تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الجمعة، يناير 17، 2014

لغة هذيل في القرآن الكريم

 
هذه مقتطفات من دراسة بعنوان ( ما ورد في القرآن بغير لغة قريش ) للدكتور عبد الرحمن محمد إسماعيل وفيما يلي ما يتعلق بقبيلة هذيل :
قال أبو بكر الواسطي في كتابه الإرشاد في القراءات العشر: في القرآن من اللغات خمسون لغة : لغة قريش وهذيل وكنانة وخثعم والخزرج وأشعر ونمير وقيس عيلان وجرهم واليمن وأزد شنوءة وكندة وتميم وحمير ومدين ولخم وسعد العشيرة وحضرموت وسدوس والعمالقة وأنمار وغسان ومذحج وخزاعة وغطفان وسبأ وعمان وبنو حنيفة وثعلبة وطيئ وعامر بن صعصعة وأوس ومزينة وثقيف وجذام وبلي وعذرة وهوازن والنمر واليمامة . ومن غير العربية الفرس والروم والنبط والحبشة والبربر والسريانية والعبرانية والقبط ([1]).اهـ
([1]) نقلاً عن [مناهل العرفان ج1 ص123]. وما ذكره الواسطي -رحمه الله- إنما هو على سبيل التقريب فحسب ، وإلا فالوارد من اللغات في كتاب الله أكثر من ذلك عربياًّ ومعرباً .

هذيل
 
وجملة ما وقفت عليه من لسانها : اثنتان وخمسون كلمة وهي كالتالي :
يوم يأت لا تكلم نفس إلا بإذنه، كتبت بحذف الياء هكذا يأت للدلالة على لغة هذيل([1]). واضربوا منهم كل بنان: وفي رواية عن ابن عباس رضي الله تعالى عنهما أنها الجسد كله في لغة هذيل ([2]). وأصلح بالهم: أي أمر معاشهم في الدنيا وقيل حالهم في النعيم وهو لغة هذيل([3]).حتى تضع الحرب أوزارها: إبدال حائها عينا لغة هذيل وبها قرأ ابن مسعود ([4]). فذانك برهانان من ربك إلى فرعون وملئه : والبرهانان اليد والعصا، وقرأ ابن كثير بتشديد النون وخففها الباقون، وروى أبو عمارة عن أبي الفضل عن أبي بكر عن ابن كثير فذانِّيك بالتشديد والياء وعن أبي عمرو أيضا قال: لغة هذيل فذانيك بالتخفيف والياء، ولغة قريش فذانك كما قرأ أبو عمرو وابن كثير ([5]). وقال الذين لا يرجون لقاءنا: قال الفراء : هذه الكلمة تهامية وهي أيضا من لغة هذيل إذا كان مع الرجاء جحد ذهبوا به إلى معنى الخوف فيقولون: فلان لا يرجو ربه سبحانه يريدون لا يخاف ربه سبحانه ومن ذلك مالكم لا ترجون لله وقارا أي لا تخافون لله تعالى عظمة وإذا قالوا فلان يرجو ربه فهذا على معنى الرجاء لا على معنى الخوف وقال الشاعر:

إذا لسعته النحل لم يرج لسعها وحالفها في بيت نوب عواسل([6])
ورِدُّوا إلى الله مولاهم الحق : قال أبو بكر بن عياش دخلت على عاصم وهو في الموت فقرأ ردوا إلى الله مولاهم الحق بكسر الراء وهي لغة هذيل([7]). زُبُراً : الزبر الكتابة في لغة هذيل([8]) . يعرِجون: قرأ الأعمش وأبو حيوة يعرجون بكسر الراء وهي لغة هذيل في العروج بمعنى الصعود ([9]). قال هي عصاي : وقرئ عَصَيَّ على لغة هذيل أتوكأ عليها أعتمد عليها إذا أعييت أو وقفت على رأس القطيع ([10])، فمن اتبع هُداي : قرأ الجحدري هُديَّ وهو لغة هذيل يقولون: هُديَّ وعصيَّ ومحيَّ وأنشد النحويون لأبي ذؤيب يرثي بنيه :

سبقوا هويَّ وأعنقوا لهواهمُ فتُخُرِّمُوا ولكل جنب مصرع
على عورات النساء : قراءة الجمهور عوْرات بسكون الواو تخفيفا وهى لغة جمهور العرب وقرأ ابن عامر في رواية بفتحها وقرأ بذلك ابن أبى إسحاق والأعمش ورويت هذه القراءة عن ابن عباس وهي لغة هذيل بن مدركة ومنه قول الشاعر الذي أنشده الفراء :

أخو بَيَضات رائحٌ مُتأوِّبٌ رفيق لمسح المنكبين سبوح([11])
إن كل نفس لَمَّا عليها حافظ : أنكر التشديد جماعة من أهل المعرفة بكلام العرب أن يكون معروفا من كلام العرب غير أن الفراء كان يقول لا نعرف جهة التثقيل في ذلك ونرى أنها لغة من هذيل يجعلون إلا مع إن المخففة (لَمَّا) ولا يجاوزون ذلك كأنه قال ما كل نفس إلا عليها حافظ . فإن كان صحيحاً ما ذكر الفراء من أنها لغة هذيل فالقراءة بها جائزة صحيحة وإن كان الاختيار أيضا إذا صح ذلك عندنا القراءة الأخرى وهي التخفيف لأن ذلك هو المعروف من كلام العرب ولا ينبغي أن يترك الأعرف إلى الأنكر([12]).
فنِعما هي : قرأ ابن كثير وورش وحفص بكسر النون والعين للإتباع وهي لغة هذيل قيل ويحتمل أنه سكن ثم كسر لالتقاء الساكنين وقرأ ابن عامر وحمزة والكسائي بفتح النون وكسر العين على الأصل كعلم وقرأ ابو عمرو وقالون وأبو بكر بكسر النون وإخفاء حركة العين وروي عنهم الإسكان أيضا واختاره أبو عبيدة وحكاه لغة والجمهور على اختيار الاختلاس على الإسكان حتى جعله بعضهم من وهم الرواة وممن أنكره المبرد والزجاج والفارسي لأن فيه جمعا بين ساكنين على غير حده ([13]).
ألم أعهد : ألم أحهد لغة هذيل([14]).ومن [الإتقان] : والرجز: العذاب . شروا: باعوا . عزموا الطلاق: حققوا . صلدا: نقيا . آناء: الليل ساعاته . من فورهم: وجههم مدرارا: متتابعا . فرقانا: مخرجا . حرض: حض . عيلة: فاقة . وليجة: بطانة . انفروا: اغزوا . السائحون: الصائمون . العنت: الإثم . ببدنك: بدرعك . غمة: شبهة . لدلوك: الشمس زوالها . شاكلته: ناحيته رجما: ظنا . ملتحدا: ملجأ . يرجو: يخاف . هضما: نقصا . هامدة: مغبرة . واقصد في مشيك: أسرع . الأجداث: القبور . ثاقب: مضيء بالهم: حالهم . يهجعون: ينامون . ذنوبا: عذابا . دسر: المسامير . من تفاوت: عيب . أرجائها: نواحيها . أطوارا: ألوانا . بردا: نوما . واجفة: خائفة . مسغبة: مجاعة . المبذرين: المسرفين ([15]). أخرج أبو بكر بن الأنباري في كتاب الوقف عن ابن عباس قال الوزر: ولد الولد بلغة هذيل([16]).
([1]) [مناهل العرفان ج1 ص 259] [النسفي ج2 ص172] .
([2]) [روح المعاني ج9 ص 178] .
([3]) [التبيان في نفسير غريب القرآن ج1 ص 381]
([4]) [الإتقان ص492] .
([5]) [القرطبي ج13 ص 285] .
([6]) [روح المعاني ج19 ص 2] [الإتقان ج1 ص 381] .
([7]) [معرفة القراء الكبار ج1 ص93] .
([8]) [الفائق ج2 ص 4] .
([9]) [روح المعاني 14 ص 20] .
([10]) [تفسير البيضاوي ج4 ص 45] .
([11]) [فتح القدير ج4 ص 24] .
([12]) [الطبري ج30 ص 242] .
([13]) [روح المعاني ج3 ص 44] .
([14]) [روح المعاني ج23 ص40] .
([15]) [الإتقان ج1 ص 381 إلى 383] .
([16]) [الإتقان ج1ص379] .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق