الندويّون وواحدهم ندويّ ، قبيلةٌ من أشهر قبائل هُذَيْل وأعرقها ، ولها ذكرٌ جليلٌ ، وهم من أكبر قبائل هُذَيْل اليمن ، وهم فرعٌ من بني زهير من هُذَيْل ، ويقطنون وادي ضيم ونواحيه ، وقد ذكر قبيلة الندويّين عددٌ من الباحثين والكتاب ومنهم :
1ــ الشّيخ عاتق بن غيث البلادي .
2ــ الأستاذ محمد بن علي بن هلال الحتيرشي الهُذَلِيّ .
3ــ الأستاذ عطيّة الشيبي المطرفي الهُذَلِيّ .
4ــ الشريف مساعد بن منصور .
5ــ الشيخ حمد الجاسر .
6ــ الأستاذ محمد جابر الحسني .
وغيرهم .
وممّا جاء عن هذه القبيلة العريقة في كتابي :
( قبيلة هُذَيْل وأصولها القديمة
في بلاد الحجاز حتى عام 1352 هــ )
والعمدة فيه على النصوص والوثائق حتى عام 1352 هــ 1932 م ما يلي :
الندويّون .
النَّدَوِيّون وواحدهم نَدَوِيّ ، فرعٌ قديمٌ من بني زُهَيْر ، وهم من أشهر فروع قبيلة هُذَيْل إلى يومنا هذا ، ومن أخبار الندويّين :
1ــ ذكر الجزيريُّ في ذكر حوادث سنة 828 هــ فقال : " في ليلة التاسع من ذي الحجّة خرج قطّاع الطريق من صَاهِلَة وهُذَيْل ودَعْد والندويّين على الحجّاج بمضيق منى ، وأخذوا قاضي مكّة بهاء الدين أبو البقاء محمد بن أحمد بن الضياء الحنفيّ العمريّ وعياله ، وسلبوهم وأخذوا جمالهم ، وخلّوهم على الأرض ، وكان معهم الشيخ شهاب الدين احمد بن جار الله بن صالح الشيبانيّ ، فضربوا ساقه بسيف ، وتلاحق بهم الناس ، فركبوا معهم إلى عرفات ، خلا أحمد بن جار الله وأخاه عليّاً فإنّهما أقاما بمنى ، وهما مُحرمان وفاتهما الحجُّ ، ثمَّ مات احمد في ليلة الحادي عشر من ذي الحجّة ، وهو على إحرامه ، وحمل إلى مكّة ودفن بالمُعلّاة " .
2ــ وقال عبد العزيز بن النجم بن فهد في ذكر حوادث شعبان عام 894 هــ : " وفي السبت رابع الشهر نُودي بأن يخرج جميع العُربان إلى عرفة بحلّتهم ، لغزو آل جميل ، وسمعت بأنّ الشريف اتّهم جماعةً من العُربان بممالأة آل جميل ، منهم الندويّين ، فنقّى عليهم ، وفي توجّههم لبلادهم أخذوا إبلاً ــ أظنّها لخُزاعة ــ ، وفي ليلة الجمعة عاشر الشهر وصل الشريف بركات ابن صاحب مكّة إليها ، بنيّة التوجّه لقتال آل جميل ، ثمّ في عصر يومه طاف وسافر إليهم ، واحتاطوا بالجبل في ثلاث فرق : إحداها مع الشريف بركات من جِهة اليمن ، والثانية مع مفتاح البوقيريّ ، والثالثة مع بدر هجين من جِهة مراوة " ، وقال : " وفي يوم الثلاثاء الحادي والعشرين سمعنا بمكّة أنّ عليّ بن سالم أخا زيد بن سالم شيخ آل جميل وصل إلى السَّيّْد بركات ، فأمر به فطّوّق في رقبته بالحديد ، ويُقال أنّه أخو الشريف محمد من الرضاعة ، وسمعنا قبل ذلك أنّه حصل عند الماء الذي بمراوة محلّ القتلة الأولى قتال أيضاً بين جماعة الشريف وبعض آل جميل ، وأنّ جماعة كثيرين من جماعة الشريف توجّهوا للِّماء ، فنزل عليهم نفر يسيرٌ من آل جميل فأزالوهم عن الماء ، ثمّ صاح الصائح فكثروا عليهم ، وكثر الرمي بالنشّاب فهربوا بعد أن أمسكوا واحداً من القوّاسة وقتلوه ، وسمعنا قبل ذلك أنّ جماعة من العُربان صالحوا ، ومنهم الندويّون المتقدّم ذكرهم بالنقا قريباً ، والطلحات وبنو طلحة ، ونودي للِّندويّين في شوارع مكّة بذلك " .
وقال : " وحُشر الباقين إلى أن ارتفعوا إلى رأس الجبل ، وأحرقوا لهم ثلاث مقاري ، وهي محلّ النحل ، ويقال أنّ النحل الذي أحرق وهرب يكون بألف دينار ، ومنع السَّيّْد بركات العسكر من القتال ــ وأظنّه أبقى على الجميع ــ ، وكان مع السَّيّْد بركات من العسكر نحو ألفين ، وهم من عرب اليمن وغيره ، ومع بدر هجين نحو ألفين أيضا ، وهم من عرب مكّة ، وهُذَيْل الشام ، ومع مفتاح البوقيري نحو ألف ومائتين ، وهم من عرب الحجاز وبجيلة ، وكانا يكيلون لكلّ رجل من العرب ربعيّة ربعيّة ، إلّا أهل الحجاز فإنّهم بالقرب من أهلهم ، وعرب مكّة وما حواليها لم يعلم لهم طعام ، وفي يوم الثلاثاء ثامن عشري الشهر دخل السَّيّْد بركات وعسكره إلى مكّة ، ومعه نحو عشرة من العربان ، ومنهم : علي بن سالم وابنه وابن أخيه زيد بن سالم ، واثنان من الطلحات ، واثنان من الندويّين ، بسبب الإبل التي أخذوها ــ أظنّ لخزاعة ــ ، وأمر السَّيّْد بركات جميع العُربان بالرحيل ، ونادى لآل جميل في العُربان أنّهم في وجه السَّيّْد بركات " .
3ــ وجاء ذكرهم في وثيقةٍ مؤرّخةٍ بعام 1073 هــ خاصّة بتحديد ديار دَعْد وجاء فيها : " الجهة اليمانية الندوين من هُذَيْل اليمن بني عمنا " أ هــ .
قلت : الندوين تصحيف الندويين .
4ــ وقال عبد الله بن محمد الغازيّ في ذكر حوادث عام 1220 هــ : " وفي عشرين من جمادى الثانية خيّم عُثمان المضايفيّ في المضيق مع خمسة آلاف من هُذَيْل اليمن والشام وثقيف وغيرهم ، ثمّ ارتحل بهم ونزل في حدود الحرم ، ثمّ انتقل بجنوده قاصداً جدّة ، وأحاطوا بالسور ، ومعهم كثير من السلالم ومعاول الحديد ، ثمّ قربوا من السور حتى صعد بعضهم على بعض السلالم بعد وضعها على جدار السور ، فجاءوهم من كانوا قائمين بحماية السور وأبعدوهم عنه بالبندق والمدافع ، وقتلوا منهم خلقاً كثيراً فرجعوا مُنهزمين إلى مُخيّمهم ، ثمّ ارتحل إلى المدرة ، وأرسل يطلب من بقي من العُربان فجعلوا يتسلّلون إليه من كلّ مكان فرتّبهم لقطع الطُرقات ، فجعل لقطع جدّة وطريقها : واهس شيخ زُبَيْد .... وأمر الجحادلة وبعضاً من هُذَيْل أن يخيّموا على الشرفيّة ويقطعوا من يرد من طريق اليمن ، وأمر بعضاً من هُذَيْل أن يُخيّموا على وادي نَعْمَان ، ومعهم العرب النازلون بتلك الجبال من غير هُذَيْل ، وأمر بني لِحْيان وعُربان الحرم أن يخيّموا بالحصن الذي شيّده بالوادي والمدرة ، ثمّ انتقل هو ومن معه مرّةً ثانيةً إلى طريق جدّة يقتلون ويأخذون من يمرّ عليهم . وفي اليوم الخامس من رمضان أمر عُثمان أربعين من هُذَيْل الندويّة أن يقعدوا بين مكّة والحسينية ، فجلسوا عند الشرفة التي عند جبل الثور يقطعون من يمرّ عليهم . وفي العاشر من شوّال ارتحل عُثمان من طريق جدّة قاصداً الحسينيّة مع قومه ، وأقاموا يُحاربون من فيها يومين فملكوها " .
5ــ وقال ابن عبد الشكور في حوادث رمضان عام 1220 هــ : " ولو أنّ جماعة دخلوا في طاعتهم لكانوا عندهم من أئمة المسلمين .. كهُذَيْل وثقيف وبقيّة مّمن يُسمّونهم بالإخوان " ، وقال : " وفي اليوم الخامس من رمضان صبيحة يوم الربوع أمر عُثمان على جماعةٍ نحو أربعين من هُذَيْل الندويّة أن يعدوا بين مكّة والحسينيّة ، فجلسوا عند الشرفة التي تحت جبل الثور ، يقطعون الوارد والصادر ، وهو لانتهاك حُرمة الحرم وتجاهر ، فأوّل من مرّ بهم جماعةٌ من صاحب الترجمة لا زالت لياليه وأيّامه مُعظّمة فقبضوهم ، وأخذوا من أيديهم السلاح وتيقّنوا أنّما أخذ في حرم الله مُباح ، وحملوا ثلاثةً منهم إلى عُثمان تسبقه الجنّ ، وأطلقوا الرابع ، وكان رجلاً سليمانيّا طاعنا في السنِّ ، فدخل مكّة آخر اللَّيل ، وأخبر بما وقع عليه ، وعلى رفقته من هُذَيْل ، وممّا وقع .... في شهر رمضان هذا العام منعهم المُعتمرين من عمرة التنعيم ..... حتى قتلوا شخصاً مُعتمراً عند مدرج الزاهر " .
6ــ وقال الرحّالة السويسري جون لويس بيركهارت في رحلته عام 1814 م 1229 هــ في ذكر هُذَيْل الطائف : " بدو الطائف Badiwe of Tayf ويقع هؤلاء ضمن سيطرة ثقيف ، وتعتبر هُذَيْل أحياناً جزءاً منهم ، ولكنَّ هُذَيْل بصفةٍ عامّةٍ ليست ضمن بدو الطائف . تحتلّ هذيل سفوح المنطقة الجبليّة على الطريق من مكّة المُكَرَّمَة إلى الطائف ، وبخاصّة حول جبل قورا Kora . ويستطيعون تجميع ألف بندقية ، ومشهورون أنّهم أدقّ الرجال في المنطقة إصابة للِّأهداف ؛ إنّهم قبيلةٌ مشهورةٌ ، متفوّقون eminent لشجاعتهم . وقد قتل الوهابيون ما يزيد على ثلاثمائة من خيرة رجالهم قبل أن تستسلم هذه القبيلة . وليس لديهم إلّا القليل من الخيول والإبل ؛ بينما تكثر لديهم قطعان الأغنام والماعز ، كما أنّهم مُقسّمون إلى ثلاث بطون صغيرة هي : العلاوين Alowyein ، والندويين Nedowyein ، وبني خالد " .
7ــ وجاء ذكر أحد رجالهم وهو ؟؟؟؟؟؟ بن مسفر الندوي في وثيقةٍ مؤرّخةٍ بتاريخ 11 / ربيع الأوّل / 1283 هــ وكان أحد الشهود في فضّ النزاع بين آل زيد من هُذَيْل وبين قريش .
8ــ وقال أيّوب صبري باشا فيما كتبه عام 1289 هــ : " قبيلة هُذَيْل : تسكن قبيلة هُذَيْل قمم الجبال الوعرة والمُرتفعة جدّاً ، وخاصّة جبال ( القرى ) الواقعة على الطريق بين مكّة المُكَرَّمَة ومدينة الطائف الشهيرة .
وتُعتبر قبائل العلويّين ، الندويّين ، وبني خالد ، أشهر القبائل التي تشعّبت عن بني هُذَيْل ، وتعداد أفرادها يزيد عن عشرة آلاف تقريباً " .
قلت : القرى صوابها جبل كرا .
9ــ وقال محمد لبيب البتنونيّ في رحلته إلى الحجاز عام 1328 هــ 1910 م في ذكر قبيلة هُذَيْل :
10ــ وجاء ذكر الندويّين وبعض فروعهم وكبارهم في وثيقةٍ مؤرّخةٍ بتاريخ 27 / شعبان / 1337 هــ كما سيأتي بيان في الحديث عن فروعهم .
11ــ وقال خير الدين الزركليّ في رحلته عام 1339 هــ : " هُذَيْل ( ومنها : بنو خالد ، والندويّون ، والعلويّون ) " .
12ــ وجاء ذكر بعض رجالهم وفروعهم في وثيقةٍ مؤرّخةٍ بتاريخ 13 / مًحَرَّم / 1340 هــ كما سيأتي بيانه في ذكر فروعهم .
13ــ عدَّ فؤاد حمزة في كتابه الذي أنجزه عام 1352 هــ 1933 م الندويّين من فروع هُذَيْل اليمن ، وقال : " فيه ثلاثة فروع : " المرازيق والجيسة والجملة " .
ومن فروع الندويّين :
1ــ الجملة .
1ــ القيسة .
1ــ المرازيق .
ونظراً لطول المادّة الخاصّة بقبيلة الندويّين فقد تمّ إفراد مواضيع خاصّة بأقسامهم الثلاثة والله الموفّق .
هذه المادّة قيد التحديث حسبما يستجدّ من نصوص أو وثائق والله الموّفق .
ويمكن التواصل مع الباحث على العنوان التالي :
alahaywiy@yahoo.com
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق