الخريطة من أطلس فلسطين للدكتور سلمان أبو ستة
وكثير من الأسماء نالها التصحيف
كانت حصة قبيلة الأحيوات من الحدود بين سيناء وفلسطين المحتلّة حوالي 70 كم من الحدود الممتدّة بين طابا ورفح التي تبلغ مسافتها نحو 210 كم .
وحينما عملت اللجنة المصرية العثمانية المشتركة لتحديد الحدود كان عملها يتطلّب عمليّات نقل ، وتزويد بالمياه وغيرها ، وهو ما قامت به كلّ قبيلة في منطقتها كالأحيوات والتياها وبقيّة القبائل .
وقد وقعت خلافات عديدة بخصوص تحديد الحدود كان الفضل في إنهائها شهادات قبائل سيناء وأبناء عمومتهم على الجانب العثماني ، ومن نقاط الخلاف التي وقعت بين العثمانيّين والمصريّين دعوى ملكيّة بئر الردّادي ، فقد ادّعى كلٌّ من الطرفين وجوده في حدود منطقته وكان لشهادات شيوخ قبيلة الأحيوات الفضل في الفصل في المسألة . قالت الأستاذة ألفت الخشّاب : " في 6 يونيو تركت اللجنة المشتركة المفرق للوصول إلى نخل تقابلوا لإجراء مزيد من المناقشة . أشار الكابتن أوين إلى الخط المقترح على أن تتضمن الحدود بئر الردادي والمقابر القديمة لقبيلة الأحيوات ، حيث جمع نعوم بك شقير الأدلة من مشايخ المنطقة حيث أن هذه المقابر تخص العرب ، وتمثل ضرورة للاحتفاظ بها داخل الأراضي المصرية .
لم يوافق مظفر بك ووصف الأمر بالحديث غير الحقيقي ، حتى استدعت اللجنة المصرية جميع مشايخ القبائل ، وبعد المواجهة اتضح أنها أرض مدافن في حوزة القبائل المصرية وليست التركية . تفهم مظفر بك ، واعتذر ، أما فهمى بك لم يبد اعتراضا على الخط المقترح " أ . هــ
فقد أكّد شيوخ قبيلة الأحيوات أنّ البئر ومقبرة أجدادهم بجوارها تقع في الحدّ المصري فسلّم الجانب العثماني بهذا .
ومن أبرز مزارات الأحيوات في الردّادي مزار الشيخ حمدان بن نجم الأحيوي جدّ أولاد صالح النجمات من الشوافين الأحيوات . قال نعوم شقير في ذكر وادي الردّادي : " وادي الردّادي : ينشأ من جبال الحمرة ، ويصب في العربة على نحو 3 أميال من رأس الخليج ، وفي هذا الوادي نبعان شحيحان :
1ــ ثميلة الرّدّادي قرب رأسه على نحو 3 كيلو مترات من المفرق ، وقد دخلت في حدّ سيناء ، وعلى مقربة منها جبّانة الشوافين الأحيوات المدفون فيها الشيخ حمدان .
2ــ وعين القطّار .
وهي عين شحيحة تخرج من شاهق في جبل الرّدّادي عند منتصف مجرى الوادي ، وقد زرتها في ربيع 1906 فإذا ماؤها يقع قطرتين قطرتين .
قلت : ومن ذلك اسمها . أمّا الردّادي فيظنّ فيه الحديد والنحاس ، وقد دخل القطّار في حدّ العقبة " ( تاريخ سيناء ، ص 201 ) .
وقال : " وقد اشتهر الشوَّافون بين اللحيوات بالصلاح والتقوى، ولهم في الجزيرة عدة قبور تُزار، منها: قبر الشيخ حمدان ، ابن نجم جدِّ النجمات، المدفون في رأس وادي الردَّادي قرب مفرق العقبة، يزوره اللحيوات من كل الجهات " ، وقال : " .... حمدان فاشتهر بالصلاح والتقوى، وله قبر في جبانة الشوَّافين عند ثميلة الردَّادي يزوره اللحيوات كما مرَّ " ( تاريخ سيناء ، ص 118 ــ 119 ) .
وقال نعوم شقير في ذكر العمل على تحديد الحدود وذكر عمليّات النقل والتزوّد بالمياه في منطقة الأحيوات حيث تمّ جلب المياه من آبار غضيان في وادجي العربة وبئر ملحان في وادي العقفي وكلّها من مياه قبيلة الأحيوات في المنطقة العثمانية : " قال نعوم شقير : " بعد الاتفاق على شكل العمد عاد باركر بك إلى نخل ، وشرع إسماعيل أفندي ورجاله في بناء العمد، يصحبهم المندوبون الأتراك الثلاثة على طول الخط؛ حتى أتوا إلى آخرها ، وقد اعترضهم في الطريق صعوبتان : الماء والحجارة في الصحاري المرملة ؛ أمَّا الماء فإنهم بعد خروجهم من طابا أتوا به من بئر ملحان وبئر غضيان في وادي العربة حتى وصلوا آبار مايين فوجدوها جافة فاستقوا من بئر المغارة ، وأتوا بالحجارة إلى صحراء الهاشة من جبل أم قف قرب جبال الصفرا ، وإلى صحراء العجرة من خرائب العوجة وجبل خشم القرن وخربة الرطيل وشاطئ البحر.
وكان أول عمود بنوه على رأس طابا السبت في ٣١ ديسمبر سنة ١٩٠٦ أعطوه نمرة ٩١، وآخر عمود على تل الخرائب في ميناء رفح في ٩ فبراير سنة ١٩٠٧ أعطوه نمرة ١، وهذه السرعة التي أتمَّ فيها إسماعيل أفندي ورجاله بناء العمد على طول الخط دلَّت على نشاط عظيم وأوجبت لهم كل مدح وثناء.
وقد بلغت أُجور الجمال التي كانت تنقل المياه ومواد البناء لهذه العمد ٧١٧ جنيهًا و٤٠ مليمًا، وكان جملة ما أنفقته مصر على تحديد التخوم نحو عشرين ألف جنيه أو أكثر " ( تاريخ سيناء ، ص 616 )
ومن شيوخ قبيلة الأحيوات الذين كان لهم دور في قضية الحدود الشيخ ضيف الله وهو من أبرز شيوخ ورجالات قبيلة الأحيوات خلال القرن التاسع عشر وأوائل القرن العشرين . وكان شاعراً فارساً .
فقد كان من أهمّ أعضاء لجنة تحديد حدود سيناء مع الدولة العثمانية عام 1906 م . وممّا زاد الطيبة بلّة أن كثيرا من الكتابات عن قضية الحدود بين مصر والدولة العثمانية لم تشر إليه مطلقاً بخلاف المصادر البريطانية . ولم أجد إلّا ما ذكره الدكتور الديب رحمه الله تعالى حيث قال في دراسته للحدود بين سيناء وفلسطين التي تمتد 210 كم بخطّ مستقيم من طابا على ساحل خليج العقبة إلى رفح على ساحل البحر الأبيض المتوسّط .
قال الديب : مسار حد اللجنة المصرية : بدأت اللجنة المصرية في تعيين الحد من جبهة العقبة ، واستدعى الأمر تعيين نقطة على خليج العقبة تكون مبدأ الخط الذي يمثل الحدود وخط سير الفريق الهندسي . واتفق الأعضاء أن يكون مبدأ الحد المرشش التي تبعد 3/4 , 3 ميل من قلعة العقبة ، وخمنت اللجنة الموقع الفلكي لرفح تخمينا ورسمت الحد من المرشش اليه خطا مستقيما .
وسار الفريق الهندسي المكون من المستر Wade وزميله Keeling ، والبدوي المرشد الشيخ ضيف الله Daw Falla على الخط المستقيم لتعيين مواقع الجبال والأمكنة البارزة على جانبي الخط المرسوم . ولما وصلت اللجنة إلى رفح اتصلت تلغرافيا بمرصد حلوان فتمكنت من تعيين خط طول رفح فكان 20 14 34° شرقا ، وخط عرض شمالا 1 26 29° ، ثم ذهب الفريق الهندسي الى العريش لاستكمال العمل ، ورسم خريطة الحد في المكتب الذي جرى تجهيزه هناك 0 فرسموا خريطة للحدود خطا مستقيما من رفح الى المرشش والمناطق الواقعة على جانبيه في حدود 5 أميال ( 8 كيلو مترات ) من كل جانب . وتوافق هذا الخط مع طبيعة المنطقة التي يجتازها ، وكذلك مع تقسيم القبائل أكثر من كل خط سواه .
وقال : وتمت دراسة الظروف الطبوغرافية على جانبي الحد في مسافة ۸ كيلو مترات ، ولم تتعد منطقة الدراسة هذا العمق ۰
وقد سار المستر ويد يتقدمه زميله كيلنج مع الشيخ البدوي المرشد ضيف الله . وأمكن الثاني بمساعدة الثالث اختيار النقط التي تقع على خط مستقيم تقريبا ممتدا من الطرف الشمالي الخليج العقبة الى رفح على ساحل البحر المتوسط ، وهي النقط التي تم الاتفاق عليها أثناء المفاوضات كحد تقريبي .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق