
حاتم عبد الهادي السيّد
يمكن لنا أن نحدد مناطق هجرة بدو قبيلة المساعيد فيما قبل حرب 1967 م في المناطق التي سنورها آتفا والتي يعتقد أن " محمد علي باشا " قد رحلهم إليها ، أو شجعهم علي الانتقال للأقامة الدائمة بها وهي :
1- منطقة جزيرة سعود .
2- جزيرة المساعيد .
3- الزويلين .
4- جزيرة مطاوع .
5- تل الدقيق .
وهذه المناطق تقع بمركز الحسينية وفاقوس التابعتين لمحافظة الشرقية ( 1 ) والتركيز علي هذه المناطق يوحي بأن الهجرة للإقامة الدائمة فيها كانت وفق خطة مرسومة ارتآها " محمد علي باشا " لتوطين البدو ، والأسباب كثيرة منها تعويدهم علي حياة الاستقرار ، ونبذ حياة البداوة ، والقضاء علي صراعاتهم القبلية ، وبما أثاره من مشاكل حول العبور من وإلي سيناء لقوافل الحجيج والقوافل التجارية .
ولنا تعليق علي كلام الباحثين بأن محمد علي باشا قد ارتأي ابعاد البدو عن هذه المناطق حتى يتسني له بسط نفوذه علي سيناء ، والتي ما كان له أن يبسط نفوذه ويتحكم في مصائر العباد – كما كان يفعل في مصر – وهؤلاء البدو موجودين ، فكان أن شجعهم علي الهجرة حتى يأمن بطشهم والاغارة علي ثكنات الجنود والجيش لبطشهم بالسكان آنذاك .
هذا والمساعيد من العدنانيين – كما يذكر الباحثان – وسلالتهم تنتمي إلي سلالة البحر الأبيض المتوسط ، وهي قبيلة لها امتداد خارج سيناء كما يوجد لقبيلة المساعيد – كما يذكر أن – امتداد داخلي بعض قري محافظة الشرقية وجزيرة سعود وغيرها ، ويعرفون في دلتا وادي النيل باسم ( بني سليمان ) سليمان من عرب الحجاز ، والبراحج أنهم بطن من بني عطية ، ويبدو أن سيب التسمية هو اشتراكهم في الانتماء لبني عطية المساعيد .
هذا وتوجد حول قبيلة المساعيد عدة آبار منها : بئر المرة : طبلي – عويمر – مردون – حسن – أبو ظير – محسين ، ويلاحظ ان هذه الآبار جفت حالياً هي وما حولها من نخيل بسيب ارتفاع مستوي المياه الجوفيه وزيادة ملوحة المياه ، كما أنه كانت توجد أعداد كبيرة من النخيل حول بئر المرة وكان عدها يزيد عن 40000 أربعين ألف نخلة ، لذا عرفت هذه المنطقة باسم منطقة نخل المساعيد .
هذا ولقد أثرت نكسة 1967 م علي القبائل بسيناء ، وقد أحدثت تغيراً جوهرياً في حياة الجماعات البدوية فقسمة إلي قسمين :
1- قسم هاجر إلي داخل الديار المصرية في وادي النيل وهؤلاء هم الأغلبية وتم تسميتهم باسم المهجرين .
2- قسم آخر تمسك بالأرض وهؤلاءهم الصامدون .
هذا وبسبب الحرب عام 1967 م حدث انشقاق اضطراري للبناء القبلي المتمثل في المهاجرين والصامدين ، لكن برغم ذلك ظلت الرابطة القبلية قائمة ، كلاهما عرف أخبار الآخر من خلال الاذاعة المصرية ( اذاعة صوت العرب ) ، ( اذاعة الشعب ) ومن خلال هيئة " الصيلب الأحمر الدولية "
وكان علي هذه الجماعات البدوية غي مهجر مقابل وفي أماكن جمودها أن تجتاز كبيراً لهم ، كما اعتادوا ، فارتضوا بوجود شيخ للمهجرين مقابل وجود شيخ المجاهدين في سيناء وكان لشيخ المهجرين الدور العظيم حيث أنه الممثل لجماعته أمام الحكومة المصرية ، كما كان " لشيخ المجاهدين " في سيناء الدور الأكبر أمام سلطة الاحتلال حيث كان يطالب باحتياجاتهم ، ويعرض مشالهم ، ويافع عنهم ، كما كان له دور وطني آخر غير معلن عنه إلا لأفراد مخصوصين ، وللحكومة المصرية من خلال منظمة سيناء العربية التابعة للمخابرات الحربية المصرية الباسلة ، ولقد لعب بدو سيناء ومشايخها دوراً عظيماً في مقاومة المحتل الغاشم ، وكان " مؤتمر الحسنة " هو المؤتمر الدولي المعروف الذي أظهر دور مشايخ بدو سيناء في مقاومة المحتل ، حيث جمع المستعمر وكالات الأنباء والصحف العالمية وجمعوا مشايخ سيناء كلها في مؤتمر كبير عقد بمدينة الحسنه ( مؤتمر الحسنه ) وأرادوا أن يعلن مشايخ وعوامل سيناء بدواً وحضراً بانفصالهم عن الحكومة المصرية وتدويل سيناء لتصبح دولة مثل " فيتنام " وتكون السيادة في الاشراف عليها للمستعمر الاسرائيلي ، إلا أن مشايخ سيناء – من البدو – قد لقنوا سلطات المحتل درساً في الوطنية وأعلنوا أمام العالم ووكالات الأبناء متحدين " موش ديان " وقتها – برفضهم تدويل سيناء وانفصالها عن مصر وكان لهذا الدور البدوي دوية العالمي وهو صورة مشرفة لكل بدوي ، وصفحة تحسب لبدو سيناء في الوطنية والانتماء والولاء لمصرنا الحبيبة .
( المجاهدين من قبيلة المساعيد )
لقد ضرب أبناء المساعيد بسيناء أروع الأمثال في دروس الوطنية والجهاد والنضال ضد المحتل الصهيوني الغاشم ، ولقد حاز الكثيرون منهم أنواط الشجاعة العسكرية من سيادة الرئيس / جمال عبد الناصر رئيس الجمهورية آنذاك ، كما حاز الكثيرون منهم أنواط الامتياز من الطبقة الأولي من الرئيس / محمد أنوار السادات رئيس الجمهورية آنذاك ، كما جاز الكثيرون شهادات التقدير والتكريم وأنواط الامتياز والشجاعة العسكرية من سيادة الرئيس / محمد حسني مبارك رئيس جمهورية مصر العربية ، ولنا أن نذكر بأن ملفات منظمة سيناء العربية بالمخابرات الحربية المصرية تحوي داخلها قصص الكثيرين ممن قاموا بأعمال بطولية ونضالية ضد المحتل الصهيوني الاسرائيلي الغاشم ولم يكشف عنها النقاب بعد .
ولقد حصلت علي صور ضوئية له1ذه الأنواط ، كما أورد أ / السيد علي محمد محسن، و أ / يوسف مصطفي حرارة في متابهما : ترعةن السلام ومستقبل التجمعات السكانية شرق القناة والصادر عن لجنة الشئون الاجتماعية بالمجلس الشعبي المحلي لمدينة الاسماعيلية عام 1994 م بعضاً من أسماء هؤلاء المجاهدين ، كما حصلنا علي أسماء المجاهدين من أبناء قبيلة المساعيد من جمعية مجاهدي سيناء بالعريش أعطالنا المرحوم اللواء / محمد اليماني أبن سيناء والذي أشرف علي كثير من العمليات التي أسندت للمجاهدين من قبل منظمة سيناء العربية – رحمة الله – ولنا أن نذكر أولاً ما أورده كتاب ترعة السلام – السالف الذكر – أثناء اجراء البحث الميداني التابع للجنه الشئون الاجتماعية باشراف السيد اللواء / محمد عبد السلام المحجوب محافظ الاسماعيلية السابق .
ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق