الأستاذ عطية المسعودي
تحرير سيناء
في شهر إبريل
من كل عام تحتفل مصر بعيد تحرير سيناء الحبيبة ففي يوم الخامس والعشرين من ابريل عام
1982 تمت استعادة سيناء كاملة وأصبحت تحت القيادة المصرية ويومها كانت الفرحة الغامرة
على وجوه أبناء مصر كلها وليس أهالي سيناء الذين ذاقوا المرار والعذاب سنوات كثيرة
عندما كانوا تحت أيدي الاحتلال الاسرائيلي .
وصمود أبناء
البدو في وجه الاحتلال ورفضهم التام لتدويل سيناء كان له الأثر الكبير في نفوس الشعب
المصري ونذكر أن مؤتمر الحسنة بوسط سيناء الذي دعي له موشيه ديان وزير الدفاع الاسرائيلي
آنذاك عندما صعد علي المنصة وطالب ابناء سيناء بالموافقة على عزل سيناء عن مصر واعتبارها
دولة مستقلة يومها صرخ المناضل البدوي ابن قبيلة البياضية الشيخ سالم الهرش عندما رد
ردّاً قاسيا وقال من أراد أن تصبح سيناء دولة مستقلة فليذهب إلى الرئيس جمال عبدالناصر
أما نحن فنظل مصريين وهذا شرف لنا ولن يستطيع أحد أن يعزلنا عن مصر . ووقف القادة الصهاينة
حزنا على ذلك الرد .
من يومها يعتز
أبناء بدو سيناء وحماة الحدود الشرقية وبدو سيناء شرفاء وأصحاب صولات وجولات وطنية
وتعالوا معي نرجع للسجلات التاريخية في المخابرات المصرية التي سطرت أروع الأمثلة عندما
أنجبت قبيلة المساعيد 39 بطلا أبرزهم الشهيد حسين مسلّم المسعودي
الذي سقط علي أرض سيناء وارتوت أرضها بدمائه الطاهرة ، وهو أول شهيد في الحرب وتليها
قبيلة السواركة التي انجبت العشرات منهم البطل عبد الكريم أبولافي السويركي والراحل
عيد أبوجرير وغيرهم ، وهناك سالمان اليماني من قبيلة البياضية وعمران ابوسالم من قبيلة
الاخارسة .
وبدو سيناء لهم
دور وطني في الحرب والسلام ، وهناك رموز مازالوا علي قيد الحياة منهم الشيخ عبدالله
أبو جهامة الترباني وسعيد سالم المسعودي شيخ القبيلة وسجلات
جمعية مجاهدي سيناء بها اكثر 750 من بطلا من قبائل المساعيد
والبياضية والارخارسة والسواركة والسماعنة وغيرها من القبائل البدوية التي شارك ابناؤها
في العديد من البطولات الوطنية ونذكر علي سبيل المثال لا الحصر حسن عياد سويلم وسلامة ابو راشد وحسن حسين علي اصحاب المغامرات أثناء
حرب الاستنزاف في عام 69 وحرب اكتوبر 73. وللأسف أعضاء جمعية مجاهدي سيناء ومنظمة
سيناء لم يأخذوا حقهم من قبل فما زال أبناء الشهيد حمد حسن
سلمي بدون وظائف وكذلك ابناء البطل عياد سويلم نصر وعيد سويلم المسعودي فهل
آن الاوان ان نرد للأبطال الجميل ويتم إلحاقهم بوظائف او تسليمهم قطع أراض في سيناء.
ومازال أبناء شبه جزيرة سيناء يحلمون بتوصيل مياه الري والشرب لمنطقة الوسط وخاصة أن
هناك مطالب بإنشاء وإقامة محافظة ثالثة تسمي وسط سيناء وغرس سيناء بالبشر بنحو ثلاثة
ملايين مرحلة أولي وخمسة ملايين مرحلة ثانية و7 ملايين مرحلة ثالثة لتصبح جملتها
15 مليون مواطن نريد أن تتكفل الدولة بمنحهم قطع أراض وإنشاء مصانع توفر الملايين من
فرص العمل وتشجيع السياحة خاصة أن الحكومة قرّرت فتح ميناء طابا لجذب السائحين الأجانب
في جنوب سيناء .
كل هذا يحتاج
إلى إعادة دراسة وتحديد أسباب توقف مشروع تنمية سيناء الذي توقف العمل به بعد الأحداث
السياسية التي شهدتها البلاد خلال العامين الماضيين .
عموما نتمني
تحقيق حلم واحد من أحلام أبناء سيناء وتهنئة من القلب لكلّ أبناء بدو سيناء في ذكري
تحرير سيناء وعودتها للسيادة المصرية كل التحية للشهداء الذين سالت دماؤهم حبا في الوطن
مصر الام .
عطية سليمان
سلامة المسعودي ــ القنطرة غرب ــ الإسماعيلية
جريدة الأهرام المسائي ، الخميس 25 / ابريل / 2013 م
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق