيلة المساعيد في ملتقى القبائل العربية بتاريخ 21 / 6 / 2004 م بعنوان أمراء المساعيد على الرابط التالي :
http://www.moltaqa1.com/vb/showthread.php?t=79
وقد سطا بعض من لا يراعي حرمة العلم على هذا البحث فراح ينشره هنا وهناك دون نسبته إلى كاتبه راشد الأحيوي واليوم نعيد نشر هذا البحث كما نُشر في حينه منوّهين إلى ما يلي :
وقد سطا بعض من لا يراعي حرمة العلم على هذا البحث فراح ينشره هنا وهناك دون نسبته إلى كاتبه راشد الأحيوي واليوم نعيد نشر هذا البحث كما نُشر في حينه منوّهين إلى ما يلي :
1ــ أن هذا البحث عبارة عن مسودة قديمة تبيّن فيها بعض الأخطاء كحال مسودات الكتب والبحوث
2ــ أنّ هذا البحث تمّ تحديثه ليخرج بأدق صورة وقد استجدّت عليه نصوص كثيرة وتم تصحيح ما وقع فيه من أخطاء
3ــ أن هذا البحث سينشر قريبا بعون الله تعالى في إحدى الدراسات عن قبيلة المساعيد ضمن سلسلة كتاب المساعيد
أمراء المساعيد
* تمهيد حول إمرة العرب
في حديثه عن إمرة العرب التي أصبح بموجبها شيوخ بعض قبائل العرب الكبرى أمراء على قبائلهم قال الدكتور مصطفى الحياري : " كانت إمرة العرب حتى سلطنة الملك العادل الأيوبي الأولى على دمشق ( 592 ــ 615هــ 1196 ــ 1218م ) وحلب ( في حلب 579 ــ 582هــ 1183 ــ 1186 م ) إمرة قبلية ليس لها ارتباط محدد بالسلطنة في دمشق أو القاهرة مع أننا نجد إشارات من زمن الفاطميين تدل على أن مراسيم الإمرة على الرملة قد أرسلت إلى أمراء آل الجراح على الأقل في بداية قيام إمارة طيء " قال : " وفي زمن الملك العادل الأيوبي الأول أصبحت الإمرة رسمية ويذكر ابن فضل الله العمري أنه : لم يصرح لأحد من هذا البيت ( آل فضل ) بإمرة على العرب بتقليد من السلطان إلا أيام العادل" ( الإمارة الطائية ص63 ) . وقال ابن فضل الله العمري في ذكر آل ربيعة : " لم يصرح لأحد من هذا البيت بإمرة على العرب بتقليد من السلطان إلا في أيام العادل أبي بكر أخي السلطان صلاح الدين أمر منهم حديثة ثم إن ابنه الكامل قسم الإمرة نصفين نصف لمانع بن حديثة ونصف لغنام أبي طاهر بن غنام " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص117 ) . وقد بين ابن فضل الله العمري أحوال قبائل العرب الذين كانت السلطنة تكاتبهم فقال : " فاعلم أن المكاتبين من العربان بديار مصر وبرقة واليمن والحجاز والشام والعراق والبحرين أمم لا يقدر فيهم على الاستيعاب وانما نذكر جملا كافية دالة " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص107 ) ثم بين أحوالهم وفق ما يلي
1ــ أولا : عرب مصر
قال ابن فضل الله العمري : " أما العرب بمصر في الوجهين القبلي والبحري فجماعات كثير وشعوب وقبائل لكنهم على سعة أموالهم واتساع نطاق جماعاتهم ليسوا عند السلطان في الذروة ولا السنام إذ كانوا أهل حاضرة وزرع ليس فيهم من ينجد ولا يتهم ولا يعرق ولا يشئم ولا يخرجون عن جدر الجدران " قال : " وأنبههم أمراء عرب البحيرة " قال : " والإمرة لمحمد بن أبي سليمان وفائد بن مقدم " قال : " ورسم المكاتبة إلى كل منهما : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري ، والعلامة السلطانية ( أخوه ) " قال : " وأما من دونهما فنجم بن هجل شيخ عايذ بالشرقية " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص107 ــ 108 ) ثم ذكر عددا من أمراء عرب الديار المصرية وبرقة وكلهم دون أمراء البحيرة في المخاطبة ( التعريف بالمصطلح الشريف ص108 ــ 109 )
2ــ ثانيا : عرب اليمن قال ابن فضل الله العمري : " وممن يكاتب من عرب اليمن : الدواسر وزبيد ، كان يكتب إلى رجال منهم بسبب خيل تسمى للسلطان عندهم وكنا نكتب إليهم على قدر ما يظهر لنا بالاستخبار عن مكانة الرجل منهم وكلها ما بين المجلس السامي الأمير وما بين مجلس الأمير ليس إلا " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص110 )
3ــ ثالثا : عرب الحجاز قال ابن فضل الله العمري : " وأما الحجاز فعربانه على قسمين : قسم منهم أهل الدربين المصري والشامي وليس فيهم من هو في عير ولا نفير ولا يحل في ذروة ولا غارب وأجل من فيهم إذا كتب له : مجلس الأمير كان كمن سور وطوق لا بل طيلس وتوج . وأما أمراؤه السراة : فشيوخ لأم وخالد والمنتفق وعائذ الحجاز وهؤلاء من كان منهم المشار إليهم كتب إليه : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس الأميري والعلامة إليه : ( أخوه ) ثم من يليهم بالسامي بغير ياء ثم الأعيان من بقيتهم : مجلس الأمير " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص110 ــ 111
4ــ رابعا : عرب العراق قال ابن فضل الله العمري : " وأما عرب العراق وهم : عبادة وخفاجة ومن بني عبادة بنو عز وهم جماعة فأجل من يكتب إليه منهم رسمه : هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأمير " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص113 ــ 114 )
5ــ خامسا : عرب البحرين قال ابن فضل الله العمري : " وأما عرب البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار يجلبون جياد الخيل وكرام المهاري واللؤلؤ وأمتعة من أمتعة العراق والهند " قال : " الكلمة قد صارت فيهم شتى والجماعة متفرقة " قال : " ورسم المكاتبة إلى كبرائهم : بالسامي بالياء والعلامة الشريفة ( أخوه ) ثم دون ذلك لمن دونهم فاعلم ذلك " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص114 ) 6ــ سادسا : عرب الشام قال ابن فضل الله العمري : " وأما عر ب الشام فهم جل القوم وعين الناس ولا عناية للملوك إلا بهم ولا مبالاة بغيرهم ورأس الكل آل فضل وآل مرا وآل علي وهم من آل فضل وفضل ومرا أخوان وهما من سلسلة من طيء " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص111 ) قال : " والبداة بآل فضل إذ كانوا في نحور العدو ولهم العديد الأكثر ولهم المال الأوفر " قال : " والمكاتبة إلى الأمير منهم : أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي الأميري بألقاب جليلة معظمة مفخمة وأما من هو نظيره أو مدانيه وعدته الإمرة فرسم المكاتبة إليه : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس العالي . ومن هو دونه : المجلس السامي الأميري . وكل هؤلاء لهم العلامة الشريفة ( أخوه ) فمن دون هؤلاء : السامي الأمير والعلامة الشريفة : الاسم الشريف " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص112 ) قال : " وأما آل على فرسم المكاتبة إليه : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري والعلامة الشريفة ( أخوه ) وكذلك آل مراء ومنازلهم بلاد حوران ومن دون هؤلاء من أقاربهم لأعيانهم : السامي الأمير . ولمن دونهم من الصغار : مجلس الأمير فهؤلاء الأمراء المنظور إليهم بالإجلال الموفر لهم حظ الإقبال " . قال : " ودون هؤلاء بنو عقبة ورسم المكاتبة إلى أميرهم مثل أمير آل مرا وكذلك رسم المكاتبة إلى أقربائه " قال : " وأما بنو مهدي ومنازلهم البلقاء " وذكر أمرائهم وقال : " ورسم المكاتبة إلى كل منهم : مجلس الأمير وكذلك عرب غزة " قال : " وأما العرب الذين بالجفار وهي منازل الرمل فلا يؤبه لهم ولا يعبا بهم " قال : " وأما بقية عرب الشام نحو : زبيد المرج وزبيد حوران وخالد حمص والمشارقة وغزية ــ إذا أطاعوا ــ وزبيد الأحلاف فأجل كبرائهم من يكتب له مجلس الأمير وهؤلاء جملة عرب الشام " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص112 ــ 113 ) .وقال يصف عرب زمانه : " وهم نزال حول الحاضرة وذوو توغل في البادية ومنهم أسوار المدن وحفظة الطرق ولم يزل منهم أئمة للطلائع وجناح للجيوش ومنهم بممالكنا ــ مصر والشام ــ حفظة الدروب والقومة بخيل البريد والحملة للسياق في غالب المملكة ولم تزل الملوك تهش لوفادتهم وتهب لهم جزائل الأموال وتقطعهم جل البلاد هذا إلى التنويه بأقدارهم والتعويل على أخيارهم ورفعهم في المجالس " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص69 ــ 70 ) قلت : ومما سبق بيانه تتضح لنا جملة من الأمور منها : 1ــ أن إمرة العرب إمرة رسمية وأن الدولة قد جعلت بعض شيوخ القبائل الكبرى أمراء لهم ارتباط بالسلطنة في القاهرة أي أن الإمرة أصبحت منصبا من مناصب الدولة وكان ذلك في النصف الثاني من القرن السادس للهجرة 2ــ أن أهمية القبائل تكمن في أهميتها في المرابطة على الثغور مع التتار والصليبيين ومن ثم مساهمة القبيلة في التصدي لهم والجهاد ضدهم مع جيوش الدولة ومن هنا اهتمت الدولة بهذه القبائل واحتفت بأمرائها 3ــ أن أجل وأرفع قبائل العرب عند الدولة هم آل ربيعة بفروعهم الثلاثة ( آل فضل ، آل علي ، آل مرا ) وأعلاهم منزلة آل فضل وهم رؤوس العرب ويليهم إخوانهم آل مرا 4ــ أن قبيلة بني عقبة تأتي بالمنزلة الثانية بعد آل فضل حيث أن أمرائهم يماثلون أمراء أل مرا أخوة آل فضل أي أن أمراء بني عقبة يشاركون أمراء آل مرا المرتبة الثانية بعد آل فضل
* المساعيد أمراء بني عقبة *
1ــ أولا : نصوص وأخبار عن الأمراء
1ــ الأمير سابق الدين عبية بن مهدي ؟
2ــ الأمير ناصر الدين غنام بن جوذر
3ــ الأمير جمال الدين سكل بن نجاد
4ــ الأمير وهيبة بن نجاد إن الأمير سابق الدين عبية هو من أقدم أمراء قبائل بني عقبة وأجلهم قدرا برز ذكره في عهد الدولة المملوكية وقد وردت نصوص حول هذا الأمير إلا أنني لم أعثر له على ترجمة ومما ورد حوله :
1ــ عام 661هــ ــ قال ابن شداد في ذكر الوافدين على الظاهر بيبرس : " ووفد عليه عرب الكرك .... ووفد عليه :
1ــ سابق الدين عقبة
2ــ وناصر الدين غنام بن جوذر
وهما أمراء بني عقبة
ووفد عليه لما فتح الشوبك :
1ــ جما الدين سكل بن نجاد أمير بني عقبة الذين بالبلقاء
2ــ وأخوه وهيبة بن نجاد وغيرهما من المشايخ فأقطعهم " ( تاريخ الملك الظاهر ص334 ــ 335 )
قلت : سابق الدين هو سابق الدين عبية وليس عقبة فعقبة تصحيف عبية وقال ابن خلدون في ذكر الظاهر بيبرس في الكرك : " ... ووفد عليه عرب الضاحية من بني عقبة وغيرهم فاعطوه طاعتهم وفشا الخبر في النواحي فتساقط إليه مماليكه من كل جهة " ( تاريخ ابن خلدون ج5 ص572 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة 661هــ في ذكر الظاهر بيبرس : " ثم سار السلطان إلى الكرك فنزله يوم الخميس ثالث عشرينه بعساكره ....... واحضر الأمير عبية وغيره من عرب بني مهدي وألزمهم أدراك البلاد وخفرهم إلى أرض الحجاز " ( السلوك ج1 ص557 ) وقال الدكتور يوسف غوانمة : " ... كذلك أمر بإحضار سابق الدين عتبة بن مهدي وغيره من أمراء بني مهدي وبني عقبة وهم من القبائل التي تقطن إمارة الكرك وخاطب الأمير سابق الدين فأخبره بأنه ــ أي الظاهر ــ إنما كان يغمره بإحسانه ويغفر له زلاته من أجل الكرك وأنه ما دام الكرك قد أصبح تحت سلطانه فان أي تفريط فيه ستكون تبعته على عاتق سابق وأقسم أنه إن فقد خيط من الكرك فهو مطالب به وسوف ينتزعه منه كذلك أمره بمنع جميع العربان من السقاية من صهاريج المدينة وآبارها خوفا من نضوبها مما يؤدي إلى معاناة الناس من العطش وقلة الماء " ومن فعل ذلك شنقته " ثم ضمنهم خفر وحراسة الطريق المؤدية إلى الحجاز وحمايتها من قطاع الطرق كي تسير قوافل الحجاج والتجار بأمان من الجزيرة العربية إلى الشام ومصر فأجابوه إلى ما طلبي ثم أشهد على الأمير سابق الدين عتبة وعلى جميع مشايخ بني مهدي واخذ منهم الرهائن " ( إمارة الكرك ص326 ــ 327 ) وجاء في أحد النصوص بشان الأمير سابق الدين عبية : " فجاء الأمير سابق الدين مكفرا عن هفوته فما وسعه إلا أن حضر إليه بمفرده ومعه كفنه وسيفه فأعجب السلطان ذلك منه وزاد اقطاعه وأحسن إلى اخوته " ( الشوبك ج1 ص46 )
قلت : عتبة تصحيف عبية وهذا النص يبين لنا أن منطقة الكرك كانت تخضع حينذاك لسيطرة الأمير سابق الدين عبية وأن بني عقبة كانوا يتولون حفظ الطرق والأدراك إلى الحجاز والشام ومصر ــ عام 674هــ قال الدكتور يوسف غوانمة في ذكر الظاهر بيبرس : " ثم تابع سيره بعد ذلك إلى قلعة الشوبك وخيم هناك حيث وافاه أمراء بني عقبة وغيرهم من أمراء العربان لخدمته وقدموا الخيول والهجن وما يحتاج إليه في طريه وفي اليوم التالي واصل سيره عن طريق الحسا " ( شرقي الأردن في عصر دولة المماليك الأولى / القسم السياسي ص81 )
1ــ عام 681هــ
قال ابن حجر في ذكر صواب السهيلي الذي كان في خدمة الملك المسعود خضر بن الملك الظاهر بالكرك : " فلما قبض المنصور في سنة 681 على خضر وأحضره من الكرك أكرم صواب هذا وكان قد حج في تلك السنة فقبض عليه عبية أمير عرب بني عقبة بتبوك وحمله إلى المنصور فأكرمه وأعاده إلى الكرك " ( الدرر الكامنةج2 ص208 ) وقال النويري في ذكر صواب السهيلي : " ... فتوجه إلى الحجاز الشريف في جملة الركب الشامي فلما وصل إلى تبوك لحقه الأمير عبية أمير بني عقبة في نحو مائتي فارس فقبض عليه وحمله إلى الأبواب السلطانية المنصورية فلما ملك السلطان الملك المنصور قلعة الكرك أعاده إليها وثوقا بأمانته وديانته فلم يزل إلى أن مات بها رحمه الله تعالى " ( نهاية الأرب في فنون الأدب ج32 ص136 )
قلت : يتضح من هذا النص أن الأمير عبية وقومه كانوا يسيطرون على منطقة شمالي الحجاز ومنها منطقة تبوك2ــ عام 683هــ 1ــ قال الجزيري في ذكر حوادث سنة 683هــ في ذكر الخلاف بين الشريف أبي نمي وأمير الحاج المصري : " ..... فوقع كلام بين الشريف أبين نمي وأمير الحاج المصري فغلق الشريف أبو نمي أبواب مكة وصد الحاج عن دخولها فنقب الحاج السور وأحرقوا باب المعلاة ودخلوا مكة هجما بعد فرار أبي نمي وجمعه منها وكان ذلك في يوم التروية ثم وقع الصلح بين الفريقين على يد الصاحب بدر الدين بن السنجاري وقيل : إن سبب هذه الفتنة أن الشريف أبا نمي تخيل من بعض أمراء بني عقبة ممن حج في هذه السنة أنه إنما جاء ليأخذ مكة فغلقت أبوابها وجرى ما ذكرناه " ( الدرر الفرائد ص608 ــ 609
قلت : هذا النص يفيدنا أن كان لأمير بني عقبة وهو الأمير سابق الدين عبية شأن خطير جدا حتى كان شريف مكة يحسب له حسابا شديدا2ــ أشار الفاسي الى هذا الخبر فقال : " أن أبا نمي صد الحاج عن دخول مكة لوحشة بينه وبين أمير الحاج فنقب الحجاج السور وأحرقوا باب المعلاة ودخلوا مكة هجما بعد فرار أبي نمي منها " ( العقد الثمين ج2 ص157 )
4ــ عام 689هــ
1ــ قال الجزيري : " سنة تسع وثمانين وستمائة : كان أمير الحج الفارقاني وقال ابن الجوزي : إن الذي حج بالناس سنجر الباشقردي وكانت فيها فتنة بين أهل مكة والحجاج وجماعة من المكيين فاقتتلوا عند درب الشبيكة وانتهى الأمر أن شهر بالمسجد الحرام من السيوف نحو من عشرة آلاف سيف وقتل من الفريقين جمع كثير يقال فوق أربعين نفسا وجرح خلق كثير ونهبت أموال ولو أراد الشريف أبو نمي اخذ الجميع لأخذهم ولكنه تثبت قال ابن الجوزي : كان حج مع أمير الشام الأمير عبية أمير بني عقبة وكان بينه وبين صاحب مكة معاداة فتخيل منه فوقعت الفتنة بسببه ثم انهم راسلوا صاحب مكة ودخلوا فطافوا وقضوا حجهم " ( الدرر الفرائد ص609 ــ 610 )
قلت : ابن الجوزي توفي سنة 597هــ والصواب أن النص لابن الجزري صاحب التاريخ المعروف وهذا الخبر وقع سنة 689هــ كما يأتي بيانه
2 ــ قال ابن كثير في ذكر حوادث سنة 689هــ : " حج بالناس في هذه السنة من الشام الأمير بدر الدين بكتوت الدوباسي وحج قاضي القضاة شهاب الدين بن الخوي وشمس الدين بن السلعوس ومقدم الركب الأمير عتبة فتوهم منه أبو نمي وكان بينهما عداوة فأغلق أبواب مكة ومنع الناس من دخولها فأحرق الباب وقتل جماعة ونهب بعض الأماكن وجرت خطوب فظيعة ثم أرسلوا القاضي ابن الخوي ليصلح بين الفريقين ولما استقر عند أبي نمي رحل الركوب وبقي هو في الحرم وحده وأرسل معه أبو نمي من ألحقه بهم سالما معظما " ( البداية والنهاية ج13 ص336 )
3ــ قال الفاسي : " قال ابن الجزري في أخبار سنة تسع وثمانين وستمائة : وكان مع ركب الشام الأمير عبية أمير بني عقبة وكان بينه وبين أبي نمي صاحب مكة معاداة فتخيل صاحب مكة أنه ما جاء إلا حتى يأخذ مكة شرفها الله تعالى فغلق باب مكة ولم يمكن أحدا من أصحاب عبية من الدخول إلى مكة فطلعوا أصحاب عبية من جبال مكة ودخلوها قهرا وأحرق المصريون باب مكة ونهبوا الدباغات الطاقات الأديم وجرى كل قبيح من الفريقين ثم انهم راسلوا صاحب مكة واتفقوا معه فدخلوا وطافوا حجهم " ( شفاء الغرام ج2 ص385 ) وقال : " في سنة تسع وثمانين حصل بين أهل مكة والحجاج فتنة في المسجد الحرام قتل فيها من الفريقين فوق أربعين نفرا ــ فيما قيل ــ ونهبت الأموال ولو أراد أبو نمي نهب الجميع لفعل إلا أنه تثبت " ( العقد الثمين ج2 ص157
قلت : هذه الحادثة تبين لنا أن هناك عداوة شديدة بين شريف مكة أبي نمي وبين الأمير عبية وكان الشريف يخشى الأمير حتى ظن أن قدومه للحج هو لأخذ مكة منه وقد جعله هذا يحاول منعهم من دخول مكة فدخلها الأمير عبية بأصحابه رغما عن الشريف أبي نمي وهذا يدل على مدى قوة الأمير وكثرة عدده وعدته
5ــ عام 690هــ
قال المقريزي في ذكر حوادث محرم 690هــ في ذكر قدوم أمراء العربان على سلطان مصر : " وفي هذا الشهر ..... وقدم أمراء العربان من كل جهة فقدم الأمير مهنا بن عيسى أمير آل فضل وسابق الدين عبية أمير بني عقبة وقدما التقادم فأنعم عليهم جميعا وأعيدوا " ( السلوك ج2 ص222
6ــ عام 690 هــ
قال الأستاذ محمد صبحي الشناق في ذكر فتح عكا : " عندما توجه الأشرف خليل بن قلاوون عام 690 لفتح عكا قدم معه آل فضل وأميرهم مهنا بن عيسى وبني عقبة بقيادة أميرهم عبية " ( أعراب بلاد الشام في عهد المماليك ــ رسالة دكتوراه غير منشورة 1999 / 2000 م ص262
قلت : خرج السلطان الأشرف خليل بن قلاوون قاصدا عكا لمحاربة الصليبيين فنازلها يوم الخميس 4/ ربيع الآخر سنة 690هــ ثم فتحها يوم الجمعة 17 / جمادى الآخرة سنة 690هــ وكانت مدة حصار عكا نحو خمسة أشهر
7ــ عام 692هــ قال ابن كثير في ذكر حوادث سنة 692هــ : " وفيها رسم الأشرف بتخريب قلعة الشوبك فهدمت وكانت من أحصن القلاع وأمنعها وأنفعها وانما خربها عن رأي عتبة العقبي ولم ينصح للسلطان فيها ولا للمسلين لأنها كانت شجى في حلوق الأعراب الذين هناك " ( البداية والنهاية ج13 ص352 )
قلت : عتبة تصحيف عبية
5ــ الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
6ــ الأمير عساف بن سابق الدين عبية بن مهدي
7ــ الأمير أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
8ــ الأمير نصير بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي هو اجل واهم أمراء قبيلة بني عقبة وكان من أهم أمراء القبائل في بلاد الشام وقد ارتفع قدره كثيرا لدوره في أحداث بلاد الشام وخاصة في بلاد الكرك وفيما يلي ما توفر لدينا من نصوص حوله :
1ــ قال الدواداري في ذكر سنة 711هــ : " وأما درك الطور وهو طور سيناء فهو على عرب يقال لهم بني سليمان ومنهم أدراك بني عقبة عرب الكرك والشوبك ) " كنز الدرر وجامع الغرر ج9 ص115 )
قلت : هذا النص يبين لنا أن بني سليمان أصحاب درك الطور في جنوبي سيناء يربطهم نسب واحد ببني عقبة عرب الكرك والشوبك فقد نص الدواداري أن أدراك بني عقبة أي أصحاب الدرك من بني عقبة أهل الكرك والشوبك هم من بني سليمان
1ــ سنة 711هــ
قال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث سنة 703هــ في سلطنة الناصر محمد بن قلاوون : " ...ثم كتب إلى نائب غزة ونائب الشام ونائب الكرك والى بني عقبة بأخذ الطريق على قراسنقر فقدم البريد انه سلك البرية إلى صرخد والى زيزاء " ( النجوم الزاهرة ج9 ص27)
1ــ عام 714هــ
شارك بنو عقبة في الحرب التي وقعت بين أشراف مكة المكرمة ويبدو أن هذه المشاركة كانت في عهد الأمير شطي بن عبية قال ابن خلدون : " ... وأقام أبو الغيث وعطيفة فرجع إليهما رميثة وخميصة وعطيفة فسارا إلى المدينة في جوار منصور بن جماز فامدهما ببني عقبة وبني مهدي ورجع إلى حرب رميثة وخميصة فاقتتلوا ثانيا ببطن مر فانهزم أبو الغيث وقتل ... " ( تاريخ ابن خلدون ج5 ص513 ) وقال الفاسي : " ... ثم التقى الأخوان في أربع ذي الحجة سنة أربع عشرة فأسر حميضة أبا الغيث ثم قتله ودامت ولايته على مكة إلى شعبان سنة خمس عشرة وسبعمائة " ( شفاء الغرام ج2 ص322 )
1ــ عام 720هــ
قال المقريزي في ذكر حوادث محرم سنة 720هــ : " ولقي السلطان في هذه السفرة جميع العربان من بني مهدي وأمرائها وشطي وأخيه عساف وأولاده " وأضاف يقول وفي يوم الخميس خامس عشره جلس السلطان وخلع على سائر المراء والقضاة وأرباب الدولة وعلى الأمير شطي بن عبية " ( السلوك ج3 ص23 و 24 ) وقال : " واجتمع عند السلطان من العربان ما لم يجتمع لملك قبله وهم سائر بني مهدي وأمرائها وشطي وأخوه عساف وأولاده وأمراء مكة وأشرافها وأمراء المدينة وصاحبا ينبع وخليص وبني لام وعرب حوران وكبارها وأولاد مهنا وصاروا يعملون عليه ادلالا زائدا ... " ( الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك ص104 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حج السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 719هــ : " ولقي السلطان في هذه السفرة جميع العربان وملوكها من بني مهدي وأمرائها وشطي بن عبية وأخاه عسافا وأولاده وأشراف مكة من الأمراء وغيرهم " ( النجوم الزاهرة ج9 ص51 ــ 52 )
ــ عام 737هــ
قال اليوسفي في ذكر حوادث سنة 737هــ : " .... وأنعم على شطي أيضا بضيعة كانت لموسى بن مهنا وكان السبب لذلك أن الرعب قطعت الطريق على جماعة من التجار المسافرين وأخذوا كل ما كان معهم وحضروا وشكوا لنائب الشام فكتب عرف السلطان فكتب إلى سائر أولاد مهنا وآل فضل بالإنكار عليهم وأن يردوا مال التجار الذي عدم لهم فكتبوا الجواب للسلطان أنه لم يكن من عربنا اخذ له مع هؤلاء التجار مشكل وأنما السلطان يعرف أنب بني زبيد وهي الأحلاف خارجين عن طاعة السلطنة وهم يقفوا في الطرقات ويكسبوا من سائر الناس وليس يعرف لهم مستقر فحرج السلطان بهذا السبب وأخرج كثير من إقطاعاتهم وبقيوا تلك السنة إلى أن ورد موسى بقود عظيم فرجع لهم السلطان البعض واستمر البعض " ( نزهة الناظر في سيرة الملك الناصر ص338 )
2ــ عام 739هــ
قال المقريزي في ذكر حج بشتاك الناصري سنة 739هــ : " ..... ومضى منها إلى الكرك فتلقاه الأمير شطي بن عبية أمير آل عقبة في أربعمائة فارس من عربه وأضافه ثم سار بشتاك ومعه الأمير شطي ومن معه من العرب إلى العقبة وقدم إلى القاهرة في ثاني المحرم " ( السلوك ج3 ص263 ) وقال : " ... وكان السلطان قد تقدم إليه بأنه إذا فرغ من الزيارة بالمدينة النبوية يمضي إلى الكرك ليكشف حال الأمير أبي بكر ابن السلطان وأنه يطلب إلى الأمير شطي أن يتلقاه بقرية ( ؟ ) فسار من المدينة نحو الكرك فإذا شطي في انتظاره وعه أربعمائة فارس فتخيل منه وخاف أن يكون كتب إليه بقبضه إذا دخل الكرك وركب ليلا في ثقاته وترك بقية مماليكه وقصد عقبة أيلة وقدم منها إلى السلطان وقال له إذا أردت مسكي فها أنا جئت إليك برقبتي ... " ( المقفى الكبير ج2 ص424 )
قلت : أفادنا المقريزي أن السلطان أمر بمكاتبة الأمير شطي لملاقاة بشتاك الناصري فتلقاه في إحدى القرى وأضافه ثم ساروا إلى العقبة وقد تملك الخوف بشتاك الناصري فانسل من العقبة قاصدا القاهرة ولم يكن معه إلا ثقاته تاركا مماليكه في العقبة بدلا من الاتجاه إلى الكرك لخوفه من أن يقوم الأمير شطي بالقبض عليه تنفيذا لأمر السلطان وفقا لوهم أصابه
ــ عام 742هــ
وقال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة 742هــ : " وفيه قدم الخبر من شطي بن عبية أمير العرب بأن أحمد بن السلطان الناصر قد اختلفت عليه مماليكه وقتلوا الشاب الذي كان يهواه ويعرف بشهيب من أجل أنه كان يهينهم " ( السلوك ج3 ص344 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث 742هــ : " ... ثم قدم الخبر على قوصون أيضا من شطي بن عبية أمير العرب بأن قطلوبغا الفخري قد خامر على قوصون وحلف لأحمد بن الناصر هو ومن معه من الأمراء وأنهم أقاموا أحمد سلطانا ولقبوه بالملك الناصر " ( النجوم الزاهرة ج10 ص28 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث جمادى الأولى سنة742هــ : " ... ثم قدم الخبر من شطي بن عبية أمير العرب بأن قطلوبغا الفخري قد خامر بالكرك على قوصون وحلف لأحمد هو ومن معه من الأمراء وأنهم أقاموه سلطانا ولقبوه بالملك الناصر " ( السلوك ج3 ص346 )
ــ عام 743هــ
قال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة 743هــ : " وفيه قدم الخبر من شطي بان الناصر أحمد قرر مع بعض الكركيين أن يدخل إلى مصر ويقتل السلطان فتشوش الأمراء من ذلك ووقع الاتفاق على تجريد العساكر لقتاله " ( السلوك ج3 ص381 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث سنة 743هــ في ذكر سلطنة الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون : " وقدم الخبر من شطي أمير العرب بأن الملك الناصر أحمد قرر مع بعض الكركيين أنه يدخل إلى مصر ويقتل السلطان فتشوش الأمراء لذلك ووقع الاتفاق على تجريد العساكر لقتال الملك الناصر وأخذه من الكرك " وأضاف يقول : " ثم قدم الخبر من أمير العرب شطي بن عبية أنه ركب مع العسكر على مدينة الكرك وقاتلوا أهل الكرك وهزموهم إلى القلعة " ( النجوم الزاهرة ج10 ص67 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 743هــ : وفيه قدم الخبر بان شطي وثب عليه رجل وهو مع العسكر على الكرك فضربه بحربة ورداه عن فرسه فحمل إلى بيوته .. " ( السلوك ج3 ص384 )
قلت : هذا النص يدل على أن الأمير شطي شارك بقومه في مهاجمة الكرك وقد وهم ابن كثير رحمه الله تعالى حين قال في ذكره حصار الكرك : " ... وقتل أمير العرب " ( البداية والنهاية ج14 ص216 ) فالصحيح أنه أصيب وقد شفي من إصابته وعاش حتى ليلة عيد الأضحى عام 748هــ .وقال المقريزي في ذكر حوادث هذه السنة في ذكر فرار علاء الدين علي بن فضل الله كاتب السر وجمال الكفاة والشريف شهاب الدين بن أبي الركب من الكرك فرارا من الناصر قال : " ... فبذل جمال الكفاة مالا جزيلا ليوسف بن البصارة حتى مكنهم من الخروج من المدينة وأسر إليه السلطان الناصر أنه يبعث من يقتلهم ويأخذ ما معهم فعرجوا في مسيرهم عن الطريق صحبة بدوي من عربان شطي الى أن قدموا غزة فخلصوا ممن خرج في طلبهم ... " ( السلوك ج3 ص379 )
ــ عام 748هــ
وهو عام وفاة الأمير شطي بن عبية رحمه الله تعالى قال الحسن بن عمر في ذكر حوادث سنة 748هــ : " وفيها توفي الأمير بدر الدين شطي بن عبية أمير العقبة عرب البلقاء وحسبان والكرك إلى تخوم الحجاز وكان شكلا حسنا تام الخلق طلق الوجه محبوبا إلى الناس ذا وجاهة عند السلطان وولي عوضه ولداه : احمد ونصير وكانت وفاته قريبا من المدينة الشريفة رحمه الله تعالى " ( تذكرة النبيه ج3 ص107 ) وقال ابن حجر في ذكر وفاته : " شطي بن عبية أمير آل عقبة عرب البلقاء والكرك إلى تخوم الحجاز مات ليلة عيد الأضحى سنة 748 " ( الدرر الكامنة ج2 ص189 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث سنة 748هــ : " ومات أمير بني عقبة بدر الدين شطي بن عبية ليلة عيد الأضحى وأنعم على ولديه أحمد ونصير بإمرته " ( السلوك ج4 ص66 ) وقد ترجم له الصفدي فقال : " شطي أمير آل عقبة : شطي بن عبية الأمير بدر الدين أمير آل عقبة عرب البلقاء وحسبان والكرك إلى تخوم الحجاز وكان شكلا تاما حسنا وهو في هؤلاء العرب نظير مهنا إلا أن مهنا وأولاده أكبر وأوجه عند ملوك مصر لكن كان شطي يخلع عليه الأطلس الأحمر أيضا ، توجه إلى قريب المدينة النبوية صلوات الله على ساكنها ونزل على بني لام فلما كانت ليلة عيد الأضحى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة قال : كتفي كتفي فأحضرت بعض جواريه نارا وأحمت حديدا وكوته يسيرا ثم توجهت لتعيد الحديد إلى النار وتعود إليه فوجدته قد قضى نحبه رحمه الله تعالى وأعطي مكانه لولديه احمد ونصير " ( الوافي بالوفيات ج16 ص151 ــ152 ) وقال : " شطي بن عبية الأمير بدر الدين أمير آل عقبة عرب البلقاء وحسبان والكرك إلى تخوم الحجاز وكان شكلا تاما حسنا تام الخلق محبوبا إلى القلوب بوجهه الطلق يقربه السلطان ويدنيه ويضمه إلى كنفه ويؤويه يطلع كل عام إليه بقوده ويفوز من إنعامه بجوده ويجلسه في أعلى ذروة من طوده ويحمده في وفادته عقبى عوده وهو زعيم قومه والمتعالي في سومه إذا شط شطي عن دارهم نزلوا به عن أقدارهم وكم فك بجاهه لرقابهم من رقبة ولم يزل على حاله إلى أن شط من شطي مزاره وبعد عن الروية وان قربت داره وتوفي رحمه الله ليلة عيد الأضحى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة لأنه كان قد توجه إلى المدينة الشريفة النبوية صلوات الله وسلامه على ساكنها ونزل على بني لام ولما كانت ليلة العيد شكا وقال كتفي كنفي فأحضر بعض جواريه نارا وأحمت حديدا وكوته يسيرا ثم توجهت لتعيد الحديدة إلى النار ولما جاءت وجدته قد قضى نحبه رحمه الله تعالى وأعطي مكانه لولديه احمد ونصير وهو في هؤلاء العربان المذكورين نظير مهنا بن عيسى في آل فضل إلا أن مهنا وأولاده أكبر عند الملوك وأوجه عند سلاطين مصر لكن كان الملك الناصر محمد يخلع على شطي الأطلس الأحمر والطرز الزركش أيضا " ( أعيان العصر وأعوان النصر ج1 ص425 ) وقال ابن فضل الله العمري في ذكره : " وآخر أمرائهم كان شطي بن عبية وكان سلطاننا الملك الناصر قد أقبل عليه إقبالا احله فوق السماكين وألحقه بأمراء آل فض وآل مرا وأقطعه الإقطاعيات الجليلة وألبسه التشريف الكبير وأجزل له الحباء وعمر له ولأهله البيت والخباء " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص111 ، قلائد الجمان ص65 )
ــ عام 750هــ ق
ال المقريزي في ذكر حوادث محرم سنة 750 هـ : " وفيه اشتدت الفتنة أيضا ببلاد الكرك بين بني نمير وبني ربيعة فان الملك الناصر محمد بن قلاوون كان لما أعياه أمرهم وتحصنهم بالجبال المنيعة اخذ في الحيلة عليهم وتقدم إلى شطي أمير بني عقبة والى نائب الشام ونائب غزة ونائب الكرك بان يدخلوا البرية كأنهم يصطادون ويوقعون بهم فقبضوا على كثير منهم وقتلوا في جبالهم كثيرا منهم وحبسوا باقيهم حتى ماتوا فسكن الشر بتلك الجهات إلى أن كانت فتنة الناصر احمد بالكرك عاد بنو نمير وبنو ربيعة إلى ما كانوا عليه من الفساد ... " ( السلوك ج4 ص102 ) قلت : هذه الحادثة تعود إلى عهد الأمير شطي المتوفى عام 748هــ كما مر بيانه زوقد تولى إمارة بني عقبة بعد وفاة الأمير سابق الدين شطي بن بدر الدين عبية بن مهدي ولدا : الأمير أحمد والأمير نصير وفي عهدهما نجد النص التالي عام 751 هــ :1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ذي القعدة سنة 751هــفي ذكر كتب السلطان : " ... وكتب لعرب شطي وبني عقبة وبني مهدي بالقيام مع الأمير فضل وكتب لنائب غزة بإرسال السوقة إلى العقبة " ( السلوك ج4 ص126 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث سنة 751هـ في ذكر سلطنة الناصر حسن بن قلاوون : " ... وكتب لعرب شطي وبني عقبة وبني مهدي بالقيام مع الأمير فضل .. " ( النجوم الزاهرة ج10 ص176 )
9ــ الأمير خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ عام 784هــ 1ــ
قال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 784هــ : " وفي جمادى الآخرة عزم جماعة من أهل دمشق على التوجه إلى الحجاز على عادة الرجبيين وعين لهم النائب أميرا وجهز معهم قمحا ليفرق هناك وخرجوا آخر الشهر واجتمعوا بالأمير خاطر وتوجهوا وجرت لهم معه أمور تأخروا بسببها بحيث أنهم صاموا شهر رمضان في الطريق وحصل لهم كلفة بسبب العرب وغيرهم ... " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص83 )
2ــ عام 785هــ
في هذا العام جرت حادثتان هما :
1ــ هزيمة نائب الكرك 1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " وفي سلخه قدم البريد بان الأمير طغاي القبلاوي نائب الكرك تنازع مع الأمير خاطر بسبب أنه كبس عربانا كانوا نزلائه وقبض عليهم وآل الأمر إلى اقتتالهما فانكسر نائب الكرك من خاطر وتخلص العربان من يده " ( السلوك ج5 ص148 )
2ــ قال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث محرم سنة 785هــ : " وفيه جاء الخبر أن الأمير طغيتمر القبلاوي نائب الكرك تقاتل هو والأمير خاطر أمير العرب فانكسر نائب الكرك " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص104 )
3ــ قال الصيرفي في ذكر حوادث محرم سنة 785 هــ : " وفي سلخ هذا الشهر وصل البريد وأخبر بأن الأمير طغاي تمر القبلاوي نائب الكرك وقع بينه وبين الأمير خاطر تنافس بسبب أن خاطرا كبس الكرك لأجل عرب كانوا نازلين بها من جهة النائب فقبض عليهم فآل الأمر بينهم إلى الحرب وتقاتلوا قتالا شديدا فانكسر النائب من خاطر وأخذ العربان من يده " ( نزهة النفوس ج1 ص62 )
4ــ قال ابن حجر في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " وفيه وقعت بين قبلاي نائب الكرك وخاطر أمير العرب بها مقتلة فانكسر قبلاي وخلص خاطر من كان قبلاي أمسكه قبل ذلك منهم " ( إنباء الغمر ج2 ص124 )
5ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " وفيه قدم البريد بان الأمير طغاي تمر القبلاوي نائب الكرك تنازع مع الأمير خاطر شيخ العرب بسبب أنه كبس على عربان كانوا نزلاءه وقبض على جماعة منهم فاتسعت الفتنة بينهما وآل الأمر إلى افتتانهما فانكسر نائب الكرك وقتل ممن كان معه جماعة ثم إن الأمير خاطر خلص اؤلائك العربان الذين قبض عليهم نائب الكرك " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص327
2ــ نائب الكرك يغدر بالأمير خاطر
1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785هــ : " وقدم البريد من الكرك بأن نائبها الأمير طغاي تمر صالح الأمير خاطر حتى اطمأن له ودخل عليه ومعه ابناه فقبض عليهم وذبحهم ثلاثتهم " ( السلوك ج5 ص151 )
2ــ قال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785 هــ : " وفيه جاء الخبر أن الأمير طغيتمر القبلاوي اصطلح مع الأمير خاطر وطيبه إلى أن حضر عنده فذبحه وذبح ولديه " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص108 )
3ــ قال الصيرفي في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785هــ : " ووصل البريد من الكرك مخبرا أن الأمير طغاتمر ما زال يداهن خاطرا ويظهر له الصفاء والمودة وصالحه صلحا عظيما فاطمأن إليه ودخل عليه ومعه ولده فبادر بالقبض عليهم وأمر بذبحهم " ( نزهة النفوس ج1 ص69 )
4ــ قال ابن حجر في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " ثم تحيل قبلاوي على خاطر إلى أن حضر عنده فذبحه وذبح ولديه " ( إنباء الغمر ج2 ص124 )
5ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785هــ : " وفيه قدم البريد من الكرك وأخبر أن نائبها طغاي تمر احتال على الأمير خاطر أمير العربان فلما ظفر به وبابنيه الاثنين فذبح الثلاثة بيده ولم تنتطح في ذلك شاتان " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص331 )
قلت : هذه النصوص تبين لنا قدر الأمير خاطر العظيم وأن قومه كانت لهم العدة والعدد ,وأن الأمير لم يرض من نائب الكرك أن يعتدي على ضيوفه من العربان الذي كانوا ينزلون عليه وقان بتخليصهم من نائب الكرك بعد معركة انتصر فيها الأمير خاطر ولم يستطع نائب الكرك أن يحقق انتقامه من الأمير خاطر إلا بالغدر والخيانة ومن النصوص التي ورد للأمير خاطر ذكر فيها :
1ــ قال القلقشندي : " بنو عقبة : وقد تقدم في الكلام على الأنساب أن مرجعهم إلى جذام وأن منازله الكرك والشوبك ورسم المكاتبة إلى أميرهم مثل أمير آل مرا وكذلك رسم المكاتبة إلى أقاربه مثل رسم المكاتبة إلى أقارب أمير آل مرا أيضا فتكون مكاتبة أميرهم " صدرت " و " السامي " ومكاتبة أعيان أقاربه " السامي الأمير " ولمن دونهم " مجلس الأمير " وقد ذكر في التثقيف أن إمرتهم في زمانه كانت باسم خاطر بن أحمد بن شطي بن عبيد وذكر أن رسم المكاتبة إليه : الاسم والسامي بالياء وتعريفه فلان بن فلان " ( صبح الأعشى ج7 ص188 )
قلت : عبيد تصحيف عبية
10ــ الأمير هيثم بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ قال ابن الفرات في ذكر حوادث رمضان سنة 791هــ : " وفي يوم الأحد حادي عشري شهر رمضان من هذه السنة ورد إلى الديار المصرية دوادار الأمير ناصر الدين محمد بن باكيش نائب السلطنة بغزة المحروسة من جهة مخدومه واخبر الأمير الكبير سيف الدين منطاش الأفضلي بأن الملك الظاهر سيف الدين برقوق قد استولى على الكرك وان نايبها الأمير حسام الدين حسن كجكنى سلمها إليه ودخل في طاعته واستقر عنده دوادارا وأن الأمير هيثم بن خاطر أمير بني عقبة عرب الكرك حضر إلى خدمته وأطاعه " قال : " ولما حضر أمير بني عقبة إلى خدمة الملك الظاهر أمر بإحضار عرب الكرك إليه ليكونوا عونا له ومساعديه إن احتاج إليهم فأحضرهم إليه وهم سبعة آلاف نفس على ما قيل " ( تاريخ ابن الفرات مجلد9 ج1 ص138 ــ 139 و140 )
2ــ وقال الصيرفي في ذكر حوادث رمضان سنة 791هــ : " وفيه حضر البريد من غزة مخبرا بخلاص الملك الظاهر برقوق وأنه خلص من سجن الكرك واستولى على مدينتها بموافقة نائبها وأهلها وانضم إليه عالم كثير ومن جملة من انضم إليه ابن خاطر أمير بني عقبة من عرب الكرك وصار تحت لوائه وطاعته فأرجف بهذا الخبر منطاش وكاد أن يموت ... " ( نزهة النفوس ج1 ص249 )
3ــ وقال ابن تغرى بردى في ذكر سلطنة المنصور حاجي بن شعبان في حوادث سنة 791هــ " : ولم يتم سروره وقدم عليه الخبر بما هو أدهى وأمر وهو خروج الملك الظاهر برقوق من سجن الكرك وأنه استولى على مدينتها ووافقه نائبها الأمير حسام الدين حسن الكجكتي وقام بخدمته وأنه قد حضر إلى الملك الظاهر برقوق ابن خاطر أمير بني عقبة من عرب الكرك ودخل في طاعته وقدم هذا الخبر من ابن باكيش نائب غزة فلما سمع منطاش ذلك كاد يهلك واضطربت الديار المصرية " ( النجوم الزاهرة ج11 ص287 )
4ــ وقال المقريزي في ذكر الخبر في حوادث رمضان سنة 791هــ : " ... وقد حضر إليه ابن خاطر أمير بني عقبة عرب الكرك ودخل في طاعته فاضطرب منطاش " ( السلوك ج5 ص253 )5
ــ وقال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث رمضان سنة 791هــ : " ويوم الأحد حادي عشرينه ورد إلى مصر دوادار نائب غزة وأخبر أن الظاهر استولى على الكرك وأطاعه أمير بني عقبة " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص289 )
11ــ الأمير منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ عام 802هــ1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ذي القعدة سنة 802 هــ : " وفيه توجه عبد الرحمن المهتار إلى الكرك فقدمها في سادس عشرينه وطلب من منجد بن خاطر أمير بني عقبة أربعمائة بعير وعد بها في الإمرة " ( السلوك ج6 ص33 )
2ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث ذي القعدة سنة 802هــ : " وفيه توجه عبد الرحمن المهتار إلى الكرك فقدمها في سادس عشرينه وطلب من منجد بن خاطر أمير بني عقبة أربعمائة بعير كان وعده بها في الإمرة " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص590 )1
ــ عام 804 هــ1
ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث محرم سنة 804هــ : " وفيه جاءت الأخبار بان عرب بني سالم خرجوا على الحجاج فتحارب معهم أمير الحاج وكسرهم وقبض على شيخهم منجد بن خاطر وأحضره في الحديد الى مصر فلما مثل بين يدي السلطان أمر بشنقه فالتزم برد ما نهب للحاج جميعه فسجن حتى يحضر ذلك " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص639 )
12ــ الأمير جابر بن منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة843هــ : " وفيه ورد الخبر بأن الأمير أقبغا التركماني الناصري نائب الكرك لما قدم عليه من الأبواب السلطانية جابرا من بني عقبة ابن منجد أمير بني عقبة وعليه الخلعة السلطانية ونزعها عنه وقتله " ( السلوك ج7 ص436 )
2ــ قال الأستاذ شوكت رمضان حجة : " سجن نائب الكرك أقبغا التركماني : في سنة 843هــ 1439م قام نائب الكرك أقبغا التركماني بقتل الأمير جابر أمير بني عقبة ويبدو أن سبب ذلك يعود لما لجابر من مكانة عند السلطان جقمق فما أن رجع الأمير جابر من جهة السلطان جقمق وعليه خلعته حتى نزعها نائب الكرك منه وقتله فاغتاظ السلطان من ذلك وأمر بأن يقبض عليه ويسجن بقلعة الكرك بعد تأديبه وتحليفه ألا يشرب الخمر وقد توفي الأمير أقبغا بسجنه في ذي القعدة سنة 844هــ 1440م " ( التاريخ السياسي لمنطقة شرقي الأردن ص110 ــ 111 )
2ــ ثانيا : نصوص وأخبار بني عقبة
1ــ قال الحمداني ( 602 ــ 700هــ ) في ذكر بني عقبة : " ديارهم من الشوبك إلى حسما إلى تبوك إلى تيماء ثم إلى الحريداء وهي شرقي الحجاز " ( قلائد الجمان ص65 ) ونقل القلقشندي عن الحمداني أن بني عقبة ببلاد الشوبك ( صبح الأعشى ج1 ص334 )
2ــ قال ابن فضل الله العمري ( ت 749هــ ) : " وديارهم من الشوبك إلى حسما إلى تبوك إلى تيما إلى برد ورؤاف والى الحديدا وهو شرقي الحجر " وقال في ذكر درب الحج المصري : " ومن العقبة إلى الدأماء ما دون القصب لبني عقبة " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص111 و 187 )
قلت : الحديدا والحريدا تصحيف الجريداء تصحفت الجيم إلى حاء ذكره البلادي فقال : " جريدة بالتصغير : واد وسهل جنوب تيماء في نهاية سهل الجهراء من الشمال الغربي " وقال في ذكر الجهراء : " أرض واسعة تقع بين خيبر وتيماء " قال : " تبعد عن خيبر 90 كيلا شمالا " وقال : " يشرف عليها من الغرب الهضب ومن الشرق برد ورؤاف " ( معجم معالم الحجاز ج2 ص144 و 190 ) أما جبل برد فجبل إلى الجنوب الشرقي من تيماء قال الجاسر : " وجبل برد يقع ــ كما وصف ياقوت ــ مقابلا لجبل رؤاف في الجنوب الشرقي من تيماء بما يقارب 100 كيل " ( شمال المملكة ج1 ص179 )3ــ قال ابن خلدون ( ت 808هــ ) : " بنو عقبة وهم من الكرك إلى الأزلم من برية الحجاز " ( تاريخ ابن خلدون ج 2 ص297 ) وقال : " وفيما بين الكرك وغزة شرقا قبائل من جذام من قضاعة في جموع وافرة ولهم أمراء أعزة يقطعهم السلطان على العسكر وحفظ السابلة وينجعون في المشاتي إلى معان وما يليها من أسافل نجد مما يلي تيماء " ( تاريخ ابن خلدون ج6 ص7 )
قلت : المعني بقبائل جذام هذه هم بنو عقبة وجذام ليسوا من قضاعة كما هو معلوم وقال ابن خلدون في ذكر قبيلة العائد : " ويليهم من جهة الشرق بالكرك ونواحيها أحياء بني عقبة من جذام أيضا رحالة ناجعة تنتهي رحلتهم إلى المدينة النبوية وعليهم درك السابلة فيما يليهم " ( تاريخ ابن خلدون ج6 ص7 ) وقال : " ديارهم من الكرك إلى الأزلم في برية الحجاز وعليهم درك الطريق ما بين المدينة النبوية إلى حدود غزة من بلاد الشام " ( قلائد الجمان ص65 ، نهاية الأرب ص364 )
3ــ قال القلقشندي في ذكره بيان رتب المكتوب عنهم والمكتوب إليهم من أعيان الدولة بمملكة الديار المصرية وما يستحقه كل منهم من رتب المكاتبات السابقة على ما الحال مستقر عليه في زماننا قال : " المرتبة الثالثة عشرة : من يكتب إليه من هذه الطبقة : أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي " وبذلك يكتب عن نائب الشام إلى أمراء العشرات بمصر وأمراء العشرينات بالشام والمحتسب بها والحاجب الكبير بغزة ومقدم عرب بني عقبة وأكابر عرب آل فضل وأمير آل علي وأمير آل موسى ونائب مصياف ومتولي بيروت " ( صبح الأعشى ج8 ص220 ــ221 ، 217 )
4ــ قال المقريزي ( ت854هــ ) في ذكر بني عقبة : " والى هذا الفخذ يرجع كل عقبي ببلاد الشام وبحوف مصر وما بين أيلة وحوف مصر ولبني عقبة من عقبة أيلة إلى داما قرب عينونة " وقال : " وأما طريق مكة المشرفة شرفها الله تعالى فمن القاهرة إلى عقبة أيلة للعايذ ومن العقبة إلى داما بالقرب من عينونة لبني عقبة " ( البيان والإعراب ص19 و 72 )
5ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الآخر سنة 821هــ في ذكر السلطان : " وكتب إلى الأمير شاهين نائب الكرك انه جهز إليه نائب غزة ونائب القدس وكاشف الرملة بمن معهم من العساكر لضرب عربان بني عقبة وأخذهم وجهز إليه فوقاني بوجهي حرير كمخا بطراز عريض وكتب إلى المذكورين أن يتوجهوا إلى الكرك لضرب بني عقبة وأخذهم صحبة نائب الكرك وأسر إلى نائب غزة بأن يقبض عليه وموضع الحوطة على موجودة " ( السلوك ج6ص67 ) وقال الجوهري في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 821هــ : " وفيه أرسل السلطان إلى نائب غزة ونائب الكرك ونائب القدس ونائب الرملة أن يجتمعوا على كبس بني عقبة وكتب في الباطن إلى نائب غزة أن يمسك نائب الكرك وكان السلطان قد غضب عليه لكونه لم يخرج لملاقاته حين عاد من بلاد الشام فمسكه وحمله إلى دمشق فحبس بها في القلعة " ( نزهة النفوس ج2 ص426 ) وقال ابن حجر في ذكر حوادث جمادى الأولى سنة 821هــ : " وفيه جهز السلطان إلى نائب الكرك نواب القدس والرملة وغزة ليجتمعوا معه على كبس بني عقبة وأسر إلى نائب غزة أن يقبض على نائب الكرك وكان السلطان غضب عليه لكونه لم يخرج لملاقاته حين عاد من بلاد الروم فقبضوا عليه في جمادى الآخرة وحمل إلى دمشق فسجن بها " ( إنباء الغمر ج7 ص305 )
5ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث شوال سنة 856هــ : " وفيه جاءت الأخبار بقتل طوغان الذي تولى نائب الكرك من قريب وطوغان هذا والد سيدي علي الذي كان دوادار قانصوه خمسمائة وكان يسمى طوغان التوروزي وقتل في حرب كان بينه وبين بني عقبة " ( بدائع الزهور ج2 ص297 ) وقال السخاوي في ذكر هذه الحادثة : " ... ثم استقر في نيابة الكرك ولم يلبث أن قتل بها في سنة ست وخمسين " ( الضوء اللامع ج4 ص12 ) وقال في ذكر ولده علي : " وأظن والده هو الماضي وأنه قتل في نيابة الكرك سنة ست وخمسين " ( الضوء اللامع ج5 ص233 ) وقال ابن تغرى بردى : " وتوفي الأمير طوغان نائب الكرك قتيلا بنواحي الكرك في أواخر سنة ست وخمسين " وقال : " ... ثم نقل إلى نيابة الكرك في سنة ست وخمسين المذكورة عوضا عن الأمير اينال اليشبكي المعروف بحاج اينال بحكم انتقال اينال إلى نيابة حماة فتوجه إلى الكرك وبعد أيام يسيرة ركب مماليكه وكبس بعض الأعراب الطائعة وقاتلهم وظفر منهم بجماعة فأسرف في قتلهم ثم نزل بمكان هناك فعادوا عليه العرب من وقتهم فقاتلهم ثانيا فكسروه وقتلوه أشر قتلة وكان مهملا وضيعا أهوج ظالما سيئ الخلق ... " ( حوادث الدهور ج2 ص395 ) وقال في ذكر حوادث شوال سنة 856هــ : " وفيه ورد الخبر بمقتل طوغان نائب الكرك " ( حوادث الدهور ج2 ص377 ) وقال : " وتوفي الأمير سيف الدين طوغان السيفي أقبردي المنقار نائب الكرك قتيلا بيد العربان في هذه السنة " ( النجوم الزاهرة ج15 ص296 )
* نسب الأمراء *
لقد بينا فيما تقدم بعض أخبار بني عقبة وأخبار أمرائهم وسنبين هنا نسب هؤلاء الأمراء فنقول وبالله التوفيق :
1ــ أولا : أسماء أمراء بني عقبة
1ــ الأمير سابق الدين عبية بن مهدي ؟
2ــ الأمير ناصر الدين غنام بن جوذر
3ــ الأمير جمال الدين سكل بن نجاد
4ــ الأمير وهيبة بن نجاد
5ــ الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
6ــ الأمير عساف بن سابق الدين عبية بن مهدي
7ــ الأمير أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
8ــ الأمير نصير بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
9ــ الأمير خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
10ــ الأمير هيثم بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
11ــ الأمير منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
12ــ الأمير جابر بن منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
2ــ ثانيا : ديار بني عقبة
كان معقل بني عقبة في بلاد الكرك والشوبك في جنوبي الأردن وتمتد بلادهم إلى شمالي الحجاز ونواحي أخرى في بلاد فلسطين
3ــ ثالثا : بنو سليمان وبنو عقبة بين لنا الدواداري في أخبار سنة 703هــ أن أصحاب الدرك من بني عقبة في بلاد الكرك من بني سليمان أصحاب الدرك في بلاد الطور في جنوبي سيناء فقال في ذكر سنة 703هــ : " وأما درك الطور وهو طور سيناء فهو على عرب يقال لهم بني سليمان ومنهم أدراك بني عقبة عرب الكرك والشوبك " ( كنز الدرر وجامع الغرر ج9 ص115 )
قلت : هذا النص يبين لنا أن بني سليمان أصحاب درك الطور في جنوبي سيناء يربطهم نسب واحد بأصحاب الدرك من بني عقبة عرب الكرك والشوبك فقد نص الدواداري أن أدراك بني عقبة أي أصحاب الدرك من بني عقبة أهل الكرك والشوبك هم من بني سليمان ودرك جمع أدراك والدرك هم الحرس ويعرف به رجال الشرطة إلى يومنا هذا في بعض بلاد العرب قال محمد قنديل البقلي : " أرباب الأدراك : هم الجند أو الخفراء الذين يكلفون بحراسة الدرك والدرك هو مكان معين وحراسته بالتناوب وقد ورد المصطلح في نسخة توقيع بنيابة قلعة المرقب والولاية بها كتب به لصلاح الدين خليل : " .. ويتفقد الرجال وأرباب الأدراك والشواني ويحذرهم من الإهمال ويأمرهم باليقظة والاحتراز في الليل والنهار " ــ القلقشندي ج12 ص464 ــ ( التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ص20 ) وقال دوزي : " أرباب الأدراك : ذكروا ضمن موظفي الدولة في الإسكندرية " ( تكملة المعاجم العربية . ترجمة د. محمد سليم النعيمي ــ دار الرشيد للنشر ــ بغداد ــ العراق 1981م ج4 ص338 )
4ــ رابعا: نسب بني سليمان
بنو سليمان قبيلة من قبائل المساعيد كما تبينه النصوص التالية :
1ــ قال نعوم شقير في كتابه الصادر عام 1916م : " تفرق المساعيد ثلاث فرق فرقة ذهبت شرقا فسكنت فارعة المسعودي وراء حوران وفرقة ذهبت غربا فسكنت أرض مصر وعرفت هناك بأولاد سليمان وبقي منها بقية في بر قطية غرب العريش حافظت على اسم المساعيد ..... " ( تاريخ سيناء ص118 ) وقال في حديثه عن عربان بر قطية : " هي فروع صغيرة من القبائل المعروفة بهذه الأسماء في مديريتي الشرقية والقليوبية إلا المساعيد فان إخوانهم في مصر يعرفون بأولاد سليمان " ( تاريخ سيناء ص122) وقال يذكر وجودهم في بلاد الطور في جنوبي سيناء : " وأما عرب بني سليمان فالظاهر أنهم كانوا قبيلة قوية في الجزيرة ولعلهم دخلوا الجزيرة مع بني واصل وكانوا حلفائهم ثم ضاق بهم العيش فرحلوا على مصر وسكنوا مديرية الشرقية ولم يبق منهم في الجزيرة سوى بيت واحد انضم إلى القرارشة الصوالحة وقيل هم فرع من بني عطية المساعيد " ( تاريخ سيناء ص109 ) وذكرهم الكتب الإنجليزي ج . و . موري في كتابه الصادر عام 1935م وقال في حديثه عن قبيلة الأحيوات المساعيد : " ارتحل المساعيد إلى جوار غزة وتفرقوا إلى ثلاث فرق : الفرقة الأولى : أولاد سليمان الذين اتجهوا إلى مصر وظل منهم قسم استقر في قطية حافظت على اسم المساعيد ، أما الفرقة الثانية من أولاد سليمان فقد اتجهوا إلى حوران ، أما الفرقة الثالثة فكان منها الأحيوات " وقال : " المساعيد احتفظوا بالاسم الأصلي فيما ذهب أولاد سليمان إلى مصر واستقر الأحيوات في سيناء " وقال : " أولاد سليمان الشرقيون قسم من المساعيد المستقرين في الشرقية وحوران " ( بنو إسماعيل ــ بالغة الإنجليزية ــ ص249 و 251 و 287 ) وقد حدثني الحاج عامر بن سليمان بن ريان بن سليمان مساء يوم الأحد 25 / رجب / 1408هــ الموافق 14 / 2 / 1988م فقال : إن قبيلته المشارقة التي تقطن نواحي الفيوم غربا في قرى : أبو عوض بمركز اطسا وبلدة مغني وبلدة خلف وضواحي أبو جندير وكوم ماضي والغرق السلطاني فرع من بني سليمان التي تقطن بني سويف شرقي نهر النيل وانهم من جماعة الأمير سليمان المنطار المدفون في غزة . وقال محمد سليمان الطيب في ذكر أولاد سليمان في بلاد الطور : " المتفق عليه أن أولاد سليمان من قبيلة المساعيد " ( موسوعة القبائل العربية . مجلد 1 ص567 ) وذكر اللواء حامد أحمد صالح في كتابه الذي أنجزه عام 1962م أن المساعيد والأحيوات ينحدرون من سليمان من عطية ( نحن العرب ص75 ) وقال في ذكر الأحيوات : " الأحيوات من المساعيد من بني عطية " ( نحن العرب ص140 ) وقال في ذكر المساعيد : " المساعيد من بني عطية في الشرقية وشمال سيناء وأسنا " ( نحن العرب ص140 ) وقال : " أولاد سليمان من بني عطية " ( نحن العرب ص142 )
قلت : بنو عطية فرع من المساعيد ومنهم الأحيوات قال نعوم شقير في ذكر الأحيوات : " وفي تقاليدهم أنهم من بني عطية المساعيد " ( تاريخ سيناء ص117 ) . وهذا يعني أن بني عطية فرع من قبيلة المساعيد ومن فروع بني المساعيد : قبيلة الأحيوات وليس كل المساعيد يرجعون إلى بني عطية من فروع المساعيد كما أن بني سليمان فرع آخر من المساعيد وهم أبناء عمومة بني عطية المساعيد .
قلت : الخلاصة أن بني سليمان فرع من قبيلة المساعيد .
5ــ خامسا : بنو عقبة في بلاد الكرك والشوبك
يعنينا هنا البحث في فروع بني عقبة في بلاد الكرك والشوبك الذين كانوا يتولون حفظ الطرق كما مر بيانه طوال العهد المملوكي وهذه الفروع هي :
1ــ الخرشة
ومن بدناتهم التي كانت تقطن الكرك : الرشيدات قال الجزيري في ذكرهم : وهم أصحاب المرتب بديوان القلعة المنصورة يقبضون ذلك أو من يحضر منهم من ملاك الكرك والشوبك وغزة إلى عقبة أيلة بالطلعة ويعودون وهو إنعام من غير درك كأولاد سعيفان " ( الدرر الفرائد ص1381ــ1382 ) وقد جاء ذكر الخرشة في الوثائق العثمانية التي ذكرت وجودهم في الغور في بلاد الكرك والشوبك في القرن العاشر للهجرة ( دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 185 ص13 و 18 و316 و332 و 333، دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 970 ص12 و 153 )
2ــ الحسنة
وهم من فروع العمرو وقد ذكرهم الجزري ومن بدناتهم التي كانت تقطن الكرك :1ــ الزبيدات 2ــ الجوينات3ــ أبو طالب 4ــ الحطابات 5ــ الكلابنة ( الكلابية )( دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 185 ص13 و 18 و316 و 325 ـــ 331 ، دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 970 ص12 و 153 ، الدرر الفرائد ص 1367 و 1368 )
3ــ الجربنت وهم من فروع قبيلة العمرو التي ذكرها الجزيري ومن بدناتهم التي كانت تقطن بلاد الكرك والشوبك :
1ــ آل يزيد ( أبو يزيد )
2ــ آل محمدية ( المحمدية )
3ــ المسيك
4ــ آل موسى ( أبو موسى ) ومنهم :
1ــ حريبة
( دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 185 ص13 و14 و 51 و316 و 325 و326 و330 ، دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 970 ص12 و 154 ، الدرر الفرائد ص 1367 و ، الدرر الفرائد ص 1367 و 1368
4ــ المساعيد
هم أكبر فروع بني عقبة وفيهم الإمرة والعدد والعدة قال الجزيري : " وأما المساعيد من بني عقبة فمنهم بدنات كثيرة وفروع غزيرة فلنذكر منها عشرين بدنة ومنهم أمراء أصحاب مرتبات لاتقاء شرورهم لا على درك وهم أولاد الأمير سعيفان أمير الدربين ومنزلهم الكرك وحوالي القدس والخليل وهم الأمير مرعب وأخوته قضيب وبديع وجماعتهم وعادتهم يحضر منهم أو من جماعتهم من يقابل أمير الحاج بعقبة أيلة في الذهاب فيقبض ما هو معين له بالدفتر السلطاني ويتوجه فلا يعود إلا في السنة المستقبلة كذلك وبدناتهم على ما نذكره :
النجادية : شيخهم الأمير مرعب بن سعيفان
العساسفة : من الهويدفية منهم محمد بن حميد
الحياجات : رباعة مرعب آل شطي ومنهم زعر بن معقل
الجوادرة : منهم عنيز المسعودي
المغايثة : منهم حجاج
المواهرة : منهم بكر بن أبي بكر وطوق بن طلحة وقراد وأخوه
الشرشيدية النجادية : منهم شكم بن صعب ومرعي أبو مخطوم
الدويسات والهبر : منهم زويد
البراغشة : منهم أحمد بن بذال
الهويدفية : منهم علوي
الصناع ــ بتشديد النون ــ منهم عبيد بن كحيل
العساكرية ــ بالياء المثناة التحتية المشددة
النضرة : منهم درع النويجعية ــ بنون مشددة وبعد الواو ياء مثناة تحتية ــ منهم كلاب
القيوس ــ بقاف مثناة بعدها ياء مثناة تحتية ــ منهم مياس
الحوة ــ بحاء مهملة وواو مشددة مفتوحة ــ منهم زبن سعيدة الحطاطبة : منهم مربط "
( الدرر الفرائد ص1368 ــ1369 )
وقال : والمساعيد المذكورون عادتهم يحضر أحد أولاد الأمير سعيفان أو قاصده بعقبة أيلة ويقبض ما لهم بالدفتر السلطاني وهو له ولجماعته مائتان وعشرون دينارا غير التشاريف السلطانية " ( درر الفوائد ــ طبعة القاهرة ــ ص512 ) .
قلت : فيما ذكره الجزيري خلط وتكرار وعدم ذكر للبطون وفروعها ومما يستفاد من نصوصه :
1ــ أن النجادية هم فرع الأمراء فمنهم الأمير سعيفان آل شطي وأولاده الأمراء مرعب وقضيب وبديع
2ــ أن العساسفة هم أقرب الفروع إلى فرع الأمراء فقد جاء ذكرهم بعد فرع النجادية فرع الأمراء مباشرة وهم فرع من الهويدفية والله تعالى أعلم
3ــ أن المساعيد هم أكبر فروع بني عقبة ويتضح ذلك من كثرة فروعهم التي لم يذكر منها الجزيري حسب نصه إلا ما سجله هنا وهذا يوضح معنى كون الإمارة فيهم 4ــ أن ما ذكره الجزيري يبين أن الإمرة في بني عقبة في بلاد الكرك تسلسلت في المساعيد ومما يؤكد ذلك :1ــ أن الإمرة تكون في أقوى الفروع وأكبرها عددا وعدة وهو ما ينطبق على المساعيد
2ــ أن أسماء أمراء بني عقبة نجد سلالاتها من فرع قبيلة المساعيد ومن ذلك :
1ــ نجد من أمراء بني عقبة :
1ــ الأمير جمال الدين سكل بن نجاد
2ــ الأمير وهيبة بن نجاد
ومن فروع المساعيد : النجادية نسبة إلى نجاد
ومن أمراء بني عقبة أيضا :
3ــ الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
وقد تسلسلت الإمرة في سلالة هذا الأمير كما مر بيانه
ومن فروع المساعيد : آل شطي ومنهم الأمير مرعب بن سعيفان آل شطي وقد ظل موالي الأمراء يحملون اسم الشطية في فلسطين إلى يومنا هذا
ومن أمراء بني عقبة أيضا :
4ــ الأمير عساف بن سابق الدين عبية بن مهدي
ومن فروع المساعيد : العساسفة نسبة إلى عساف
ومن أمراء بني عقبة أيضا : 5ــ الأمير ناصر الدين غنام بن جوذر
ومن فروع المساعيد : الجوادرة
قلت : يتحقق لنا مما سبق بيانه أن أمراء بني عقبة هم من قبيلة المساعيد ولم يبق من يعرف بالإمارة ممن كان يعد من بني عقبة إلا المساعيد في بلاد فلسطين التي استقروا فيها بعد ارتحالهم من بلاد الكرك قال الأستاذ إحسان النمر في كتابه الصادر عام 1357هــ 1938م في ذكر مساعيد فلسطين : " المساعيد : هم من وادي الحرير . نزلوا جهات في الكرك ثم رحلوا على اثر فتنة وقعت هناك ونزلوا في غور نابلس المعروف بغور الفارعة " ( تاريخ جبل نابلس والبلقاء ج1 ص139 وأنظر ط2 / 1395هــ 1975م ج1 ص181 ) وقال الدكتور أحمد عويدي العبادي في حديثه عن قبيلة العمرو في بلاد الكرك : " المسعودي : الذي نزح قسم منهم إلى شمال الأردن وآخر إلى الجفتلك في غور الأردن الشمالي من غرب نهر الأردن بعد حروب بينه وبين ابن ثبيت " وقال في ذكر أسباب تناقص أعداد قبيلة العمرو أن منها : " الحروب الداخلية خاصة فيها بين ابن ثبيت والمسعودي وأتباعهما " وقال في ذكر أقسام العمرو في بلاد الكرك : " المسعودي وقد هاجر إلى الجفتلك في غور الأردن الشمالي غربي مجرى نهر الأردن " ( العشائر الأردنية ج1 ص568 و 570 ) .
قلت : ها هنا ملاحظة يسيرة وهي أن قبيلة المساعيد في شمالي الأردن قدمت من بلاد العراق ولم تكن يوما في بلاد الكرك ووحدهم مساعيد فلسطين الذين هاجروا من بلاد الكرك وقد هاجر المساعيد ابتداءا ألي بلاد البلقاء وقد هاجمهم نصوح باشا هناك ( قافلة الحج الشامي ص49 ) وكان نصوح باشا واليا في الفترة بين 1120ــ 1126هــ 1707 ــ 1714 / 1715م ثم انتقلوا إلى غور الفارعة غربي نهر الأردن .
ونلاحظ أن هذا التحقيق يتفق مع ما ذكره الدواداري سنة 703هــ أن أدراك بني عقبة في بلاد الكرك والشوبك هم من بني سليمان يعني أصحاب الدرك وأصحاب الدرك هم أمراء بني عقبة الذين بين الجزيري أنهم من المساعيد وبنو سليمان كما سبق بيانه قبيلة من قبائل المساعيد .
2ــ أنّ هذا البحث تمّ تحديثه ليخرج بأدق صورة وقد استجدّت عليه نصوص كثيرة وتم تصحيح ما وقع فيه من أخطاء
3ــ أن هذا البحث سينشر قريبا بعون الله تعالى في إحدى الدراسات عن قبيلة المساعيد ضمن سلسلة كتاب المساعيد
أمراء المساعيد
* تمهيد حول إمرة العرب
في حديثه عن إمرة العرب التي أصبح بموجبها شيوخ بعض قبائل العرب الكبرى أمراء على قبائلهم قال الدكتور مصطفى الحياري : " كانت إمرة العرب حتى سلطنة الملك العادل الأيوبي الأولى على دمشق ( 592 ــ 615هــ 1196 ــ 1218م ) وحلب ( في حلب 579 ــ 582هــ 1183 ــ 1186 م ) إمرة قبلية ليس لها ارتباط محدد بالسلطنة في دمشق أو القاهرة مع أننا نجد إشارات من زمن الفاطميين تدل على أن مراسيم الإمرة على الرملة قد أرسلت إلى أمراء آل الجراح على الأقل في بداية قيام إمارة طيء " قال : " وفي زمن الملك العادل الأيوبي الأول أصبحت الإمرة رسمية ويذكر ابن فضل الله العمري أنه : لم يصرح لأحد من هذا البيت ( آل فضل ) بإمرة على العرب بتقليد من السلطان إلا أيام العادل" ( الإمارة الطائية ص63 ) . وقال ابن فضل الله العمري في ذكر آل ربيعة : " لم يصرح لأحد من هذا البيت بإمرة على العرب بتقليد من السلطان إلا في أيام العادل أبي بكر أخي السلطان صلاح الدين أمر منهم حديثة ثم إن ابنه الكامل قسم الإمرة نصفين نصف لمانع بن حديثة ونصف لغنام أبي طاهر بن غنام " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص117 ) . وقد بين ابن فضل الله العمري أحوال قبائل العرب الذين كانت السلطنة تكاتبهم فقال : " فاعلم أن المكاتبين من العربان بديار مصر وبرقة واليمن والحجاز والشام والعراق والبحرين أمم لا يقدر فيهم على الاستيعاب وانما نذكر جملا كافية دالة " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص107 ) ثم بين أحوالهم وفق ما يلي
1ــ أولا : عرب مصر
قال ابن فضل الله العمري : " أما العرب بمصر في الوجهين القبلي والبحري فجماعات كثير وشعوب وقبائل لكنهم على سعة أموالهم واتساع نطاق جماعاتهم ليسوا عند السلطان في الذروة ولا السنام إذ كانوا أهل حاضرة وزرع ليس فيهم من ينجد ولا يتهم ولا يعرق ولا يشئم ولا يخرجون عن جدر الجدران " قال : " وأنبههم أمراء عرب البحيرة " قال : " والإمرة لمحمد بن أبي سليمان وفائد بن مقدم " قال : " ورسم المكاتبة إلى كل منهما : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري ، والعلامة السلطانية ( أخوه ) " قال : " وأما من دونهما فنجم بن هجل شيخ عايذ بالشرقية " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص107 ــ 108 ) ثم ذكر عددا من أمراء عرب الديار المصرية وبرقة وكلهم دون أمراء البحيرة في المخاطبة ( التعريف بالمصطلح الشريف ص108 ــ 109 )
2ــ ثانيا : عرب اليمن قال ابن فضل الله العمري : " وممن يكاتب من عرب اليمن : الدواسر وزبيد ، كان يكتب إلى رجال منهم بسبب خيل تسمى للسلطان عندهم وكنا نكتب إليهم على قدر ما يظهر لنا بالاستخبار عن مكانة الرجل منهم وكلها ما بين المجلس السامي الأمير وما بين مجلس الأمير ليس إلا " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص110 )
3ــ ثالثا : عرب الحجاز قال ابن فضل الله العمري : " وأما الحجاز فعربانه على قسمين : قسم منهم أهل الدربين المصري والشامي وليس فيهم من هو في عير ولا نفير ولا يحل في ذروة ولا غارب وأجل من فيهم إذا كتب له : مجلس الأمير كان كمن سور وطوق لا بل طيلس وتوج . وأما أمراؤه السراة : فشيوخ لأم وخالد والمنتفق وعائذ الحجاز وهؤلاء من كان منهم المشار إليهم كتب إليه : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس الأميري والعلامة إليه : ( أخوه ) ثم من يليهم بالسامي بغير ياء ثم الأعيان من بقيتهم : مجلس الأمير " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص110 ــ 111
4ــ رابعا : عرب العراق قال ابن فضل الله العمري : " وأما عرب العراق وهم : عبادة وخفاجة ومن بني عبادة بنو عز وهم جماعة فأجل من يكتب إليه منهم رسمه : هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأمير " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص113 ــ 114 )
5ــ خامسا : عرب البحرين قال ابن فضل الله العمري : " وأما عرب البحرين فهم قوم يصلون إلى باب السلطان وصول التجار يجلبون جياد الخيل وكرام المهاري واللؤلؤ وأمتعة من أمتعة العراق والهند " قال : " الكلمة قد صارت فيهم شتى والجماعة متفرقة " قال : " ورسم المكاتبة إلى كبرائهم : بالسامي بالياء والعلامة الشريفة ( أخوه ) ثم دون ذلك لمن دونهم فاعلم ذلك " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص114 ) 6ــ سادسا : عرب الشام قال ابن فضل الله العمري : " وأما عر ب الشام فهم جل القوم وعين الناس ولا عناية للملوك إلا بهم ولا مبالاة بغيرهم ورأس الكل آل فضل وآل مرا وآل علي وهم من آل فضل وفضل ومرا أخوان وهما من سلسلة من طيء " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص111 ) قال : " والبداة بآل فضل إذ كانوا في نحور العدو ولهم العديد الأكثر ولهم المال الأوفر " قال : " والمكاتبة إلى الأمير منهم : أدام الله تعالى نعمة المجلس العالي الأميري بألقاب جليلة معظمة مفخمة وأما من هو نظيره أو مدانيه وعدته الإمرة فرسم المكاتبة إليه : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس العالي . ومن هو دونه : المجلس السامي الأميري . وكل هؤلاء لهم العلامة الشريفة ( أخوه ) فمن دون هؤلاء : السامي الأمير والعلامة الشريفة : الاسم الشريف " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص112 ) قال : " وأما آل على فرسم المكاتبة إليه : صدرت هذه المكاتبة إلى المجلس السامي الأميري والعلامة الشريفة ( أخوه ) وكذلك آل مراء ومنازلهم بلاد حوران ومن دون هؤلاء من أقاربهم لأعيانهم : السامي الأمير . ولمن دونهم من الصغار : مجلس الأمير فهؤلاء الأمراء المنظور إليهم بالإجلال الموفر لهم حظ الإقبال " . قال : " ودون هؤلاء بنو عقبة ورسم المكاتبة إلى أميرهم مثل أمير آل مرا وكذلك رسم المكاتبة إلى أقربائه " قال : " وأما بنو مهدي ومنازلهم البلقاء " وذكر أمرائهم وقال : " ورسم المكاتبة إلى كل منهم : مجلس الأمير وكذلك عرب غزة " قال : " وأما العرب الذين بالجفار وهي منازل الرمل فلا يؤبه لهم ولا يعبا بهم " قال : " وأما بقية عرب الشام نحو : زبيد المرج وزبيد حوران وخالد حمص والمشارقة وغزية ــ إذا أطاعوا ــ وزبيد الأحلاف فأجل كبرائهم من يكتب له مجلس الأمير وهؤلاء جملة عرب الشام " ( التعريف بالمصطلح الشريف ص112 ــ 113 ) .وقال يصف عرب زمانه : " وهم نزال حول الحاضرة وذوو توغل في البادية ومنهم أسوار المدن وحفظة الطرق ولم يزل منهم أئمة للطلائع وجناح للجيوش ومنهم بممالكنا ــ مصر والشام ــ حفظة الدروب والقومة بخيل البريد والحملة للسياق في غالب المملكة ولم تزل الملوك تهش لوفادتهم وتهب لهم جزائل الأموال وتقطعهم جل البلاد هذا إلى التنويه بأقدارهم والتعويل على أخيارهم ورفعهم في المجالس " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص69 ــ 70 ) قلت : ومما سبق بيانه تتضح لنا جملة من الأمور منها : 1ــ أن إمرة العرب إمرة رسمية وأن الدولة قد جعلت بعض شيوخ القبائل الكبرى أمراء لهم ارتباط بالسلطنة في القاهرة أي أن الإمرة أصبحت منصبا من مناصب الدولة وكان ذلك في النصف الثاني من القرن السادس للهجرة 2ــ أن أهمية القبائل تكمن في أهميتها في المرابطة على الثغور مع التتار والصليبيين ومن ثم مساهمة القبيلة في التصدي لهم والجهاد ضدهم مع جيوش الدولة ومن هنا اهتمت الدولة بهذه القبائل واحتفت بأمرائها 3ــ أن أجل وأرفع قبائل العرب عند الدولة هم آل ربيعة بفروعهم الثلاثة ( آل فضل ، آل علي ، آل مرا ) وأعلاهم منزلة آل فضل وهم رؤوس العرب ويليهم إخوانهم آل مرا 4ــ أن قبيلة بني عقبة تأتي بالمنزلة الثانية بعد آل فضل حيث أن أمرائهم يماثلون أمراء أل مرا أخوة آل فضل أي أن أمراء بني عقبة يشاركون أمراء آل مرا المرتبة الثانية بعد آل فضل
* المساعيد أمراء بني عقبة *
1ــ أولا : نصوص وأخبار عن الأمراء
1ــ الأمير سابق الدين عبية بن مهدي ؟
2ــ الأمير ناصر الدين غنام بن جوذر
3ــ الأمير جمال الدين سكل بن نجاد
4ــ الأمير وهيبة بن نجاد إن الأمير سابق الدين عبية هو من أقدم أمراء قبائل بني عقبة وأجلهم قدرا برز ذكره في عهد الدولة المملوكية وقد وردت نصوص حول هذا الأمير إلا أنني لم أعثر له على ترجمة ومما ورد حوله :
1ــ عام 661هــ ــ قال ابن شداد في ذكر الوافدين على الظاهر بيبرس : " ووفد عليه عرب الكرك .... ووفد عليه :
1ــ سابق الدين عقبة
2ــ وناصر الدين غنام بن جوذر
وهما أمراء بني عقبة
ووفد عليه لما فتح الشوبك :
1ــ جما الدين سكل بن نجاد أمير بني عقبة الذين بالبلقاء
2ــ وأخوه وهيبة بن نجاد وغيرهما من المشايخ فأقطعهم " ( تاريخ الملك الظاهر ص334 ــ 335 )
قلت : سابق الدين هو سابق الدين عبية وليس عقبة فعقبة تصحيف عبية وقال ابن خلدون في ذكر الظاهر بيبرس في الكرك : " ... ووفد عليه عرب الضاحية من بني عقبة وغيرهم فاعطوه طاعتهم وفشا الخبر في النواحي فتساقط إليه مماليكه من كل جهة " ( تاريخ ابن خلدون ج5 ص572 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة 661هــ في ذكر الظاهر بيبرس : " ثم سار السلطان إلى الكرك فنزله يوم الخميس ثالث عشرينه بعساكره ....... واحضر الأمير عبية وغيره من عرب بني مهدي وألزمهم أدراك البلاد وخفرهم إلى أرض الحجاز " ( السلوك ج1 ص557 ) وقال الدكتور يوسف غوانمة : " ... كذلك أمر بإحضار سابق الدين عتبة بن مهدي وغيره من أمراء بني مهدي وبني عقبة وهم من القبائل التي تقطن إمارة الكرك وخاطب الأمير سابق الدين فأخبره بأنه ــ أي الظاهر ــ إنما كان يغمره بإحسانه ويغفر له زلاته من أجل الكرك وأنه ما دام الكرك قد أصبح تحت سلطانه فان أي تفريط فيه ستكون تبعته على عاتق سابق وأقسم أنه إن فقد خيط من الكرك فهو مطالب به وسوف ينتزعه منه كذلك أمره بمنع جميع العربان من السقاية من صهاريج المدينة وآبارها خوفا من نضوبها مما يؤدي إلى معاناة الناس من العطش وقلة الماء " ومن فعل ذلك شنقته " ثم ضمنهم خفر وحراسة الطريق المؤدية إلى الحجاز وحمايتها من قطاع الطرق كي تسير قوافل الحجاج والتجار بأمان من الجزيرة العربية إلى الشام ومصر فأجابوه إلى ما طلبي ثم أشهد على الأمير سابق الدين عتبة وعلى جميع مشايخ بني مهدي واخذ منهم الرهائن " ( إمارة الكرك ص326 ــ 327 ) وجاء في أحد النصوص بشان الأمير سابق الدين عبية : " فجاء الأمير سابق الدين مكفرا عن هفوته فما وسعه إلا أن حضر إليه بمفرده ومعه كفنه وسيفه فأعجب السلطان ذلك منه وزاد اقطاعه وأحسن إلى اخوته " ( الشوبك ج1 ص46 )
قلت : عتبة تصحيف عبية وهذا النص يبين لنا أن منطقة الكرك كانت تخضع حينذاك لسيطرة الأمير سابق الدين عبية وأن بني عقبة كانوا يتولون حفظ الطرق والأدراك إلى الحجاز والشام ومصر ــ عام 674هــ قال الدكتور يوسف غوانمة في ذكر الظاهر بيبرس : " ثم تابع سيره بعد ذلك إلى قلعة الشوبك وخيم هناك حيث وافاه أمراء بني عقبة وغيرهم من أمراء العربان لخدمته وقدموا الخيول والهجن وما يحتاج إليه في طريه وفي اليوم التالي واصل سيره عن طريق الحسا " ( شرقي الأردن في عصر دولة المماليك الأولى / القسم السياسي ص81 )
1ــ عام 681هــ
قال ابن حجر في ذكر صواب السهيلي الذي كان في خدمة الملك المسعود خضر بن الملك الظاهر بالكرك : " فلما قبض المنصور في سنة 681 على خضر وأحضره من الكرك أكرم صواب هذا وكان قد حج في تلك السنة فقبض عليه عبية أمير عرب بني عقبة بتبوك وحمله إلى المنصور فأكرمه وأعاده إلى الكرك " ( الدرر الكامنةج2 ص208 ) وقال النويري في ذكر صواب السهيلي : " ... فتوجه إلى الحجاز الشريف في جملة الركب الشامي فلما وصل إلى تبوك لحقه الأمير عبية أمير بني عقبة في نحو مائتي فارس فقبض عليه وحمله إلى الأبواب السلطانية المنصورية فلما ملك السلطان الملك المنصور قلعة الكرك أعاده إليها وثوقا بأمانته وديانته فلم يزل إلى أن مات بها رحمه الله تعالى " ( نهاية الأرب في فنون الأدب ج32 ص136 )
قلت : يتضح من هذا النص أن الأمير عبية وقومه كانوا يسيطرون على منطقة شمالي الحجاز ومنها منطقة تبوك2ــ عام 683هــ 1ــ قال الجزيري في ذكر حوادث سنة 683هــ في ذكر الخلاف بين الشريف أبي نمي وأمير الحاج المصري : " ..... فوقع كلام بين الشريف أبين نمي وأمير الحاج المصري فغلق الشريف أبو نمي أبواب مكة وصد الحاج عن دخولها فنقب الحاج السور وأحرقوا باب المعلاة ودخلوا مكة هجما بعد فرار أبي نمي وجمعه منها وكان ذلك في يوم التروية ثم وقع الصلح بين الفريقين على يد الصاحب بدر الدين بن السنجاري وقيل : إن سبب هذه الفتنة أن الشريف أبا نمي تخيل من بعض أمراء بني عقبة ممن حج في هذه السنة أنه إنما جاء ليأخذ مكة فغلقت أبوابها وجرى ما ذكرناه " ( الدرر الفرائد ص608 ــ 609
قلت : هذا النص يفيدنا أن كان لأمير بني عقبة وهو الأمير سابق الدين عبية شأن خطير جدا حتى كان شريف مكة يحسب له حسابا شديدا2ــ أشار الفاسي الى هذا الخبر فقال : " أن أبا نمي صد الحاج عن دخول مكة لوحشة بينه وبين أمير الحاج فنقب الحجاج السور وأحرقوا باب المعلاة ودخلوا مكة هجما بعد فرار أبي نمي منها " ( العقد الثمين ج2 ص157 )
4ــ عام 689هــ
1ــ قال الجزيري : " سنة تسع وثمانين وستمائة : كان أمير الحج الفارقاني وقال ابن الجوزي : إن الذي حج بالناس سنجر الباشقردي وكانت فيها فتنة بين أهل مكة والحجاج وجماعة من المكيين فاقتتلوا عند درب الشبيكة وانتهى الأمر أن شهر بالمسجد الحرام من السيوف نحو من عشرة آلاف سيف وقتل من الفريقين جمع كثير يقال فوق أربعين نفسا وجرح خلق كثير ونهبت أموال ولو أراد الشريف أبو نمي اخذ الجميع لأخذهم ولكنه تثبت قال ابن الجوزي : كان حج مع أمير الشام الأمير عبية أمير بني عقبة وكان بينه وبين صاحب مكة معاداة فتخيل منه فوقعت الفتنة بسببه ثم انهم راسلوا صاحب مكة ودخلوا فطافوا وقضوا حجهم " ( الدرر الفرائد ص609 ــ 610 )
قلت : ابن الجوزي توفي سنة 597هــ والصواب أن النص لابن الجزري صاحب التاريخ المعروف وهذا الخبر وقع سنة 689هــ كما يأتي بيانه
2 ــ قال ابن كثير في ذكر حوادث سنة 689هــ : " حج بالناس في هذه السنة من الشام الأمير بدر الدين بكتوت الدوباسي وحج قاضي القضاة شهاب الدين بن الخوي وشمس الدين بن السلعوس ومقدم الركب الأمير عتبة فتوهم منه أبو نمي وكان بينهما عداوة فأغلق أبواب مكة ومنع الناس من دخولها فأحرق الباب وقتل جماعة ونهب بعض الأماكن وجرت خطوب فظيعة ثم أرسلوا القاضي ابن الخوي ليصلح بين الفريقين ولما استقر عند أبي نمي رحل الركوب وبقي هو في الحرم وحده وأرسل معه أبو نمي من ألحقه بهم سالما معظما " ( البداية والنهاية ج13 ص336 )
3ــ قال الفاسي : " قال ابن الجزري في أخبار سنة تسع وثمانين وستمائة : وكان مع ركب الشام الأمير عبية أمير بني عقبة وكان بينه وبين أبي نمي صاحب مكة معاداة فتخيل صاحب مكة أنه ما جاء إلا حتى يأخذ مكة شرفها الله تعالى فغلق باب مكة ولم يمكن أحدا من أصحاب عبية من الدخول إلى مكة فطلعوا أصحاب عبية من جبال مكة ودخلوها قهرا وأحرق المصريون باب مكة ونهبوا الدباغات الطاقات الأديم وجرى كل قبيح من الفريقين ثم انهم راسلوا صاحب مكة واتفقوا معه فدخلوا وطافوا حجهم " ( شفاء الغرام ج2 ص385 ) وقال : " في سنة تسع وثمانين حصل بين أهل مكة والحجاج فتنة في المسجد الحرام قتل فيها من الفريقين فوق أربعين نفرا ــ فيما قيل ــ ونهبت الأموال ولو أراد أبو نمي نهب الجميع لفعل إلا أنه تثبت " ( العقد الثمين ج2 ص157
قلت : هذه الحادثة تبين لنا أن هناك عداوة شديدة بين شريف مكة أبي نمي وبين الأمير عبية وكان الشريف يخشى الأمير حتى ظن أن قدومه للحج هو لأخذ مكة منه وقد جعله هذا يحاول منعهم من دخول مكة فدخلها الأمير عبية بأصحابه رغما عن الشريف أبي نمي وهذا يدل على مدى قوة الأمير وكثرة عدده وعدته
5ــ عام 690هــ
قال المقريزي في ذكر حوادث محرم 690هــ في ذكر قدوم أمراء العربان على سلطان مصر : " وفي هذا الشهر ..... وقدم أمراء العربان من كل جهة فقدم الأمير مهنا بن عيسى أمير آل فضل وسابق الدين عبية أمير بني عقبة وقدما التقادم فأنعم عليهم جميعا وأعيدوا " ( السلوك ج2 ص222
6ــ عام 690 هــ
قال الأستاذ محمد صبحي الشناق في ذكر فتح عكا : " عندما توجه الأشرف خليل بن قلاوون عام 690 لفتح عكا قدم معه آل فضل وأميرهم مهنا بن عيسى وبني عقبة بقيادة أميرهم عبية " ( أعراب بلاد الشام في عهد المماليك ــ رسالة دكتوراه غير منشورة 1999 / 2000 م ص262
قلت : خرج السلطان الأشرف خليل بن قلاوون قاصدا عكا لمحاربة الصليبيين فنازلها يوم الخميس 4/ ربيع الآخر سنة 690هــ ثم فتحها يوم الجمعة 17 / جمادى الآخرة سنة 690هــ وكانت مدة حصار عكا نحو خمسة أشهر
7ــ عام 692هــ قال ابن كثير في ذكر حوادث سنة 692هــ : " وفيها رسم الأشرف بتخريب قلعة الشوبك فهدمت وكانت من أحصن القلاع وأمنعها وأنفعها وانما خربها عن رأي عتبة العقبي ولم ينصح للسلطان فيها ولا للمسلين لأنها كانت شجى في حلوق الأعراب الذين هناك " ( البداية والنهاية ج13 ص352 )
قلت : عتبة تصحيف عبية
5ــ الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
6ــ الأمير عساف بن سابق الدين عبية بن مهدي
7ــ الأمير أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
8ــ الأمير نصير بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي هو اجل واهم أمراء قبيلة بني عقبة وكان من أهم أمراء القبائل في بلاد الشام وقد ارتفع قدره كثيرا لدوره في أحداث بلاد الشام وخاصة في بلاد الكرك وفيما يلي ما توفر لدينا من نصوص حوله :
1ــ قال الدواداري في ذكر سنة 711هــ : " وأما درك الطور وهو طور سيناء فهو على عرب يقال لهم بني سليمان ومنهم أدراك بني عقبة عرب الكرك والشوبك ) " كنز الدرر وجامع الغرر ج9 ص115 )
قلت : هذا النص يبين لنا أن بني سليمان أصحاب درك الطور في جنوبي سيناء يربطهم نسب واحد ببني عقبة عرب الكرك والشوبك فقد نص الدواداري أن أدراك بني عقبة أي أصحاب الدرك من بني عقبة أهل الكرك والشوبك هم من بني سليمان
1ــ سنة 711هــ
قال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث سنة 703هــ في سلطنة الناصر محمد بن قلاوون : " ...ثم كتب إلى نائب غزة ونائب الشام ونائب الكرك والى بني عقبة بأخذ الطريق على قراسنقر فقدم البريد انه سلك البرية إلى صرخد والى زيزاء " ( النجوم الزاهرة ج9 ص27)
1ــ عام 714هــ
شارك بنو عقبة في الحرب التي وقعت بين أشراف مكة المكرمة ويبدو أن هذه المشاركة كانت في عهد الأمير شطي بن عبية قال ابن خلدون : " ... وأقام أبو الغيث وعطيفة فرجع إليهما رميثة وخميصة وعطيفة فسارا إلى المدينة في جوار منصور بن جماز فامدهما ببني عقبة وبني مهدي ورجع إلى حرب رميثة وخميصة فاقتتلوا ثانيا ببطن مر فانهزم أبو الغيث وقتل ... " ( تاريخ ابن خلدون ج5 ص513 ) وقال الفاسي : " ... ثم التقى الأخوان في أربع ذي الحجة سنة أربع عشرة فأسر حميضة أبا الغيث ثم قتله ودامت ولايته على مكة إلى شعبان سنة خمس عشرة وسبعمائة " ( شفاء الغرام ج2 ص322 )
1ــ عام 720هــ
قال المقريزي في ذكر حوادث محرم سنة 720هــ : " ولقي السلطان في هذه السفرة جميع العربان من بني مهدي وأمرائها وشطي وأخيه عساف وأولاده " وأضاف يقول وفي يوم الخميس خامس عشره جلس السلطان وخلع على سائر المراء والقضاة وأرباب الدولة وعلى الأمير شطي بن عبية " ( السلوك ج3 ص23 و 24 ) وقال : " واجتمع عند السلطان من العربان ما لم يجتمع لملك قبله وهم سائر بني مهدي وأمرائها وشطي وأخوه عساف وأولاده وأمراء مكة وأشرافها وأمراء المدينة وصاحبا ينبع وخليص وبني لام وعرب حوران وكبارها وأولاد مهنا وصاروا يعملون عليه ادلالا زائدا ... " ( الذهب المسبوك في ذكر من حج من الخلفاء والملوك ص104 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حج السلطان الناصر محمد بن قلاوون سنة 719هــ : " ولقي السلطان في هذه السفرة جميع العربان وملوكها من بني مهدي وأمرائها وشطي بن عبية وأخاه عسافا وأولاده وأشراف مكة من الأمراء وغيرهم " ( النجوم الزاهرة ج9 ص51 ــ 52 )
ــ عام 737هــ
قال اليوسفي في ذكر حوادث سنة 737هــ : " .... وأنعم على شطي أيضا بضيعة كانت لموسى بن مهنا وكان السبب لذلك أن الرعب قطعت الطريق على جماعة من التجار المسافرين وأخذوا كل ما كان معهم وحضروا وشكوا لنائب الشام فكتب عرف السلطان فكتب إلى سائر أولاد مهنا وآل فضل بالإنكار عليهم وأن يردوا مال التجار الذي عدم لهم فكتبوا الجواب للسلطان أنه لم يكن من عربنا اخذ له مع هؤلاء التجار مشكل وأنما السلطان يعرف أنب بني زبيد وهي الأحلاف خارجين عن طاعة السلطنة وهم يقفوا في الطرقات ويكسبوا من سائر الناس وليس يعرف لهم مستقر فحرج السلطان بهذا السبب وأخرج كثير من إقطاعاتهم وبقيوا تلك السنة إلى أن ورد موسى بقود عظيم فرجع لهم السلطان البعض واستمر البعض " ( نزهة الناظر في سيرة الملك الناصر ص338 )
2ــ عام 739هــ
قال المقريزي في ذكر حج بشتاك الناصري سنة 739هــ : " ..... ومضى منها إلى الكرك فتلقاه الأمير شطي بن عبية أمير آل عقبة في أربعمائة فارس من عربه وأضافه ثم سار بشتاك ومعه الأمير شطي ومن معه من العرب إلى العقبة وقدم إلى القاهرة في ثاني المحرم " ( السلوك ج3 ص263 ) وقال : " ... وكان السلطان قد تقدم إليه بأنه إذا فرغ من الزيارة بالمدينة النبوية يمضي إلى الكرك ليكشف حال الأمير أبي بكر ابن السلطان وأنه يطلب إلى الأمير شطي أن يتلقاه بقرية ( ؟ ) فسار من المدينة نحو الكرك فإذا شطي في انتظاره وعه أربعمائة فارس فتخيل منه وخاف أن يكون كتب إليه بقبضه إذا دخل الكرك وركب ليلا في ثقاته وترك بقية مماليكه وقصد عقبة أيلة وقدم منها إلى السلطان وقال له إذا أردت مسكي فها أنا جئت إليك برقبتي ... " ( المقفى الكبير ج2 ص424 )
قلت : أفادنا المقريزي أن السلطان أمر بمكاتبة الأمير شطي لملاقاة بشتاك الناصري فتلقاه في إحدى القرى وأضافه ثم ساروا إلى العقبة وقد تملك الخوف بشتاك الناصري فانسل من العقبة قاصدا القاهرة ولم يكن معه إلا ثقاته تاركا مماليكه في العقبة بدلا من الاتجاه إلى الكرك لخوفه من أن يقوم الأمير شطي بالقبض عليه تنفيذا لأمر السلطان وفقا لوهم أصابه
ــ عام 742هــ
وقال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة 742هــ : " وفيه قدم الخبر من شطي بن عبية أمير العرب بأن أحمد بن السلطان الناصر قد اختلفت عليه مماليكه وقتلوا الشاب الذي كان يهواه ويعرف بشهيب من أجل أنه كان يهينهم " ( السلوك ج3 ص344 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث 742هــ : " ... ثم قدم الخبر على قوصون أيضا من شطي بن عبية أمير العرب بأن قطلوبغا الفخري قد خامر على قوصون وحلف لأحمد بن الناصر هو ومن معه من الأمراء وأنهم أقاموا أحمد سلطانا ولقبوه بالملك الناصر " ( النجوم الزاهرة ج10 ص28 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث جمادى الأولى سنة742هــ : " ... ثم قدم الخبر من شطي بن عبية أمير العرب بأن قطلوبغا الفخري قد خامر بالكرك على قوصون وحلف لأحمد هو ومن معه من الأمراء وأنهم أقاموه سلطانا ولقبوه بالملك الناصر " ( السلوك ج3 ص346 )
ــ عام 743هــ
قال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة 743هــ : " وفيه قدم الخبر من شطي بان الناصر أحمد قرر مع بعض الكركيين أن يدخل إلى مصر ويقتل السلطان فتشوش الأمراء من ذلك ووقع الاتفاق على تجريد العساكر لقتاله " ( السلوك ج3 ص381 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث سنة 743هــ في ذكر سلطنة الصالح إسماعيل بن محمد بن قلاوون : " وقدم الخبر من شطي أمير العرب بأن الملك الناصر أحمد قرر مع بعض الكركيين أنه يدخل إلى مصر ويقتل السلطان فتشوش الأمراء لذلك ووقع الاتفاق على تجريد العساكر لقتال الملك الناصر وأخذه من الكرك " وأضاف يقول : " ثم قدم الخبر من أمير العرب شطي بن عبية أنه ركب مع العسكر على مدينة الكرك وقاتلوا أهل الكرك وهزموهم إلى القلعة " ( النجوم الزاهرة ج10 ص67 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 743هــ : وفيه قدم الخبر بان شطي وثب عليه رجل وهو مع العسكر على الكرك فضربه بحربة ورداه عن فرسه فحمل إلى بيوته .. " ( السلوك ج3 ص384 )
قلت : هذا النص يدل على أن الأمير شطي شارك بقومه في مهاجمة الكرك وقد وهم ابن كثير رحمه الله تعالى حين قال في ذكره حصار الكرك : " ... وقتل أمير العرب " ( البداية والنهاية ج14 ص216 ) فالصحيح أنه أصيب وقد شفي من إصابته وعاش حتى ليلة عيد الأضحى عام 748هــ .وقال المقريزي في ذكر حوادث هذه السنة في ذكر فرار علاء الدين علي بن فضل الله كاتب السر وجمال الكفاة والشريف شهاب الدين بن أبي الركب من الكرك فرارا من الناصر قال : " ... فبذل جمال الكفاة مالا جزيلا ليوسف بن البصارة حتى مكنهم من الخروج من المدينة وأسر إليه السلطان الناصر أنه يبعث من يقتلهم ويأخذ ما معهم فعرجوا في مسيرهم عن الطريق صحبة بدوي من عربان شطي الى أن قدموا غزة فخلصوا ممن خرج في طلبهم ... " ( السلوك ج3 ص379 )
ــ عام 748هــ
وهو عام وفاة الأمير شطي بن عبية رحمه الله تعالى قال الحسن بن عمر في ذكر حوادث سنة 748هــ : " وفيها توفي الأمير بدر الدين شطي بن عبية أمير العقبة عرب البلقاء وحسبان والكرك إلى تخوم الحجاز وكان شكلا حسنا تام الخلق طلق الوجه محبوبا إلى الناس ذا وجاهة عند السلطان وولي عوضه ولداه : احمد ونصير وكانت وفاته قريبا من المدينة الشريفة رحمه الله تعالى " ( تذكرة النبيه ج3 ص107 ) وقال ابن حجر في ذكر وفاته : " شطي بن عبية أمير آل عقبة عرب البلقاء والكرك إلى تخوم الحجاز مات ليلة عيد الأضحى سنة 748 " ( الدرر الكامنة ج2 ص189 ) وقال المقريزي في ذكر حوادث سنة 748هــ : " ومات أمير بني عقبة بدر الدين شطي بن عبية ليلة عيد الأضحى وأنعم على ولديه أحمد ونصير بإمرته " ( السلوك ج4 ص66 ) وقد ترجم له الصفدي فقال : " شطي أمير آل عقبة : شطي بن عبية الأمير بدر الدين أمير آل عقبة عرب البلقاء وحسبان والكرك إلى تخوم الحجاز وكان شكلا تاما حسنا وهو في هؤلاء العرب نظير مهنا إلا أن مهنا وأولاده أكبر وأوجه عند ملوك مصر لكن كان شطي يخلع عليه الأطلس الأحمر أيضا ، توجه إلى قريب المدينة النبوية صلوات الله على ساكنها ونزل على بني لام فلما كانت ليلة عيد الأضحى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة قال : كتفي كتفي فأحضرت بعض جواريه نارا وأحمت حديدا وكوته يسيرا ثم توجهت لتعيد الحديد إلى النار وتعود إليه فوجدته قد قضى نحبه رحمه الله تعالى وأعطي مكانه لولديه احمد ونصير " ( الوافي بالوفيات ج16 ص151 ــ152 ) وقال : " شطي بن عبية الأمير بدر الدين أمير آل عقبة عرب البلقاء وحسبان والكرك إلى تخوم الحجاز وكان شكلا تاما حسنا تام الخلق محبوبا إلى القلوب بوجهه الطلق يقربه السلطان ويدنيه ويضمه إلى كنفه ويؤويه يطلع كل عام إليه بقوده ويفوز من إنعامه بجوده ويجلسه في أعلى ذروة من طوده ويحمده في وفادته عقبى عوده وهو زعيم قومه والمتعالي في سومه إذا شط شطي عن دارهم نزلوا به عن أقدارهم وكم فك بجاهه لرقابهم من رقبة ولم يزل على حاله إلى أن شط من شطي مزاره وبعد عن الروية وان قربت داره وتوفي رحمه الله ليلة عيد الأضحى سنة ثمان وأربعين وسبعمائة لأنه كان قد توجه إلى المدينة الشريفة النبوية صلوات الله وسلامه على ساكنها ونزل على بني لام ولما كانت ليلة العيد شكا وقال كتفي كنفي فأحضر بعض جواريه نارا وأحمت حديدا وكوته يسيرا ثم توجهت لتعيد الحديدة إلى النار ولما جاءت وجدته قد قضى نحبه رحمه الله تعالى وأعطي مكانه لولديه احمد ونصير وهو في هؤلاء العربان المذكورين نظير مهنا بن عيسى في آل فضل إلا أن مهنا وأولاده أكبر عند الملوك وأوجه عند سلاطين مصر لكن كان الملك الناصر محمد يخلع على شطي الأطلس الأحمر والطرز الزركش أيضا " ( أعيان العصر وأعوان النصر ج1 ص425 ) وقال ابن فضل الله العمري في ذكره : " وآخر أمرائهم كان شطي بن عبية وكان سلطاننا الملك الناصر قد أقبل عليه إقبالا احله فوق السماكين وألحقه بأمراء آل فض وآل مرا وأقطعه الإقطاعيات الجليلة وألبسه التشريف الكبير وأجزل له الحباء وعمر له ولأهله البيت والخباء " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص111 ، قلائد الجمان ص65 )
ــ عام 750هــ ق
ال المقريزي في ذكر حوادث محرم سنة 750 هـ : " وفيه اشتدت الفتنة أيضا ببلاد الكرك بين بني نمير وبني ربيعة فان الملك الناصر محمد بن قلاوون كان لما أعياه أمرهم وتحصنهم بالجبال المنيعة اخذ في الحيلة عليهم وتقدم إلى شطي أمير بني عقبة والى نائب الشام ونائب غزة ونائب الكرك بان يدخلوا البرية كأنهم يصطادون ويوقعون بهم فقبضوا على كثير منهم وقتلوا في جبالهم كثيرا منهم وحبسوا باقيهم حتى ماتوا فسكن الشر بتلك الجهات إلى أن كانت فتنة الناصر احمد بالكرك عاد بنو نمير وبنو ربيعة إلى ما كانوا عليه من الفساد ... " ( السلوك ج4 ص102 ) قلت : هذه الحادثة تعود إلى عهد الأمير شطي المتوفى عام 748هــ كما مر بيانه زوقد تولى إمارة بني عقبة بعد وفاة الأمير سابق الدين شطي بن بدر الدين عبية بن مهدي ولدا : الأمير أحمد والأمير نصير وفي عهدهما نجد النص التالي عام 751 هــ :1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ذي القعدة سنة 751هــفي ذكر كتب السلطان : " ... وكتب لعرب شطي وبني عقبة وبني مهدي بالقيام مع الأمير فضل وكتب لنائب غزة بإرسال السوقة إلى العقبة " ( السلوك ج4 ص126 ) وقال ابن تغرى بردى في ذكر حوادث سنة 751هـ في ذكر سلطنة الناصر حسن بن قلاوون : " ... وكتب لعرب شطي وبني عقبة وبني مهدي بالقيام مع الأمير فضل .. " ( النجوم الزاهرة ج10 ص176 )
9ــ الأمير خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ عام 784هــ 1ــ
قال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 784هــ : " وفي جمادى الآخرة عزم جماعة من أهل دمشق على التوجه إلى الحجاز على عادة الرجبيين وعين لهم النائب أميرا وجهز معهم قمحا ليفرق هناك وخرجوا آخر الشهر واجتمعوا بالأمير خاطر وتوجهوا وجرت لهم معه أمور تأخروا بسببها بحيث أنهم صاموا شهر رمضان في الطريق وحصل لهم كلفة بسبب العرب وغيرهم ... " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص83 )
2ــ عام 785هــ
في هذا العام جرت حادثتان هما :
1ــ هزيمة نائب الكرك 1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " وفي سلخه قدم البريد بان الأمير طغاي القبلاوي نائب الكرك تنازع مع الأمير خاطر بسبب أنه كبس عربانا كانوا نزلائه وقبض عليهم وآل الأمر إلى اقتتالهما فانكسر نائب الكرك من خاطر وتخلص العربان من يده " ( السلوك ج5 ص148 )
2ــ قال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث محرم سنة 785هــ : " وفيه جاء الخبر أن الأمير طغيتمر القبلاوي نائب الكرك تقاتل هو والأمير خاطر أمير العرب فانكسر نائب الكرك " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص104 )
3ــ قال الصيرفي في ذكر حوادث محرم سنة 785 هــ : " وفي سلخ هذا الشهر وصل البريد وأخبر بأن الأمير طغاي تمر القبلاوي نائب الكرك وقع بينه وبين الأمير خاطر تنافس بسبب أن خاطرا كبس الكرك لأجل عرب كانوا نازلين بها من جهة النائب فقبض عليهم فآل الأمر بينهم إلى الحرب وتقاتلوا قتالا شديدا فانكسر النائب من خاطر وأخذ العربان من يده " ( نزهة النفوس ج1 ص62 )
4ــ قال ابن حجر في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " وفيه وقعت بين قبلاي نائب الكرك وخاطر أمير العرب بها مقتلة فانكسر قبلاي وخلص خاطر من كان قبلاي أمسكه قبل ذلك منهم " ( إنباء الغمر ج2 ص124 )
5ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " وفيه قدم البريد بان الأمير طغاي تمر القبلاوي نائب الكرك تنازع مع الأمير خاطر شيخ العرب بسبب أنه كبس على عربان كانوا نزلاءه وقبض على جماعة منهم فاتسعت الفتنة بينهما وآل الأمر إلى افتتانهما فانكسر نائب الكرك وقتل ممن كان معه جماعة ثم إن الأمير خاطر خلص اؤلائك العربان الذين قبض عليهم نائب الكرك " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص327
2ــ نائب الكرك يغدر بالأمير خاطر
1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785هــ : " وقدم البريد من الكرك بأن نائبها الأمير طغاي تمر صالح الأمير خاطر حتى اطمأن له ودخل عليه ومعه ابناه فقبض عليهم وذبحهم ثلاثتهم " ( السلوك ج5 ص151 )
2ــ قال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785 هــ : " وفيه جاء الخبر أن الأمير طغيتمر القبلاوي اصطلح مع الأمير خاطر وطيبه إلى أن حضر عنده فذبحه وذبح ولديه " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص108 )
3ــ قال الصيرفي في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785هــ : " ووصل البريد من الكرك مخبرا أن الأمير طغاتمر ما زال يداهن خاطرا ويظهر له الصفاء والمودة وصالحه صلحا عظيما فاطمأن إليه ودخل عليه ومعه ولده فبادر بالقبض عليهم وأمر بذبحهم " ( نزهة النفوس ج1 ص69 )
4ــ قال ابن حجر في ذكر حوادث صفر سنة 785هــ : " ثم تحيل قبلاوي على خاطر إلى أن حضر عنده فذبحه وذبح ولديه " ( إنباء الغمر ج2 ص124 )
5ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 785هــ : " وفيه قدم البريد من الكرك وأخبر أن نائبها طغاي تمر احتال على الأمير خاطر أمير العربان فلما ظفر به وبابنيه الاثنين فذبح الثلاثة بيده ولم تنتطح في ذلك شاتان " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص331 )
قلت : هذه النصوص تبين لنا قدر الأمير خاطر العظيم وأن قومه كانت لهم العدة والعدد ,وأن الأمير لم يرض من نائب الكرك أن يعتدي على ضيوفه من العربان الذي كانوا ينزلون عليه وقان بتخليصهم من نائب الكرك بعد معركة انتصر فيها الأمير خاطر ولم يستطع نائب الكرك أن يحقق انتقامه من الأمير خاطر إلا بالغدر والخيانة ومن النصوص التي ورد للأمير خاطر ذكر فيها :
1ــ قال القلقشندي : " بنو عقبة : وقد تقدم في الكلام على الأنساب أن مرجعهم إلى جذام وأن منازله الكرك والشوبك ورسم المكاتبة إلى أميرهم مثل أمير آل مرا وكذلك رسم المكاتبة إلى أقاربه مثل رسم المكاتبة إلى أقارب أمير آل مرا أيضا فتكون مكاتبة أميرهم " صدرت " و " السامي " ومكاتبة أعيان أقاربه " السامي الأمير " ولمن دونهم " مجلس الأمير " وقد ذكر في التثقيف أن إمرتهم في زمانه كانت باسم خاطر بن أحمد بن شطي بن عبيد وذكر أن رسم المكاتبة إليه : الاسم والسامي بالياء وتعريفه فلان بن فلان " ( صبح الأعشى ج7 ص188 )
قلت : عبيد تصحيف عبية
10ــ الأمير هيثم بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ قال ابن الفرات في ذكر حوادث رمضان سنة 791هــ : " وفي يوم الأحد حادي عشري شهر رمضان من هذه السنة ورد إلى الديار المصرية دوادار الأمير ناصر الدين محمد بن باكيش نائب السلطنة بغزة المحروسة من جهة مخدومه واخبر الأمير الكبير سيف الدين منطاش الأفضلي بأن الملك الظاهر سيف الدين برقوق قد استولى على الكرك وان نايبها الأمير حسام الدين حسن كجكنى سلمها إليه ودخل في طاعته واستقر عنده دوادارا وأن الأمير هيثم بن خاطر أمير بني عقبة عرب الكرك حضر إلى خدمته وأطاعه " قال : " ولما حضر أمير بني عقبة إلى خدمة الملك الظاهر أمر بإحضار عرب الكرك إليه ليكونوا عونا له ومساعديه إن احتاج إليهم فأحضرهم إليه وهم سبعة آلاف نفس على ما قيل " ( تاريخ ابن الفرات مجلد9 ج1 ص138 ــ 139 و140 )
2ــ وقال الصيرفي في ذكر حوادث رمضان سنة 791هــ : " وفيه حضر البريد من غزة مخبرا بخلاص الملك الظاهر برقوق وأنه خلص من سجن الكرك واستولى على مدينتها بموافقة نائبها وأهلها وانضم إليه عالم كثير ومن جملة من انضم إليه ابن خاطر أمير بني عقبة من عرب الكرك وصار تحت لوائه وطاعته فأرجف بهذا الخبر منطاش وكاد أن يموت ... " ( نزهة النفوس ج1 ص249 )
3ــ وقال ابن تغرى بردى في ذكر سلطنة المنصور حاجي بن شعبان في حوادث سنة 791هــ " : ولم يتم سروره وقدم عليه الخبر بما هو أدهى وأمر وهو خروج الملك الظاهر برقوق من سجن الكرك وأنه استولى على مدينتها ووافقه نائبها الأمير حسام الدين حسن الكجكتي وقام بخدمته وأنه قد حضر إلى الملك الظاهر برقوق ابن خاطر أمير بني عقبة من عرب الكرك ودخل في طاعته وقدم هذا الخبر من ابن باكيش نائب غزة فلما سمع منطاش ذلك كاد يهلك واضطربت الديار المصرية " ( النجوم الزاهرة ج11 ص287 )
4ــ وقال المقريزي في ذكر الخبر في حوادث رمضان سنة 791هــ : " ... وقد حضر إليه ابن خاطر أمير بني عقبة عرب الكرك ودخل في طاعته فاضطرب منطاش " ( السلوك ج5 ص253 )5
ــ وقال ابن قاضي شهبة في ذكر حوادث رمضان سنة 791هــ : " ويوم الأحد حادي عشرينه ورد إلى مصر دوادار نائب غزة وأخبر أن الظاهر استولى على الكرك وأطاعه أمير بني عقبة " ( تاريخ ابن قاضي شهبة ج3 ص289 )
11ــ الأمير منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ عام 802هــ1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ذي القعدة سنة 802 هــ : " وفيه توجه عبد الرحمن المهتار إلى الكرك فقدمها في سادس عشرينه وطلب من منجد بن خاطر أمير بني عقبة أربعمائة بعير وعد بها في الإمرة " ( السلوك ج6 ص33 )
2ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث ذي القعدة سنة 802هــ : " وفيه توجه عبد الرحمن المهتار إلى الكرك فقدمها في سادس عشرينه وطلب من منجد بن خاطر أمير بني عقبة أربعمائة بعير كان وعده بها في الإمرة " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص590 )1
ــ عام 804 هــ1
ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث محرم سنة 804هــ : " وفيه جاءت الأخبار بان عرب بني سالم خرجوا على الحجاج فتحارب معهم أمير الحاج وكسرهم وقبض على شيخهم منجد بن خاطر وأحضره في الحديد الى مصر فلما مثل بين يدي السلطان أمر بشنقه فالتزم برد ما نهب للحاج جميعه فسجن حتى يحضر ذلك " ( بدائع الزهور ج1 قسم 2 ص639 )
12ــ الأمير جابر بن منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
1ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الأول سنة843هــ : " وفيه ورد الخبر بأن الأمير أقبغا التركماني الناصري نائب الكرك لما قدم عليه من الأبواب السلطانية جابرا من بني عقبة ابن منجد أمير بني عقبة وعليه الخلعة السلطانية ونزعها عنه وقتله " ( السلوك ج7 ص436 )
2ــ قال الأستاذ شوكت رمضان حجة : " سجن نائب الكرك أقبغا التركماني : في سنة 843هــ 1439م قام نائب الكرك أقبغا التركماني بقتل الأمير جابر أمير بني عقبة ويبدو أن سبب ذلك يعود لما لجابر من مكانة عند السلطان جقمق فما أن رجع الأمير جابر من جهة السلطان جقمق وعليه خلعته حتى نزعها نائب الكرك منه وقتله فاغتاظ السلطان من ذلك وأمر بأن يقبض عليه ويسجن بقلعة الكرك بعد تأديبه وتحليفه ألا يشرب الخمر وقد توفي الأمير أقبغا بسجنه في ذي القعدة سنة 844هــ 1440م " ( التاريخ السياسي لمنطقة شرقي الأردن ص110 ــ 111 )
2ــ ثانيا : نصوص وأخبار بني عقبة
1ــ قال الحمداني ( 602 ــ 700هــ ) في ذكر بني عقبة : " ديارهم من الشوبك إلى حسما إلى تبوك إلى تيماء ثم إلى الحريداء وهي شرقي الحجاز " ( قلائد الجمان ص65 ) ونقل القلقشندي عن الحمداني أن بني عقبة ببلاد الشوبك ( صبح الأعشى ج1 ص334 )
2ــ قال ابن فضل الله العمري ( ت 749هــ ) : " وديارهم من الشوبك إلى حسما إلى تبوك إلى تيما إلى برد ورؤاف والى الحديدا وهو شرقي الحجر " وقال في ذكر درب الحج المصري : " ومن العقبة إلى الدأماء ما دون القصب لبني عقبة " ( قبائل العرب في القرنين السابع والثامن الهجريين ص111 و 187 )
قلت : الحديدا والحريدا تصحيف الجريداء تصحفت الجيم إلى حاء ذكره البلادي فقال : " جريدة بالتصغير : واد وسهل جنوب تيماء في نهاية سهل الجهراء من الشمال الغربي " وقال في ذكر الجهراء : " أرض واسعة تقع بين خيبر وتيماء " قال : " تبعد عن خيبر 90 كيلا شمالا " وقال : " يشرف عليها من الغرب الهضب ومن الشرق برد ورؤاف " ( معجم معالم الحجاز ج2 ص144 و 190 ) أما جبل برد فجبل إلى الجنوب الشرقي من تيماء قال الجاسر : " وجبل برد يقع ــ كما وصف ياقوت ــ مقابلا لجبل رؤاف في الجنوب الشرقي من تيماء بما يقارب 100 كيل " ( شمال المملكة ج1 ص179 )3ــ قال ابن خلدون ( ت 808هــ ) : " بنو عقبة وهم من الكرك إلى الأزلم من برية الحجاز " ( تاريخ ابن خلدون ج 2 ص297 ) وقال : " وفيما بين الكرك وغزة شرقا قبائل من جذام من قضاعة في جموع وافرة ولهم أمراء أعزة يقطعهم السلطان على العسكر وحفظ السابلة وينجعون في المشاتي إلى معان وما يليها من أسافل نجد مما يلي تيماء " ( تاريخ ابن خلدون ج6 ص7 )
قلت : المعني بقبائل جذام هذه هم بنو عقبة وجذام ليسوا من قضاعة كما هو معلوم وقال ابن خلدون في ذكر قبيلة العائد : " ويليهم من جهة الشرق بالكرك ونواحيها أحياء بني عقبة من جذام أيضا رحالة ناجعة تنتهي رحلتهم إلى المدينة النبوية وعليهم درك السابلة فيما يليهم " ( تاريخ ابن خلدون ج6 ص7 ) وقال : " ديارهم من الكرك إلى الأزلم في برية الحجاز وعليهم درك الطريق ما بين المدينة النبوية إلى حدود غزة من بلاد الشام " ( قلائد الجمان ص65 ، نهاية الأرب ص364 )
3ــ قال القلقشندي في ذكره بيان رتب المكتوب عنهم والمكتوب إليهم من أعيان الدولة بمملكة الديار المصرية وما يستحقه كل منهم من رتب المكاتبات السابقة على ما الحال مستقر عليه في زماننا قال : " المرتبة الثالثة عشرة : من يكتب إليه من هذه الطبقة : أدام الله تعالى نعمة الجناب العالي " وبذلك يكتب عن نائب الشام إلى أمراء العشرات بمصر وأمراء العشرينات بالشام والمحتسب بها والحاجب الكبير بغزة ومقدم عرب بني عقبة وأكابر عرب آل فضل وأمير آل علي وأمير آل موسى ونائب مصياف ومتولي بيروت " ( صبح الأعشى ج8 ص220 ــ221 ، 217 )
4ــ قال المقريزي ( ت854هــ ) في ذكر بني عقبة : " والى هذا الفخذ يرجع كل عقبي ببلاد الشام وبحوف مصر وما بين أيلة وحوف مصر ولبني عقبة من عقبة أيلة إلى داما قرب عينونة " وقال : " وأما طريق مكة المشرفة شرفها الله تعالى فمن القاهرة إلى عقبة أيلة للعايذ ومن العقبة إلى داما بالقرب من عينونة لبني عقبة " ( البيان والإعراب ص19 و 72 )
5ــ قال المقريزي في ذكر حوادث ربيع الآخر سنة 821هــ في ذكر السلطان : " وكتب إلى الأمير شاهين نائب الكرك انه جهز إليه نائب غزة ونائب القدس وكاشف الرملة بمن معهم من العساكر لضرب عربان بني عقبة وأخذهم وجهز إليه فوقاني بوجهي حرير كمخا بطراز عريض وكتب إلى المذكورين أن يتوجهوا إلى الكرك لضرب بني عقبة وأخذهم صحبة نائب الكرك وأسر إلى نائب غزة بأن يقبض عليه وموضع الحوطة على موجودة " ( السلوك ج6ص67 ) وقال الجوهري في ذكر حوادث جمادى الآخرة سنة 821هــ : " وفيه أرسل السلطان إلى نائب غزة ونائب الكرك ونائب القدس ونائب الرملة أن يجتمعوا على كبس بني عقبة وكتب في الباطن إلى نائب غزة أن يمسك نائب الكرك وكان السلطان قد غضب عليه لكونه لم يخرج لملاقاته حين عاد من بلاد الشام فمسكه وحمله إلى دمشق فحبس بها في القلعة " ( نزهة النفوس ج2 ص426 ) وقال ابن حجر في ذكر حوادث جمادى الأولى سنة 821هــ : " وفيه جهز السلطان إلى نائب الكرك نواب القدس والرملة وغزة ليجتمعوا معه على كبس بني عقبة وأسر إلى نائب غزة أن يقبض على نائب الكرك وكان السلطان غضب عليه لكونه لم يخرج لملاقاته حين عاد من بلاد الروم فقبضوا عليه في جمادى الآخرة وحمل إلى دمشق فسجن بها " ( إنباء الغمر ج7 ص305 )
5ــ قال ابن اياس في ذكر حوادث شوال سنة 856هــ : " وفيه جاءت الأخبار بقتل طوغان الذي تولى نائب الكرك من قريب وطوغان هذا والد سيدي علي الذي كان دوادار قانصوه خمسمائة وكان يسمى طوغان التوروزي وقتل في حرب كان بينه وبين بني عقبة " ( بدائع الزهور ج2 ص297 ) وقال السخاوي في ذكر هذه الحادثة : " ... ثم استقر في نيابة الكرك ولم يلبث أن قتل بها في سنة ست وخمسين " ( الضوء اللامع ج4 ص12 ) وقال في ذكر ولده علي : " وأظن والده هو الماضي وأنه قتل في نيابة الكرك سنة ست وخمسين " ( الضوء اللامع ج5 ص233 ) وقال ابن تغرى بردى : " وتوفي الأمير طوغان نائب الكرك قتيلا بنواحي الكرك في أواخر سنة ست وخمسين " وقال : " ... ثم نقل إلى نيابة الكرك في سنة ست وخمسين المذكورة عوضا عن الأمير اينال اليشبكي المعروف بحاج اينال بحكم انتقال اينال إلى نيابة حماة فتوجه إلى الكرك وبعد أيام يسيرة ركب مماليكه وكبس بعض الأعراب الطائعة وقاتلهم وظفر منهم بجماعة فأسرف في قتلهم ثم نزل بمكان هناك فعادوا عليه العرب من وقتهم فقاتلهم ثانيا فكسروه وقتلوه أشر قتلة وكان مهملا وضيعا أهوج ظالما سيئ الخلق ... " ( حوادث الدهور ج2 ص395 ) وقال في ذكر حوادث شوال سنة 856هــ : " وفيه ورد الخبر بمقتل طوغان نائب الكرك " ( حوادث الدهور ج2 ص377 ) وقال : " وتوفي الأمير سيف الدين طوغان السيفي أقبردي المنقار نائب الكرك قتيلا بيد العربان في هذه السنة " ( النجوم الزاهرة ج15 ص296 )
* نسب الأمراء *
لقد بينا فيما تقدم بعض أخبار بني عقبة وأخبار أمرائهم وسنبين هنا نسب هؤلاء الأمراء فنقول وبالله التوفيق :
1ــ أولا : أسماء أمراء بني عقبة
1ــ الأمير سابق الدين عبية بن مهدي ؟
2ــ الأمير ناصر الدين غنام بن جوذر
3ــ الأمير جمال الدين سكل بن نجاد
4ــ الأمير وهيبة بن نجاد
5ــ الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
6ــ الأمير عساف بن سابق الدين عبية بن مهدي
7ــ الأمير أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
8ــ الأمير نصير بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
9ــ الأمير خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
10ــ الأمير هيثم بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
11ــ الأمير منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
12ــ الأمير جابر بن منجد بن خاطر بن أحمد بن بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
2ــ ثانيا : ديار بني عقبة
كان معقل بني عقبة في بلاد الكرك والشوبك في جنوبي الأردن وتمتد بلادهم إلى شمالي الحجاز ونواحي أخرى في بلاد فلسطين
3ــ ثالثا : بنو سليمان وبنو عقبة بين لنا الدواداري في أخبار سنة 703هــ أن أصحاب الدرك من بني عقبة في بلاد الكرك من بني سليمان أصحاب الدرك في بلاد الطور في جنوبي سيناء فقال في ذكر سنة 703هــ : " وأما درك الطور وهو طور سيناء فهو على عرب يقال لهم بني سليمان ومنهم أدراك بني عقبة عرب الكرك والشوبك " ( كنز الدرر وجامع الغرر ج9 ص115 )
قلت : هذا النص يبين لنا أن بني سليمان أصحاب درك الطور في جنوبي سيناء يربطهم نسب واحد بأصحاب الدرك من بني عقبة عرب الكرك والشوبك فقد نص الدواداري أن أدراك بني عقبة أي أصحاب الدرك من بني عقبة أهل الكرك والشوبك هم من بني سليمان ودرك جمع أدراك والدرك هم الحرس ويعرف به رجال الشرطة إلى يومنا هذا في بعض بلاد العرب قال محمد قنديل البقلي : " أرباب الأدراك : هم الجند أو الخفراء الذين يكلفون بحراسة الدرك والدرك هو مكان معين وحراسته بالتناوب وقد ورد المصطلح في نسخة توقيع بنيابة قلعة المرقب والولاية بها كتب به لصلاح الدين خليل : " .. ويتفقد الرجال وأرباب الأدراك والشواني ويحذرهم من الإهمال ويأمرهم باليقظة والاحتراز في الليل والنهار " ــ القلقشندي ج12 ص464 ــ ( التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ص20 ) وقال دوزي : " أرباب الأدراك : ذكروا ضمن موظفي الدولة في الإسكندرية " ( تكملة المعاجم العربية . ترجمة د. محمد سليم النعيمي ــ دار الرشيد للنشر ــ بغداد ــ العراق 1981م ج4 ص338 )
4ــ رابعا: نسب بني سليمان
بنو سليمان قبيلة من قبائل المساعيد كما تبينه النصوص التالية :
1ــ قال نعوم شقير في كتابه الصادر عام 1916م : " تفرق المساعيد ثلاث فرق فرقة ذهبت شرقا فسكنت فارعة المسعودي وراء حوران وفرقة ذهبت غربا فسكنت أرض مصر وعرفت هناك بأولاد سليمان وبقي منها بقية في بر قطية غرب العريش حافظت على اسم المساعيد ..... " ( تاريخ سيناء ص118 ) وقال في حديثه عن عربان بر قطية : " هي فروع صغيرة من القبائل المعروفة بهذه الأسماء في مديريتي الشرقية والقليوبية إلا المساعيد فان إخوانهم في مصر يعرفون بأولاد سليمان " ( تاريخ سيناء ص122) وقال يذكر وجودهم في بلاد الطور في جنوبي سيناء : " وأما عرب بني سليمان فالظاهر أنهم كانوا قبيلة قوية في الجزيرة ولعلهم دخلوا الجزيرة مع بني واصل وكانوا حلفائهم ثم ضاق بهم العيش فرحلوا على مصر وسكنوا مديرية الشرقية ولم يبق منهم في الجزيرة سوى بيت واحد انضم إلى القرارشة الصوالحة وقيل هم فرع من بني عطية المساعيد " ( تاريخ سيناء ص109 ) وذكرهم الكتب الإنجليزي ج . و . موري في كتابه الصادر عام 1935م وقال في حديثه عن قبيلة الأحيوات المساعيد : " ارتحل المساعيد إلى جوار غزة وتفرقوا إلى ثلاث فرق : الفرقة الأولى : أولاد سليمان الذين اتجهوا إلى مصر وظل منهم قسم استقر في قطية حافظت على اسم المساعيد ، أما الفرقة الثانية من أولاد سليمان فقد اتجهوا إلى حوران ، أما الفرقة الثالثة فكان منها الأحيوات " وقال : " المساعيد احتفظوا بالاسم الأصلي فيما ذهب أولاد سليمان إلى مصر واستقر الأحيوات في سيناء " وقال : " أولاد سليمان الشرقيون قسم من المساعيد المستقرين في الشرقية وحوران " ( بنو إسماعيل ــ بالغة الإنجليزية ــ ص249 و 251 و 287 ) وقد حدثني الحاج عامر بن سليمان بن ريان بن سليمان مساء يوم الأحد 25 / رجب / 1408هــ الموافق 14 / 2 / 1988م فقال : إن قبيلته المشارقة التي تقطن نواحي الفيوم غربا في قرى : أبو عوض بمركز اطسا وبلدة مغني وبلدة خلف وضواحي أبو جندير وكوم ماضي والغرق السلطاني فرع من بني سليمان التي تقطن بني سويف شرقي نهر النيل وانهم من جماعة الأمير سليمان المنطار المدفون في غزة . وقال محمد سليمان الطيب في ذكر أولاد سليمان في بلاد الطور : " المتفق عليه أن أولاد سليمان من قبيلة المساعيد " ( موسوعة القبائل العربية . مجلد 1 ص567 ) وذكر اللواء حامد أحمد صالح في كتابه الذي أنجزه عام 1962م أن المساعيد والأحيوات ينحدرون من سليمان من عطية ( نحن العرب ص75 ) وقال في ذكر الأحيوات : " الأحيوات من المساعيد من بني عطية " ( نحن العرب ص140 ) وقال في ذكر المساعيد : " المساعيد من بني عطية في الشرقية وشمال سيناء وأسنا " ( نحن العرب ص140 ) وقال : " أولاد سليمان من بني عطية " ( نحن العرب ص142 )
قلت : بنو عطية فرع من المساعيد ومنهم الأحيوات قال نعوم شقير في ذكر الأحيوات : " وفي تقاليدهم أنهم من بني عطية المساعيد " ( تاريخ سيناء ص117 ) . وهذا يعني أن بني عطية فرع من قبيلة المساعيد ومن فروع بني المساعيد : قبيلة الأحيوات وليس كل المساعيد يرجعون إلى بني عطية من فروع المساعيد كما أن بني سليمان فرع آخر من المساعيد وهم أبناء عمومة بني عطية المساعيد .
قلت : الخلاصة أن بني سليمان فرع من قبيلة المساعيد .
5ــ خامسا : بنو عقبة في بلاد الكرك والشوبك
يعنينا هنا البحث في فروع بني عقبة في بلاد الكرك والشوبك الذين كانوا يتولون حفظ الطرق كما مر بيانه طوال العهد المملوكي وهذه الفروع هي :
1ــ الخرشة
ومن بدناتهم التي كانت تقطن الكرك : الرشيدات قال الجزيري في ذكرهم : وهم أصحاب المرتب بديوان القلعة المنصورة يقبضون ذلك أو من يحضر منهم من ملاك الكرك والشوبك وغزة إلى عقبة أيلة بالطلعة ويعودون وهو إنعام من غير درك كأولاد سعيفان " ( الدرر الفرائد ص1381ــ1382 ) وقد جاء ذكر الخرشة في الوثائق العثمانية التي ذكرت وجودهم في الغور في بلاد الكرك والشوبك في القرن العاشر للهجرة ( دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 185 ص13 و 18 و316 و332 و 333، دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 970 ص12 و 153 )
2ــ الحسنة
وهم من فروع العمرو وقد ذكرهم الجزري ومن بدناتهم التي كانت تقطن الكرك :1ــ الزبيدات 2ــ الجوينات3ــ أبو طالب 4ــ الحطابات 5ــ الكلابنة ( الكلابية )( دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 185 ص13 و 18 و316 و 325 ـــ 331 ، دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 970 ص12 و 153 ، الدرر الفرائد ص 1367 و 1368 )
3ــ الجربنت وهم من فروع قبيلة العمرو التي ذكرها الجزيري ومن بدناتهم التي كانت تقطن بلاد الكرك والشوبك :
1ــ آل يزيد ( أبو يزيد )
2ــ آل محمدية ( المحمدية )
3ــ المسيك
4ــ آل موسى ( أبو موسى ) ومنهم :
1ــ حريبة
( دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 185 ص13 و14 و 51 و316 و 325 و326 و330 ، دفتر مفصل لواء عجلون طابو دفتري رقم 970 ص12 و 154 ، الدرر الفرائد ص 1367 و ، الدرر الفرائد ص 1367 و 1368
4ــ المساعيد
هم أكبر فروع بني عقبة وفيهم الإمرة والعدد والعدة قال الجزيري : " وأما المساعيد من بني عقبة فمنهم بدنات كثيرة وفروع غزيرة فلنذكر منها عشرين بدنة ومنهم أمراء أصحاب مرتبات لاتقاء شرورهم لا على درك وهم أولاد الأمير سعيفان أمير الدربين ومنزلهم الكرك وحوالي القدس والخليل وهم الأمير مرعب وأخوته قضيب وبديع وجماعتهم وعادتهم يحضر منهم أو من جماعتهم من يقابل أمير الحاج بعقبة أيلة في الذهاب فيقبض ما هو معين له بالدفتر السلطاني ويتوجه فلا يعود إلا في السنة المستقبلة كذلك وبدناتهم على ما نذكره :
النجادية : شيخهم الأمير مرعب بن سعيفان
العساسفة : من الهويدفية منهم محمد بن حميد
الحياجات : رباعة مرعب آل شطي ومنهم زعر بن معقل
الجوادرة : منهم عنيز المسعودي
المغايثة : منهم حجاج
المواهرة : منهم بكر بن أبي بكر وطوق بن طلحة وقراد وأخوه
الشرشيدية النجادية : منهم شكم بن صعب ومرعي أبو مخطوم
الدويسات والهبر : منهم زويد
البراغشة : منهم أحمد بن بذال
الهويدفية : منهم علوي
الصناع ــ بتشديد النون ــ منهم عبيد بن كحيل
العساكرية ــ بالياء المثناة التحتية المشددة
النضرة : منهم درع النويجعية ــ بنون مشددة وبعد الواو ياء مثناة تحتية ــ منهم كلاب
القيوس ــ بقاف مثناة بعدها ياء مثناة تحتية ــ منهم مياس
الحوة ــ بحاء مهملة وواو مشددة مفتوحة ــ منهم زبن سعيدة الحطاطبة : منهم مربط "
( الدرر الفرائد ص1368 ــ1369 )
وقال : والمساعيد المذكورون عادتهم يحضر أحد أولاد الأمير سعيفان أو قاصده بعقبة أيلة ويقبض ما لهم بالدفتر السلطاني وهو له ولجماعته مائتان وعشرون دينارا غير التشاريف السلطانية " ( درر الفوائد ــ طبعة القاهرة ــ ص512 ) .
قلت : فيما ذكره الجزيري خلط وتكرار وعدم ذكر للبطون وفروعها ومما يستفاد من نصوصه :
1ــ أن النجادية هم فرع الأمراء فمنهم الأمير سعيفان آل شطي وأولاده الأمراء مرعب وقضيب وبديع
2ــ أن العساسفة هم أقرب الفروع إلى فرع الأمراء فقد جاء ذكرهم بعد فرع النجادية فرع الأمراء مباشرة وهم فرع من الهويدفية والله تعالى أعلم
3ــ أن المساعيد هم أكبر فروع بني عقبة ويتضح ذلك من كثرة فروعهم التي لم يذكر منها الجزيري حسب نصه إلا ما سجله هنا وهذا يوضح معنى كون الإمارة فيهم 4ــ أن ما ذكره الجزيري يبين أن الإمرة في بني عقبة في بلاد الكرك تسلسلت في المساعيد ومما يؤكد ذلك :1ــ أن الإمرة تكون في أقوى الفروع وأكبرها عددا وعدة وهو ما ينطبق على المساعيد
2ــ أن أسماء أمراء بني عقبة نجد سلالاتها من فرع قبيلة المساعيد ومن ذلك :
1ــ نجد من أمراء بني عقبة :
1ــ الأمير جمال الدين سكل بن نجاد
2ــ الأمير وهيبة بن نجاد
ومن فروع المساعيد : النجادية نسبة إلى نجاد
ومن أمراء بني عقبة أيضا :
3ــ الأمير بدر الدين شطي بن سابق الدين عبية بن مهدي
وقد تسلسلت الإمرة في سلالة هذا الأمير كما مر بيانه
ومن فروع المساعيد : آل شطي ومنهم الأمير مرعب بن سعيفان آل شطي وقد ظل موالي الأمراء يحملون اسم الشطية في فلسطين إلى يومنا هذا
ومن أمراء بني عقبة أيضا :
4ــ الأمير عساف بن سابق الدين عبية بن مهدي
ومن فروع المساعيد : العساسفة نسبة إلى عساف
ومن أمراء بني عقبة أيضا : 5ــ الأمير ناصر الدين غنام بن جوذر
ومن فروع المساعيد : الجوادرة
قلت : يتحقق لنا مما سبق بيانه أن أمراء بني عقبة هم من قبيلة المساعيد ولم يبق من يعرف بالإمارة ممن كان يعد من بني عقبة إلا المساعيد في بلاد فلسطين التي استقروا فيها بعد ارتحالهم من بلاد الكرك قال الأستاذ إحسان النمر في كتابه الصادر عام 1357هــ 1938م في ذكر مساعيد فلسطين : " المساعيد : هم من وادي الحرير . نزلوا جهات في الكرك ثم رحلوا على اثر فتنة وقعت هناك ونزلوا في غور نابلس المعروف بغور الفارعة " ( تاريخ جبل نابلس والبلقاء ج1 ص139 وأنظر ط2 / 1395هــ 1975م ج1 ص181 ) وقال الدكتور أحمد عويدي العبادي في حديثه عن قبيلة العمرو في بلاد الكرك : " المسعودي : الذي نزح قسم منهم إلى شمال الأردن وآخر إلى الجفتلك في غور الأردن الشمالي من غرب نهر الأردن بعد حروب بينه وبين ابن ثبيت " وقال في ذكر أسباب تناقص أعداد قبيلة العمرو أن منها : " الحروب الداخلية خاصة فيها بين ابن ثبيت والمسعودي وأتباعهما " وقال في ذكر أقسام العمرو في بلاد الكرك : " المسعودي وقد هاجر إلى الجفتلك في غور الأردن الشمالي غربي مجرى نهر الأردن " ( العشائر الأردنية ج1 ص568 و 570 ) .
قلت : ها هنا ملاحظة يسيرة وهي أن قبيلة المساعيد في شمالي الأردن قدمت من بلاد العراق ولم تكن يوما في بلاد الكرك ووحدهم مساعيد فلسطين الذين هاجروا من بلاد الكرك وقد هاجر المساعيد ابتداءا ألي بلاد البلقاء وقد هاجمهم نصوح باشا هناك ( قافلة الحج الشامي ص49 ) وكان نصوح باشا واليا في الفترة بين 1120ــ 1126هــ 1707 ــ 1714 / 1715م ثم انتقلوا إلى غور الفارعة غربي نهر الأردن .
ونلاحظ أن هذا التحقيق يتفق مع ما ذكره الدواداري سنة 703هــ أن أدراك بني عقبة في بلاد الكرك والشوبك هم من بني سليمان يعني أصحاب الدرك وأصحاب الدرك هم أمراء بني عقبة الذين بين الجزيري أنهم من المساعيد وبنو سليمان كما سبق بيانه قبيلة من قبائل المساعيد .
بحث رائع وتفنيد اروع لذوي العقول والالباب
ردحذفبارك الله فيك استاذ راشد
أخي الكريم / ابو عيسى المسعودي
ردحذفجزاك الله خيرا وفي النسخة المحدّثة من هذا البحث إضافات مهمّة للغاية
بارك اللّه فيك
ردحذفوفيكم كذلك أخي الفاضل
ردحذفيعطيك ألف عافية على مجهودك، أخ راشد المسعودي
ردحذفعافاك الله وبارك فيك أخي العزيز سامي النواتي المسعودي
ردحذف