ربط الفقيه الشافعي عبّاس المدني أحد مدرّسي المسجد النبويّ الشريف بين الظواهرية الفرع المشهور من قبيلة النفيعات في الديار المصرية ، وبين الظواهر من قبيلة بني حرب في بلاد الحجاز فقال في كتابه الذي أنجزه في الثلاثين من جمادى الأولى عام 1345 هــ الموافق 6 / 12 / 1926 م في ذكر نسبة الظاهري : " الظاهري للظاهر .... وللظواهر قبيلة من العرب تنزل بالحمراء وغيرها ، وهي موضع بوادي الصفراء " ، قال : " والشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهري عصريّنا شيخ الجامع الأحمدي بطندتاء ودفينها للظواهر القبيلة المذكورة على القياس " أ . هــ
قلت : الربط بين الفرعين يحتاج إلى تحقيق ، ولا أدري علام استند المدني في قوله هذا لكن أودّ لفت النظر إلى ما يلي :
1ــ قال نعوم شقير في كتابه الذي أنجزه عام 1906 م في ذكر النفيعات في الطور جنوبي سيناء : " جاء الصوالحة والنفيعات من برّ الحجاز ، واستولوا على البلاد ، واقتسموا منافعها بينهم ،على نحو ما كان عليه بنو واصل والحماضة " ، وقال : " وأمّا النفيعات فالراجح أنهم دخلوا بلاد الطور مع الصوالحة فوجدوا الحماضة وبني واصل في ضعف ، فاستولوا على البلاد ، واقتسموها فيما بينهم .كما مرّ ، واقتسموا أيضاً خفر الدير، ونقل الحجاج والسيّاح " أ . هــ
2ــ يذكر النفيعات من ديارهم القديمة في بلاد الحجاز : الحمراء .
3ــ قبيلة الصوالحة هي من قبائل حرب . قال نعوم شقير : " في تقاليد الصوالحة أنّهم من قبيلة حرب الحجاز رحلوا أوّلاً إلى ضبا ، ثمّ إلى بلاد الطور فسكنوها إلى اليوم " أ . هــ
وهذا يعني أن قبيلة النفيعات كانوا يساكنون بني حرب ويجاورونهم في بلاد الحجاز ، ثمّ ارتحلوا هم وحلفاؤهم الصوالحة من بني حرب شمالاً إلى ضبا في شماليّ الحجاز وانتقلوا بعد ذلك إلى سيناء وبلاد الشام .
قلت : طندتاء هي طنطا المدينة المصرية المشهورة ، وقد أنجب الشيخ إبراهيم عدداً من الأبناء ومن بينهم الشيخ محمد الأحمدي الظواهري شيخ الجامع الأزهر المتوفّى عام 1363 هــ 1944 م .
كان العلامة الشيخ إبراهيم بن إبراهيم الظواهري رحمه الله تعالى من أشهر علماء الأزهر ، وكان شيخاً لمعهد طنطا .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق