تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الخميس، يناير 30، 2014

على الاقل ( ثريا ملحس التي لا تشبه سواها ) ، بقلم تيسير النجار


منذ أن عزمت ثريا ملحس على الاستقرار في عمان بشكل نهائي منذ عام 2002 وهي تقدم للمدينة حصيلة معرفية وعلمية لا حد لها من العلم والمعرفة والشعر الذي يحمل صدق تأملها في الوجود والانسان الواحد بآماله وتطلعاته سواء أكان انثى أم ذكرا.
ثريا ملحس التي قضت عشر سنوات وهي تبحث في جوانب أبو الفتح كشاجم البغدادي ومساره الأدبي والعلمي الى ان قدمت حوله اطروحتها للدكتوراه سنة 1981 هي وحدها من أحيت هذا الشاعر الذي عاصر المتنبي من جديد في كتابها الضخم الذي صدر هنا في عمان.
تفضل ثريا ملحس ان تتعامل مع التراث وتبعث الحياة فيه بصبر ودأب ودقة وموضوعية على ان تتعامل مع الواقع الذي نعيش لأننا جميعاً نعرف الواقع الذي ترفضه ملحس تمام المعرفة.
في ديوانها الأول النشيد التائه الصادر في بيروت عام 1949 كانت من المؤسسين لقصيدة النثر ولكنها رغم ذلك ابتعدت عن الركض وراء الشهرة ، وكان كل همها ان تسجل أفكارها نحو الله ، والانسان والوجود.
حتى الآن لثريا ملحس العالمة والشاعرة والباحثة الجهبذ ما يزيد عن خمسين كتاباً بحثت فيها عن الحقيقة الكبرى سواء أكانت عبر التراث ، أو الشعر والبحث أو فيما كتبه من نثر جذاب وساحر ، ورغم كتبها ومنزلتها العلمية وبحوثها في قضايا المرأة وفي الموسيقى فهي ما زالت تأسرك بما لديها من تواضع جم ، هو بالضرورة تواضع العلماء.
ثريا ملحس دائماً دائماً متحمسة ، ومنفعلة ومسكونة بحياة الزمان الجميل فهي الشابة رغم انها تقدمت سناً ليس الاّ.
لا يوجد أديبة بحجم ثريا ملحس بيننا في عمان ورغم ذلك لم نسمع ان مؤسسة ثقافية ما بادرت لتكريمها أو شدت على يدها ، ما نعلمه ان ثريا ملحس تعمل بدأب وتطبع كتبها على نفقتها كما تحب وبهدوء وحكمة وبحرية كل مبدع حر.
رغم دواوين ملحس الاربعة عشر ورغم دراساتها وأبحاثها المهمة والمفصلية في الأدب العربي ـوكل منشغل في مجال الثقافة والأدب يقر بذلك ـ لا نجد في المكتبة العربية عامة والأردنية خاصة حتى لو كتاب واحد عن تجربتها الشعرية تحديداً ، ولا نجد مبادرة واحدة من أية مؤسسة ثقافية للاحتفاء بتلك التجربة ، هل ذلك يحصل مثلاً لأنها أنثى.
ثريا ملحس غير منتمية لحزب ، أو لمجموعة من الشعراء ، أو لمجلة أو جريدة ولم تركض لمسرحة شعرها أمام الأضواء ووسائل الاعلام ، لذلك نجدها لا تشبه أي أحد سواها ، ولا يشبهها أحد.
يحق لي ان أردد هنا رأي التشكيلية اللبنانية سلوى روضة شقير الذي قالته قبل سنوات عن ثريا ملحس: ..ان كان في الأدب العربي المعاصر حركات تجددية فان ثريا ملحس تعد في الطليعة.
أشد على يديك ايتها الأديبة يا صاحبة القيم الروحية دائماً وأقول لك ان العالم كله لم يعد عالم الرجال فقط.
 
جريدة الدستور :http://www.addustour.com/Viewarchive...2_id168202.htm

 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق