تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، يناير 30، 2014

الدكتور ناصر عبد الله عودة المسعودي : مقابلة قديمة مع جريدة الرياض

 
يُعتبر النائب الدكتور الشيخ ناصر بن عبد الله بن عودة بن خليل بن عبد الجوّاد بن قاسم بن مصطفى بن موسى بن خليل بن بركات المسعودي من أبرز أعلام قبيلة المساعيد في فلسطين وفي موضوعنا هذا نقدم مقابلة قديمة أجرتها جريدة الرياض السعودية مع هذا العلم البارز تناول فيه ما تعرّض له من قبل اليهود
 

 
 
الأسير الذي احتال على الوقت والسجان .. وعاد إلى أسرته بشهادة الدكتوراه

ناصر عبدالجواد يروي لـ «الرياض» أصعب اللحظات وأسعدها وأطرفها خلف القضبان
 
رام الله - عبدالسلام الريماوي:
كثيرون هم الذين قادتهم طريقهم نحو الحرية الى غياهب السجون الاسرائيلية. كل له تجربته الخاصة واسلوبه في التعاطي مع هذه الحالة الفريدة من استلاب الحرية الشخصية، لكن العامل المشترك بينها، انها جميعا تراوح بين الالم والامل كنقيضين يلازمان الاسير طيلة فترة اعتقاله.

ويظل (الوقت) العامل الحاسم في تحديد علاقة الاسير بنفسه ومحيطه واهله ومستقبله، من خلف جدران الزنزانة التي قد تتحول الدقيقة فيها دهرا، ولهذا غالبا ما يلجأ الى التحايل عليه بكل ما يؤكد له انه لم ينته بعد، وبانه قادر على فعل ما يعجز عنه كثيرون ممن يعيشون قدرا اكبر من الحرية خارج السجن.
ناصر عبدالله عودة عبدالجواد، واحد من هؤلاء الذين لم يثنهم الاسر عن المضي في درب المعرفة والتعلم، فاستطاع ان يسجل سابقة في تاريخ الحركة الفلسطينية الاسيرة عندما تمكن من متابعة دراسته العليا من داخل السجن، وحصل على درجة الدكتوراه بامتياز.
انجاز من هذا القبيل واثنا عشر عاما من الاسر، فيها من التفاصيل ما يستعصي على الحصر في هذا المقام، فحاولنا ان نسلط الضوء على ابرز المحطات في هذه التجربة الفريدة، والتي لم يكن الاسير المحرر عبدالجواد بطلها الوحيد..
ولد ناصر عبدالجواد (40 عاما) في بلدة دير بلوط جنوب شرقي قلقيلية، وحصل على شهادته الجامعية الاولى والثانية في الشريعة الاسلامية من الجامعة الاردنية بعمان، تعرف على شريكة حياته عائشة احمد محمود من قرية دير الغصون قرب طولكرم، خلال فترة الدراسة حيث كانت طالبة في المرحلة الجامعية الاولى، في الوقت الذي كان ملتحقا ببرنامج الماجستير في الجامعة الاردنية، ورزقا بطفلين اسمياهما أويس وأسيد.

مدرس الشريعة مقاتل في حماس
عمل عبدالجواد في سلك التدريس لمدة ثلاث سنوات في كلية الدعوة والعلوم الاسلامية في مدينة ام الفحم في اراضي فلسطين المحتلة عام 48، قبل ان ينتهي به المطاف في سجون الاحتلال في 9/7/1993، بتهمة مقاومة الاحتلال والانتماء للجناح العسكري لحركة حماس ، (كان يعرف باسم كتائب عبدالله عزام، قبل ان تتحول الى كتائب عز الدين القسام)، ليخرج من السجن في 20/1/2005 الذي صادف اول ايام عيد الاضحى.
وكأنه يستعيد حدثا وقع قبل ايام معدودة، راح عبدالجواد يستذكر الليلة التي جاءت فيها قوات الاحتلال لاعتقاله من بيته في دير بلوط في العام 1993 في ذات الوقت الذي بدأت اول خطوات التسوية السياسية في اوسلو.
ويقول: قوة كبيرة من جيش الاحتلال برفقة ضباط المخابرات اقتحمت المنزل عند الساعة الواحدة فجرا، واشاعوا جوا من الهلع، حيث كان عمر الابن البكر (اويس) اقل من ثلاثة اعوام و(اسيد) نحو عشرة شهور. وقام الجنود بتحطيم محتويات المنزل وخلط المواد التموينية، قبل ان يكبلوني من اليدين والرجلين ويعصبون عيني، ومن ثم اقتيادي الى مركز التحقيق في سجن نابلس المركزي في حينه.

سجن مضاعف: عام كامل
وسط المجرمين اليهود
ويصف فترة التحقيق بانهاالفترة الاصعب في تجربة الاسير. واضاف: امضيت شهرا كاملا في التحقيق تعرضت خلالها لكل اصناف التعذيب «العصرية» والقديمة، بما في ذلك الضرب والشبح بكل انواعه والحجز في ما تسمى الخزانة، والحرمان من النوم وكذلك الهز العنيف الاسلوب الذي ثارت ضجة ضده حتى في اسرائيل واصدرت محكمتها العليا امراً بوقف استخدامه لانه تسبب في وفاة عدد من الاسرى. وقد ووجهت بتهم ومعلومات جاهزة من قبل جهاز المخابرات.
وتابع: الامر لم يكن مفاجئا بالنسبة لي، لان حياة المجاهد قد تنتهي بالاسر او الاستشهاد، وقد كنت اتوقع الاحتمال الثاني. غير ان المرحلة الاصعب بالنسبة لي كانت ما بعد التحقيق، حيث امضيت عاما كاملا قبل المحاكمة في سجن الجلمة، وسط السجناء اليهود الجنائيين من متعاطي المخدرات وعصابات المافيا، الامر الذي شكل لي سجناً مضاعفاً.
وقد تنقل عبدالجواد خلال فترة اعتقاله فيما بعد بين سجون جنيد بنابلس، وكفار يونا والرملة، وعسقلان وهداريم وبئر السبع ومجدو، واخيرا النقب، حيث امضى اخر ايام محكوميته.
ويقول عبدالجواد: فقدان الحرية ليس بالامر السهل، ولهذا فالاسير يعيش محنة حقيقية محروما من حريته وبعيدا عن اهله، لكنني بفضل الله تعالى عملت قدر استطاعتي ان استفيد من هذه المرحلة بطرق شتى، اولا من خلال تنظيم برامج ثقافية للمعتقلين، حيث قمت بدور المحاضر في دورات لا تحصى في الفقه والشريعة الاسلامية، وكأنني بذلك اواصل دوري الذي انقطعت عنه في كلية الدعوة في ام الفحم. وقد اصبحت هذه الصفة ملازمة لي، حيث توليت مسؤولية اللجنة الثقافية في كل سجن انتقل اليه.
واضاف: لقد اتاحت لي فترة الاعتقال قراءة ما لا يحصى من الكتب القيمة، كما حفظت القران الكريم كاملا، واتقنت اللغة العبرية.. وهكذا استطعت التغلب على طول الوقت داخل السجن.
ويستذكر عبدالجواد بعضا من العقوبات التي تعرض لها كغيره على ايدي سجانيه، فقد اتهم بالتحريض ضد الاحتلال والظلم خاصة في خطب الجمعة، كما حرض ضد سياسة التفتيش العاري المهينة والتي طالما ناضلت الحركة الاسيرة لوقفها، وقد شهدت نوعا من التراجع بعد الاضراب الاخير. وكانت عقوبته في كل مرة انهم «كانوا ينقضون علي ويفتشونني بالقوة رغم مقاومتي لهم».
واضاف: عقوبة اخرى عانى منها الاسرى ولا يزالون وهي العزل الانفرادي. فقد عزلت مرتين الاولى في العام 99 والثانية في العام 2002 عندما احتجزت لمدة شهر كامل في زنزانة في قسم 10 في سجن بئر السبع. من الصعب تخيل الحياة في قبر بطول مترين وعرض متر واحد دون توفر اي من ضرورات الحياة، حيث لم اكن املك سوى البيجامة وشبشب ومنشفة، اضافة الى زجاجتين، واحدة للماء والاخرى للتبول. وكما علمت فانهم تجاوزوا المدة المسموح بالعزل فيها وهي اسبوعان حسب قوانينهم، لان المعتقل بعد ذلك قد يصاب بامراض عصابية.

موت محقق في عسقلان
ومن التجارب التي حفرت في ذاكرته، كانت عندما هاجمت ادارة سجن عسقلان غرف وزنازين الاسرى في العام 2003، بعدما رفضوا تفتيشا مفاجئا في الليل. وعن ذلك اليوم يقول عبدالجواد: استدعت ادارة السجن (قوة نحشون) المتخصصة في قمع الاسرى، فهاجمت المعتقلين بوحشية غير مسبوقة مستخدمة الهراوات والقنابل الصوتية والغاز.
وأضاف: كنت حينئذ في غرفة رقم 1 قسم أ ، حيث غاب نصف الاسرى في الغرفة عن الوعي، وقد شعرنا بموت محقق لدرجة اننا نطقنا جميعا بالشهادة، بسبب سمية الغاز المستخدم وكان على شكل مسحوق ويتسبب في ضيق حاد في التنفس وقد يؤدي الى الوفاة.
واذا كان للخسارة اوجه اخرى لا تقاس بعدد السنين التي تسلب من الاسير حريته خلالها، فقد كان للاسير عبدالجواد ما يجعله يشعر بخسارة مضاعفة بعدما فقد جهد سبع سنوات من البحث العلمي في لحظات.
وعن ذلك يقول: احتجت لسبع سنوات من البحث والتنقيب وجمع المعلومات من اجل اعداد دراسة متكاملة بعنوان «احكام الاسر في الاسلام»، ولكن وخلال وجودي في سجن مجدو قسم 5، وقع صدام بين الاسرى وادارة السجن عندما حاولت ان تنقل عددا منهم الى سجون اخرى ، فما كان منها الا ان هاجمت القسم بقنابل الصوت والغاز واطلقت ما يزيد عن الف قنبلة، ما تسبب في احراق القسم وضياع كافة الاوراق الخاصة بالبحث. كما احرقت النسخة التي كانت بحوزتي لرسالة الدكتوراة، والتي تحمل تعليقات ومناقشات الاساتذة المشرفين، ولم يتبق منها الا الثلث ولليوم احتفظ به للذكرى.

سابقة في تاريخ الحركة الاسيرة
وتظل اجازة الدكتوراه العلامة الفارقة ليس في حياة الاسير المحرر ناصر عبدالجواد بل في تاريخ الحركة الفلسطينية الاسيرة. فهي المرة الاولى التي ينجح فيها اسير فلسطيني في الانتساب لجامعة غير اسرائيلية، ليعمل على مدار سنين طويلة من اجل اعداد اطروحة الدكتوراة متخطيا كافة الصعاب والعقبات، ليفاجئ سجانيه بهذا الانجاز الذي حققه بعيدا عن عيونهم.
وعن هذه التجربة الاستثنائية يتحدث الدكتور عبدالجواد قائلا: في العام 97 تناهى الى سمعي معلومات عن الجامعة الاميركية المفتوحة ومقرها واشنطن، وانها تطرح برامج دراسات عليا في الشريعة الاسلامية، واجريت اتصالاتي بها وحصلت على برنامج العمل والذي يتضمن قطع 35 ساعة اكاديمية وابحاث اضافة الرسالة. وقد تم اعتماد الدكتور اكرم الخروبي عميد كلية المهن الطبية التابعة لجامعة القدس سابقا والذي كان زميلي في الاسر في عسقلان، ليشرف عل الامتحانات والابحاث الاولية.
وأضاف: بعد الانتهاء من كافة الابحاث والامتحانات التمهيدية ، تم اختيار موضوع الرسالة وكان بعنوان «نظرية التسامح الاسلامي مع غير المسلمين في المجتمع الاسلامي»، ووضعت خطة العمل وعرضت على الاستاذ المشرف والذي اعتمدته الجامعة الاميركية وهو الدكتور امير عبدالعزيز من جامعة النجاح بنابلس. وقد حظي الموضوع بالموافقة، وبدأت العمل على جمع المراجع والمواد المطلوبة لتنجز الرسالة بعد خمس سنوات.
وتابع قائلا: بدأت العمل في ظروف في غاية الصعوبة حيث كنت في تلك الايام في سجن عسقلان الذي قضيت فيه ست سنوات اي نصف المحكومية. وكانت ادارة السجن لا تعلم شيئا عن الامر لانه يحظر الالتحاق بغير الجامعة العبرية المفتوحة. وهكذا كنت ادرس وابحث واجمع المعلومات بسرية كاملة. غير ان المهمة الاصعب كانت اخفاء المواد الدراسية في ظل الاقتحامات المتكررة لتفتيش الغرف. فلجأت الى حيلة لابعادها عن انظار المحتلين، حيث كنت اخفيها في مغلفات للجامعة العبرية التي ينتسب اليها عدد من المعتقلين.
وعن مصادر المراجع والكتب قال عبدالجواد: تم جمع المواد بطرق مختلفة، فبعضها كان يدخل عن طريق الاهل او الاصدقاء، خلال الزيارات ويتم اخراجها بذات الطريقة. وفي مرات كثيرة طلبت من اصدقاء في غزة جلب كتب من مصر. كما حصلت على عون مكتبة الكمال في نابلس التي عملت على توفير العديد من المراجع. يضاف الى ذلك الكتب المتوفرة في مكتبات السجون خاصة في عسقلان والتي تعتبر الاضخم من بين السجون.
وبعد عملية الجمع ياتي دور تبييض الاطروحة وتهريبها الى خارج السجن. وعن ذلك يقول: كنت كلما انهيت فصلا اقوم باخراجه بطريقة سرية، رغم المخاطرة (افضل عدم ذكر تفاصيل) لانه يحظر اخراج الاوراق عن طريق زيارة الاهل. وكنت في كل مرة احتفظ بنسخة اضافية عن كل فصل خشية من ضياعه. وكانت الطباعة تتم في مركز نون برام الله. وبمجرد الانتهاء من تهريب الاطروحة كاملة فاجأت ادارة سجن عسقلان بالامر، وطلبت السماح بمناقشتها داخل السجن. وقد ابدى مدير السجن تعاطفا معي ووعد بالعمل على ادخال لجنة المناقشة غير ان الامر قوبل بالرفض من قبل مصلحة ادارات السجون، حتى ان قائد المنطقة الجنوبية في حينه افي فكنن ومدير امن السجون اتسحاق غاباي حضرا مذهولين الى السجن وراحا يستجوباني كيف فعلت كل هذا ولماذا لم تعرف ادارات السجون بذلك.
واضاف: رغم ذلك لم افقد الامل واتصلت مع مؤسسات حقوقية في اسرائيل وطلبت تدخل اعضاء كنيست عرب للمساعدة في ادخال لجنة المناقشة الى السجن، ولكن دون جدوى. وبالتنسيق مع الجامعة الاميركية وجامعة النجاح تقرر ان نجري المناقشة عبر الهاتف الخلوي من داخل عسقلان، وهي المرة الاولى التي تناقش اطروحة اكاديمية بهذه الطريقة. ولكن قبل يومين من موعد المناقشة نقلت الى سجن مجدو في الشمال.

دكتوراه في الحمام!!
والمضحك في هذه التجربة ، تابع عبدالجواد، المكان الذي كان يفترض ان اناقش فيه الرسالة في عسقلان. واضاف موضحا: كانت ادارة السجن تشوش على الاجهزة الخلوية وكان الحمام افضل موقع لالتقاط الهاتف، فتم تحضير المكان لهذا الغرض بحيث اجلس على كردل (سطل كبير) بينما توضع الاطروحة على المغسلة. تخيل رسالة في الشريعة الاسلامية تناقش في مثل هذا المكان!
وتابع: اللجنة كانت تستعد لمناقشة من هذا النوع وتم تزويد القاعة التي يتواجد فيها الاساتذة في جامعة النجاح بشبكة صوت، وكذلك الامر في سجن مجدو حيث قررت عدم تاجيل الموضوع، فاجتمعنا في القاووش وهو غرفة جانبية، حيث حضر المناقشة، من الجهة الاخرى، زوجتي وعدد من الاصدقاء، ومن عندي، جموع المعتقلين الذين تابعوا بانفعال شديد مجريات المناقشة، على مدار ساعتين وربع اوصت اللجنة في نهايتها بمنحي درجة الدكتوراة بامتياز مع توصية بالطباعة والنشر دلالة على اهميتها.
وراء كل عظيم امراة!
وعن دور الاهل في تحقيق هذا الانجاز، قال عبدالجواد ان لزوجته الفضل الاكبر في تشجيعي على خوض هذا التحدي، التي وقبل كل شي تحملت مسؤولية ادارة شؤون الاسرة طيلة سنوات الاعتقال وهذا ليس بالامر البسيط لاي اسير.
واضاف: «كنت مطمئناً للدور الرائع الذي لعبته في الاعتناء بالبيت والابناء، وكانت تشعرني دائما انه لا توجد أي مشكلة، ومثل هذا الاحساس يخفف عن الاسير الكثير، الى جانب دورها المعنوي والتشجيع الذي تلقيته منها».
وتابع: على كاهلها كان يقع ادخال المراجع والكتب واخراجها من السجن. وبعد دخول الهاتف الخلوي الى السجون كنت استعين بها تزويدي بما احتاج اليه من معلومات تقرأها على مسمعي عبر الهاتف، وبدونها كان من الصعب انجاز اطروحة الدكتوراه.
وعن شكل التغيير الذي لمسه في مجتمعه الصغير عقب خروجه من الاسر، قال عبدالجواد: «رغم الاستقبال الحافل الذي قوبلت به، حيث خرج جميع اهالي البلدة لملاقاتي، والاحتفاء بخروجي الا انني لمست حالة من فقدان الامل والياس في عيون وكلام الناس، خاصة بعدما وصل الجدار التوسعي الى باحات منازلهم». واضاف: «بعد 12 عاما في الاسر شعرت بنوع من الغربة مع الواقع الحالي فقد تغير كثير ا عما كان عليه قبل الاعتقال. العمران اتسع والاشخاص كبروا ومن تركته طفلا خرجت لاجده رجلا ، ويبدو ان الواقع الذي افرزته مرحلة اوسلو ترك اثراً كبيراً على حياة الناس وعلاقاتهم ببعضهم البعض. ومع ذلك فان امكانات التاقلم مع الواقع الجديد ليس بالامر المستحيل.
جريدة الرياض ، الخميس 23 ذي الحجة 1425هـ - 3 فبراير 2005م - العدد 13373 http://www.alriyadh.com/2005/02/03/article36096.html

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق