هاجر كثيرٌ من الهُذَليّين على مرّ السنين إلى منطقة المدينة المنوّرة منذ هجرة النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم ، وعلى رأس هؤلاء عبد الله بن مسعود ، وعُتْبَة بن مسعود ، وابن أخيهما عَمْرو بن عميس بن مسعود ، وأمّهما أمّ عبد ، بل ذكر بعض المفسّرين أنّ ألف بيتٍ من قبيلة هُذَيْل هاجروا إلى المدينة .
ومن أخبارهم في المدينة في زمن النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم ما رواه الطبراني بسنده عن أبن عباس رضي الله عنهما قال : قال رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّم ذات يوم : " ( أفيكم أحد من هُذَيْل ؟ ) فلم يجبه أحد ، ثمَّ قال ( أفيكم أحد من هُذَيْل ؟ ) ، فقال رجل منهم : أنا ، وقد مات رجل منهم ، فقال رسول الله صلّى الله عليه وَسَلَّم : ( ما منعك أن تكلّم حيث تكلمت ؟ ، قال : ظننت يا رسول الله أنه نزل في قومي شيءٌ فكرهت أن أكون أنا الذي آتيهم به ، قال : ( لا إنَّ صاحبكم محتبس بدينه ) " ، ورواه البزار ، والطبراني في الكبير أطول منه ، وفيه حبان بن علي ، وقد وثقه قوم ، وضعفه قوم " .
وقد نزلت قبيلة هُذَيْل في المدينة المنوّرة ، وكانت تجاورهم في بعض مواضعهم قبائل قُرَيْش وأشجع وأسلم ، قال ابن شبّة : " نزلت هُذَيْل بن مُدْرِكَة ما بين شامي سائلة أَشجع ، وزاوية دور يحيى بن عبد الله بن أَبي مريم ، إِلى دار آل حرام بن مزيلة بن أَسد بن عبد العُزّى بالثنية ، زاويتها اليمانية ، وذلك مجتمعها ومجتمع أَسلم " ، ونقله السمهودي .
ومن أعلام هُذَيْل في المدينة المنوّرة : عبد الله بن مسعود وأخوه عُتْبَة بن مسعود ، وأمّهما أم عبد ، وابن أخيهما عَمْرو بن عميس بن مسعود رضي الله عنهم ، هاجروا إلى المدينة ، وقد توفّي عُتْبَة وعبد الله في المدينة ، ومنهم عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود ، وحمل بن مالك بن النابغة اللِحْياني الهُذَلِيّ ، قال ابن الأثير : " ذكره مسلم ابن الحجاج في تسمية من روى عَنِ النَّبِيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم من أهل المدينة " ، وقال ابن حجر في ذكره : " أن النبي صلّى الله عليه وَسَلَّم كان استعمله على صدقات هُذَيْل " ، وقال : " عاش إلى خلافة عمر " .
قلت : كان حمل بن مالك بن النابغة اللِحْياني الهُذَلِيّ على صدقات هُذَيْل في المدينة ، أمّا قبيلة هُذَيْل في بلادها فقد استعمل النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم على صدقاتهم أبا عبيدة عامر بن الجرّاح القرشي رضي الله عنه .
ومن أعلامهم أيضاً : الصحابي شفيّ الهُذَلِيّ ، قال ابن حجر : " شفيّ الهُذَلِيّ : والد النّضر . قال أبو عمر : يُعدّ في أهل المدينة . ذكره بعضهم في الصّحابة ولا يصحُّ . انتهى .
وروى الواقديّ من طريق النضر بن شفي ، عن أبيه ، قال : خرجنا في عير إلى الشام ، فلمّا كنا بعمّان عرّسنا من الليل ، فإذا بفارس يقول : أيّها النّاس هبّوا ، فليس ذا بحين رقاد ، قد خرج أحمد ، وطردت الجنُّ كلّ مطرد . ففزعنا ورجعنا إلى أهلنا ، فإذا هم يذكرون خبر النبيّ صلّى الله عليه وَسَلَّم وأنه بُعث .
قلت : فهذا يدل على إدراك زمن البعثة النبويّة ، ووصفه بسكنى المدينة يشعر باللّقاء " .
ومنهم جندب الهُذَلِيّ ، وكان من تجّار المدينة ، قال ابن حجر : " جندب بن سلام الهُذَلِيّ . أدرك الجَاهِلِيَّة . وكان تاجراً في عهد عمر بالمدينة . روى البخاريّ في التّاريخ من طريق سلمة بن جندب عن جندب بن سلامة قال : كنّا تجّارا في هذا السّوق ، فقال عمر : لا نخلّي بينكم وبين ما يأتينا تحتكرونه ، قال مسلم بن جندب : وكان جندب بن سلامة من قومي " .
ومنهم يزيد الهُذَلِيّ ، قال ابن حجر : " يزيد بن أنيس الهُذَلِيّ ، له إدراك ، قال : كنا نقوم في المسجد في عهد عمر ، رواه عنه مسلم بن جندب " .
ومنهم نوفل بن إياس الهُذَلِيّ روى ابن سَعْد بسنده عنه قال : " كنا نقوم في عهد عمر بن الخطاب فرقا في المسجد في رمضان ... " ، والحَارِث بن عَمْرو الهُذَلِيّ ، قال ابن سَعْد : " ولد في عهد النبي صلّى الله عليه وَسَلَّم وروى عن عمر بن الخطاب أحاديث منها كتابه إلى أبي موسى الاشعري في الصلاة وقد روى أيضا عن عبد الله بن مسعود وغيره ومات الحَارِث بن عَمْرو سنة سبعين " ، وعبد الله بن ساعدة الهُذَلِيّ ويكنى أبا محمد روى عن عمر بن الخطاب ، روى ابن سَعْد بسنده عنه قال : " رأيت عمر بن الخطاب يضرب التجار بدرته إذا اجتمعوا على الطعام بالسوق حتى يدخلوا سكك أسلم ، ويقول لا تقطعوا : علينا سابلتنا ، النضر بن سفيان الهُذَلِيّ روى عن عمر بن الخطاب ، وقال خليفة بن خيّاط ( ت 240 هــ ) في ذكر رجال الطّبقة الأولى من أهل المدينة : " عبد الله بن ساعدة الهُذَلِيّ يكنّى أبا محمد مات سنة مائة " .
ومنهم سنان بن سلمة بن المحبّق ، قال ابن سَعْد : " سنان بن سلمة الهُذَلِيّ ، وكان أميراً على البحرين ، قال : كنّا أغيلمة في المدينة في أصول النخل نلتقط البلح الذي يسمّونه الخلال ، فخرج إلينا عمر بن الخطاب ، فتفرّق الغلمان وثبتّ مكاني ، فلمّا غشيني قلت : يا أمير المؤمنين إنّما هذا ما ألقت الريح ، قال : أرني أنظر فإنّه لا يخفى عليّ ، فنطر في حجري ، فقال : صدقت ، فقلت : يا أمير المؤمنين ترى هؤلاء الآن ، والله لئن انطلقت لأغاروا عليّ فانتزعوا ما معي ، قال : فمشى معي حتى بلّغني مأمني " .
ومن أبرز أعلامهم في المدينة في العهد الأموي : عبيد الله بن عبد الله بن عُتْبَة بن مسعود المسعودي الهُذَلِيّ أحد فقهاء المدينة السبعة الذين انتهى إليهم العلم ، وقد توفّي ودفن في المدينة سنة 98 هــ .
ومنهم أبو عَمْرو الهُذَلِيّ ، قال أبو الفرج الأصفهانيّ ( ت 356 هــ ) " أبو عَمْرو عبد الله بن الحَارِث الهُذَلِيّ من أهل المدينة " ، روى عنه العبّاس بن هشام .
ومن أعلامهم في المدينة في العهد الأمويّ أيضاً ، مسلم بن جندب الهُذَلِيّ أحد قضاة المدينة في العهد الأمويّ ، وقد أختلف في سنة وفاته ، فمن قائلٍ توفّي عام 106 هــ ، ومن قائلٍ توفّي بعد عام 110 هــ ، ومن قائل بل عاش إلى عام 130 هــ ، قال البلاذري : " من هذيل : مسلم بن جندب وكان قاص مَسْجِد رَسُول اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بالمدينة وإمامه وقارئه ، وكان يأخذ العطاء مع القراء والفقهاء والشعراء ومع المسجديّين .
وقال عمر بن عبد العزيز : من سرّه أن يسمع القرآن غضّاً فليسمع قراءة مسلم بن جندب .
وقال محمد بن سعد : كان مسلم بن جندب يكنى أبا عبد الله ، وسمع ابن عمر وأصحاب عمر ، ومات فِي أول أيام هِشَام بْن عَبْدِ الملك " ، وقال الحافظ المزّي : " مسلم بن جندب الهُذَلِيّ ، أَبُو عَبْد الله المدني القاضي والد عَبد اللَّهِ بن مسلم بن جندب المقرئ " ، وقال : " رَوَى عَن .... ونوفل بْن إياس الهُذَلِيّ ( تم ) ، ويزيد ابن أنيس الهُذَلِيّ ( عخ ) " ، وقال : " رَوَى عَنه : ..... وابنه عَبد اللَّهِ بن مسلم بن جندب ( ت ) " ، وقال : " ذكره مُحَمَّد بْن سعد في الطبقة الثانية من أهل المدينة ، وَقَال : مات بالمدينة في خلافة هشام ، وكَان عُمَر بْن عبد العزيز رزقه دينارين ، وكان قبل ذلك يقضي بغير رزق . وذكره ابنُ حِبَّان فِي كتاب الثقات ، وَقَال : مات سنة ست ومئة " .
وقال خليفة بن خيّاط ( ت 240 هــ ) في ذكر رجال الطّبقة الثّالثة من أهل المدينة : " مسلم بن جندب من هُذَيْل بن مُدْرِكَة توفّيّ في خلافة هشام بن عبد الملك سنة ستٍّ ومائة ، يكنّى أبا عبد الله " ، وقال ابن حبّان ( ت 453 هــ ) : " مُسلم بن جُنْدُب الْهُذلِيّ ، يروي عَن بن عمر ، وَكَانَ قَاضِي أهل الْمَدِينَة ، روى عَنهُ يحيى بن سعيد الْأنْصَارِيّ وَزيد بن أسلم وَيحيى بن أبي كثير ، مَاتَ سنة سِتّ وَمِائَة ، وكنيته أَبُو عبد الله " ، وقال الذَّهبي : " مسلم بن جندب الإمام أبو عبد الله المدنيّ المقرئ القاصّ ، مولى هُذَيْل ، وكان من فصحاء أهل زمانه ، يقصّ بالمدينة " ، وقال : " وتأدب عليه عمر بن عبد العزيز الخليفة " ، وقال : " خرّج له الترمذيّ ، قيل : مات في خلافة هشام بن عبد الملك ، بعد سنة عشر ومائة تقريباً " ، وقال ابن الجزريّ ( ت 833 هــ ) : " مسلم بن جندب أبو عبد الله الهُذّلِيّ مولاهم المدنيّ القاصّ تابعيّ مشهور ، عرض على عبد الله بن عيّاش بن أبي ربيعة ، عرض عليه نافع ، وروى عن أبي هريرة وحكيم بن حزان وابن عمر قيل وابن الزبير رضي الله عنهم ولا يصحّ روايته عن ابن الزبير كما ذكره الداني ، وقال الذهبي : ولا أحسب روايته عن حكيم وأبي هريرة إلّا منقطعة ، وهو الذي أدّب عمر بن عبد العزيز وحدّث عنه ابنه وزيد بن أسلم وابن أبي ذئب ويحيى بن سعيد الأنصاريّ ، وكان من فصحاء أهل زمانه ، وقال عمر بن عبد العزيز : من سرّه أن يقرأ القرآن غضّاً فليقرأه على قراءة مسلم بن جندب ، وكان يقصّ بالمدينة " ، وقال : " قال الأهوازي : وأقام ابن جندب بالمدينة إلى أن مات بها سنة ثلاثين ومائة في أيام مروان بن محمد " .
قلت : قول الذَّهبي ومتابعة ابن الجزريّ له بأنَّ مسلم بن جندب مولى هذيل غير صحيحٍ ، بل هو من أنفس هذيل ، سلسل نسبه السُّكَّرِيّ ( ت 275 هــ ) فقال : " عبد الله بن مسلم بن جندب بن حُذَيْفَة بن عَمْرو بن زهير بن خداش بن عتير بن خزيمة بن صَاهِلَة بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل ، وقال الصفدي ( ت 764 هــ ) : " ابْن جُنْدُب الْقَارئ عبد الله بن مُسلم بن جُنْدُب بن حُذَيْفَة بن عَمْرو بن زُهَيْر بن خِدَاش " .
وابنه عبد الله بن مسلم الهُذَلِيّ إمام مسجد الأحزاب من أعلامهم في العهد العبّاسي ، قال الصفدي : " ابن جندب القارئ عبد الله بن مسلم بن جندب بن حُذَيْفَة بن عَمْرو بن زهير بن خداش الهُذَلِيّ القارئ ، أحد قرّاء الرواة . قرأ عليه نافع بن أبي نعيمٍ ، وحدث عنه ابن أبي ذئب وغيره . ودخل على المهدي مع القرّاء فأخذ عشرة آلاف درهمٍ ، ثمَّ دخل عليه في الرواة فأخذ عشرة آلاف درهم ، ثمَّ دُعي في المغنّين فأخذ عشرة آلاف درهم ، ثمَّ دعي في القصّاص ، فقال المهدي : لم أر كاليوم أجمع لما لم يجمع الله في أحدٍ منك ! وكان ظريفاً غزلاً وهو أحد الكَمَلَة . لمّا ولي الحسن بن زيدٍ المدينة منعه أن يؤم بالناس فقال : أصلح الله الأمير لم منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي ؟ فقال : منعك منه يوم الأربعاء ، يريد بذلك قوله :
يا للرجال ليوم الأربعاء أما = ينفكّ يحدث لي بعد النهى طربا
إذا لا يزال غزالٌ فيه يفتنني = يهوي إلى مسجد الأحزاب منتقبا
يخبر الناس أن الأجر همته = وما أتى طالباً للأجر محتسبا
لو كان يطلب أجراً ما أتى ظهراً = مضمّخاً بفتيت المسك مختضبا
وقال ياقُوت الحَمَوِيّ : " مسجد الأحزاب من المساجد المعروفة بالمدينة التي بنيت في عهد رسول الله صلى الله عليه وَسَلَّم .... وحدث الزبير بن بكار قال : لمّا ولي الحسن بن زيد المدينة منع عبد الله بن مسلم بن جندب الهُذَلِيّ أن يؤم بالناس في مسجد الأحزاب ، فقال له : أصلح الله الأمير ، لم منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي ؟ قال ما منعك منه إلاّ يوم الأربعاء : يريد قوله :
يا للرجال ليوم الأربعاء ! أما = ينفكّ يحدث لي بعد النهى طربا ؟
إذ لا يزال غزالٌ فيه يفتنني = يأتي إلى مسجد الأحزاب منتقبا
يخبّر الناس أن الأجر همّته = وما أتى طالبا أجرا ومحتسبا
لو كان يطلب أجراً ما أتى ظهراً = مضمّخا بفتيت المسك مختضبا
لكنّه ساقه أن قيل ذا رجبٍ = يا ليت عدّة حولي كلّه رجبا
فإنّ فيه لمن يبغي فواضله = فضلاً وللطالب المرتاد مطلبا
كم حرّةٍ درّةٍ قد كنت آلفها = تسدّ من دونها الأبواب والحجبا
قد ساغ فيه لها مشي النهار كما= ساغ الشراب لعطشانٍ إذا شربا
أخرجن فيه ولا ترهبن ذا كذبٍ= قد أبطل الله فيه قول من كذبا
قلت : ولي الحسن بن زيد بن الحسن بن علي بن أبي طالب المدينة في شهر رمضان سنة 150هــ .
وقول عبد الله بن مسلم : ( لم منعتني مقامي ومقام آبائي وأجدادي قبلي ؟ ) يدل على أنّ آل عبد الله بن مسلم بن جندب الهُذَلِيّ قد مضى لهم زمن طويل في المدينة ، وأنّ أمر المسجد كان لهم ، وهم من بني خزيمة بن صَاهِلَة بن كَاهِل بن الحَارِث بن تَمِيم بن سَعْد بن هُذَيْل ، وابن جندب المذكور هو عبد الله بن مسلم بن جندب بن حُذَيْفَة بن عَمْرو بن زهير بن خداش بن عتير بن خزيمة بن صَاهِلَة .
ومن بنيه ، سعيد ، قال ابن حبّان ( ت 453 هــ ) : " سَعِيد بْن مُسلم بن جُنْدُب الْهُذلِيّ أَخُو عبد الله بن مُسلم يروي عَن أَبِيه روى عَنهُ الصَّلْت بن مُحَمَّد " .
ومن أعلام الهُذَليّين في المدينة في عهدٍ متأخّرٍ جدّاً عبد الله المسعودي إمام المسجد النبوي ، قال عبد القادر بن أبي الوفاء القرشي ( ت 775 هــ ) : " عبد الله بن المبارك ، واسم المبارك محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن أحمد بن علي بن الحسن بن محمد بن عقيل بن عثمان بن أبي بكر بن أبي عبد الله القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، أبو بكر الهُذَلِيّ المسعودي البستي الفقيه ، المنعوت بالنظام . هكذا رأيت بخطّ الحافظ الدمياطي في مشيخته ، وذكر أنّه توفّي بالمدينة ، سنة ثمان وخمسين وستمائة " .
وقال السخاوي : " عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن بن علي بن عبيد الله بن الحسن بن علي بن أحمد بن الحسن بن محمد بن عقيل بن عثمان بن أبي بكر بن أبي عبد الله القاسم بن معن بن عبد الرحمن بن عبد الله بن مسعود ، الإمام العالم ، الأوحد البارع المتقن ، نظام الدين أبو بكر بن الإمام العلاّمة المبارك بن الإمام العالم أبي المعالي المسعودي الهُذَلِيّ البستي السجستاني نزيل المدينة النبوية ، وإمام مسجدها والمقيم بها من حدود العشرين وستمائة ، إلى أن مات بها في رابع رمضان سنة ثمان وخمسين وستمائة . روى الحديث عن جماعة ، وقرأ الفقه وتفنن ، وكتب الخط الحسن ، وبرع في الفضائل ، وكتب عن الأئمة من الرحّالين كالحافظين أبي المكارم بن مسدي وأبي محمد الدمياطي في معجميهما . قاله العفيف المطري " ، وقال في ذكر أئمة المسجد النبوي : " وكذا أمَّ به النظام أبو بكر عبد الله بن محمد بن محمد بن الحسن المسعودي ، المتوفي سنة ثمان وخمسين وستمائة " .
قلت : سقط من سياق النسب عند السخاوي اسم عليّ وهو علي بن الحسن بن محمد .
وسجستان إقليم يقع بعضه في أفغانستان وبعضه الآخر في إيران .
سجستان موطن بعض ذرية عبد الله بن مسعود رضي الله عنه
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق