الجفتلك : عطش في مواسم الاحتلال والاستيطان
الجفتلك : عطش في مواسم الاحتلال والاستيطان
أريحا - معا - رحلة عدي كعابنة اليومية برفقة اشقائه وشقيقاته للبحث عن الماء صورة تحكي الواقع المر لسكان قرية الجفتلك ومعاناتهم في ظل شح المياه في موسم الصيف ويحرص عدي كل يوم على جر صندوق خشبي مثبت على أربعة دواليب صغيرة صممها عدي على أنها عربة تساعده في تأدية واجبه الأسري، سعيا في توفير حاجة عائلته وقطيع الأغنام العائد لهم من المياه. ويقطع الأطفال الأربعة مئات الأمتار من الطرق الترابية للوصول لأقرب خط مياه في إحدى المزارع لملء ما بجعبتهم من قوارير أو جالونات بلاستيكية. ويتميز عدي ذو الفطنة والبداهة البدوية الفطرية بعينين كعيني نسر حويط حذر يراقب كل شيء، فالحرص على سلامة اشقائه من حوادث السير والمرور والتي كانت سيارات المستوطنين سببا في مقتل العديد من الأطفال على طريق نابلس الأغوارهدفه الأول وتجنب الزواحف والحيوانات الضارة والتلاشي عن الشمس التي تلسع أجسادهم النحيلة جيئة وذهابا همه الاول والأخير، فهو يدرك ان لا قيمة للماء في زمن الموت. ويقول عدي نحن نعيش في كهف في أعلى التلال يطل على الطريق العام ولا يوجد لدينا ماء ولا كهرباء، وأنه ترك المدرسة من الصف الرابع الأساسي لمساعدة اسرته. أما أم صلاح المرأة الخمسينية فقالت : مر علينا أربعة أشهر ولم تصلنا المياه، في منطقة نحتاج فيها للماء في كل ساعة، ما يضطرني لشراء صهاريج من المياه المالحة لتوفير حاجة المنزل وقطيع الخراف الذي تعتاش منه أسرتها، وتساءلت هل يستطيع الآخرون ترك المسجنات( مكيفات الغاز ) والعيش معنا ليوم واحد في الجفتلك في ظل الحر ونقص المياه. وناشدت أم صلاح الرئيس محمود عباس ورئيس الوزراء الدكتور سلام فياض التدخل لتوفير المياه لسكان القرية وهي احد شروط الصمود والمقاومة للاستيطان في الأغوار.
كثيرة هي صور المعاناة الناجمة عن قلة المياه قي قرية الجفتلك والتي كانت أراضيها تتغذى من مياه وادي الفارعة والتي تحولت بدعم عربي إلى مشروع مياه وادي الفارعة وبطاقة إنتاجية مطلع الثمانينيات بألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب والري، واليوم وبفعل سياسة الضخ الجائرة من الآبار العميقة التي أقامتها سلطات الاحتلال انخفضت طاقة المشروع إلى مائة كوب، فيما تبلغ مساحة الأرض القابلة للزراعة أكثر من ثلاثين ألف دونم.
رئيس مجلس قروي الجفتلك عبد الرحمن كساب قال : لدينا مشكلة حقيقية وتقدمنا بأكثر من طلب لكافة الجهات وسمعنا وعودا عدة لكن التنفيذ مرهون بمدى قدرة المواطنين على سداد الديون المتراكمة عليهم لحساب وزارة المالية وهي أثمان متراكمة للمياه والخدمات الأخرى. « ميكروت » ويضيف ان مجموع ما توفره شركة المياه الاسرائيلية من المياه يوميا هو ٢٧ كوبا لا تكفي سوى حاجة ثلث سكان قرية الجفتلك والبالغ عددهم ٥٠٠٠ نسمة، مؤكدا على تواصل جهود المجلس القروي مع كافة الجهات لإيجاد حلول عملية لمشكلة المياه في الجفتلك وان جهات دولية عدة مستعدة لتنفيذ مشاريع للمياة والصرف الصحي في المنطفة والمصنفة جميعها (ج). وعلى النقيض يرفض المزارع محمود علان الضامن صاحب العقد الثامن من السنوات الزاخرة بالعطاء والعمل في الزراعة الانتظار لإيجاد الحلول فهو يملك بئرا ارتوازية حفرها عام ١٩٨٧ من ماله الخاص وكان ينتج ١٠٠ متر مكعب في الساعة واليوم انخفض لمعدل ٤٥ الى ٥٠ مترا مكعبا بفعل سياسة سلطات الاحتلال بحقر أبار عميقة للمستوطنات على حساب المزارع الفلسطيني في المنطقة، إذ وضع الضامن بئره الارتوازية تحت تصرف أبناء قريته الجفتلك بلا ثمن لإرواء عطشهم وسقي قطعانهم. ويؤكد أبو علان أن اتفاقية اوسلو هي السبب الأساس في تفاقم مشكلة المياه في القرية وفي كافة مناطق الأغوار، مشيرا إلى أن لديه ولدى سكان الجفتلك جملة من الأفكار العملية لحل مشكلة المياه وأنهم على استعداد لوضعها على طاولة الرئيس أبو مازن إذا ما طلب منهم ذلك. في تلك اللحظات وصل أبو العبد وهو احد مربي الماشية ويقود شاحنة يستخدم نصفها لنقل الأعلاف والمواشي والنصف الأخر مثبت عليه صهريج ماء واستمع إلى جانب من الحديث وقال :إذا ما ارادوا لنا البقاء والصمود عليهم توفير قطرة الماء لنا، فنحن هنا .« قبل الآخرين وعلينا الصمود فهذه أرضنا
منقول عن جريدة الحياة الجديدة ، الجمعة 27 / 8 / 2010 م ، العدد رقم 5326 ، ص 2
وجريدة القدس ،الجمعة 27 / 8 / 2010 م ، ص 2
كثيرة هي صور المعاناة الناجمة عن قلة المياه قي قرية الجفتلك والتي كانت أراضيها تتغذى من مياه وادي الفارعة والتي تحولت بدعم عربي إلى مشروع مياه وادي الفارعة وبطاقة إنتاجية مطلع الثمانينيات بألف متر مكعب من المياه الصالحة للشرب والري، واليوم وبفعل سياسة الضخ الجائرة من الآبار العميقة التي أقامتها سلطات الاحتلال انخفضت طاقة المشروع إلى مائة كوب، فيما تبلغ مساحة الأرض القابلة للزراعة أكثر من ثلاثين ألف دونم.
رئيس مجلس قروي الجفتلك عبد الرحمن كساب قال : لدينا مشكلة حقيقية وتقدمنا بأكثر من طلب لكافة الجهات وسمعنا وعودا عدة لكن التنفيذ مرهون بمدى قدرة المواطنين على سداد الديون المتراكمة عليهم لحساب وزارة المالية وهي أثمان متراكمة للمياه والخدمات الأخرى. « ميكروت » ويضيف ان مجموع ما توفره شركة المياه الاسرائيلية من المياه يوميا هو ٢٧ كوبا لا تكفي سوى حاجة ثلث سكان قرية الجفتلك والبالغ عددهم ٥٠٠٠ نسمة، مؤكدا على تواصل جهود المجلس القروي مع كافة الجهات لإيجاد حلول عملية لمشكلة المياه في الجفتلك وان جهات دولية عدة مستعدة لتنفيذ مشاريع للمياة والصرف الصحي في المنطفة والمصنفة جميعها (ج). وعلى النقيض يرفض المزارع محمود علان الضامن صاحب العقد الثامن من السنوات الزاخرة بالعطاء والعمل في الزراعة الانتظار لإيجاد الحلول فهو يملك بئرا ارتوازية حفرها عام ١٩٨٧ من ماله الخاص وكان ينتج ١٠٠ متر مكعب في الساعة واليوم انخفض لمعدل ٤٥ الى ٥٠ مترا مكعبا بفعل سياسة سلطات الاحتلال بحقر أبار عميقة للمستوطنات على حساب المزارع الفلسطيني في المنطقة، إذ وضع الضامن بئره الارتوازية تحت تصرف أبناء قريته الجفتلك بلا ثمن لإرواء عطشهم وسقي قطعانهم. ويؤكد أبو علان أن اتفاقية اوسلو هي السبب الأساس في تفاقم مشكلة المياه في القرية وفي كافة مناطق الأغوار، مشيرا إلى أن لديه ولدى سكان الجفتلك جملة من الأفكار العملية لحل مشكلة المياه وأنهم على استعداد لوضعها على طاولة الرئيس أبو مازن إذا ما طلب منهم ذلك. في تلك اللحظات وصل أبو العبد وهو احد مربي الماشية ويقود شاحنة يستخدم نصفها لنقل الأعلاف والمواشي والنصف الأخر مثبت عليه صهريج ماء واستمع إلى جانب من الحديث وقال :إذا ما ارادوا لنا البقاء والصمود عليهم توفير قطرة الماء لنا، فنحن هنا .« قبل الآخرين وعلينا الصمود فهذه أرضنا
منقول عن جريدة الحياة الجديدة ، الجمعة 27 / 8 / 2010 م ، العدد رقم 5326 ، ص 2
وجريدة القدس ،الجمعة 27 / 8 / 2010 م ، ص 2
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق