تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأربعاء، يوليو 04، 2012

حتى لا نقع ضحية تشابه الأسماء بين مسعود بن هاني وهاني بن مسعود

في كتابه الذي أعدّه عام 1906 م نقل الأستاذ نعوم بك شقير عن المساعيد أنّهم ينتسبون إلى مسعود بن هاني ( تاريخ سيناء ، ص 117 ) ولم يزيدوا على ذلك ، وفي بحثي في أوساط قبائل المساعيد والأحيوات في الحجاز والأردن وسيناء وجدتهم يحفظون أنّ جدهم هو مسعود بن هاني إلى يومنا هذا ، والذين يذكرون هذا هم كبار السن من العوام الذين لم يطّلعوا على كتاب من كتب التاريخ أي أنّهم نقلوا هذا عن أسلافهم كابراً عن كابرٍ ، وهو ما نقله غير واحد من الباحثين في مصر والأردن ، ثمّ ظهرت دعوى مستحدثة بعد أن اطّلع بعض المساعيد في مصر على بعض المعلومات التاريخية عن هاني بن مسعود الشيباني بطل معركة ذي قار فادّعى أنّ جدّ المساعيد هو هاني بن مسعود الشيباني ، ولو صحّت هذه الدعوى لنسبت القبيلة إلى هاني لا إلى مسعود فهاني هو البطل وهو الأشهر فلم الإنتساب إلى أبيه ؟؟؟ ورغم هذه الدعوى فإنّ قومنا في الديار المصرية لا سيّما شيوخهم يذكرون أن المساعيد جاءوا من جنوبيّ الحجاز ومن بلاد مكّة المكرّمة من اليمن ، والمراد باليمن في بلاد الحجاز هو المنطقة الواقعة إلى الجنوب من مكّة المكرّمة كقولهم هذيل اليمن للذين يقطنون جنوب مكّة وهذيل الشام للذين يقطنون شمال مكّة وكذلك خزاعة اليمن وخزاعة الشام وهكذا ، وهذا الذي يحفظه مساعيد الديار المصرية عن ديارهم يتّفق ويتطابق مع ما يرويه مساعيد الحجاز والأردن عن ديارهم القديمة ، وهذا يعني أنّ محفوظات المساعيد المصريين تهدم دعوى الإنتساب إلى هاني بن مسعود الشيباني لأنّ بني شيبان كانوا يقطنون بلاد العراق ولم يقطنوا يوما جنوبيّ بلاد الحجاز .
وهذا يكشف لنا أنّ الأمر لا يعدوا تعلّقا بتشابه الأسماء وهذا ما وقع لقبائل عديدة وسنضرب مثالا يدلّ على ذلك :
تدّعي قبيلة الغزاوية أنّها من سلالة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه ، وقد كان لهذه القبيلة شأن كبير في شماليّ الأردن ، وكان لهم أمراء اجلاّء لقرون طويلة جدّا ، قال فردريك ج بيك في كتابه الصادر عام 1934 م : " يزعم الغزاوية أنّهم أبناء عمر بن الخطّاب وليس لديهم وثائق تدعم هذا الزعم " ( تاريخ شرقي الأردن وقبائلها ، ص 311 ) ، وقال الأستاذ إحسان النمر في كتابه الصادر عام 1938 : " الغزاوية : يقال أنّهم ينتسبون لعمر بن الخطّاب رضي الله عنه " ( تاريخ جبل نابلس والبلقاء ، ج 1 ، ص 138 ) ن وقال : " المشهور أنّهم من ذرية سيّدنا عمر بن الخطّاب وإن لم يحفظوا شجرة نسب " ( تاريخ جبل نابلس والبلقاء ، ج 2 ، ص 169 )
قلت : الغزاوية فرع من قبيلة غزيّة القبيلة المشهورة ، وقد ذكرهم ابن خلدون وغيره في بلاد الشام حيث نالوا درجة الإمرة في شمالي الأردن .
والصحيح في دعواهم أنّ من جدودهم جدّ يدعى خطّاب بن عمر ومع مرّ القرون حدث لديهم تقديم وتأخير فظنّ المتأخّرون أنّ صواب الاسم هو عمر بن الخطّاب وهذا باطل فالجدّ اسمه خطّاب بن عمر ، وقد ترجم له السخاوي فقال : " خطّاب بن عمر بن مهنّى بن يوسف بن يحيى الزيني الغزاوي بالتخفيف نسبة إلى القبيلة الشهيرة بعجلون وأبوه وجدّه من أمراء عرب تلك النواحي ... ولد في رجب سنة تسع وثمانمائة بعجلون .... مات في رمضان سنة ثمان وسبعين " ( الضوء اللامع لأهل القرن التاسع ، المجلّد الثاني ، ج 3 ، ص 181 ــ 182 )
قلت : يتّضح بهذا أن خطّاب بن عمر من رجالات هذه القبيلة ومع تطاول العهد جهل حال هذا الجدّ فجاء من يدّعي أنّ اسمه عمر بن الخطّاب ، وأنّه هو الخليفة الراشد عمر بن الخطّاب ، وهذا حال بعض قومنا من مساعيد الديار المصرية حينما قالوا أنّ مسعود بن هاني هو هاني بن مسعود الشيباني ، وقد وقع مثل هذا الوهم عند كثير من القبائل ، ومن ذلك أن آل الخالدي في القدس يدّعون أنّهم من ذريّة خالد بن الوليد رضي الله عنه ن وذلك لأنّ جدّهم يدعى خالد ، وهي دعوى باطلة فقد ذكرهم مجير الدين الحنبلي في كتابه الأنس الجليل وذكر بعض علمائهم وذكر أنّهم من قبيلة بني عبس .
قلت : يتبيّن ممّا سبق تحقيقه أنّه لا بدّ من التحقيق في كلّ دعوى متعلّقة بالنسب حتى لا نقع ضحية لتشابه الأسماء فدعوى بعض أبناء عمومتنا في الديار المصرية بأنّ جدّ القبيلة هو هاني بن مسعود يصطدم بأمرين مهمّين جدّا وهما :
1ــ أنّ المحفوظ لديهم كما لدى أبناء عمومتهم في الأردن والحجاز أنّهم هاجروا من جنوبيّ الحجاز .
2ــ أنّ المحفوظ أن جدّ القبيلة هو مسعود بن هاني وهذا قول المساعيد في الحجاز والأردن وسيناء وهو الذي دوّنه الكتّاب من مصريين وغيرهم طوال قرن من الزمان .
وبهذا يبطل القول بأنّ هاني بن مسعود هو جدّ القبيلة والصحيح أنّ جدّ القبيلة هو مسعود بن هاني
هذا ما أحببت بيانه والله وليّ التوفيق .

نشر هذا الموضوع في منتدى قبيلة المساعيد في ملتقى القبائل العربية بتاريخ 15 / 5 / 2005 م على الرابط التالي :

قلت : والشهرة تكون على الأغلب للجد المشهور وليس لأحد أبنائه ، ومن ذلك أنّ مسعوداً الصاهلي الهذلي الذي لجأ إلى عبد بن زهرة القرشي بعد أن أصاب دماً في قومه أصبح جدّاً يُعزى إليه ، وكان من ذريته عبد الله وعتبة وعميس ، وكانوا هم وأبناؤهم يعزون إلى جدّهم مسعود فهو الجدّ المؤسّس لهذا الفرع الهذلي الحليف في بني زهرة ورغم شهرة عبد الله بن مسعود وجلالة قدره فقد نسبت ذريته إلى مسعود وعرفوا بالمسعودي ذلك أنّ مسعودا هو صاحب القصّة التي غادر بسببها قومه وهو مؤسس هذا الفرع الهذلي .    

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق