سبق أن كتبنا عن منطقة المسعوديّات مرارا وتكرارا ، وقد بيّنا أن هذه المنطقة كانت تُعرف بالمسعوديات ، قبل أن يصبح اسمها المساعيد ، والمساعيد من ضواحي مدينة العريش في شماليّ سيناء .
وقد عُرفت بهذا الاسم إلى بعض النساء المسعوديّات من نساء أجداد قبيلة الأحيوات .
وقد ذكرت المصادر المختلفة من عثمانية وفرنسية وعربية أن اسم المنطقة قديما هو المسعوديّات ، وهو المعروف عن عربان البادية وخاصّة عند قبائل المساعيد والأحيوات وغيرهما .
ومن بين الدراسات التي أشرا إلى اسم المسعوديّات دراسة بعنوان ( مدينة العريش ودورها في التصدي للحملة الفرنسية على مصر وبلاد الشام ( 1798 ــ 1801 م ) ، للأستاذ رياض محمود الأسطل / قسم التاريخ والعلوم السياسية / جامعة الأزهر ــ غزة ، وهذه بعض المقتطفات التي ورد فيها ذكر منطقة المسعوديّات :
1ــ ... وكانت قوات نابليون قد تعرضت في طريقها إلى العريش وغزة ، كما تعرضت قوات كليبر من قبل، لمشاكل نقص المؤن والمياه، لدرجة أن نابليون قال ، وكلامه لا يخلو من مبالغة ، بأنه قطع في صحراء سيناء نحو 170 ميلا ، اضطر خلالها لأكل الكلاب والحمير وشرب ما تيسر من الماء ، مهما كان طعمه أو مدى صلاحيته للاستخدام الآدمي ؛ وذلك لندرته الشديدة ، حيث كانت تمر أوقات لا يجد فيها الجنود أي قطرة ماء . ومن هنا دفعت الحاجة الماسة للمياه العلماء المصاحبين للحملة للبحث عن مصادر للمياه قبيل دخولهم للعريش، حيث اكتشفت الحملة مياه "المواصي" في المسعودية ، واعتبرت أن هذا الاكتشاف بالغ الأهمية بالنسبة لها، حيث رفع من الروح المعنوية للجنود ، وأمَنت إمكانية حصولهم على المياه العذبة بسهولة .
2ــ ... حيث أمر السردار العثماني كلا من مصطفى باشا والي مرعش، وحسين باشا والي أدنة ، ونصوح باشا والي مصر ، بالتوجه إلى بر المسعودية ( المساعيد ) لقطع الإمدادات عن القوات الفرنسية المرابطة في قلعة العريش .
3ــ ..... وعندما رأى السردار الأعظم أن الحامية العسكرية الفرنسية مصرة على المقاومة ، وأن القلعة عصية على الاستسلام بوضعها القائم ، أمر وحدة بر المسعودية بقيادة مصطفى باشا بالهجوم على القلعة ، من الخلف ، أي من الجهة الجنوبية ، ومحاصرتها في جنح الظلام
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق