تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الثلاثاء، فبراير 04، 2014

نبذة عن الشيخ هايل السرور شيخ قبيلة المساعيد في الأردن رحمه الله تعالى

الشيخ هايل السرور المسعودي
شيخ قبيلة المساعيد في الأردن
رحمه الله تعالى
 
تصوير نيوز :
الخميس 7 / آذار / 2013 م :
 
ولد الشيخ هايل عودة السرور عام 1913، في أواخر الحقبة العثمانية ، وكانت القبائل البدوية تتحرك في البادية شمالاً وجنوباً ، شرقاً وغرباً ، فلا حدود سياسية ولا موانع عسكرية ، وكانت بلدة الرويشد الحالية ، هي مسقط رأسه حيث كانت قبيلة المساعيد متواجدة في تلك المنطقة ، ونشأ في بيت والده الشيخ عودة السرور ، الذي كان زعيماً عشائرياً صاحب نفوذ كبير ، لذا فقد ربى ابنه هايل على الخصال المحمودة ، وعلّمه استخدام السيف والبندقية وركوب الخيل في عمر مبكرة ، وكان الشيخ عودة يدرك بسليقته ونظرة الثاقبة ، أهمية العلم في مستقبل ابنه ، لكن طبيعة التراحل والتنقل التي ميزت حياة البدو ، جعلت من مهمة تدريس الأبناء غاية في الصعوبة ، غير أنه وفر مدرساً لابنه ، يقيم معهم ويرحل حيث يرحلون ، وهو مُعلّم يطلقون عليه اسم ( الخطيب ) كونه رجل دين في الأساس ، يُعلّم الأولاد المبادئ الأساسية في القراءة والكتابة والحساب ، وحفظ أجزاء من القرآن الكريم ، حتى أنه عرف مبادئ اللغة الفرنسية ، خلال فترة الاستعمار الفرنسي في سوريا .
كانت قبائل المساعيد وقبائل أهل الجبل تتحرك بين شمال شرق الأردن وجنوب شرق سوريا السياسية ، ولم تكن الحدود السياسية واضحة المعالم على أرض الواقع في تلك النواحي ، فعشائرياً كانت منطقة جبل العرب تشمل مناطق الأزرق وأم الجمال والقرى المحيطة بها من جهة الشرق ، وكانت هذه المنطقة الواسعة على مقربة من الحدث السياسي والعسكري ، حيث كان لهذه القبائل دور بارز في الثورة العربية الكبرى ، وقد تشبع رجالها بالحس القومي الوحدوي ، لذا نجد لرجالها حضوراً واضحاً في مسيرة النضال العربي ، فالشيخ هايل السرور الذي تربى على الشجاعة والإقدام ، وأدرك منذ شبابه أن الوحدة العربية السبيل الوحيد لحرية العرب ونهضتهم ، قاد مقاتلين من قبائل أهل الجبل للقتال في فلسطين ضد الإنجليز واليهود ، وقد قاد رجاله في قتال بطولي ، مع مجموعة أخرى من مقاتلين قدموا من البلقاء على رأسها الشيخ هايل الحديد ، وخلال معركة بلدة ( بدو ) الواقعة غرب مدينة القدس ، أصيب هايل الحديد إصابة بليغة ، وقد عمل هايل السرور على إخلائه ونقله إلى مستشفى رام الله ، لكنه استشهد قبل وصوله المستشفى .
كان حضور الشيخ هايل السرور في الثورة السورية قوياً على أكثر من صعيد ، كمقاتل وكسياسي ممثلاً لأبناء منطقته في مجلس الشعب السوري ، فقد خاض الانتخابات البرلمانية السورية وحقق الفوز فيها مرات متتالية ، وكان صوت الحق والمطالب برحيل الاستعمار الفرنسي ، وقد تميز بسعيه ومطالبته بتحقيق وحدة بلاد الشام وبلاد الرافدين بقيادة الهاشميين ، فهو من مدرسة الأمير المؤسس عبد الله بن الحسين ، وقد نمت الصلة بينهما بشكل قوي وراسخ ، حتى أنه حين اشتدت ملاحقة الفرنسيين والبريطانيين للشيخ هايل السرور ، بادر الأمير عبد الله بتوفير الملاذ الآمن له ، حيث أسكنه في بيت ابنه الأمير طلال ــ الملك طلال لاحقاً ــ بعيداً عن أعين مطارديه ، وقد كان لنشاطه الوحدوي آثاراً سلبية عليه ، حيث تمت مضايقته ولوحق كثيراً ، لكنه بقي محافظاً على نهجه .
أخذ الشيخ هايل السرور عن والده الزعامة العشائرية والقضاء العشائري ، وخلال فترة قصيرة ذاع صيته كقاضٍ لا يشق له غبار ، حيث توافد إليه طلاب الحق من داخل الأردن وخارجه ، وكان دأبه تحقيق الصلح قبل اللجوء للحكم القضائي ، فيسعى إلى تقريب القلوب والنفوس ، فلا يخرج المتخاصمون من بيته إلا وقد زالت أسباب الخصام وتألفت نفوسهم ، وهو ما جعله حجة في القضاء ومقصداً لطالبيه .
لعب الشيخ دوراً بارزاً في استقرار قبيلته ، من خلال حضهم على تأسيس القرى والمطالبة لهم بالمدارس ، والخدمات الصحية والبنى التحتية ، وشجع تعليم البنات ، وكان مثلاً رائعاً بذلك حيث بادر بتعليم بناته ، وسمح لهن بإكمال دراستهن خارج الأردن، فقد كان صاحب نظرة ثاقبة وبصيرة نافذة .
خلال عضويته لمجلس الشعب السوري لعدة دورات ، ونظراً لنشاطه ومثابرته ، أصبح مراقباً للمجلس ، مشاركاً في الحركات الوطنية التحررية والوحدوية ، وقد استمر في عضوية مجلس الشعب السوري حتى عام 1957، ولم يتخل عن حلمه بوحدة بلاد الشام والعراق ، وكان هذا السبب في التآمر عليه ، فتم اعتقاله وسجنه ، حتى وصل الأمر الحكم عليه بالإعدام ، بتهمة التآمر ، وقد عانى أشد المعاناة في تلك الفترة ، وتعرض للتعذيب بشتى صوره ، حتى نزل الحكم إلى السجن المؤبد ، حيث أمضى خمس سنوات بسجن المزة في دمشق ، بعد ذلك أبعد إلى مصر ، لكنه تمكن من العودة إلى الأردن عام 1961، لكنه بقي على موقفه ونهجه القومي المطالب الوحدة .
عُين الشيخ هايل السرور عضواً في مجلس الأعيان الأردني عام 1987 حتى عام 1989، وكان صاحب رأي واضح وجريء، نابع من رؤية ثاقبة موضوعية .
عرف عنه حبه للشعر ؛ كشاعر رقيق الحس ، وعذب التراكيب ، حيث تميز بسليقة شعرية فوارة ، وقد انتشرت قصائده بين الناس ، وتغنت بها الألسن ، وقد تميز شعره بالحكمة وتقديم الصفات النبيلة من شجاعة وكرم ووطنية ، وله قصائد تبين معاناته في السجن ، وقصائد وجهها لأبنائه من أبرزها قصيدة وجهها لنجله معالي سعد هايل السرور ، ركز فيها على الخصال الحميدة ، وكشف فيها عن خبرته الكبيرة في الحياة ، لذا فإن الشيخ هايل السرور صوت حي في قلوب من عرفة وأحبه وتعامل معه .
توفي الشيخ هايل السرور عام 2000م ويبقى ذكره الطيب يخلده بين الأجيال ، فالذاكرة الوطنية تضعه في مقدمة كوكبة الرجال الرواد .
وبعد انتخابه رئيساً لمجلس النواب ،،، ليت ( سعد ) يقرأ من جديد ما كان والده الراحل الشيخ والمناضل الوحدوي الشيخ هايل عودة السرور أوصاه به .. وتالياً نَصّ القصيدة :


البـارحـة عيـنـي ســرى الـنـوم عـنــه
وأهــول عـيـن سـاريـة مـثـل مـســراه
عـيـن تــرش دموعـهـا رشــف شـنّــه
أو دلـو تسحـب فطـر العـيـس بـرشـاه
يـا سعـد عـلـى أبــوك مــا أواه الجـنـه
بالضـيـق مـــا ضـيــع خـويــه وخـــلاه
الـيــاه يـــا بـذلـنــا مـالـنــا مــــا غــنــه
ولــيّــا فـعـلـنـا فـعـلـنـا، مــــا ذكــرنــاه
الـجــود ســـر جــــدود كــــار لأهـلـنــه
مـال طبـاع الـذيـب تـربـي مــع جــراه
يــا سـعــد خـــذ مـنــي كـــلاٍم، وتـبـنّـه
لا بــــد فــــي يــــوم تــعــوزه وتـلـقــاه
أوصــيــك يــــا ســعــد ســــرك تـكـنّــه
إيــاك ثـــم إيـــاك إيـــاك إيـــاك وايـــاه
وايـــــاك ضــحـــاك يـــغـــرك بــســنــه
مــا تـنـعـرف صـداقـتـه مـــن مـعــاداة
وأحــذر طـريــق الـهــون إيـــاك مـنــه
وإيـــــاك دروب تـــأخـــذك لــلأهــانــاة
ومن يلحق رعود الصيف كـم وهمنـه
كــم وردن عطـشـان ويـعــود بـظـمـاه
وافطن ترى سوس الخشب صار منه
لا تأمـن مـثـل أبــوك يجـيـك مــا جــاه
والــلــي بـــــدل صــارمـــه بـالـمـسـنـه
خـلـلّـه يـولــي يــــا ســعــد لا تــرجــاه
وإنا إللي بخاطري يا سعد جزت عنـه
يــــوم تــســـاوي الــذيـــب وام خــنّـــه
الــعــز مـنــقــع والـظـمـايــا اوردنـــــه
وإن شـح مـاه الـنـاس تعطـيـه مقـفـاه
هنـي مـن قالـوا علـى الصـدق مذهبـه
ولا عيـبـوا بــه ضاربـيـن المشاعـيـب
والنـفـس يـولـد ذلـهـا مــن أطمـاعـهـا
ولا تـطـيـع نـفـسـك لـلــردى وتـجـيـب
يــــومٍ عــثــر حـظـهــا فــــي زمـانـهــا
ضـاعـت مــا بـيـن الـعـرب والتعـريـب
قـد ضـاع مـن ضيـع حياتـه فـي رفـقـا
مـــا مـيــزوا بـيــن الـخـطـأ ومـصـيـب
لا خــانــت الـدنـيــا واشــتــد جــورهــا
تجـعـل مــن الـوجـه الضـحـوك كئـيـب
تـمـســي بــحــال وتـصـبــح بـغـيـرهــا
ولا بـــد مـــن بـعــد الـشـبـاب مـشـيـب
شابـت عوارضنـا ومـا شــاب عزمـنـا
وشـيـب الـفـتـى قـبــل الأوان عـجـيـب
إن جـــاروا الأعــــداء يـغـيــب شـيـنــا
وان جـــار علـيـنـا الـصـديـق نـشـيــب
 
تصوير نيوز :
 
 
قلت : الكاتب وجّه نصيحة لمعالي المهندس سعد هايل السرور بسماع نصيحة والده الشيخ هايل السرور ، وهذا جميل وطيّب ، ولكن ألم يكن جديرا بالكاتب أنّ ينوّه أن ما أورده هنا هو نقل حرفي عن الأستاذ هزّاع البراري ؟
هذه المقالة نشرها الأستاذ هزّاع البراري بعنوان ( الشيخ هايل السرور... قومي أحب الشعر والقضاء ) في جريدة الرأي بتاريخ الاثنين 31 / 12 / 2012 م ، ونقلتها عنه في ملتقى قبائل المساعيد والأحيوات بتاريخ 2 / 1 / 2013 م :
 ثم نشرتها في مدوّنتي هنا المساعيد بنفس التاريخ :
ولم يزد الناقل في مقالته إلا توجيه النصح لمعالي أبو هايل ؟!

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق