بسم الله الرحمن الرحيم
" الأمير علان الضامن مكانه الرأس لا الحبس "
حمزة أسامة العقرباوي
21-5-2012
في بلاد الغور لمع نجم الأمير وذاع صيطه وعرفته المشاريق وقدمته لنبله وعلو أخلاقه، فهو آية الجود والكرم وفارس الحرب وشيخ المجالس وأميراً من الأمراء.
علان الضامن أمير المساعيد وشيخ المشاريق وأحد فرسان جبل نابلس الذين يُعتد بفروسيتهم وشهامتهم، وهذه قصة من روائع ما روي عنه رحمه الله .
في العام 1948 حين دخلت الجيوش العربية للقتال في فلسطين استقر الجيش العراقي في منطقة نابلس وتسلم (طاهر الزبيدي) قائد الجيش العراقي المدينة وصار الحاكم فيها.
وقد حدثت بعض التجاوزرات من قبل الجيش العراقي في نابلس اضطرت قيادات المدينة ووجهائها على إثرها للتوجه الى العراق لمقابلة نوري باشا السعيد والطلب منه سحب الجيش من نابلس .. وقد أشار الى ذلك احسان النمر في تاريخ نابلس والبلقاء ج 4 ص51
ومن بين تلك المواقف ما رَوى لي الأمير محمود علان الضامن عن والده الأمير علان في تلك الفترة، قال:
(كان الوالد في نابلس أثناء وجود الجيش العراقي ، فأراد أن يتوجه للجفتلك حيث مضارب القبيلة، فدعا ولده محمد وركبا الخيل ونزلا معاً باتجاه الغور ، وفي الطريق إلى الفارعة شاهدوا عدداً من اللصوص قد استوقفوا عدة سيارات على طريق (عمان – نابلس) فعجل إليهم المسير حتى إذا صار على مقبربة منهم قال لولده محمد : (صيح في القوم، وقول أنا الأمير علان الضامن آمركم أن تتركوا الركاب وشأنهم وأن تردوا ما أخذتم منهم، وإلا رميتكم بسلاحي) . فقام ولده محمد وصاح بأعلى صوته كما أمر أبوه.
فلما سمع اللصوص ذلك فروا وتركوا الناس وشأنهم ، وهنا حيّا الناس الأمير علان وشكروا له هذا الموقف الشجاع.
وبعد أيام دُعي الأمير علان لمقابلة قائد الجيش العراقي طاهر الزبيدي بنابلس فتوجه إليه ومعه شقيقة الشيخ مشهور الضامن ، وحين دخلوا على الرجل قال مخاطباً الامير علان: (إنتا شيخ عشيرة وإلا شيخ حرامية) فغضب الأمير من ذلك وردّ عليه الكلام وقال له : تأدب حين تخاطب الناس.. وحدثت بينهم مشادة كلامية انتهت حين قال الأمير علان الضامن لطاهر الزبيدي : (يا حيف عليكم انتو جيتوا تحاربوا اليهود وإلا تحاربوا أهل البلاد)، فاستشاط الزبيدي لذلك غضباً وأمر بحبس الأمير.
ولما بلغ الخبر لأمراء الغور ووجهاء المشاريق هرعوا إلى نابلس للشفاعة للأمير ولتعجيل الافراج عنه وكان قائلهم يُردد: ( الأمير علان يُوضع على الرأس لا في الحبس)، وأفرج عن الأمير وخرج من السجن والكل يُحييه على موقفه حيث انتشرت قصته في المدينة وقضاها.
ولا تزال كلمة الأمير علان الضامن قصة تُحكى بين الناس (أنا الأمير علان الضامن آمركم أن تتركوا الركاب وشأنهم وأن تردوا ما أخذتم منهم، وإلا رميتكم بسلاحي)
رحم الله الأمير علان الضامن (ابا محمد) وأعزنا بمثل مواقفه
ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات :
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق