قال الأستاذ شلاش عمير الدبيس السردية في كتابه ( عشائر السردية وتاريخهم في جنوب بلاد الشام ، الفصل الأوّل ) ( 2011 م ) في حديثه عن العلاقة بين أهل الجبل والسردية : " علاقة عشائر السردية بعشائر أهل الجبل : يقول جون لويس بوركهارد في ملاحظاته حول البدو الوهابيين أن أهل الجبل قبائل متعددة تعيش في سلام مع جميع جيرانها ، ولا تتوانى عن إظهار الولاء لباشا دمشق وهم لا يتركون الجبل على الإطلاق غير أنهم يبدلون مواقع إقامتهم سعياً وراء الكلأ ، ومن بين هذه القبائل " الشنابلة والحسن والزبير والشرفات وبني عظام والأكراد ، وهي قبيلة من أصل كردي نسوا لغتهم وأصبحوا عرباً من جميع النواحي ويضاف للعشائر السابقة عشيرة الغياث " .
ولقد التحقت
عشائر المساعيد لاحقاً بعشائر الجبل في حوران قادمة من فلسطين والبلقاء ، وكان ذلك
في القرن الثامن عشر الميلادي ( [1] ) ، وكانت العلاقة بين هذه العشائر والسردية بين
مد وجزر ثم استقرت معظم هذه العشائر نهائياً في الجزء الأردني من حوران ، ثم ما لبث
أن حصل خلاف بين المساعيد والسردية على أرض ( الحوض ) وتبلغ مساحتها حوالي (11) ألف
دونم ، ثم تدخلت الدولة لفض هذا النزاع وصادرت الأراضي جميعها وانتهى ذلك النزاع ،
ولقد كانت تلك الأرض المصادرة تعتبر الواجهة العشائرية الوحيدة لعشائر السردية .
وعندما دخلت
الانتخابات النيابية للمملكة خصص مقعدان لبدو الشمال تنافست عليه ثمان عشائر تقريباً
، مما جعل العشائر الكثيرة العدد هي الأوفر حظاً بالفوز فيهما ، وذلك أوجد الغبن لهذه
المنطقة ولباقي العشائر والتي لا تستطيع حشد الكثير من الأصوات أو جلبها من خارج المنطقة
، ويعتبر المرحوم الشيخ هايل السرور شيخ مشايخ عشائر أهل الجبل شخصية قومية عربية معروفة
على مستوى بلاد الشام .
وتربط عشائر
السردية بالمساعيد صلات النسب والمصاهرة ، فلقد تزوج الشيخ هايل السرور بأخت عواد خلف
الكليب الفواز السردية كما تزوج المهندس موفق الدبيس السردية من ابنة معالي سعد هايل
السرور ، مما عمق صلات الجوار بالنسب أيضاً.
قلت : قول
الكاتب الكريم : ( التحقت عشائر المساعيد لاحقاً بعشائر الجبل في حوران قادمة من فلسطين
والبلقاء ، وكان ذلك في القرن الثامن عشر الميلادي ) ، قول غير صحيح من حيث :
1ــ أنّ
قبيلة المساعيد من أهل الجبل قدموا من بلاد العراق كما هو المحفوظ عندهم ، ولا زال
إخوانهم هناك إلى يومنا هذا .
أمّا
المساعيد الذين كانوا يتواجدون في البلقاء فقد استقرّ جلّهم في فلسطين ، وكان لهم
تواصل مع أبناء عمومتهم في جبل العرب .
2ــ أنّ
وجود المساعيد أقدم ممّا حدّده في القرن الثامن عشر ( 1701 ــ 1799 م ) ، قال
الأستاذ أحمد وصفي زكريّا في ذكر قبيلة المساعيد : " ... وهم أقدم من الدروز في احتلال الجبل ( أي من
قبل سنة 1112 هــ ) " ( عشائر الشام ، ص 413 ) ، أي قبل عام 1700 م
.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق