تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الثلاثاء، أبريل 18، 2017

نسب قبيلة المساعيد في مصر عند الدكتور المهندس أيمن زغروت الحسيني


قال الأستاذ الفاضل الباحث الدكتور المهندس أيمن زغروت الحسيني في حديثه عن قبيلة المساعيد في الديار المصرية : " المساعيد قبيلة كبيرة من بني شيبان ( الشيابين ) من فرع برقة من قبيلة عتيبة الهوازنيّة القيسيّة المجيدة ، وذكر بعض النسّابين أنّ الشيابين من عتيبة هم بنو شيبان بن مرّة بن عبس بن رفاعة بن الحارث بن بهثة بن سليم دخلوا عتيبة مع بطون سليم التي دخلتها بالحلف " .
وقال : " تحقيق نسب المساعيد إلى عتيبة : وقد أخطأ بعض نسّابي القرن العشرين في نسبة المساعيد إلى بني شيبان من بكر بن وائل وليس لديهم دليل نقلي واحد على أنّهم من بكر .
في حين أنَّ نظرة إلى فروع الشيابين والنفعة من عتيبة تثبت أنّ المساعيد من لحمهم ودمهم . كما أنّهم أهملوا أنّ مساعيد البدع بمدين ينسبون أنفسهم إلى عتيبة .
ودليل دامغ أخير أنّني وجدت بناحية جزيرة النصّ في مركز فاقوس بالشرقية بيوتاً من عتيبة صحبت أبناء عمومتهم مساعيد مصر في هجرتهم إليها وهم من المحاسنة من عتيبة " .
وقال : " تاريخ المساعيد :
نزلوا مصر في نزلة الإمام عزّاز البطائحي العراقي في القرن الثامن الهجري ، وكانوا حتى هذا الزمان يحتفظون باسم بني شيبان كما ذكرت مخطوطات العوضي وغيرها .
ويقول العارفون بتاريخ القبيلة أنّهم هاجروا من ديار بني شيبان واسمها عشيرة شمال الطائف إلى شرق نجد حيث ديار قبيلة مطير ، ثمّ بعد نمائهم انتقلوا إلى شمال غرب الحجاز ومعهم فرقة من عرب مطير "
( معجم قبائل مصر في مطلع القرن الخامس عشر الهجري والإلف الثالثة الميلادية ، د أيمن محمد زغروت ، دار الفكر العربي ، القاهرة ، مصر ، 2010 م ، ص 821 و 822 )

قلت : في نسبته قبيلة المساعيد إلى بني شيبان من عتيبة استند الأستاذ المهندس أيمن زغروت الحسيني على ما ذكره مساعيد مصر وهو أمران :
1ــ هجرة المساعيد من بلاد الطائف وبالتحديد من منطقة عشيرة .
2ــ انتساب هؤلاء إلى بني شيبان .
أي بما أنهم ينتسبون إلى شيبان ، وبما أنّهم من بلاد الطائف فعليه فهم ــ بهذا ــ من بني شيبان من عتيبة .
أمّا القول بأنّهم من بني شيبان من بكر بن وائل فهذا ما ردّه الكاتب الفاضل لأنّ القول بأنّهم من شيبان من بكر بن وائل لا يجتمع مع قولهم بالهجرة من جنوبيّ الحجاز ، فبنو شيبان في بلاد العراق بل انتقلوا إلى ديار بكر المشهورة اليوم في بلاد تركيا . وفي ردّه نسبة المساعيد إلى بني شيبان من بكر بن وائل قال الدكتور أيمن الحسيني : ( وقد أخطأ بعض نسّابي القرن العشرين في نسبة المساعيد إلى بني شيبان من بكر بن وائل وليس لديهم دليل نقلي واحد على أنّهم من بكر ) .
ثمّ أردف يعزّز ما ذهب إليه بقوله :
1ــ أنَّ نظرة إلى فروع الشيابين والنفعة من عتيبة تثبت أنّ المساعيد من لحمهم ودمهم .
2ــ كما أنّهم أهملوا أنّ مساعيد البدع بمدين ينسبون أنفسهم إلى عتيبة .
3ــ ودليل دامغ أخير أنّني وجدت بناحية جزيرة النصّ في مركز فاقوس بالشرقية بيوتاً من عتيبة صحبت أبناء عمومتهم مساعيد مصر في هجرتهم إليها وهم من المحاسنة من عتيبة
ولكلّ هذا جزم الدكتور الحسيني بنسبة المساعيد إلى بني شيبان من عتيبة .
قلت : وها هنا وقفات وملاحظات هي :

1ــ أوّلاً : نتّفق مع الدكتور الفاضل أنّ دعوى نسبة المساعيد إلى بني شيبان من بكر بن وائل ليس عليها دليل واحد ، لا سيّما مع قولهم بالهجرة من جنوبيّ الحجاز وقولهم فيما نقله الدكتور بهجرتهم من منقطة عشيرة التي  تبعد عن الطائف شمالاً بنحو 75 كم ، وتبعد عن مكّة المكرّمة شرقاً نحو 160 كم .

2ــ ثانياً : ليس هناك فروع مشتركة بين قبيلة المساعيد وقبيلتي الشيابين والنفعة باستثناء أنَّ الدهينات من فروع قبيلة المساعيد في البدع شماليّ الحجاز هم أصلاً من الدهينات شيوخ قبيلة المساعيد إحدى قبائل النفعة من عتيبة ، هاجر جدّهم منذ عهدٍ غير بعيد وسار شمالاً ونزل على قبيلة المساعيد في البدع ، وأعقب ذريّة اصبحت جزءاً من المساعيد ، وللدهينات هؤلاء تواصل مع أبناء عمومتهم الدهينات شيوخ قبيلة المساعيد في بلاد الطائف ونجد .

3ــ ثالثاً : أنّ ما ورد عن انتساب قبيلة المساعيد في البدع كما نقله الشيخ عاتق بن غيث البلادي رحمه الله تعالى في كتابه معجم الحجاز ، وكتابه رحلات في بلاد العرب ، يخصّ الدهينات فقط فهم جزء من الدهينات من قبيلة مساعيد عتيبة ، وليس لدى مساعيد البدع أي رواية عن انتسابهم إلى عتيبة ، ولا توجد لديهم أيّة روايات في الأنساب سوى روايات قليلة جدّا في الإنتساب إلى هذيل .

4ــ رابعاً : وجود فرع من عتيبة بناحية جزيرة النصّ في مركز فاقوس بالشرقية لا يعني بالضرورة أنّهم هاجروا مع قبيلة المساعيد أو أنّ لهم صلة نسب بالمساعيد ، وليس عند مساعيد مصر أيّة رواية عن صلة بهذا الفرع خاصّة أو بعتيبة عامّة .

5ــ خامساً : قول الباحث الكريم : ( ... القبيلة .. هاجروا من ... عشيرة ... إلى شرق نجد حيث ديار قبيلة مطير ) لعلّ مستنده ما ورد في كتاب موسوعة القبائل العربيّة ، وهو قولٌ باطل . ذلك أنّ منشأ قبيلة مطير كان في منطقة المدينة المنوّرة بينها وبين مكّة في بلاد الحجاز ، ولم تتسّع ديارهم في نجد إلّا منذ قرونٍ قليلة فكيف يقال بأنّ المساعيد هاجروا من ديار قبيلة مطير في شرق نجد ؟!

6ــ سادساً : قول الباحث الفاضل : ( نزلوا مصر في نزلة الإمام عزّاز البطائحي العراقي في القرن الثامن الهجري ، وكانوا حتى هذا الزمان يحتفظون باسم بني شيبان كما ذكرت مخطوطات العوضي وغيرها ) يخصّ بني شيبان الذين نزلوا مصر بهذا الاسم ولا علاقة له بقبيلة المساعيد التي نزلت مصر باسم المساعيد ، كما أنَّ وجود قبيلة المساعيد في مصر أقدم بكثير من القرن الثامن ، فعلى سبيل المثال نجد لأولاد سليمان من فروع قبيلة المساعيد في جنوبيّ سيناء ذكراً عام 637 هــ في إحدى وثائق در سانت كاترين ذكر فيها بعض شيوخهم وهي وثيقة مؤرّخة بتاريخ الثامن والعشرين من شهر ربيع الأوّل سنة 637 م وهؤلاء الشيوخ هم :
1ــ الشيخ معمر بن ثابت السليماني .
2ــ موسى السليماني .
3ــ عمر بن فاضل بن صالح السليماني مقدّم العبيّات .

7ــ سابعاً : لو أتيح للأخ الكريم الاطّلاع على مرويّات قبيلة المساعيد القديمة على لسان شيوخهم وكبارهم وأنّها كانت في وادي الليث ونواحيه باتّجاه بلاد مكّة ، والاطّلاع على بعض النصوص التي نسبت المساعيد في الأردن وفلسطين إلى هذيل لكان له رأي آخر بلا ريب .

ولا يسعني إلّا تقديم خالص الشكر والتقدير للدكتور المهندس أيمن زغروت الحسيني فهو لم يألوا جهداً فيما كتبه عن المساعيد وفرعها الأكبر قبيلة الأحيوات ، ولا ريب أنّه سيقدّم الجديد بعد توفّر كمّ جيّد من المعلومات الخاصّة بقبائل المساعيد لا سيّما قبيلة الأحيوات ، والله الموفّق لما فيه الخير .  

وقد تفضّل الأخ العزيز الباحث الدكتور المهندس أيمن محمد زغروت العزّازي الحسيني بالتعليق على هذا فقال : "  بارك الله فيك أخي الكريم أستاذ راشد ، وتعليقك جيّد ولك ما تستند عليه وأهمّه الموروث الشفوي لكم وهو شيء مهم جدّاً ، وكما تعلم فقد أعددت معجم قبائل مصر سنة 2003 م قبل الانترنت والتواصل مع النسابين وكانت طباعته سنة 2009 م بلا تعديلات على ما وصلني قديماً ، وقد قرأت لك ولعدد من الباحثين الثقات ما دفعتم به من انتساب المساعيد لهذيل فبارك الله فيكم ونفع بكم . ورغم أنَّ هناك رواية الجزيري عن جذامية المساعيد إلا أن الجزيري لم يكن دقيقاً وملمّاً بالأنساب بما فيه الكفاية للوثوق بكتابه في تنسيب القبائل في العصر الوسيط ، بالإضافة إلى كون الرجل أميراً وأديباً ولا علاقة له بالأنساب " . انتهى التعليق .

قلت : خالص الشكر والتقدير للباحث الكريم الدكتور المهندس أيمن الحسيني على تعليقه الذي ينمّ عن روح البحث عن الحقيقة بأدلّتها وبراهينها ، وهذا هو منهج أهل العلم في البحث والدراسة ، وهو ما نتمنّى جميعا أن يلتزم به وينتهجه الجميع وسأذكر هنا ثلاثة نصوص حول نسب قبيلة المساعيد وهي كما يلي :

1ــ النصّ الأوّل :
جاء في نص أثري نفيس جدّاً يعود إلى الثامن من ذي الحجة سنة 777 هــ الموافق 29 / 4 / 1375م وجد مسطورا على حجر تم العثور عليه في أذرح في جنوبيّ الأردن سنة 1384هــ 1964م ، وهذا الحجر حجر مربّع طول ضلعه 36 سم جاء ما نصه بحرفه ــ الآتي تالياً ــ كما أورده الأستاذ محمود العابدي ــ رحمه الله تعالى ــ وهو أحد روّاد علماء الآثار في الأردن في حديثه عن أذرح : " في سنة 1964 أحضر محافظ معان حجراً مربّعاً طول ضلعه 36 سم وقد قرأ ما كُتب عليه :
بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم صلي على محمد عبدك ورسولك وشفيع
المسلمين وخاتم النبيين وامام المهتدين
ورسول رب العالمين كما بلغ رسالتك
وجاهد في سبيلك حق جهادك
وكتبه جماعة رجب الزبيدي من المساعيد
من عدنان في جبل بني هلال غفر الله له
ولوالديه ذو الحجة الثامن من عام سبعماية وسبع وسبعين
( الآثار الإسلاميّة في فلسطين والأردن ، محمود العابدي ، عمان ، الأردن ، 1973 م ، ص 271 ــ 272  )
ولصاحب هذا النقش وهو جماعة بن رجب الجشمي الرجاوي الزبيدي المسعودي العدناني ولابنه هارون ولغيرهما من أبناء عمومتهم عشرات النقوش عن زبيد خاصة وعن المساعيد عامّة ستكون مدار دراسة خاصّة بعون الله تعالى .
وهذا النقش يدفع أي قول آخر عن نسبة المساعيد إلى غير العدنانيّة فهو صادر عن أحد رجالات المساعيد وعارفيهم وكتّابهم .
2ــ النصّ الثاني :
قال فردريك ج بيك في كتابه الصادر عام 1934 م غي ذكر عشيرة السعيفان في الأردن : " السعيفان يقال أنّهم من عشيرة الهديل بنجد "
( تاريخ شرقيِّ الأردن وقبائلها ، اللفّتننت كولونيل فردريك ج بيك ، تعريب بهاء الدِّين طوقان ، الدَّار العربيّة للنَّشر والتّوزيع ، عمّان ، الأردن ، ص 270 )
قلت : السعيفان هؤلاء فرع من السعيفان أمراء قبيلة المساعيد في القرن العاشر للهجرة انفصلوا عن قومهم وشكّلوا تحالفاً باسم المشالخة وكانت له زعامة هذا التحالف .
3ــ النصّ الثالث :
قال الأستاذ علي نصوح الطاهر ( 1906 ــ 1982 م )  ــ رحمه الله تعالى ــ الذي عاصر أبرز أمراء المساعيد ، كالأمير عبد الله الضامن والأمير علاّن الضامن والأمير إياد الضامن والأمير أدهم الضامن ، في حديثه عن المساعيد في فلسطين : " خرج منهم في الأردن الأمير عبد الله الضامن وكان ذا مكانة كبيرة لدى حكومة الانتداب ( 1918 ــ 1947 ) ومنهم علاّن الضامن وإياد الضامن وأدهم الضامن والشيخ مشهور الضامن مفتي نابلس ، وهو من العلماء ، وذو خط ممتاز ، وكان عضوا في جماعة الهيئة العلمية الإسلامية ، ويشغل منصب مفتي نابلس " .
وقال في ذكر ديارهم الأصليّة : " منازلهم الأصليّة في الحجاز في أطراف مكّة وفي الطائف قرب جبل برد وجبل ذكاء ويقيمون في السّيل " ، وقال : " ومنهم فرقة تعيش بين ثقيف وهذيل الحجاز " .
وقد نسبهم الطّاهر إلى قبيلة هذيلٍ فقال في ذكر الأقوال في نسبهم : " ... ومنهم من يردّهم إلى هذيل " .
وقد جزم الطّاهر بأنّهم من هذيل فقال : " المساعيد من هذيل " .
( تاريخ القبائل العربيّة في الأردن ، علي نصوح الطّاهر ،  مخطوط بمجمع اللُّغة العربيّة الأردني ، عمان ، الأردن ، ص 258 و 259 و 59 )
وقال فيما كتبه عام 1961 م : " المساعيد عرب الأمير المسعودي من هذيل " .
( الأعمال الشعريّة ، علي نصوح الطّاهر ، إبداعات ( 15 ) : سلسلة كتب شهريّة تصدر عن وزارة الثّقافة ، عمّان ، الأردن ، 2003 م .، ص 51 ) .
وقال في ذكر السعيفان : " السعيفان : يقولون أنهم من عشيرة الهذيل النجدية " .
( تاريخ القبائل العربية في الأردن ، ص 553 )
قلت : نصوص الطاهر هذه دوّنها منذ نحو ستّين أي قبل ولادة كاتب هذه السطور .

الباحث الدكتور المهندس أيمن محمد زغروت العزّازيّ الحسينيّ

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق