قبيلة هذيل عند ابن القيسراني ( ت 507 هــ )

 

قال ابن القيسراني أبو الفضل محمد بن طاهر ( ت 507 هــ ) : " الْهُذلِيّ والهذلي والهذلي اثْنَان أَحدهمَا هُذَيْل خندف وَهُوَ ابْن مدركة بن إلْيَاس بن مُضر بن نزار بن معد بن عدنان مِنْهُم حمل بن مَالك بن النَّابِغَة وَأَبُو الْمليح الْهُذلِيّ وَأَبوهُ وَأَبُو عزة ونبيشة وَسَلَمَة بن المحبق وَغَيرهم وَقيل الهذليون من خُزَاعَة مِنْهُم أَبُو تقاصف المباهل فِي قصَّة عمر رَضِي الله عَنهُ فِي رَجَب وَفِي مَكَّة فِي خطبَته صلى الله عَلَيْهِ وَسلم أَن هَذَا الْقَتِيل من هُذَيْل ثمَّ من خُزَاعَة وخزاعة هُوَ كَعْب بن عَمْرو بن ربيعَة وَهُوَ لحي بن حَارِثَة بن عَمْرو مزيقياء الَّذِي هُوَ أَبُو الْأَنْصَار وَكَأَنَّهُ غير ذَاك فَإِذا هما اثْنَان .
الثَّالِث مُحَمَّد بن جَعْفَر غنْدر الْهُذلِيّ مولى هُذَيْل " (الأنساب المتفقة في الخط المتماثلة في النقط : رسم الهذلي )

قلت : القول بانّ الهذليين من خزاعة قول باطل ووهمٌ عظيمٌ ، فقد خلط ابن القيسراني بين خناعة من هذيل قوم أبي تقاصف الخناعي وبين خزاعة ، ويبدو أنه وقع في الوهم بسبب تصحيف اسم خناعة إلى خزاعة ومن ثمّ نسب أبي تقاصف وقومه هذيل إلى خزاعة وظنّ انهم هذليّين آخرين ، وإلاّ فخبر أبي تقاصف الخناعي الهذلي معلوم مشهور ذكره ابن إسحاق ( ت 150 هــ ) وغيره .
قال ابن إسحاق في ذكر قصّة عمر بن الخطّاب رضي الله عنه مع شيخ كبير أعمى وفي القصّة : " .. أبو تقاصف الخناعي وأخوته :
فقال رجل من القوم : يا أمير المؤمنين شأن أبي تقاصف الخناعي ، ثم الهذلي ، وأخوته أعجب من هذا، فقال عمر : وكيف كان شأن أبي تقاصف وإخوته ؟
فقال : كان لهم جار هو منهم بمنزلة عياض من بني صبغاء ، فتنقصوه وتذللوه ، فذكرهم الله والرحم والجوار ، فلم يعطفهم ذلك عليه ، فأمهلهم حتى إذا دخل الشهر الحرام ، رفع يديه ثم قال :

 

اللهم رب كـل آمـن وخائـف وسامـع هتـاف كــل هـاتـف

ان الخنـاعـي أبــا تقـاصـف لم يعطني الحق ولم يناصف

فاجمع لـه الأحبـة الألاطـف بيـن قـران ثـم والتـواصـف

 

قال فنزلوا في قليب لهم يحفرونه حيث وصف ، فتهور عليهم ، فإنه لقبرهم إلى يومهم هذا " ( السيرة النبوية لابن إسحاق ، تحقيق احمد فريد المزيدي ، ص 83 )
ومن هذا يتّضح أنّ الهذلي في كتابه هو نسبة إلى قبيلة هذيل بن مدركة وأنّه لا يوجد هذيلٌ أخرى وفق ما اقتضاه كتابه ، والله تعالى أعلم