تهتم هذه المدونة وتعنى بأنساب وتاريخ وأعراف وتقاليد وأخبار وأعلام وشؤون قبائل المساعيد

الثلاثاء، يناير 30، 2018

التحریر» في منزل دلیل «الطریق إلى إیلات» بالشرقیة: «ھذه قصة عائلة الأبطال» بقلم الأستاذ إسلام عبد الخالق


لم یكن یدري الشیخ سالم سلامة سالمان سویلم أبو عكفة، أن الشھور والسنوات التي قضاھا في خدمة القوات بسیناء، بدء ً ا من عملیة "الطریق إلى إیلات"، ومرورا بالعمل خلف خطوط ... ً العدو في حرب أكتوبر المجیدة، جزاؤھا لن یكون حاضرا في مشھد لم یكن یدري الشیخ سالم سلامة سالمان سویلم أبو عكفة، أن الشھور والسنوات التي قضاھا في خدمة القوات بسیناء، بدءا من عملیة "الطریق إلى إیلات"، ومرورا بالعمل خلف خطوط العدو في حرب أكتوبر المجیدة، جزاؤھا لن یكون حاضر ُ ا في مشھد وداعھ؛ إذ شیع جثمانھ إلى مثواه الأخیر بمقابر الأسرة بعزبة «العكفان» بالشرقیة، وسط غیاب تام للمسئولین بأجھزة الدولة المختلفة.

منذ میلاده یوم الثلاثاء 19 یولیو 1938 بمسقط رأس قبیلتھ «الأحیوات» بوسط سیناء، شقیقًا لـ12 من الإخوة، كان ترتیبھ السادس بینھم، لم یبخل «أبو عكفة» بحیاتھ أو جھاده عن الدفاع عن تراب الوطن؛ إذ بدأ جھاده فور بلوغھ سن الشباب، وكان یقوم بتصویر مواقع العدو الإسرائیلي وإرسالھا إلى المخابرات المصریة، ما ساھم في تفجیر قاعدة «أم خشیب» العسكریة، ضمن عملیات متوالیة أصلت جذور الثقة فیھ من قبل أجھزة الدولة، لیتم الاستعانة بھ فیما بعد كـ«دلیل» لواحدة من أھم عملیات حرب الاستنزاف. «كلنا أبطال».. قالھا الشیخ سلیم، الشقیق الأصغر للمجاھد الراحل، لـ«التحریر» مشیرا إلى أنھ و4 ً من أشقائھ حصلوا على نوط الامتیاز من الطبقة الأولى، تقدیرا لجھودھم في مقاومة الاحتلال الإسرائیلي حتى لحظات العبور، حیث شملت القائمة الأشقاء الخمسة «عید، وتوفیق، وسلیم، وسالم، وإسلیم».
ووسط عزبة «العكفان» القریبة من میدان «الطیارة» بمدینة بلبیس بمحافظة الشرقیة، جلس سلیم یسترجع ذكریات شقیقھ الراحل: «وقت الاستنزاف ساعدنا على قد ما نقدر، وفي النكسة ساعدنا الجنود وفدیناھم من العدو وجمعناھم بعد ما كانوا تایھین في الصحرا لغایة ما عدیناھم البر التاني». وواصل: «سالم الله یرحمھ عاش كتوم وحافظ على أسراره لغایة ما اندفنت معاه، ودایما كان بیقول عنھا أسرار عسكریة»، قبل أن یلتقط «مجدي» نجل المجاھد الراحل أطراف الحدیث من عمھ، قائلا: «الدنیا كلھا والقنوات عرضت علیھ یتكلم عن المھمات اللي قام بیھا لكنھ رفض».

وأضاف مجدي، 47 ً عاما، میكانیكي، والذي یُعد الابن الأكبر على 8 شقیقات، أن والده كان السبب الرئیسي في تفجیر قاعدة «أم خشیب العسكریة»؛ إذ قام بتصویرھا وإرسال الصور إلى المخابرات، والتي قامت بدورھا بتنفیذ العملیة مساء یومھا.
تفجیر قاعدة «أم خشیب» ساھم في تعزیز الثقة بین المخابرات والمجاھد الراحل؛ إذ طلبھ اللواء أمین وھبي، رئیس المخابرات الحربیة، للحضور إلى مكتبھ، قبل أن یخبره برسالة واضحة «عاوزینكوا في مأموریة مھمة»، وفق حدیث نجل المجاھد، والذي أوضح أن المأموریة كانت تفجیر سفن أسلحة إسرائیلیة حال تواجدھا في میناء إیلات، قبل أن یتدخل عمه : «اسمھا قریة «أم الرشراش» المصریة، وإسرائیل أبادتھا سنة 1948.
كلمات رئیس المخابرات فاجأت المجاھد الراحل، لیطلب وقتھا إعطاءه فرصة للتواصل مع شقیقھ سلمان المتواجد بدولة الأردن، إلا أن طلبه قوبل بالرفض: «تم الإبقاء علیھ في فیلا تابعة للمخابرات بمنطقة الزیتون، واستعانوا بنجل عمه عاید لیكون ھمزة الوصل بینھ وبین شقیقھ». وانطلق عائدا إلى دولة الأردن لیخبر سلمان بدوره في المھمة، والتي كللت بالنجاح بعد تلغیم السفن الموجودة في میناء إیلات وتفجیرھا، لیستقبل سلمان الجنود الفدائیین عقب تنفیذھم للمھمة المطلوبة، والتي كان دلیلھم فیھا المجاھد السیناوي «سالم أبو عكفة».

بطولات «أبو عكفة» وصلت أصداؤھا للقیادة المصریة، حیث أصدر الرئیس جمال عبد الناصر، قرارا بإلغاء تأمیم ممتلكات العائلة، والتي كان التحفظ علیھا سببًا رئیسیًا دفع «سلمان» للمغادرة إلى الأردن، فیما تواصلت بطولات «الشیخ سالم» في سیناء حتى لحظات العبور في حرب أكتوبر، وفق نجله : «شارك في الجھاد خلف خطوط العدو ووقتھا الرئیس السادات منحه نوط الامتیاز من الطبقة الأولى» أعلى أسرار العملیات التي شارك فیھا، رافضا إجراء أیة مقابلات إعلامیة بشأن ذلك، وبعد سنوات كثیرة عاشھا بین دھالیز صحراء سیناء، عاد «أبو عكفة» إلى عزبة العائلة، محافظً حتى توفى عن عمر ناھز الـ 80 ً عاما.

التحرير : 
 www.tahrirnews.com/Posts/printing/866458/إيلات+الشرقية+تفجير

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق