هذا يوم من أيام المساعيد قتلوا فيها القتّات وهو من القتايت من الروقة من قبيلة
عتيبة ، حدّثني الشيخ محمد بن عطيّة الحفيظي المسعودي شيخ الحفظة من قبيلة بني
مسعود فقال : نزل القتّات على الحفظة من بني مسعود فجاورهم عدّة سنين ثمّ عاد إلى
قومه وبعد زمنٍ طويلٍ عاد ليزورهم فرحّبت النّساء بجارهم القديم وكان رجال الحفظة
قد ساروا إلى الحجّ ولم يبق منهم إلاّ كبار السنّ العجزة وقد صبّت النّساء الحليب
في قدر وقدّمنه للّقتّات فشرب منه ثمّ غادرهم إلى قومه وأخبرهم انّه ليس في الديّار
رجال فقرّروا مهاجمتهم مساءاً ، وفي تلك الأثناء قرّر بعض رجال الحفظة العودة
فعادوا ولم يكملوا مسيرهم إلى الحجّ وقد ساورهم الخوف على أهلهم وحلالهم فلمّا
وصلوا إلى الدّيار وجدوا القتّات قد هاجم القوم وسلبهم حلالهم وإذا بالصّياح يعمُّ
القوم وكان من بين العائدين حامد بن جبرين الحفيظي فساروا للّحاق بالغزاة وقد
رافقهم بعض بني مسعود ومنهم صالح البعشومي من الشّولان ولم يلبثوا أنْ لحقوا
بخصومهم فقامت المعركة بينهم وكان حامد بن جبرين أوصى ربعه أنْ لا يتعرّض أحدهم
للّقتّات وقد شاهد حامد بن جبرين القتّات وهو يحمل القدر ــ الذي صبّت له النساء
فيه الحليب ــ على رأسه فصوّب ابن جبرين النّار نحوه فقتله وفي ذلك قيلت القصيدة
التي مطلعها :
هاضني يوم حسّ الملح له دندان
هاضني يوم حسّ الملح له دندان
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق