تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الأربعاء، يناير 15، 2014

علاقة المساعيد وأهل الجبل مع السردية


قال الأستاذ شلاش عمير الدبيس السردية في كتابه ( عشائر السردية وتاريخهم في جنوب بلاد الشام ، الفصل الأوّل ) ( 2011 م ) في حديثه عن العلاقة بين أهل الجبل والسردية : " علاقة عشائر السردية بعشائر أهل الجبل : يقول جون لويس بوركهارد في ملاحظاته حول البدو الوهابيين أن أهل الجبل قبائل متعددة تعيش في سلام مع جميع جيرانها ، ولا تتوانى عن إظهار الولاء لباشا دمشق وهم لا يتركون الجبل على الإطلاق غير أنهم يبدلون مواقع إقامتهم سعياً وراء الكلأ ، ومن بين هذه القبائل " الشنابلة والحسن والزبير والشرفات وبني عظام والأكراد ، وهي قبيلة من أصل كردي نسوا لغتهم وأصبحوا عرباً من جميع النواحي ويضاف للعشائر السابقة عشيرة الغياث " .

ولقد التحقت عشائر المساعيد لاحقاً بعشائر الجبل في حوران قادمة من فلسطين والبلقاء ، وكان ذلك في القرن الثامن عشر الميلادي ( [1]  ) ، وكانت العلاقة بين هذه العشائر والسردية بين مد وجزر ثم استقرت معظم هذه العشائر نهائياً في الجزء الأردني من حوران ، ثم ما لبث أن حصل خلاف بين المساعيد والسردية على أرض ( الحوض ) وتبلغ مساحتها حوالي (11) ألف دونم ، ثم تدخلت الدولة لفض هذا النزاع وصادرت الأراضي جميعها وانتهى ذلك النزاع ، ولقد كانت تلك الأرض المصادرة تعتبر الواجهة العشائرية الوحيدة لعشائر السردية .
وعندما دخلت الانتخابات النيابية للمملكة خصص مقعدان لبدو الشمال تنافست عليه ثمان عشائر تقريباً ، مما جعل العشائر الكثيرة العدد هي الأوفر حظاً بالفوز فيهما ، وذلك أوجد الغبن لهذه المنطقة ولباقي العشائر والتي لا تستطيع حشد الكثير من الأصوات أو جلبها من خارج المنطقة ، ويعتبر المرحوم الشيخ هايل السرور شيخ مشايخ عشائر أهل الجبل شخصية قومية عربية معروفة على مستوى بلاد الشام .
وتربط عشائر السردية بالمساعيد صلات النسب والمصاهرة ، فلقد تزوج الشيخ هايل السرور بأخت عواد خلف الكليب الفواز السردية كما تزوج المهندس موفق الدبيس السردية من ابنة معالي سعد هايل السرور ، مما عمق صلات الجوار بالنسب أيضاً.
قلت : قول الكاتب الكريم : ( التحقت عشائر المساعيد لاحقاً بعشائر الجبل في حوران قادمة من فلسطين والبلقاء ، وكان ذلك في القرن الثامن عشر الميلادي ) ، قول غير صحيح من حيث :
1ــ أنّ قبيلة المساعيد من أهل الجبل قدموا من بلاد العراق كما هو المحفوظ عندهم ، ولا زال إخوانهم هناك إلى يومنا هذا .
أمّا المساعيد الذين كانوا يتواجدون في البلقاء فقد استقرّ جلّهم في فلسطين ، وكان لهم تواصل مع أبناء عمومتهم في جبل العرب .
2ــ أنّ وجود المساعيد أقدم ممّا حدّده في القرن الثامن عشر ( 1701 ــ 1799 م ) ، قال الأستاذ أحمد وصفي زكريّا في ذكر قبيلة المساعيد : " ... وهم أقدم من الدروز في احتلال الجبل ( أي من قبل سنة 1112 هــ ) " ( عشائر الشام ، ص 413 ) ، أي قبل عام 1700 م .
 


[1] جون لويس بوركهارد ، ملاحظات حول البدو الوهابيين ، ص7
 

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق